أتهم كل من يحرض على جهاز الشرطة وينادى بإقصائه والتخلص منه ويأبى إصلاحه
أتهم كل من يحرض على المجلس الأعلى للقوات المسلحة ويصفه بأنه وجه آخر للنظام الساقط
أتهم كل من يحرض على القضاء ويتدخل فى استقلاله ويحرض على إرهاب الجالسين على منصاته
أتهم كل من يتعدى على دور العبادة سواء بتحويلها إلى حصون بعيدة عن يد الدولة ، وأتهم كل من يقتحمها لفرض السيطرة وتغيير الأئمة والخطباء عنوة واقتدارا
أتهم ذلك الفصيل من المتلونين كالحرباء ، المتلاعبين بالألفاظ ، المداهنين إلى أن يمتلكوا الأرض
أتهم كل من وضع نفسه فى خدمة دعاة العولمة والفوضى الخلاقة – بقصد أو بدون قصد - وتحالف معهم
أتهم كل هؤلاء بمحاولة تحويل هدف إسقاط "النظام" إلى هدف إسقاط "الدولة"
وأتهم الدولة نفسها بالتراخى أمام هؤلاء ومصانعتهم .. أتهم المجلس العسكرى والحكومة الرخوة بالضعف أمام تيارات متطرفة معروفة على الجانبين .. أتهمهما بالضعف أمام متطرفين يستعرضون قوتهم واستقوائهم بالأجنبى ويتعمدون الغموض ويتجاهلون الاحتقان الذى يراه الأعمى ويسعون إلى خلق دولة داخل الدولة .. أتهمهما بالضعف أمام متطرفين آخرين يصنعون ذلك الاحتقان صنعا ، بل أتهمهما بمساعدة هؤلاء المتطرفين فى التقدم لأخذ دور الدولة ، أتهمهما باستقدام ثلاثة آلاف من المقاتلين المصريين من أفغانستان (يسمون أنفسهم "مجاهدين") للبرهنة على أن "النظام" الجديد (حلو وحبوب) بخلاف "النظام" القديم
قلت قبل ذلك : "انتبهوا .. فالشعب جزء من النظام الذى تريدون اسقاطه .. إحذروا حتى لا تسقطوا الشعب وأنتم تسقطون النظام" .. والآن يكاد الشعب أن يسقط .. وتكاد الدولة أن تسقط .. وتكاد أجندة – نعم أجندة ولو كره الكارهون وسخر الساخرون – إشاعة الفوضى فى مصر أن تتحقق
تذكروا ..
أفغانستان استبيحت بتحضير الفتنة المذهبية السياسية
العراق استبيح واهترأ بفوضى المذهبية والطائفية
السودان انقسم بفوضى الطائفية التى تحولت إلى حرب أهلية
مصر هى الهدف .. مصر هى الجائزة الكبرى لدعاة العولمة والفوضى الخلاقة
الحل فى قوة "الدولة" ..
فلا تهدموها بدعوى تحقيق أهداف الثورة ..
جسد مصر فيه عضوان بدأت فيهما الغرغينة .. أسرعوا بالعلاج قبل أن يكون البتر هو العلاج الوحيد .. وقبل أن يترحم البعض على "أمن الدولة" وقبل أن يتمنى البعض "الآخر" عودة "النظام" الذى سقط