علشان خاطرك يا فيروز هانشر كمان (واحدتين ) لانك لو انتظرتي لما انتهي .. فانا لا انتهي ..
لأن الذكريات لا تنتهي ..
علشان كده سميتها ( اصداء)
لان الواحد بيكون قاعد مرتاح أربعة وعشرين "فدان " ومقفل كل أبواب وشبابيك الماضي
ويلاقيها داخله عليه من تحت عقب الباب !!
هنكمل "شوية "... وأرجو ان تعجبكم
4- أبى انا أكرهك !
هل ذهبتم الي مدينة طنطا ؟ لو كنتم ذهبتم الي هناك .. بالتأكيد ستعرفون شارع توت عنخ امون !! انه شارع عزيز علي قلبي لانه شهد لحظة غالية بيني وبين ابي رحمه الله !
كنت كلما مررت بهذا الشارع تذكرت هذا الموقف … فابتسم واترحم علي ابي الغالي !
ففي يوم من الايام و انا مراهق ..قرر انه ينبغي على ان ادخل كلية التربية و اما ان فكنت اريد ان ادخل كلية الهندسة ، لكننا لضيق حالتنا كان ابي يريد ان اتخرج كمدرس و اتعين في الحكومة بسرعة لاعينه في الاعباء الاسرية ، بينما كنت انا مغرم بالهندسة خاصة المعمارية ..
حاول ابي اقناعي بوجهه نظرة لكني لم اتفهمها .. واعتبرته تدخل لا اقبله في مستقبلي ….
و عندما مانعت ابي في تنفيذ رغبته .. ضربني ضربا مبرحاً .. وانا الذي لم اعتاد منه ان يضربني بهذه القوة !
ولا ادري كيف افلت مني لساني … و نطق بصوت عالي : انا اكرهك .. اكرهك ..
لا ادري ! سامحني الله …
وعندما سمع ابي هذه الكلمة زاد ضربه لي .. عنفا و قسوة …
و جلسنا اياما متخاصمين !!
وبعدها احتجت لتغيير نظارتي الطبية ، اصطحبني ابي الي محل النظارات .. وفي طريقنا الي هناك ..
حاول ابي ان يوضح لي وجهه نظرة مرة اخري …
ولا زلت اذكر هذه اللحظة التي توقفنا فيها في شارع ( توت عنخ امون ) .. حيث احتضني ابي بكل حنان … و قال لي وان غارق في حضنه وبكل طيبة :
-- انت لسه بتكرهني يا ابراهيم … !!
لحظتها تنهدت تنهيدة كبيرة .. كلها خجل .. وحياء .. من هذا الرجل العظيم الذي ظلمته كثيرا وتحملني كثيرا …. و تعجبت كيف قلت له اني اكرهه !!
تعجبت لاني لم احب احد في حياتي كما احببت ابي !! تماما كما لم يحب هو احد مثل حبه لابناءه !!
وتمر الايام و السنين بسرعة ، ومنذ ايام كنت في مكة .. اثناء الحج وكان معي ( عبد الرحمن ) (( كان في الداتابيز القديمة موضوع قديم اسمه" و الله مش ابني" في قسم فيش وتشبية عني انا وعبد الرحمن )) و ضربته في الحرم المكي لانه كان في غاية ( العفرته ) و بكي … كنت اضربه و انا أتالم ,, فانا أحب عبده جدأ .. لكني اريد ان اربيه تربية جيدة .. وانا لا اضربه الا بعد ان احذره مرة ومرتين وثلاثة .. و بعد ان ضربته ..قال لي كلمة قريبة مما قالها لابي … قال لي : أنت وحش .. انا مش بحبك !
عندما قالها لي ابتسمت ..فالتاريخ يكرر نفسه .. ، وتعجب عبد الرحمن لاني ابتسمت ، لكني كنت اعرف الحل .. اصطحبته في اليوم التالي الي أسواق الليل في مكة و اشتريت له لعب العيد … وبعدها كان عبدة عائد و هو يحضنني ويغرقني بالقبلات …
وها نحن نتبادل الأدوار .. انا اخذت دور ابي .. وعبد الرحمن انتزع دوري … أليس هو التاريخ يكرر نفسه !!؟؟؟ والسنا مجموعة اطياف تتناسخ في منظومة غريبة مثلما ذكرت فيما قبل .. !!