مساء الخير على الجمع الراقي
في مثل هذا اليوم٢٢\١٢\٢٠٠٧. رحل الوليف والزوج والسند والظهر الذي استندت عليه أربع وثلاثون عاما ،سندا لم يمل ولم يكل أو يشكوا من الحمل.
رحل الحبيب وسنوات وسنوات مضت،ورغم ذلك لم اصدق عددها ولا طول آيام الفراق ،أشعر إنه كان من شهر مضى.فهو هنا معي.أسمع صوته أحيانا ،لو فتحت خزانته أشم عطره في ملابسة والتي فيه كما تركها ،نعم أنا اعرف تلك الرائحة جيدا لم تغادر أنفي يوما
أحيانا أشعر أن بي ..لا قدر الله..مسا أو نوع من الخبل؛ لم يهتز كياني كله لو سمعت .كلاكس.سيارة في الشارع يشبه سيارته ،ولحظة يعلو صوت اليقين.إنه رحل من زمن ولكن القلب لم يصدق فالراحل لم يغادره بعد ،أنام وأنا ادعو أن اراه في المنام!! وتمضي الليالي ولا يأتيني إلا لمما،ولكني أسعد وأرضي به وأشكر الله تعالى على رحمته بي.
أشارت على صديقة: عليك أن تتذكري شيئا أغضبك منه لعلك ترتاحين قليلا، وبحثت وقلبت كل الصفحات التي بيننا فلم أجد فزدت حزنا وشوقا ،كيف أكف عن الحزن ولم يتركني أنام باكية يوما ما،،حتى لو كان الحق علي أو تماديت في العند !!
في الحقيقة لم يكن حزني بهذا القدر وقت رحيلة؛ لأني تناسيت وقتها كل الأحزان وانشغلت بالأمانة التي تركها لي وآماني اتفقنا عليها ولم يمهله العمر لتحقيقها ،فكان لزاما علي أن أسعده في مثواه الأخير هذا واتحمل واتحمل ما كان يحمله هو بالرغم أنني كنت لا حمل لي سوى العمل فقط،والباقي كله من متابعة اللي بيذاكر.. شراء ما يحتاجة البيت..كل هذا وبدأ الحمل يتناقص مع مرور السنين وذهب كل ابن وإبنة لبيته الحمد الله.
هنا خرج الحزن الذي طويته في مكان خفي في قلبي خرج معربدا وسربل حياتي كلها لأنها أصبحت خالية من كل ما شغلني سنوات مضت وحق للحزن المكتوم أن يخرج بلا مداراة مني فحان الوقت له .
وأتساءل يا أعز الناس هل يكون حزن آيامي القادمة كلها كافيا؟!! لا أظن.
رحمك الله يا أغلى وأطيب الناس ويقيني أننا سنلتقى حتما وسأقص عليك كل آيامي بعدك وكيف كانت.
سومه