يمكن أنا كنت من اكتر الناس سوداوية و شكوى من نوع الفضفضة وشايفة مفيش فايدة
ده كان قبل دخولي هنا من 11 سنىة بحثا عن هجرة في باب الهجرة لكندا
اتسحبت هنا وبقى مكاني وصومعتي وبيتي الكبير " بيت العيلة"
هنا اتعلمت ان في حاجة اسمها قنوات الشكوى
"مكتوبة في قواعد المشاركة" اللي اغلب الاعضاء لا يقرأوها بكل أسف
وياما ناس محترمين اوي اصطدموا بالادارة وطاقم الاشراف عشان القواعد دي
بيبقوا مش شايفين انهم عملوا ما يخالف ومش بياخدوا 5 دقائق لمراجعة قواعد المشاركة..
ده كان سبب شائع ليه الناس بتغادر المكان ويبقوا حاسين بالظلم..
المحاورات كانت ،ولازالت، صورة مصغرة للوطن
خصوصا للي كانوا مغتربين زي حالاتي
حتى اللي بيرجعوا هنا
بيرجعوا حنين للمكان
ومش لانهم عرفوا ان المسألة مفيهاش ظلم ولاحاجة!
الفكرة ان القواعد، دوما مخيفة ومرتبطة بالسلطة
أغلبنا يخشى السلطة ويعاديها أو على الأقل لا يتجاوب معها
حتى بات الجدار بين السلطة والشعب ماهولا ...
الموضوع ممتد على كل الأصعدة
خوف دائم من التعاطي مع السلطة
وعدم رغبة في التعاطي معها
واحيانا بتقلب لعداء وتمرد عليها
والراحة في الاصطدام بها ودحرها
من معرفتي بعالم ال life coaches
اللي بيساعدوا الناس يحلوا مشاكلهم
ان الشكوى اذا مش حاتوصل لحل فهي حتدخلك في دوائر عميقة داخل المشكلة لتبدأ في الدوران في حلقة مفرغة بلا أدنى أمل في الحل
الشكوى لها قنوات عشان تتحل
ولاحظت في شعبنا انهم مش بيحبوا ان الشكوى توصل!!
وبيكتفوا يفضفضوا شوية وخلاص
وعدم الرغبة في وصول الشكوى بيخليهم يجدوا الاعذار والمبررات انهم لا يقوموا بايصال الشكوى لمن بيده التصرف
اذكر مرة سيدة راكبة في الميني باص كانت مستاءة جدا من السائق
وبتشتكي للي جنبها
ولما شاورت لها على الرقم المكتوب بخط كبير جدا للشكاوى من السائق
ردت عليا:
لا حرام نقطع عيشه
!!!!
دي مش ازدواجية
هي مش عايزة تحتك بالسلطة
يمكن خوف
يمكن كره وعدم رغبة في التعاون
الكارهين طبعا مبيحبوش حاجة تتعدل
وطبعا التشفي ان الادارة فاشلة والمؤسسة تنهار
ده في كل مكان واي مكان
من شركتك اللي بتشتغل فيها
للبيت
للنادي
للمدرسة
أو أي مجتمع صغير بتعيش جواه
لحد بلدك اللي انت عايش فيها
هناك مشكلة داخلية مع من بيده السلطة
وهناك خوف من الشكوى
ايا كان سببه من يأس أو كره
لكن خلينا مع اللي بيحبوا المكان
الحب يعني غياب الخوف
والحب مصاحب للأمل
في مثل بيقول:
مايضيعش حق وراه مطالب
المهم تطالب وفي مكانه الصح
من غير ما تزهق
معا لنشر ثقافة الشكوى الموصلة للحل
القرار مش سهل في ضرورة ترك " الهري" من أجل وصول سليم وآمن
دور على القنوات الشرعية للشكوى
اتعلم تشتكي للمسؤول
وخلي شكوتك هي دورك في المسؤولية عن مجتمعك اللي نفسك تشوفه جميل
المجتمع جميل بيك انت وبيا وبكل اهلك وحبايبك
بينا كلنا
وحا ستعير توقيع أستاذ عادل أبو زيد مواطنين لا متفرجين