اسعد الله صباحكم ومسائكم .. اما بعد
جلست ليلة بعد أن انقطعت الكهرباء كعادة هذه البلاد هذه الأيام ، ولإنقطاع الكهرباء فوائد أهمها أن تذهب الى التأمل فى وحشة الظلام ومعجزة الضوء ..
جلست كما عودت ودربت نفسى على أحد المقاعد قرب النافذه انظر الى نجوم السماء التى تبدوا وكأنها ثغرات فى سقف المبنى تطل على غرفة مغمورة بالضوء الأبيض الصافى ..
أحضرت زوجتى لى فنجان القهوة الذى فى حالتى قارب " المج " عنه من الفنجان ..
فكرت قليلا ووجدتنى أضيع الكثير والكثير جدا أمام هذا الاختراع الجهنمى الذى يبدوا أنه أتى من كوكب
" زامبليطه فى البالو " والذى نسميه على كوكب الأرض الفيسبوك ..
قلت كيف يعقل هذا أن يضيع الانسان بالاربع والخمس ساعات احياناً أمام هذه الشاشة فيما لا يفيد بالمرة ؟؟
هذا هو الحرام بحد زاته .. الوقت عملة نادرة هذه الأيام ..
ووجدتنى بعدها ادخل الفيسبوك على مضض وكأنى رجل عجوز تخطى الثمانين يدرس فى الحضانه
بل ويوضع فى الصفوف الأولى فى مارثون المسافات الطويلة !!
أنا ألهث خلف السراب ما كل هذه الكائنات التى أصبحت بلا مشاعر أمام الشاشات
وكم من كلمة أخ أو صديق أو حبيب أو حتى عاشق قتلت بدم بارد ..
وانتهت قصص حب عذرى امام لوحات " الكيبورد " .. وبشهادة " الماوسات " !!
وكأن شئ لم يكن !!
أى عالم مجنون هذا الذى يوجد داخل جمهورية الفيسبوك ؟؟ لا بل كوكب الفيسبوك ..
وجدتنى الأحمق الوحيد الذى يريد الانسحاب بل والتمرد على هذا الاختراع الجهنمى ..
فليسقط الفيسبوك ولتحيا الحياة العاقلة المادية .. فليسقط الفيسبوك وليعود التائهين فى حوارى وأزقة
هذا المكان المظلم الكئيب الخالى من كل حياة ..
فليذهب الفيسبوك الى الجحيم ..
فنان محتار 9-7-2014 ليلة هزم فيها الالمان البرازيل 7 / 1