لوحة القادة
المحتوى صاحب التقييم الأعلى
عرض المحتوى صاحب أعلى تقييم في 11/11/18 في جميع الأقسام
-
كلما قرأت أو سمعت عن ذلك الكليشيه : "الأفق السياسى المسدود" .. تقفز إلى مقدمة تفكيرى مسرحية يوجين أونيل "ما وراء الأفق" أو Beyond the Horizon .. بعلاقاتها المتشابكة ، وعقدتها التى تقوم على سوء الفهم .. والأثرة .. وعدم المصارحة بين الأخوة .. ثم نهايتها المأساوية .. وكذلك بمداها الزمنى على المسرح ، حيث تتوزع فصولها الثلاثة : فأحداث الفصل الأول تجرى فى "ربيع" وردى لإحدى السنوات ، وتجرى أحداث الفصل الثانى فى "صيف" ساخن لسنة تالية ، أما النهاية فتقع فى فصلها الثالث .. ذات "خريف" قاتم .. بعد خمس سنوات من البداية أنظر إلى "الأفق" .. لأجد أنه فى 25 يناير 2011 بدأت نجوم "الأفق السياسى" ، التى اعتلت وامتلكت ناصية "المسرح السياسى" منذ السبعينات ، فى الأفول .. وأنا هنا أتكلم عن بداية أفول "جميع" النجوم .. من قام منهم بأدوار "السلطة" وكذلك من قام منهم بأدوار "المعارضة" على "المسرح السياسى" .. وبفعل ما بدأ فى الانكشاف عاما بعد عام ، بدأ المسرح يخلو منهم تدريجيا منذ ذلك التاريخ .. أما الكومبارس (منهم الصامت ومنهم المتكلم) فله الفضل فى ترويج كليشيه "الأفق السياسى المسدود" ومع ذلك فـ "الجمهور" ما زال فى الصالة يشاهد عرضا "إفتراضيا" ، فى عالم "افتراضى" .. على مسرح "افتراضى" إنتقل إليه بعض الكومبارس ليقوم بأدوار البطولة .. ومازال العرض مستمرا ولكن بنجوم غير النجوم .. أنظر حولك .. وستجد أن ما أقوله فيه قدر كبير من الحقيقة .. طبعا ليس كل الحقيقة .. فلا احد يملك الحقيقة المطلقة .. ومن يدعى امتلاكها ، إعرف أنه كذاب أشر الحقيقة – كما أراها – هى إن تلك النجوم (سلطة ومعارضة) كانت مصنوعة .. بمعنى أنها لم تخرج تلقائيا من حياة سياسية "سليمة" .. نعم بكل أسف .. كانت مصنوعة .. أكيد – عزيزى القارئ – لابد أنك تتساءل الآن : أين ومتى صُنعت ؟ ومن صنعها ؟ سأقول لك ما أعتقده .. والأجر على الله بعد الإطاحة بالملك فاروق فى 52 تم حل جميع الأحزاب السياسية بعد ستة شهور ، أى فى بداية 53 (ما عدا جماعة الأخوان التى حُلت فى أواخر 54) وقيل لنا وقتها إن حل الأحزاب كان حتميا بعد أن فشلت تلك الأحزاب فى "تطهير" نفسها فى خلال المهلة التى حددتها لهم "الحركة المباركة" .. كانت مهلة "التطهير" ومن بعدها حل الأحزاب بغرض تحقيق أحد الأهداف الستة المشهورة كما قيل لنا .. وهو هدف "إقامة حياة ديموقراطية سليمة" .. وفى سبيل ذلك الهدف - أى التطهير وإقامة حياة ديموقراطية سليمة - تم إصدار "قانون الغدر" وهو قانون حاول برلمان الأخوان إصدار مثيل له تحت عنوان "قانون العزل السياسى" .. وكان فرسا السباق فى تقديم وتبرير مشروع ذلك القانون هما عمرو حمزاوى الليبرالى ، وعصام سلطان الأخوانى بعد حل الأحزاب فى 53 قامت قامت هيئة سياسية "واحدة" .. سميت "هيئة التحرير" .. تبعتها فى عام 57 هيئة سياسية "واحدة" أخرى قامت على أنقاضها .. سميت "الاتحاد القومى" .. ثم وفى عام 62 - وبعد فشل الوحدة مع سوريا - دقت ساعة العمل الثورى .. فقام على أنقاض الاثنين اتحاد آخر اسمه "الاتحاد الاشتراكى العربى" .. وكان ذلك نسبة إلى الجمهورية "العربية" المتحدة كان من الضرورى أن يهتم "الاتحاد الاشتراكى" بخلق جيل وأجيال تتربى سياسيا على يد التنظيم "الأب" .. فبعد تأسيسه بعامين - أى فى عام 64 - أنشأ "الاتحاد الاشتراكى العربى" تنظيمين تابعين له .. أحدهما "سرى" وهو "التنظيم الطليعى" ولكن مهمته كانت معلنة وهى "تجنيد العناصر الصالحة للقيادة وتنظيم جهودها وتطوير الحوافز الثورية للجماهير".. أما التنظيم الآخر فكان علنيا واسمه "منظمة الشباب الاشتراكى" .. واسمه يدل عليه وعلى الغرض من إنشائه كما يقول العرب "البعرة تدل على البعير" .. والجدير بالذكر أن من أنشأ هذا التنظيم "الشبابى" كان زكريا محيى الدين ، وأحمد كمال ابو المجد (المخابرات والأخوان) .. وكان التنظيم تابعا مباشرة لأمين عام "الاتحاد الاشتراكى العربى" وهو على صبرى فى ذلك الوقت (رجل الاتحاد السوفييتى فى مصر) !! .. ما تستعجبشى ، ما تستغربشى .. على أية حال إستعان زكريا محيى الدين وأحمد كمال ابو المجد بـ "كوادر" من أيديولوجيات مختلفة للاشترك معهما فى تأسيس "المنظمة" فشل هذا التنظيم الشبابى بعد عدة سنوات .. وقد قرأت إعلان فشله فى محضر اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى المنعقد فى نوفمبر 1968 لمناقشة "جريمة شباب الثورة" فى كلية هندسة الاسكندرية .. ربما - إذا جاءت المناسبة - أنقل نص ذلك الإعلان الذى قيل "ضمن" مناقشات وتحليلات أحداث اعتصام هندسة الاسكندرية كما جاءت فى المحضر أستطيع أن أقول إن خريجى "منظمة الشباب" هم الذين قادوا المشهد السياسى ابتداء من سبعينات القرن الماضى (سلطة ومعارضة) من المؤكد أن جيلى يذكر الشاب ، طالب الطب ، رئيس اتحاد طلاب الجمهورية فى ذلك الوقت "عبد الحميد حسن" الله يرحمه .. كان عمره لا يؤهله لمنصب "وزير" فتم تعيينه نائبا لوزير الشباب - ولم يكن قد بلغ الخامسة والثلاثين بعد - وبقى منصب الوزير شاغرا إلى أن أتم السن القانونية .. ثم أصبح محافظا للجيزة قبل عزله وتقديمه للمحاكمة بتهمة التربح وتضخم الثروة وظلت قضيته فى المحاكم لمدة 18 عاما .. وفى النهاية برأته محكمة النقض .. هذا واحد من خريجى منظمة الشباب ممن تولوا أكثر من منصب فى (السلطة) .. أضف إليه – من أعضاء المنظمة - مفيد شهاب وعلى الدين هلال (سلطة) .. خيرت الشاطر وعمر عبد الله (أخوان) .. عبد الغفار شكر وأحمد بهاء شعبان (يسار) .. هؤلاء هم من أذكرهم .. واستطيع أن أبحث لإثبات ما أدعيه من أن النجوم التى تلألأت فى "الأفق السياسى" كانت طوال تلك المدة من خريجى ذلك التنظيم الذى يعتقد البعض أنه وُلد فاشلا (واعترف بذلك من أنشأ التنظيم - كما قلت - فى عام 68) .. ويراه البعض درة التاج فى المشروع الوطنى المزعوم الذى التف حوله الشعب قد يقول البعض إن اختيار أعضاء "التنظيم" من أيديولوجيات مختلفة كان الدافع من ورائه الابتعاد عن الأيديولوجيات والتركيز على "المشروع الوطنى" .. حسنا .. قد يكون هذا صحيحا .. ولكنى أعتقد أن التنظيم بهذا التكوين قد انطبقت عليه – ومبكرا - مقولة كارل ماركس "إن كل نظام (ماعدا الشيوعى بالطبع ?) يحمل فى طياته عوامل فنائه" ! أشعر أننى قد أطلت .. ولكن لأننى غائب فترة عن "الصالون" فلقد كتبت ما سبق كتمهيد قبل أن أدخل فى الموضوع ? .. ونفسى أستعير تعبير الأستاذ عادل : "ما سبق كان استهلالا لابد منه" ? الموضوع وما فيه هو أننى كنت فى يوم الخميس الماضى فى حفل تكريم أحد أصدقائى "العواجيز" الذى قرر - طائعا مختارا - أن يعتزل عمادة أحد معاهد تكنولوجيا المعلومات لأسباب ربما أتكلم عنها فى موضوع آخر .. وفى هذا الحفل إلتقيت عددا كبيرا من زملاء الدراسة .. وجلس عدد أصغر بعد الاحتفال على طاولة فى نفس القاعة وفجأة سمعت ذلك الكليشيه "الأفق السياسى المسدود" .. وألقيت عليهم المحاضرة السابقة ? .. وفى آخرها أخبرنا أحد الزملاء أنه يجرى منذ "بضع" سنوات ولكن At low profile إعداد شباب لتولى قيادة المشهد وليملأ الأفق فى "بضع" سنين .. وعندما رأى شفتى السفلى تمتد للأمام ملتوية إلى أسفل ولأنه صديق قديم فقد فهم ما يدور برأسى .. فطمأننى أن هؤلاء الشباب يتم غربلتهم ويُقبل منهم المتفوقون والبارزون فى مجالهم ممن ليس لهم أى انتماء أيديولوجى .. وضرب لى مثلا بابنة صديقه طبيب الأسنان .. وهى أيضا طبيبة أسنان تعمل معه فى نفس العيادة ولكنه أسند إليها حالات أسنان الأطفال .. كانت من الخمسة الأوائل فى الثانوية العامة وأولى دفعتها فى طب الأسنان .. فوجئ والدها بها فى أحد الأيام تقول له آسفة يا بابا .. لن أستطيع الاستمرار - يوميا - فى العيادة !! .. لماذا ؟ لأنها تدرس فى الأكاديمية الوطنية لإعداد القادة .. إندهش الأب لأنه يعلم أنها لم يكن لها أى اهتمام بمثل هذه الدراسة من قبل والأدعى إلى الدهشة هو أنه "عمره ما سمعها بتتكلم فى السياسة" .. اليوم كتبت اسم الأكاديمية على محرك البحث .. وفتحت أول لينك وقرأت وعرفت أن ............ طب اتفضلوا إقروا اللى قريته وبعدين نتكلم الوطن | سياسة | "مصنع قادة المستقبل".. 10 معلومات عن الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب WWW.ELWATANNEWS.COM1 نقطة