نمر جميعآ بمرحلة عمرية نصارع فيها الملل و الرتابة في العلاقة الزوجية ... في العمل ... في دائرة الأصدقاء ... قد نرغب في الأنعزال او الخوض في علاقة عاطفية دون أن نعلم تفسير ذلك ... و نظل دائمآ ملتزمين بالصمت في صراعنا الداخلي ...
هذا الموضوع هودعوة لتحليل تلك الفترة أو لتلك الأزمة .. أزمة منتصف العمر عندنا نحن الرجال ... فغالبيتنا لا يعترف بها و لا يوجد لدينا حتي الشجاعة الكافية لمواجهتها بالرغم من آثارها الخطيرة و التي تسفر أحيانآ عن فشل علاقات زوجية نتيجة لعدم تفهم كلآ من الشريكين لطبيعة الأزمة التي يعاني منها الرجل في هذه المرحلة الحرجة من حياته ...
هي دعوة لتفجير تلك الأزمة و الأعتراف بوجودها مما يساعد عمليآ علي معالجتها ... هذا موضوع ليس فقط للرجال و انما يهم المرأة أيضآ .. فقد يساعدها علي تفهم طبيعة أزمة شريك حياتها في هذه المرحلة من حياته ...
لا توجد مرحلة ثابتة تظهر عليها عوارض ازمة منتصف العمر .. و لكن غالبآ ما تتراوح بين أواخر الثلاثينات و أوائل الخمسينات من عمر الرجل .. الأكيد أنها تتركز في مرحلة الأربعينات ... فنحن عندما نقترب من منتصف عمرنا تنتظرنا اوقات لا أبالغ في وصفها بالعصيبة...قد نتمكن من أن نشق طريقنا و نسيطر عليها بقليل من المشقة .. و لكن هناك كثيرآ منا يكونون عرضة للصدمات دون قوة لمقاومتها في تلك المرحلة ....
أزمة منتصف العمر هي وقت تعرض العلاقات الزوجية لمخاطر كبري ... انها وقت احتمال تدمير مستقبلنا الوظيفي ...انها وقت اكتئاب ... غضب ... احباط ... تمرد ... هي مرحلة تؤثر علي كياننا كله .. ليس فقط علي لجانب المادي منه بل الأجتماعي .. الثقافي ... المهني بل و الروحي أيضآ ... انها أشبه بوصولنا الي قمة الجبل .. و عندها ننظر الي ما قطعناه حتي الآن .. و الي ما ينتظرنا ... نبتدأ في أول تقييم جدي لمشوار حياتنا ... و في تقييمنا هذا لكل انجازاتنا .. لكل آمالنا و أحلامنا ... سوف نحدد ان ان كانت حياتنا القادمة سوف تكون تحديآ مبهجآ .. ام رحلة بائسة علينا ان نقطعها في كآبة و أستسلام .. و في كلتا الحالتين فنحن في وقت الأزمة ...