البحث في الموقع
عرض النتائج للدليل 'وطني'.
-
كراهية.. كلمة ثقيلة على اللسان.. تسكن القلب الخربان.. وتخرج فى اشكال متعددة من الدمار والحرق والنهب والقتل. إلى جوار نهر النيل جرت مجارى سوداء تبث التعصب والفتنة.. مجارى عطنة غذاها الجهل والفقر وثوب الدين.. حفر مجراها من سموا انفسهم بالخطأ "تيار الاسلام السياسى".. وارتوى من هذا الماء الملوث الكثيرون من الجهلاء والمرضى وتسرب فيروس الكراهية إلى دمائهم.. وبالتحديد كراهية الاقباط.. بدأ ذلك مع نشاة الجماعة عام 1928.. وظهر ببشاعة فى حرق كنيسة السويس عام 1952 ثم تفرعت إلى سجل أسود وضخم من فتن طائفية متعددة الأسباب لكن أصلها واحد – كراهية الأقباط – ونار الكراهية منسوبة زورا للإسلام.. ومع وصول هذه التيارات لحكم مصر.. وضعت الأقباط فى خانة الأعداء وصنفتهم كمعارضين أساسين لها بلا شريك. ... وفى كل مظاهرة كانت تخرج ضد حكمهم الفاشل.... كان قادته يصرخون "إنهم الأقباط أعداء الدين".. حتى جاء حادث الاعتداء على الكاتدرائية.. لتظهر وقاحتهم فى أبشع صورة، وتتوالى الأحداث ويحرقهم ظهور الدور الوطنى للكنيسة فى وضع خارطة الطريق بعد الثورة التى أطاحت بهم فى 30 يونيو ... ليعلنوا حرب الكراهية على الأقباط فى ربوع مصر.. فإزدهرت نار حربهم.. خاصة بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة لتحصد بيوتا ومحلات وكنائس ومدارس يمتلكها أقباط دون أي ذنب اقترفوه سوى أنهم مصريون مسيحيون ... ففقد الأبناء صروحهم التعليمية وكنائسهم وخسر الآباء مصادر رزقهم وبيوتهم فباتت عائلات بأكملها بلا مأوى وبدون مصدر رزق. قتلت حرب الكراهية حسب ما ذكره قداسة البابا تواضروس سبعة أقباط منهم صبى فى الثانية عشرة من عمره وتدمير 43 كنيسة تدميرا شاملا وتدمير 207 من ممتلكات الأقباط وتشريد أكثر من 1000 أسرة ودور أيتام ومؤسسات قبطية بالإضافة إلى السيارات والمركبات عموما. نتائج خسائر "حرب الكراهية" تلك وصل إلى 57 كنيسة (37 أرثوزكس - 6 كاثوليك - 13 إنجيلية - كنيسة واحدة للأدفنتست) بتلفيات تتراوح ما بين التكسير والحرق والتدمير التام ... بالإضافة إلى تسع مدارس وسبع جمعيات ومكتبتين. وكانت هذه المواجهات مدبرة للتحريض على الصراع الطائفى وزعزعة الوحدة الوطنية فى مصر. مارسوا الانتقام الدموي بدم بارد لا يبرر لهم أفعالهم وقناعتهم ... بل رسم لهم أيضا طرقا وردية إلى الجنة لأنهم – حسب فكرهم الصحراوي البدوي – يخدمون وينصرون الدين وفق منظورهم الحصري له ... و تعددت دروب "حرب الكراهية" في السويس والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج ... أشعلوا حربا رسمت طرقا الاسم الوحيد لها هو "طريق الآلام". سيكون هذا الموضوع حصرا وتوثيقا لضحايا حرب الكراهية التي شنها الأخوان علي مسيحيي مصر ... يتضمن شهادات حية لمن خسروا الأموال والبيوت ومصادر الرزق والعقارات ودور العبادة .. وفقدوا الإحساس بالأمان وتمكنت منهم مشاعر الرعب من العيش في أرض وطنهم المتمسكون على مدار تاريخهم بالبقاء فيه رغما عن أنف كارهيهم. كيف سيعيش كل من فقد مصدر رزقه وبيته؟ كيف سينجح الأطفال والصغارفى نسيان نظرات الرعب القاتلة في أعين ذويهم؟ متى يحين وقت خلو مخيلتهم وأحلامهم من سيناريو هروب آبائهم وأمهاتهم من الموت في طريق آلام "حرب الكراهية".