رحلة سريعة الي مصر تزامنت مع الأنتخابات الرئاسية كان اول انطباع لدي منذ مغادرتي المطار في طريقي شبرا ممكن ترجمته الي تعبير " اللي فيه داء ما بيبطلوش"
كمية مبالغ فيها لدرجة الغثيان من لوحات التأييد للسيسي تقف امامها لوحات ابو اسماعين ... التي سخرنا منها .. ذليلة من قلتها و عدم انتشارها بهذه الكثافة ..
من اول عبده الفرارجي .. الي كبار المستثمرين مرورآ بجميع الفئات .. يحبونه و يؤيدونه .. و انت الأمل و انت المستقبل .. و من غيرك احنا ضايعين
اعلام دوره الوحيد هو تأييد مطلق و تشجيع لكل ما هو يسير معهم علي نفس المنهج النفاقي المبالغ فيه
و علي نفس المنوال شيطنة و تخوين لكا من يغرد خارج السرب
كثيرآ من الأعلاميين المصريين .. كلما جاء رئيسآ جديدآ.. رسموا باقلامهم البساط الأحمر تحت اقدامه .. و جعلوا منه صاحب رسالة نبوية لا يمسها اي خطأ.. و يزودون عنه ضد اي شكوي او اعتراض..
محاميين من الباحثين عن الشهرة يقضون جل وقتهم في ملاحقة اي معارض او صاحب رأي مخالف .. سواء كان ذو غرض بالفعل او مدفوعآ بحب بلده ..
كلهم يقومون بدور عتريس في فيلم شيء من الخوف في موقف الفرح عندما نظر الي المتواجدين و زعق : " نقوطك يا رشدي" .. فاصطف اهل البلد يقدمون نقوطهم ليس عن اقتناع أو حبآ و لكن خوفآ ..
انتهت الفترة الأولي من رئاسة السيسي .. و ها نحن نبدأ الثانية .. تحملنا كلنا كل ما كان يجب ان نتحمله من تضحيات ايمانآ بانه ثمن واجب الدفع من اجل بلدنا
و سنظل ندفع بكل اقتناع .. و لكن هذا المناخ يجب ان يتغير
شخصيآ انا شديد الأقتناع بان السيسي هو افضل من يعتلي كرسي رئاسة مصر في هذا الوقت .. مقتنع تمامآ بانه يحب البلد بالفعل و كل ما يقوم به هو من منطلق البحث عن مصلحة مصر و مواطنيها .. و لكن في نفس الوقت اخشي انه سيتم اجباره من خلال منظومة تصرفات برعنا فيها كمصريين علي التحول الي فرعون لن يقبل اي صوت معترض .. نحن نعامله كأنه مخلوق من نور حتي يصاب بداء الكبر و التعالي ..
نحن نصنع الفرعون ثم نبكي مما يفعل بنا