البحث في الموقع
عرض النتائج للدليل 'الأزمة السورية'.
-
تجري الأن محاولات حثيثة من المجتمع الدولي بشكل عام والقوى المؤثرة على الأرض في سوريا بشكل خاص ( امريكا وروسيا والصين وايران ) لعقد مؤتمر جنيف 2 والذي سيجمع المعارضة السورية والنظام الأسدي على طاولة مفاوضات واحدة وأصبح الاتجاه العام دوليا حاليا هو أن لا حل للازمة السورية إلا حل سياسي حتى دول كانت تعارض بشدة أي دور للأسد في المرحلة الإنتقالية ( مثل أمريكا ) جنحت هي الأخرى لهذا الاتجاه , وتبدلت مواقفها بشكل حاد تجاه هذه الأزمة في الأونة الأخيرة , وبدأنا نسمع منها على إستحياء كلاما مفاده أنه ليس هناك ما يمنع من وجود دور للأسد في المرحلة الإنتقالية , وكما ولو كان هناك صفقة ما قد جرت بين هذه الدول من جهة وبين روسيا والصين وإيران من جهة اخرى على حساب دماء الشعب السوري بإختصار نستطيع القول أن النظام الأسدي والدول الداعمة له ( إيران وروسيا والصين ) قد إستطاعوا تسيير القضية في الإتجاه الذي يريدونه بالضبط وهو دفع القضية السورية إلى متاهة المفاوضات ( أو فخ المفاوضات بمعنى أدق ) فهذه المفاوضات الهدف منها هو منح شرعية لهذا النظام الأسدي بالجلوس معه على طاولة مفاوضات واحدة , ومنحه الوقت اللازم لتغيير الواقع على الأرض , وإختزال مطلب الشعب السوري من إسقاط النظام الأسدي الدموي برمته إلى مجرد تفاوض معه لكي يقوم ببعض الإصلاحات الداخلية مع بقاءه في الحكم لكي تتم هذه الإصلاحات تحت إشرافه ! وطالما أنه لا توجد ضوابط لهذه المفاوضات مثل قوة تُلزم النظام الأسدي بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه ( مثل تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ) , وأن تكون المفاوضات مُرتكزة على شرط رحيل النظام الأسدي , فسيتم عقد جنيف 2 وسيليه جنيف 3 و 4 و 5 و 6 ................., ثم قرارات من مجلس الأمن لا يتم تنفيذها ثم عودة للمفاوضات مرة أخرى ثم رفع الأمر لمجلس الأمن مرة أخرى وووووو إلخ وتسير الأمور هكذا ( ولنا في القضية الفلسطينية التي دفعوا بها في هذه المتاهة مثالا ) والسؤال هو : هل ستقع المعارضة السورية في هذا الفخ وتذهب إلى المفاوضات بشكلها العبثي الحالي وتُحقق بذلك ما يريده النظام الأسدي والدول الداعمة له على حساب الشعب السوري وتضحياته الجسام ؟