مساء الخيرات.
نظرت إلى حفيداتها وهن يلهون بعرائسهن،كمن يجلسن مع اطفال كثيرة والألعاب أمامهن كثيرة ومن كل نوع وشكل،عرائس من كل بلد وحجرة نوم. مطبخ و..و..الحجرة مدروزة باللعب .
دون أن تدري قفز لذهنها ذكريات كانت دفينة في ركن بعيد من الذاكرة ، ولعل مشهد العرائس هو من أيقظها--تذكرت أول وآخر عروسة كانت لها . كانت مع والدتها،والحال لا يسمح بالرفاهية وشراء لعب ؛ بنات وأبناء الجيران كل يلهو بلعبته،أحست الأم بوجع في قلبهاوهي تنظر اليهم ،قررت شيئا في خاطرها..بسرعة فتحت خزانة الملابس وأخرجت منهاقطع من قماش جميل،ثم أتت بصندوق الخياطة ومقص وعلبة الأزرار
رسمت على الورق عروسة كبيرة ثم على القماش وقصت ثم خيطت ،والإبنة تنظر إليها تحاول أن تفهم لكن عقلها لا يستوعب الأم من زمن لم تحيك شيئا ،فماذا تفعل. وفي ذلك الوقت!!
بعد أقل من ساعة شاهدت في يدي الأم عروسة كبيرة تكاد تكون طفلا حقيقيا؛ الأم صنعت لها الحاجبان بالتطريز بخيوط صوف سوداء والعينان بأزرار جميلة .أما الفم فكان تطريزا باللون الأحمر القاني وبرعت أيضا في تركيب شعرجميل لها.
ياه كم احبت عروستها تلك،كانت تحتضنهافي نومها ويقظتها،كانت تراها الأجمل والأحسن بين كل العاب ولاد الجيران لم لا فهي تشم رائحة أمها فيها وتشعر بأنفاسها وهي تحتضها .
خرجت من قبو الذكريات تلك وعادت إلى عالمهاالحالى حيث تلعب الحفيدات وتساءلت هل أولاء الحفيدات ومن في مثل أعمارهن سعداء حقا بتلك العرائس كما كانت هي سعيدة بعروستها ؟!! لا أظن. فهي توحدت مع عروستها وأصبحا كائنا واحدا،كانت لعبتها الوحيدة،الأم تفننت في عمل فساتين وسراويل لها من قطع القماش القديمة والابنة مشغولة في دميتها وملابسها.
أما تلك الحفيدات لا علاقة بينهن وعرائسهن فالعرائس كثيرة واللعب أكثر ،وما يخرب سيأتي غيره حتما ،والام والأب يدفعان المال...فضاع بريق ورونق كل لعبة جديدة لأنها سهلة ان تأتي وسهلة أن تستبدل.
ياللا ده زمانهم فالنترك زمنا مضى بما فيه من ذكريات.
سومه