1 الأقباط هم مسيحيو مصر ولا يشاركهم أحد في هذا الاسم.
2 الاسم ليس حالة اختيار خارجية، إنما هو مرتبط بهوية قد تكون منفردة أو تكون ملتصقة بالوطن، وشركاء الوطن يُعرّفون أنفسهم بالأقباط، فكيف نسرق منهم اسماً عاشوا به ثلث تاريخ مصر؟
3 قبطي تعني مصري، هذا صحيح في كتب التاريخ واللغات والقواميس العتيقة، لكن انتماء شركاء الوطن لها ملكية خاصة ووجدانية ونفسية واجتماعية.
4 إن خلط الأوراق لشركاء الوطن يسبب ارباكاً لمنحى قضية عادلة، فالمغتربون والمهاجرون والمقيمون تجمعهم كلمة ( أقباط) وحتى في منتدياتهم وتجمعاتهم وصلواتهم، فإذا مصَّرْت الكلمة لتصبح مسيحية إسلامية، فقد وضعتهم في كفة أخرى بها البروتستنتي والكاثوليكي وقطعا الأرثوذوكسي، وأخفيت معالم تاريخهم وقضاياهم، وقوّلبتهم في دائرة الأقلية المسيحية، بدلا من الأكثرية القبطية مع الأكثرية المسلمة.
5 نحن نعيش عالم الصراعات الأيديولوجية، وفي شرقنا الأوسطي يزيف المتطرفون الكلمة وفقا لأهوائهم، فإذا تلقفوا كلمة مسيحي بدلا من قبطي، فلن يكون للتمييز الأحمق نهاية، وأي صدام إسلامي مع مسيحيين في صربيا أو أمريكا أو فرنسا أو إيرلندا أو غيرها سينسحب ضررا على أقباطنا.
6 أقباطنا هم روح مصر قبل الإسلام وظلوا كذلك ما انفكوا ملتزمين بقبطيتهم، فإذا جعلتَ الاسم مشاعا للجميع، وأصبح ياسر برهامي والحويني ووجدي غنيم أقباطاً فقد خسر شركاءُ الوطن مركز الثقل في قضاياهم.
7 أنا أنادي الشخص بالاسم الذي يتناغم وينسجم معه، ويشعر بألفة أذنية كلما استمع إليه، فلا أقول نصارى إنما مسيحيون، لأن نصارى اختطفتها الجماعات الدينية من سياقها الطبيعي، وجعلتها كأضحية العيد، ستُذبح مع أول حرب أهلية.
وكذلك أحمديون بدلا من قاديانيين، ورومان بدلا من غجر.
8 في المئة عام المنصرمة أصبحت كلمة أقباط مرتبطة بمطالب عادلة، وبشراكة وطنية والتاريخ يشهد بذلك، والصليب مع الهلال في ثورة 1919 كان رمزاً لالتحام المسلمين والأقباط.
9 لقد قُضي الأمر، وكــُـتُب التاريخ لا تتغير بتغير الأسماء، والكلمة الجميلة ( الأقباط ) دخلت في نسيج الوطن ومشاعر الألفة الدينية التي لا تتناقض مع الانسجام بين شركاء الوطن.
إذا جاء الوقت الذي يختار فيه شركاء الوطن كلمة ( مسيحي ) بدلا من ( قبطي ) فسأكون أول من يستخدمها، واستخدام ( مسيحي ) لا حرج فيها ما دامت ليست بديلا للكلمة الرائعة والمصرية والدينية والتاريخية والوطنية ( قبطي ).
10 لن يأتي الوقت الذي أمنح فيها التيارات الإسلامية المتطرفة والمتعصبة هدية مقطوعة من نسيج الوطن الأصلي.
فإذا وافقتُ فسيقول المتطرفون بأنهم نصارى، ثم يطالبونهم بما يرهقهم ويزيد أعباءهم الوطنية ويجبرونهم على الجزية.
أرجوكم، لا تنزعوا عن شركاء الوطن الروح، فإذا فعلتم فسيأتي حمقىَ بعد مئة عام أو ألف أو أكثر ويتعاملون معهم على أنهم مسيحيون غرباء.
أقباط كلمة تحمل البركة، وتتنفس عبق التاريخ، وتسرد حياة شهدائهم الأبرار، وتقوّي حمايتهم ضد التمييزيين المتشددين.
فلتظل كلمة أقباط بعيدة عن أي تلاعبات فكرية ولغوية وأيديولوجية واستعمارية، فخلط الأوراق هنا يجعل العدل مبهما، وغامضا، وعولميا.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج