عزيزي أستاذ أبو زيد و السادة الزملاء,
من الأهمية القصوى أن أوضح أن الدولة العثمانية و من قبلها العباسية و الأموية ليسوا "الخلافة الإسلامية" كنظام سياسي للحكم أو الإدارة أو حتى التعايش وإن كانت تلك النظم قد أقامت حضارة إسلامية لها
ما لها و عليها ما عليها إلا أنه يجب التوضيح أنها لم تكن الخلافة الإسلامية التي أرساها الرسول عليه الصلاة و السلام..-وتلك قضية لابد من شرحها في موضوع منفصل-
رؤيتك للنموذج التركي أو الإمبراطورية العثمانية كنظام الخلافة هو غير منصف بالمرة لفكرة الخلافة التي طرحت ومورست في عهد الرسول والخلفاء الراشدين من بعده.
أتفق معك بأن الخلافة الإسلامية كنظام سياسي لا يمكن تطبيقة في عصرنا الحالي لأنه نظام غير ناضج و توقف تطويرة بانتهاء عصر الخلفاء الراشدين ولم يمارس في ظل الثورة الصناعية ثم المعلوماتية فثورة الإتصالات التي نعاصرها حاليا. وتوقف العمل به أيضا ليكون النظام السياسي هو نظام الملكية وليست الخلافة الإسلامية, المناداة بالخلافة لابد وأن يسبقها إستكمال للصورة المبتورة لتلك الفكرة كنظام سياسي للحكم, لابد وأن يكون هناك رؤية واضحة لكافة الآليات بدءا من أليات الإدارة وكيفية الحصول على حق الإدارة وآليات الإشراف أداء الإدارة و وآليات تمثيل إرادة الشعوب في ظل تطبيق هذا النظام السياسي للحكم و و و...الخ, وهذا كله من منطلق فكرة الخلافة لا يزال في صورته البدائية جدا والسباقة في عهدها كفكرة الديوان مثلاا.
الحديث عن تلك الآليات وماهيتها هو ما يجب أن يكون حوار مفتوح من مختلف التيارات و المرجعيات فالخلافة بالأساس هي فكرة و الفكرة لابد وأن تكون نتاج حوار عقول المختلفة وليست حكرا على أحد ليقننها أو يضع آلياتها..ومن أجل الوصول للصورة المثلى التي ترتضيها عموم الشعوب بالمجمل إن لم تجتمع على فكرة واحدة وجب على الداعين لعودة الخلافة العمل على إكمال الصورة للنظام السياسي ودعوة مختلف الاطراف للإبداء برأيها.