صيف العام 1992
كنت اعمل بسنتر مكون من ثلاث طوابق في مارينا بالساحل الشمالي
يعمل معي مدير مالي مس ومخضرم ومدير اداري عقيد سابق بالمخابرات
هذا ما كنت اعتقده وانا كإشراف عام علي المكان بسلطات تكاد تفوق مديريني
اكتشفت لاحقا ان العقيد لم يكن بالمعاش وانه كان مزروع بالمكان لسبب ما لا
اعرفه حتي الآن بعد ان رقي الي عميد وعين مديرا لمنفذ طابا الحدودي
وحكي لي ان المرحوم ياسر عرفات لا يمكن ان يخطوا في اي تحركات سوي
بإذنه شخصيا وان رجال المخابرات علي مستوي العالم تقريبا يعرفون بعضهم
البعض وبينهم صداقات وان الأمر بينهم لا يتعدي لعبة الشطرنج ...
المهم في يوم كنا نقف سويا ومر امامنا رجل قصير خمري اللون يميل الي السمره
فأشار الي بعينه هل تعرف هذا الرجل فأجبته بعدم اهتمام لا ، فمن سيكون هذا
بالنسبه لمن نراهم هنا من عالية القوم .. قال لي هذا فلان الفولاني ...
لا يدخل مصر شئ مستورد سوي بإذنه ؟! قلت متساءلا مستعجبا كيف
قال لي لنفترض وانك ستستورد معلبات ستذهب اليه وتخبره فلان بك
سأستورد هذا الكم من المعلبات وتحدد الصنف والكميه سيجيبك علي
البركه اترك مبلغ كذا للسكيرتاريه .. لنفترض وانك لم تفعل ..
وستستورد من هذا الصنف 100 يستورد هو منه 1000 وخصماته علي الكم
تجعله يبيع ويكسب بنفس السعر الذي استوردت انت به وربما اقل
ووقتها ستبور بضائعك في المخازن حتي تفسد ..او تدفع ثمن اخطائك
الذي يحدده .. وسيصرفها لك بعد رضوخك حتي ولو فسدت بالفعل ...
وستكون عبره لمن تسول له نفسه من بعدك ...