البحث في الموقع
عرض النتائج للدليل 'علي خلفية جريمة الوراق'.
-
اعلم جيدا مقدار الأسى الذي يعانيه أهالي كنيسة الوراق الذين تحولت فرحتهم إلى حزن وعزاء ... واعلم ايضا انها ليست بالحادثة الأولى في تاريخ مصر التي تستهدف أقباطا داخل كنائسهم ... واعلم اننا جميعا مسيحيين ومسلمين سئمنا من تكرار هذه الجرائم الإرهابية البشعة من أشخاص لا يمتلكون الرحمة ولا الشفقة بقلوبهم .. ولكني اختلف في الرأي مع حركة ماسبيرو التي تطالب بإقالة وزير الداخلية لتحميله مسؤولية عدم حماية الكنائس.. لا اريد أن يأخذنا الانفعال والعصبية وأن نحمل الوزير وزر هذه الجرائم لأسباب عدة أولها : نعلم جيدا أن هذه الحوادث لم تكن هي الاولى في تاريخ الاعتداء على الاقباط وبالتأكيد لم ننسى جميعا الحادث الإرهابي المروع لكنيسة القديسين بالاسكندرية وما حدث بأسوان والمنيا وبني سويف ...وغيرها من المحافظات التي شهدت منذ فترة طويلة اعتداءات على الأقباط بشكل متكرر... انه تخطيط ارهابي ممنهج يهدف إلى زعزعة استقرار مصر واشعال فتنة طائفية يتمنوها بكل قلوبهم .. لا يمكننا أن نلقي باللوم على شخص واحد نحمله المسؤولية ثانيا: نعلم جميعآ اننا اليوم كأقباط ندفع ثمن مشاركتنا في الثورة الاخيرة والتي انتهت بعزل مرسي ... وهذا متوقع من هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم وتحجرت قلوبهم.. انا لا اعني بكلامي هذا ان اجد تبريرا للقيادات والمسؤولين بالشرطة ولكن اود أن اثير انتباهكم إلى ان إقالة وزير الداخلية ليست حلا رادعا للأعمال الإرهابية ضد الكنائس ... لأن ما يحدث الآن لا يمكن أن يوقفه القانون وحده وإنما هو تخطيط إرهابي منظم يحتاج لتكاتف جميع الجهود المجتمعية وليست الجهات الامنية فقط.. لقد عانينا لفترات طويلة من الرسائل الاعلامية المحرضة على العنف والقتل والتعذيب وكل اشكال الجريمة ... وتركنا هذه القنوات تبث سموما داخل الاسرة المصرية ... لقد تبدل كل شيء داخل المجتمع المصري ولم تصبح علاقاتنا كأقباط كما كانت عليه من قبل ... كل ما حولنا ... من تعليم بالمدارس .. إلي اعلام فاسد ومضلل يحفز على التفرقة والتمييز والقتل والعنف ... و منابر تخصصت فقط في التحريض علي الآخر المختلف ... ما يحدث الآن هو حصاد تراكم سنوات طويلة سمحنا فيها بدخول هذه الأفكار المدمرة إلى ابنائنا وذوينا ... إن كنا قد استطعنا ان نغرس في ابنائنا حب الآخر الذي يختلف معنا في الفكر والعقيدة .. إن كنا قد كرسنا في اذهانهم مباديء الرحمة والعطف والانسانية... لما وجدنا اليوم جنودا يقتلون على الحدود ومذابح دموية بالكنائس وانتهاكات في كل مكان .. لنسأل انفسنا الآن من الذي يتزعم مظاهرات المحظورة رغم ان غالبية قياداتها بالسجن .. انهم شباب اليوم الذين لم يجدوا الرعاية الأسرية الجيدة التي توجههم وتعرفهم الصواب من الخطأ ... الذين تعرضوا لسنوات طويلة لبرامج اعلامية تحرضهم على الكراهية والانتقام .. والذين نشأوا في مدارس لا تعرف معنى كيف تتحاور مع الآخر بدلا من أن تقتله؟؟؟ اننا في حاجة ماسة اليوم لدور حقيقي للإعلام يحاول من خلاله بناء أفكار جديدة للشباب تبتعد به عن التعصب والكراهية واحترام الآخر وقبوله ... ولنبدأ من الصغر داخل المدارس بتعليم الأطفال حب الانتماء والتسامح والاخلاقيات التي تدعو لها الاديان كافة .. ويجب الا تأخذنا العصبية والانفعال لننسى الدور الملموس الذي قام به وزير الداخلية في ثورة 30 يونيو والتي حمى فيها الشعب من بطش الاخوان وعرض نفسه لمخاطر جمه .. ولنتذكر جميعا ان حتى رجال الشرطة وقياداتهم ومنها وزير الداخلية شخصيا ... لم يسلموا من محاولات الاغتيال التي نظمتها الجماعات الارهابية تجاههم ... هذا ما يريده التنظيم الاخواني أن نتفكك ونتشاجر وكل منا يلقي بالمسؤولية واللوم على الآخر ... اقول لكم تعاونوا وتكاتفوا ولا تتركوا هذه الأفكار تسيطر عليكم لابد ان تظلوا يدا واحدة ولا تشمتوا فينا الاعادي.