كالعادة - و ربنا يقطعهالنا المرة دي – انقسمنا لمعسكرين ضد بعض بمنتهي الوضوح ... مش ممكن تتوه عن اي معسكر من التاني مهما عملوا لأنهم متناقضين تمامآ ...
فريق موافق علي اي قرار من قرارات الحكومة مهما كانت و بالنسبة له ده دليل علي وطنيته و حبه للبلد ... و فريق شايف العكس تمامآ ... و شايف ان الأعتراض الدائم و البحث عن اي نقيصة و النفخ فيها هو الوطنية بحق و حقيقي و التانيين ما هم الا منافقين ...
لكن مش دي المشكلة .. المشكلة بحق ان الدولة نفسها يتهيألك انها مش شايفة غير الفريقين دول ... تمدح في الأول و تخّوِن التاني و تقفل الفايلات بعد كده ... لكن الحقيقة انه بخلاف المعسكرين دول ... و تاريخنا كله يثبت كده ... معسكر اللي ما بيتكلموش او يبدوا رأيهم هما فعلآ اللي الأكتر وطنية و حب للبلد ... بالبرغم من انه دايمآ الحجة اللي بيترمي عليها اي فشل زي ما شفنا في تعبير حزب الكنبة الشهير ... لكن ساعة الجد هما دايمآ اللي بيشيلوا ليلة اي فريق بيغلط .. و يشيلوا هم البلد لما ييجي وقت دفع الفواتير و التضحية ...
هما اللي ما بيعينوش نفسهم قضاة و خبراء و يجروا يفتوا و يبدوا اراء علي امور... ما بيعيشوش في ادوار جنرالات القهاوي و خبراء اقتصاد و عسكريين و اي بلا ازرق .. بل في الغالب يتحفظوا تماما عن ابداء اراء الرفض او حتي ابداء اعتراض لانهم وصلوا لقناعة ان اضواتهم مالهاش اي قيمة او وزن ... و انه حتي لو ابدوا رأيهم حيضيعوا في صريخ المعسكرين ... وصلوا لمرحلة عدم الرغبة تمامآ في المشاركة و اشتروا دماغهم و هم مفتنعين ان اي معركة حيدخلوا حتكون نهايتها الخسارة فاحسن انهم يبقوا في حالهم فده فيه السلام و السلامة ..
و كل ما زاد عدد افراد المعسكر ده كلما زادت الخطورة عالبلد .. لأن في اي بلد مليانة ناس مش بتحدد موقفهم ... و ان حددوه ما بيعلنوش عنه .. حتبقي بلد في خطر فعلي ...
دور الحكومة الفعلي في مصر انها تلتفت للخطر الصامت ده ... تتحري و تقلق .. ايه السبب الحقيقي اللي بيدفع ناس كتيرة للخوف او عدم الاهتمام باي حاجة بتحصل و احساسهم بالقنوط و انه حقيقي مافيش اي فايدة ...
الفرق بين الوطن و الناس اللي بنحبها ان الناس فيه منهم اللي ممكن نحبهم دايمآ من غير اي سبب حتي لو عملوا حاجات تدفعنا للعكس ... لكن الوطن لازم يكون فيه دايمآ أسباب كافية تخلينا نحبه ... و الخوف كله لو ضاع اهم سبب يخلي الواحد يحب وطنه ... انه يحقق ذاته علي ارضه بين اهله و اصحابه ... الشعور بانه موجود فعلآ ... انه بيشارك .. ان رأيه ليه قيمة و مسموع .. ان ليه احترامه فعلآ ... دي من اهم اسباب حب الوطن و التضحية بكل اقتناع عن اي حاجة في سبيله..
الواضح تمامآ في الوقت الحالي ان الصمت بياخد كل يوم من مصر مخلصين و محبين و يضمهم لحزب جديد صامت و غير مشارك ... حزب ابناء الصمت ... قد ايه خايف من يوم المعسكر ده يتحول لمعسكر غاضب .. و في نفس الوقت كلي أمل ان في وطني فيه اللي بيقرا بحكمة المشهد الموجود دلوقتي ... كلي أمل في تصرفات و قرارات تستوعب الناس دي و تخرجهم من قوقعتهم لمجال تاني يتفاعلوا و يشاركوا من خلاله .. لأن من خلال دول بس مصر حتفضل حية جوانا كلنا ...