ترامب ومصر سد النهضة!
26-10-2020 | 07:35
http://gate.ahram.org.eg/Media/Writer/2020-637208567843931507-393_main.jpgد. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة
التصريح الصاعق الذى أدلى به الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الأول حول قضية بناء سد النهضة الإثيوبى وحق مصر فى استعمال القوة لـ تدمير السد ، لم يكن مجرد حديث عابر، ولكن سبقه إجراء عقابى شديد ضد إثيوبيا تمثل فى حجب مساعدات مالية عنها مقدارها 130 مليون دولار.
ولكن الأهم من ذلك أنه جاء فى سياق دور مهم قامت به واشنطن فى بداية هذا العام، عندما رعت الاجتماع الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا فى الفترة من 28 إلى 31 يناير والذى انتهى إلى صياغة ما عرف بـ وثيقة واشنطن .
وقد تمثلت أبرز بنود تلك الوثيقة فى الاتفاق على:
(1) أن ملء السد سوف يتم على مراحل وبطريقة مناسبة وتعاونية تأخذ فى الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والأثر المحتمل للملء على خزانات النيل فى مجرى النهر.
(2) يتم الملء خلال فترة الأمطار الموسمية من يوليو إلى أغسطس وإلى سبتمبر وفقا لشروط محدد.
(3) يصل مستوى السد فى مرحلة الملء الأولى لمستوى 595 مترا فوق مستوى البحر، بما يسمح ل توليد الكهرباء ، مع توفير تدابير ملائمة للتخفيف على مصر والسودان إذا وقع جفاف شديد.
(4) تتم المراحل اللاحقة لملء السد وفقا لآلية يتم الاتفاق عليها بناء على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ، ومستوى السد الذى يوفر لإثيوبيا إمكانية توليد الكهرباء مع اتخاذ التدابير المناسبة لتجنيب مصر والسودان آثار سنوات الجفاف.
(5) فى أثناء التشغيل على المدى الطويل تراعى أيضا المواءمة بين مقتضيات توفير الكهرباء لإثيوبيا وحماية مصر والسودان من الجفاف.
(6) إنشاء آلية للتنسيق وأحكام لتسوية المنازعات. تصريحات ترامب إذن جاءت فى سياق دور فعال قامت به واشنطن للتوافق حول تشغيل سد النهضة.
يبقى السؤال هل سوف تسعى مصر لتدمير سد النهضة فعلا؟ هذا قطعا احتمال بعيد للغاية، نتمنى بصدق ألا يحدث أبدًا، ولكنه للأسف الشديد، سوف يكون محتمًا حدوثه، إذا نقصت فعلا المياه الواردة إلى النيل على نحو يؤثر على الحياة فى مصر، هبة النيل!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام