البحث في الموقع
عرض النتائج للدليل 'مقالات'.
-
تمر في هذا الأسبوع ذكرى وفاة المفكر الفرنسي المرموق فولتير (1694-1778) وهي الذكرى السابعة والعشرين بعد المئتين.. نورد بعد المقالات تعريفا به.. خالص جلبي - الوطن السعودية فولتير أهم ما يسم هذا الرجل دعوته لحرية التعبير والتسامح الديني وكان خصما لدودا للكنيسة ولعب فكره دورا في إنضاج الأوضاع للثورة الفرنسية ولم يكن اسمه فولتير بل فرنسوا آريت. وتبنى اسمه الذي اشتهر به فولتير عندما سجن للمرة الأولى في سجن الباستيل. ولم تكن واحدة. حتى فر بجلده من كل فرنسا فبقي مشردا حتى آخر حياته بين بريطانيا وبروسيا التي كانت نواة ألمانيا الموحدة لاحقاً وفي النهاية استقر في قرية فرني في سويسرا قريبا من الحدود الفرنسية بعد أن أصدر الملك لويس الخامس عشر قرارا بمنع دخوله لفرنسا وحرمت الكنيسة كتبه واعتبرته هرطيقاً مخربا للعقيدة الصحيحة وهادماً لتعاليمها. وبعد سجنه الثاني في الباستيل أخرج منه بشرط أن يذهب باتجاه بريطانيا فلا يعود لفرنسا وهناك دهش من الحرية التي يعيش فيها الناس في ظل حكم برلماني وتعلم اللغة الإنجليزية في سنة وبدأ يناقش المفكرين البريطانيين وذكر عن بريطانيا أن فيها أكثر من ثلاثين مذهباً دينياً بدون قس واحد وأعجب بحركة الكويكرز السلامية. وفي بروسيا بقي لفترة عشر سنوات في بلاط الملك فردريك الثاني الذي كان يتقن الفرنسية وكانت لغة الثقافة يومها إلى درجة أن فولتير قال لم تكن اللغة الألمانية لتستخدم سوى على الطرقات وللخدم والخيل وكانت الثقافة والشعر والفن يتكلم بها الألمان بشغف. ولم تكن هناك ألمانيا بعد وفي عهده كان عدد الولايات الألمانية أكثر من أيام السنة فزادت عن ثلاثمئة ولاية لا يجمعها إلا اللسان والفن حتى وحدها أوتو فون بيسمارك. وفي النهاية اختلف مع الملك البروسي حول نشر قصيدة فهرب منه وكاد أن يدخل السجن في فرانكفورت حينما ألقوا القبض عليه وفي النهاية أطلقوا سراحه فولى وجهه شطر سويسرا. ولم يدخل فرنسا فيموت فيها عام 1778 إلا قبل وفاته بأيام وكان عجوزا تجاوز الثمانين فاستقبلته فرنسا كملك وممن زاره بنيامين فرانكلين الرئيس الأمريكي لاحقاً وطلب من حفيده تقبيل يده والتبرك بها. ومن أجمل شعاراته اسحقوا العار حينما حيل بين محبين أن يتزوجا لأن الشاب كان كاثوليكياً والفتاة بروتستانتية فأرادوا قتل الشاب فأطلق شعاره المذكور لسحق التعصب الديني. وفي الثورة الفرنسية كان نداؤه يكرر اشنقوا آخر إقطاعي بأمعاء آخر قسيس. ومن عانى من التشدد الديني والعنت يفهم رواج أفكاره. فالتعصب يحول المجتمع إلى مصحة عقلية كاملة بدون أطباء وأسوار أو قضبان يحجز خلفها الناس بل يعاشر المرء المجانين في وضح النهار جهارا عيانا وعليه أن يتحمل أذاهم ويبتسم لهلوساتهم. وعندما حضرته الوفاة جاءه قسان كان مصيرهما الطرد فأما الأول فسأله فولتير وهو على فراش المرض والموت من أرسلك؟ قال الله قال فأرني أوراق اعتمادك فهرب. أما الثاني فأبى أن يستغفر له حتى يعترف بأنه كاثوليكي صحيح العقيدة فطرده وطلب من سكرتيره أن يكتب في وصيته أنه يموت على عبادة الله وكراهية الكهان. وصفه المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت في كتابه قصة الفلسفة أنه كان قبيحاً مختالا فصيحا بذيئاً يحمل أخطاء عصره وكان قادرا على قتل عدوه بضربة قلم. استطاع أن يكتب في عمره المديد الذي طال حتى 84 سنة 99 كتاباً تتألق كل صفحة منها بنور الحكمة والفائدة. __________________