البحث في الموقع

هذا تحقيق صحفي نشرته جريدة المصري اليوم بتاريخ ٢٣ فبراير ٢٠١٦ عن الاختراعات الوهمية أو شبه الوهمية : الرئيسية | تحقيقات اطبع الصفحة ارسل لصديق اضافة تعليق فى الذكرى الثانية لـ«وهم جهاز علاج الإيدز »رابطة مخترعى «الفنكوش» : من «كفتة عبدالعاطى» إلى «وحش البندارى» محمد منصور ٢٣/ ٢/ ٢٠١٦ عامان مرا على ظهور جهاز اللواء إبراهيم عبدالعاطى، لعلاج الفيروسات الكبدية والإيدز.. عامان على مداعبة آمال البسطاء فى مداواة أمراضهم برعاية حكومية. عامان ولم يظهر الجهاز للنور، بل ظهرت خلالهما مجموعة أخرى من الأكاذيب التى ارتدت وشاح العلوم وهو منها براء. اختراعات وابتكارات روج لها صانعوها واحتفى بها الإعلام، رغم كونها مجرد «تخاريف» لا ترتقى لمستوى العلم الحقيقى، فهذه طريقة رخيصة لتسيير سيارة، وتلك وسيلة لعلاج السرطان، وذاك جهاز يُعالج الفيروسات الكبدية بالموجات الكهرومغناطيسية.. كلمات رنانة يُطلقها بين الحين والآخر أشخاص يدعون خبرتهم فى فرع من فروع العلم، أو مؤسسة تزعم أنها بحثية، أو خبراء يخاطبون العامة بلغة الدراية بالأسرار، ورغم عدم معقولية الوقائع التى يسردها هؤلاء، إلا أنها تجد صدى داخل نفوس البعض، وهوى عند آخرين، ورعاية من إعلام لم يعد يُفرق بين ما هو غث، وما هو سمين. مؤتمر وصفه صانعوه بـ«العالمى» يقف خلف الميكروفونات شخص يحمل على كتفيه رتبة «لواء»، ومن خلف عدسات نظارته الطبية، أدلى الرجل بتصريحات، يدعمها عدد من مقاطع الفيديو التى قال إنها لمجموعة من مرضى الإيدز خضعوا لتجارب علاجية جديدة ثبت نجاحها، باستخدام جهاز اخترعه، يشفى المرضى بعدد من الأمراض أهمها الالتهاب الكبدى الوبائى C الذى يفتك بأكباد نسبة كبيرة من المصريين. الزمان ٢٣ فبراير من العام ٢٠١٤، والرجل هو إبراهيم عبدالعاطى الذى أعلن وقتها أن الجهاز سيكون متوافرًا خلال ٦ أشهر، وسط مباركة إعلامية، وحملة دعائية لا مثيل لها، وقتها خرج المستشار العلمى للرئيس المؤقت «عدلى منصور» واصفًا الأمر بـ«أكبر فضيحة علمية لمصر»؛ إلا أن صوته ضاع وسط صدى من يصفهم الدكتور أحمد فرج على، أستاذ الفيزياء بجامعة بنها بـ«المطبلين والمنتفعين وأعداء العلوم الحقيقة». بعد المهلة التى طلبها «عبدالعاطى» الذى داعب آمال ملايين المصريين بالشفاء من مرض ينهش أكبادهم، لم يحدث شىء، فالجهاز لم يجد نفعًا، ووزارة الصحة تعاقدت على جرعات من علاج «سوفالدى» المُثبت آثاره بطريقة علمية لعلاج المُصابين بالفيروس، فيما صمت المدافعون عن جهاز عبدالعاطى، وانتهت قصة الاختراع. يقول الدكتور مُعتز إمام، أستاذ العلوم بجامعة ولاية كاليفورنيا، وصاحب مُدونة علمية معنية بفضح العلوم الزائفة، إن الاكتشافات العلمية تخضع لمجموعة من المعايير كى تُصبح ذات موثوقية، منها معيار النشر فى المجلات العلمية، حيث تتم مراجعة البحث من قبل علماء آخرين لديهم القدرة على فحص ما يقدم لهم، والعلم اللازم لتمحيص واختبار ما يُقال لهم، على أن يكونوا غير ذى علاقة بباحث الدراسة، ولا تربطهم أى صلة أو مصلحة فى إجازة البحث أو رفضه، مشيرًا إلى أن الإعلان عن الإنجازات العلمية فى المؤتمرات الصحفية أو البرامج التليفزيونية أو الجرائد يجعلها محل شك كبير. الادعاءات باختراع أو ابتكار أجهزة قادرة على صياغة وتثوير مجال ما ليست مقصورة على الدولة، فالعديد من الأشخاص يخرجون، بين حين وآخر، مُدعين اكتشاف شىء ما قادر على حل أزمة تتعلق بالصحة أو الطاقة، ففى منتصف العام الماضى أعلن أحد المهندسين بدء التشغيل الفعلى لمحطة تستطيع توليد الكهرباء من الجاذبية. المحطة عبارة عن جهاز مُكون من قاعدة و«جهاز صغير تحت الأرض»، تبلغ مساحتها ٤ أمتار فى ٤ أمتار بارتفاع ٤.٥ متر، ورغم زعم مُصنع الجهاز قدرته على توليد كهرباء بقيمة ٢ ميجا، إلا أن الجهاز لم يتمكن حتى الآن من إخراج وحدة واحدة من التيار. فى ميدان التحرير، حظى شاب يزعم ابتكاره سيارة تعمل دون وقود ويمكنها الطيران، وأطلق عليها «الوحش المصرى» باهتمام إعلامى واسع، وأمام الكاميرات التى ازدحم بها ميدان التحرير فى اليوم المقرر للتجربة، قال الشاب إن عطلاً ما أصاب «طائرته» اضطره إلى إرجاء تجربته لوقت لاحق، بعدها؛ خرج الشاب ليعلن أن ميدان التحرير غير مؤهل لعملية الطيران أو الهبوط، وانتهى الأمر بـ«المخترع» لإحراق «اختراعه» وإلقائه فى إحدى الترع. قبلها خرج طالب بكلية الآداب مُعلنًا اختراعه جهازاً قادراً على تدمير الجبال فى ثانية واحدة، وبين هذا وذاك قالت طالبة فى نفس الكلية إنها تمكنت من اختراع لاصقة تُحارب السرطان بيولوجيا وتدمره دون الإضرار بخلايا الجسد السليمة. الوقود والطاقة، كانا محور اختراع آخر؛ فقد نقلت وسائل الإعلام بالتزامن مع مشكلة نقص الوقود قبل شهور، مجموعة من الأخبار عن مهندس مصرى اخترع وسيلة للاستغناء عن البنزين، عن طريق استخدام الطاقة المائية بدلاً من الوقود. ويقول الرجل الذى يدعى كونه مهندسًا إن النموذج التجريبى لاختراعه يتكلف ٢ مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه سيطرح جماهيريا مقابل ١٥ ألف جنيه فقط للوحدة. الدكتور أحمد فرج على، أستاذ الفيزياء بجامعة بنها، يقول إن تلك الابتكارات مُجرد هُراء، ويرى أستاذ الفيزياء أن الإعلام يتحمل جزءًا كبيرًا من «الجرائم العلمية» التى يرتكبها «هؤلاء الصغار» على حد قوله، فترويج وسائل الإعلام للفهم الخاطئ للعلم، والحماسة تجاه القصص الإخبارية غير المجدية، كلها تؤدى إلى انتشار تلك العلوم الزائفة. كيف نكتشف العلوم الزائفة؟.. يُجيب الدكتور «معتز إمام» صاحب مدونة «فيزيائى من مصر»: «على مر القرون وضع العلماء منظومة مُحددة للعلم، فالعلوم الأساسية هى علوم تجريبية، دورها دراسة الطبيعة حولنا، وهذا يعنى أن المعيار الأساسى هو التجربة المعملية والرصدية، عن طريق علماء مختلفين باستخدام أجهزة مختلفة، فإذا ما كانت النتائج تتفق مع الطرح، يتم إجازة الابتكار أو الاختراع أو النظرية، تلك هى الخطوة الأولى للتعرف على العلوم الزائفة، دون إجرائها لا يُعتد بالنتائج». لا تقتصر العلوم الزائفة على الإعلان عن اختراعات أو ابتكارات فقط، بل تمتد لتشمل تحليل الظواهر الطبيعية على اعتبارها مؤامرات كونية، فقبل بضعة أشهر خرج أحد «الخبراء الاستراتيجيين» مُعلنا استخدام إحدى الدول غازا يُسمى بـ«الكيمتريل» كأحد مسببات هطول الأمطار، واستطرد «الخبير» قائلاً إن حروب «الجيل الخامس» تعتمد على استخدام الدول الظواهر الطبيعية كسلاح تضرب به اقتصادات الدول الأخرى، وبحسب الدكتور أحمد فرج على، فإن العلوم الزائفة من ذلك النوع قد ينتج عنها إثارة الهلع والبلبلة فى نفوس الجماهير، ما يؤكد على ضرورة محاربتها والتصدى لمروجيها. يقول الدكتور «معتز إمام» إن العلوم الزائفة تشبه النباتات البرية التى تنمو دون زراعة داخل أحواض الزهور وتقتات عليها، وبالتالى يجب «فضحها» والسيطرة عليها، خصوصًا داخل المجتمعات التى تعانى الجودة المنخفضة داخل مستويات التعليم. ويرى «إمام» أن التحرك لمحاربة ذلك النوع من الترهات يبدأ عبر الإعلام، بواسطة نشر راية العلم الحقيقى داخل الوسائل المختلفة. ويؤكد أستاذ العلوم بجامعة نيويورك أن الحوار مع مُدعى العلم لا يجدى نفعًا، لأن آراءهم «غير قابلة للتفنيد بالأسلوب العلمى حال كونها غير علمية فى الأساس». عدد التعليقات [٥] من الذي باعنا الوهم ؟ تعليق زين الشباب تـاريخ ٢٣/٢/٢٠١٦ ٥٦:١٩ التعليق هو السؤال ّ!! أعلي الصفحة حاسبوا قبل ان تحاسبوا تعليق ayman تـاريخ ٢٣/٢/٢٠١٦ ٢٣:١٣ لماذا لا يتم محاسبة اللواء عبد المعطى؟ مثل الطالب الازهرى الذى ادعى انة نجح فى مسابقة القران فى ماليزيا ام انة لواء فلا يحاسب؟ أعلي الصفحة هذا حالنا ......... تعليق مدحت حسان تـاريخ ٢٣/٢/٢٠١٦ ١٠:١٢ علموا اننا طيبون فعاملونا على اننا سازجون . أعلي الصفحة لا تلوموا عبد العاطى تعليق بنى ادم تـاريخ ٢٣/٢/٢٠١٦ ٢١:١١ عبد العاطى هو مجرد تجسيد لنظام 1952 الحاكم وتجسيد لطريقة تفكيره. طالما لم يحاسب عبد العاطى, يبقى المسؤول المباشر هو نظام 1952 الحاكم والذى دمر مصر أضعاف ماكانت لتتسبب به قنابل نوويه! أعلي الصفحة كسفتنا يا سيادة اللوا تعليق مهندس عصام تـاريخ ٢٣/٢/٢٠١٦ ٣١:٩ نفسى اعرف شعورك ايه دلوقتى يا سيادة اللواء عبد العاطى ؟الواحد لما بيكذب على حد و تكتشف كذبته بيبقى حيموت جوه هدومه زى ما بيقولوا و بيبقى وشه احمر ومتحمر ...اما انت يا سيادة اللواء عبد العاطى ياللى كذبت موش بس على ااحاد من الناس انما على شعب باسره و قعدت تتنك عل,وواحد من كبار علماء ناسا ساب البلد بسببك لانك ادعيت انك الصادق فى اختراعك وهو الكذاب ...كل ده حصل و الادهى انك من الجيش!!!و الجيش ناس طيبين عنده صدق النيه متوفر ....يخرب بيت كده يا عبد العاطى كل ده انت عملته وبعد سنتين لسه جهازك ما ظهرش الى النور ...نصيحة... احسن لك تشتغل فى جهاز العرايس اسهل منه مفيش. أعلي الصفحة [ الأولى ] [ السابق ] [١] [ التالى ] [ الأخير ] الاسم : البريد الالكتروني : موضوع التعليق : التعليق :