لندع جانبآ جروبات الواتس يا استاذ عادل فهي في النهاية مجموعات مغلقة ... الأسوأ تجده علي صفحات الفيسبوك ... مرض .. زواج .. غياب... سفر محدد بالزمان والمكان .. طلاق مع نشر غسيل بيت الزوجية .. أطباق و وصفات مطبخبة ...خلافات أسرية .. إشعارات وتنبيهات ومكاشفات هي في جوهرها من صميم الاهتمام الشخصي للإنسان ... و لكنها اصبحت تجد مكانا متسعا لها في كوكب الفيسبوك هذا ... متاحة غالبآ للجميع ... و حتي اذا نسيناها يعود الفيسبوك ليذكرنا بها سنويآ ...
ما يعنيني اذا كان هذا سيخلد للنوم بعد قليل .. او ان اخر خاله المقيم يالكويت سيتم ترحيله و يجب ان ادعو له .. ما هي الهمية في انها الذكري السابعة لوفاة حماتها .. او ان زوجها يشخر اثناء نومه ... لماذا يجب ان ارسل دعاء الي عشرة اشخاص ...
أتعجب حقآ و أن احاول ان افهم ما الخلفيات النفسية المتحكمة في نشرها .. ولماذا يعمد البعض إلى ذلك بإصرار عنيد ... و كيف تأتي الجرأة لتعميمها وإذاعتها ... ما هي حقآ الأهداف النفسية و الأخلاقية المحددة التي يرغب هؤلاء الناشرين تحقيقها ؟ ... ما هي حدود الخصوصية الشخصية وأين تقف أسرارها على فضاء الفايسبوك ... وهل هناك حقا ما يدخل اليوم في نطاق الخصوصية الشخصية من قيم وأخلاقيات لا تستحق النشر ..
هل الدعوات والاستعطافات و حملات الاستجداء التي يبطلبها البعض من رواد الفيسبوك مستوفية للشروط الأخلاقية وقابلة للتحقق ؟
وأخيرا وليس بآخر هل أصبح دور الأنترنت عموما محصورآ للبعض في مثل تلك الخصوصيات ؟
الفضول ليس فقط حكرآ علي المصريين و لكننا اصبحنا شعب فضائحي بجدارة مستخدمين تلك الوسائل في نشر ما نعرفه ( بعد اضافة التحبيشات و المبالغات ) او حتي ما لا نعرفه كي نكسب لحظات من الأهمية التي قد لا نجدها في حياتنا العادية ... ننشر حياتنا بأدق تفاصيلها علي الملآ ثم نولول ان مافيش حد بيسيب التاني في حاله ...