الفريسه والصياد
كانت تنظر اليه وهو ينشر شباكه حول والدتها .. محاولة منعه لكن دون جدوى. كان الالم يعتصر قلبها وهي تراها تسقط في شباكه اللعينة تذكرت ابيها وما كان سيفعله في لحظة كهذه ... حاول استدراجها هي ايضا لتلك المصيدة .. لكنه لم يتمكن لكونها مراوغة ماهره برغم صغر سنها ونحالة جسدها.. ظل فترة طويله يحاول المرة بعد الاخرى .. علها ترتمي في شباكه فينال منها مايريد ويلفظ ماتبقى منها .. كما فعل مع والدتها .. لكنها ظلت تتملص منه الى ان مل وذهب الى فريسة اخرى اقل منها مهارة وذكاء.. نسيها تمام.. اجل نسيها.. لكن وجهه ظل محفوراً في مخيلتها.. كيف تنساه وهو من حرمها من امها.. ولم يكتف بذلك بل اراد ان يتسغلها اسوء استغلال ولم يرحم طفولتها ولم يكترث لصرخاتها وهي تحاول انقاذها.. مرت سنوات طويله وهي تكبر وتزداد جمالا يوماً بعد يوم ويزداد اصراها على الانتقام في كل مرة تراها فيها اما هو فقد اصبح عجوزاً تسطر التجاعيد خطوطها حول وجهه .. يتوكأ على عصاته الخشبية المهترئه.. يمسك في يديه طفلا صغيراً يعلمه اصول الصيد وفن رمي الشباك.. استمر في ذلك اعوام واعوام.. الى ان رحل... كبر الطفل واصبح شاباً يافعاً وقررت ملاعبته .. اصرت ان تجره اليها لا ان يفعل بها كما فعل ابيه بأمها.. استدرجته اليها اكثر واكثر.. كانت تتمايل امامه بعذوبه.. لم يستطع مقاومتها فكلما كانت تسير خطوة واحد كان يسرع اليها دون مقاومة .. كان يصارع الامواج ويقاوم الرياح العاتيه التي كانت تعوق من سيرها خلفها.. اما هي فكانت تتراقص بفن وبراعة مع تلك الامواج الهادره.. كانت بينهما صداقة عميقة.. اما هو فتارة يسير وتارة يسقط على وجهه..الى ان وصل الى الاسفل ولم يصدق ما رأت عيناه.... ماهذا الجمال!! ماهذه الالوان الرائعه.. فتاة.. تمسك بخطيبها ويتجولان بين الازهار.. طفلة تلعب مع رفيقتها.. ام تبتسم لطفليها اوتحذرهما من الوقع على الصخور.. ماهذه البيئة المتناهية الجمال والروعة.. تركته ينظر الى كل هذا وهي صامتة.. نظر الى وجهها نظرت متفحصة وكأنه يقول لها..لقد رأيتك من قبل؟ ابتسمت واجابته . رأيتني في احضان امي التي قتلها ابيك.. رماها ولفظ ماتبقى منها.. وهكذا كنت تريد انت ان تفعل بي.. صرخ .. لكن ابي لم يقتل والدتك انها الحياة .. كائنات تموت لتحيا الاخرى.. هكذا انتم يابني البشر.. تقتلون من هم اضعف منكم كي تستمرون انتم .. ولاتكترثون باحزان غيركم.. وبكل سذاجة تقول انها الحياه!! حسناً سأريك ماذا ستعفل بك تلك الحياة؟؟؟ سأتركك هنا في اعماق هذا البحر تتلقفك الاسماك.. وتلتهمك قطعة قطعه .. ثم ترمي بعظامك.. تماماً كما فعل
ابيك بأمي.... اليست هذه الحياة التي تدعون اليها!!! فريسة وصياد
شهد 22 فبراير 2015