اتصور اننا في العالم العربي -خصوصا مصر...... نولي لمجموع الثانوية العامة اهمية قصوى فوق ما تستحق و بشكل مبالغ فيه....و كان المفترض ان تجارب الحياة علمتنا (القيمة الحقيقية) للشهادة الثانوية...
هي مهمة بلا شك و اﻻجتهاد لتحصيل اعلى الدرجات كفاح مشروع و دليل على الجد و المثابرة .....(ولكن)....تظل (اﻷقل اهمية)..مقارنة بباقي استحقاقات الحياة
ولو تتبعنا (اغلب) الناجحين و النابهين في الحياة لوجدناهم ممن لم يحز اعلى الدرجات في الثانوية وﻻ الجامعة....بل كثيرا ما تكون فخا للمتفوقين المتميزيين الذين ظنوا انهم كسبوا اخر معارك الحياة...وان على العالم ان يدين لهم بالسيادة.....فان لم يحوزوا ما يظنونه حقا مشروعا لهم ﻻنهم تفوقوا في الدراسة.....اشتكوا من ظلم الحياة و المظلومية اﻻبدية الوجودية....
مرة اخرى (ﻻ نهون او نستخف)باهمية الدراسة و التفوق ...و لكنها ليست الفيصل في الحياة او مفتاح النجاح (اﻻوحد) في الحياة...
فهل اغلب -الحائزين-على نوبل في شتى المجالات كانوا (من المتفوقين حصرا).؟
كم من خريجي كليات التجارة....فكم منهم اصبح رجل اعمال او مليونير ؟
حتى الفن و التمثيل.... ترى عجبا عن اعداد من تخرج بالمرتبة اﻷولى من معاهد التمثيل و اﻻخراج بل ومن اصبح معيدا و دكتو را لكنه عمليا ظل (كومبارسا او اقل) وليس ذلك لخطأ فيهم بالضرورة ولكن مدرسة الحياة لديها معطيات اخرى او لنقل هي (معركة وجود جديدة) ﻻ تعتمد دائما على نتيجة الثانوية او الجامعة....
فﻻ تغضب وﻻ تشك في ذكاء و عقل ابنتك..... فالمعدل المؤي ماهو اﻻ درجة اﻻسئلة و اعمال السنة فقط....وﻻ علاقة له بالذكاء او الغباء مطلقا