كانت الرسالة التي ارسلتها كقبولي كعضو في المحاورات هي اول سطور أخطها هنا و أول تواصل معها و جاء الرد بقبول عضويتي من فريق المشرفين من خلال ... هشام عبد الوهاب .. رحمه الله
الكينج .. كان هذا لقبه ... و مع بداية دخولي عالم المحاورات أمضيت فترة لا بأس بها اطوف بأبوابها كي أتعرف علي شخصياتها و ميولهم ... لم اكن أريد ان اخرج عن السطور في اول كتاباتي حتي لا اعطي انطباع خاطيء عني ... فأنا بطبيعتي أميل الي المرح و الدعابة ... أسخر دائمآ من اي مشكلة .. و تواجدي في الغربة قد يكون غير قليلآ من اسلوبي في الحوار و قد يكون هذا غير مقبول في هذا المكان الذي أخطو فيه أول خطواتي ...
كان انطباعي عن هشام عبد الوهاب انه يميل الي الصرامة في تعامله مع الأخرين ... "ماسك دايمآ الخرزانة" كما اطلقنا عليه هو و زميل آخر من فريق المشرفين سيأتي ذكره لاحقآ .. و لقد بررت ذلك في حينه انها صرامة مطلوبة الي حد ما للتعامل مع اطياف متعددة من الأعضاء و للحفاظ علي مستوي راق من الحوار كان دائمآ سمة و عنوان المحاورات ... و ان كانت أحيانآ يتم استخدامها بصورة غير جيدة اطلاقآ ...
في تلك الفترة كان هناك فريق راسخ في المحاورات يميل الي التشدد البالغ .. اتذكر منهم حيزوم ... حمزاوي ... MHM ... بايت .. سييفوود و غيرهم ... و أصدقكم القول اول مرة اشعر في حياتي بان هناك فعلآ فرق و حائط بين المسلمين و المسيحيين كان من خلال هذا الفريق ... اول مرة اواجه وصف الكفر و الكافر و عبدة الصليب .. الخ الخ و المس قسوة هذا الفكر الذي يشعر بالفوقية و الأفضلية و يريدك دائمآ في اخر الصف وراءه .. كان هذا من خلالهم ...
ما اشعرني بالضيق حقآ .. احساسي ان هشام يميل الي صفهم دائمآ .. و تعجبت كيف لمن يهوي الموسيقي و يحترفها أن يكون هكذا في نفس الوقت ... و مع الوقت ترسخ لدي احساس داخلي و بعد مواجهات قاسية معه انه لا يختلف اطلاقآ عنهم .. لذا آثرت ان اتحاشي علي قدر المستطاع الأشتراك معه في اي حوار ... بل مرت فترة أبتعدت عن المحاورات بسبب اختلاف بيننا بسبب هذا الأمر ...
في نفس الوقت لم يكن المناخ العام راض دائمآ عن اسلوبه الصارم ... و اثر اعتراضات متكررة و متوالية .. انتهي الأمر بمغادرة بعض الأعضاء المحاورات ... و أزدهار منتدي آخر "شئون مصرية" ... قمت بالأشتراك فيه لفترة ...و لكن تواجد نفس المجموعة المتشددة هناك .. و اللجؤ الي مهاجمة المحاورات بصورة مستمرة كان سبب مباشر لمغادرتها و العودة للمحاورات مرة أخري استجابة لرجاء من زملاء سيأتي ذكرهم لاحقآ ..
ثم أتت لحظة مراجعة للنفس مع هشام ... قام بعدها بمخاطبة الأعضاء بقلب مفتوح تاركآ لهم مساحة يعبرون عن اراءهم و مقترحاتهم ... متحملآ سيلآ من الهجوم بصبر لم أكن أنتظره .. و اثار اعجابي بشخصه بالرغم من الأختلاف الجوهري بين طباعنا ...
ثم اتت لحظة تغيير جوهري للمسار و قامت أول انتخابات بين الأعضاء لأختيار ثلاث مشرفي ابواب ... كان لي الشرف ان أكون واحدآ منهم .. لأجد نفسي في نفس فريق العمل معه .. و بالرغم من الخلافات التي كانت بيننا و توجسي من التعامل معه في البداية .. و لكنه أظهر لي وجهآ لم أكن اتوقعه ... كان فيه في منتهي التعاون و الاحترام و اعطاء يد المساعدة و الصبر في الشرح و اعطاء بعض النصائح متي كانت مطلوبة ..
ثم فجأة اختفي عن المحاورات بدون اي سبب ظاهر ... ليعود للكتابة بعد مرور فترة طويلة .. ثم يختفي مرة أخري ...
تمر بضعة سنوات .. و يأتي خبر رحيله ليصيبني بحزن صادق عميق ...
رحمه الله و جعل مثواه الجنة ....