اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الذكرى الثانية لملحمة نيسان ..


Recommended Posts

في الذكرى الثانية لملحمة نيسان..

مخيم جنين:

شاهد على بطولات شعب فلسطين..

شاهد على إرهاب صهيوني موغل في الوحشية والعنصرية..

جنين –خاص

يخال للبعض أن مأساة مخيم جنين توقفت عند اجتياح نيسان قبل عامين، أو ما سبقه من اجتياحات علماً أن ما لحق بجنين ومخيمها خلال العامين الماضيين لا يقل شراسة عما حدث..

قدمت جنين خلال العامين الماضيين 75 شهيدا وألحقت الأضرار من جديد بأكثر من 800 منزل ، ودمر نحو 150 محلا تجاريا ودخل السجون المئات من أهالي المخيم الذين ما زال منهم 186 داخل زنازين العدو. …هذا عدا عما خلفته مرحلة اجتياح نيسان وما قبله من كوارث ما زالت آثارها بادية للعيان …فمن مجمل جرحى ذلك الاجتياح ما زال 97 فلسطينياً يتلقون العلاج لأنهم أصيبوا بإعاقات مستديمة، ناهيك عن 485 منزلا دمرت بشكل كلي و325 أخرى لحقت بها أضرار بشكل كبير ومئات المنازل بدرجات متفاوتة.

وما تزال عملية إعادة الاعمار بين مد وجزر وما زال الكثيرون يعيشون في بيوت مؤقتة ريثما ينتهي المشروع الذي لا ينتهي رغم أن كثيرا من المعيقات تم حلها في الآونة الأخيرة.

أما ما حل بالمقاومة بعد اجتياح نيسان.. فما زال أهالي جنين ومخيمها يفتخرون إلى الآن أنه ما من مرة دخل فيها الجيش الصهيوني إلى المدينة أو مخيمها إلا واشتبكت معه المقاومة المسلحة كدليل حي على استمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال.

لقد استعصي مخيم جنين الذي لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع، علي الدبابات والطائرات الصهيونية، وضرب أهله، رجالا ونساء، مثلا في البطولة والمقاومة، بينما انهمكت بعض العواصم العربية في مراسم استقبال الوفود الأمريكية، وانشغلت جيوشها في وضع الخطط واتخاذ الإجراءات لمواجهة أي تحرك شعبي يخرج عن "النص"، وركزت جهودها في حماية الحدود ولكن ممن ؟ من كل من تسول له نفسه أن يتطوع إلى جانب المقاومة الفلسطينية!

أما الجيش الصهيوني، الذي يوصف بأنه الأقوى في المنطقة والأفضل تسليحاً، اعترف بمقتل ثلاثة وعشرون جندياً وضابطاً في مواجهات ملحمة الصمود في جنين، واستجدت قيادته أبناء المخيم وقفاً لإطلاق النار، حتى تتمكن من إجلاء جرحاها الذين يعدون بالعشرات، وهم الذين دمروا سيارات الإسعاف ومنعوها من الوصول إلى الجرحى في المخيم نفسه، وباقي أنحاء الضفة الغربية.

..مخيم يصمد ثلاثة عشر يوماً بينما عواصم بكاملها انهارت في أيام معدودة ورفعت رايات الاستسلام.

فالهدف المعلن لهذا العدوان هو القضاء علي البنية التحتية (للإرهاب)، حسب وصف الإرهابي شارون، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، فهذا العدوان هو الذي سيؤسس لبناء البنية التحتية الأقوى والأخصب للعمليات الاستشهادية، فأبناء الضفة ومخيماتها سيتحولون إلى قنابل بشرية تسابق الريح من أجل الانتقام للشهداء، والرد علي مجازر شارون.

لم يكن في بال أحد أن يكون مخيم جنين أسطورة لذلك الجيش الذي لا يقهر كما أنه لم يكن في بال أهل المخيم أنفسهم أنهم سيعيشون مأساة الترحيل والتهجير منه مرة أخرى بعد أن ذاقوا طعمها في عامي 1948 و 1967. ومع ذلك فإن مخيم جنين كان وما زال الشوكة العالقة في حلق الاحتلال منذ القدم، فسكانه البالغ عددهم أكثر من ثلاثة عشر ألف نسمة يعيشون على بقعة أقل من الدونم وهم أصلا من الذين رحلوا عن بلداتهم وقراهم وخاصة من منطقة حيفا وقراها حيث أن أغلبية سكانه ينحدرون من قرى نورس وزرعين والمزار وأم الفحم واجزم وصفورية وعين حوض وعين غزال والمنسي وجميعهم يجمعهم الأمل في العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحملون في طياتهم مفاتيح منازلهم وأوراق أرضهم رغم مرور أكثر من خمسين عاما على الهجرة القسرية لهم عنها ومع ذلك اخذوا يأقلمون أنفسهم على وضعهم الجديد لحين تغير الأوضاع ومع مرور الأيام كان أهل المخيم يرفضون واقعهم فكانوا من أول المواقع التي شاركت في الانتفاضتين الأولى والثانية وكانوا شوكة في وجه الاحتلال ردا على زيارة شارون للأقصى ولكن ومع مرور الأيام والأشهر اعتبرت قوات الاحتلال مخيم جنين هدفا لعملياتها بحجة أنه " عش دبابير " كما تدعي ووصل بهم الأمر إلى حد محاولة اجتياحه أكثر من مرة وفي كل مرة كان جيش الاحتلال يجد أهل المخيم له في المرصاد.

في الساعات الأولى من ليل الثالث من نيسان انهارت شبكة الاتصالات الخلوية في منطقة جنين من وطأة تزاحم المكالمات التي كانت تنقل أخبار وصول تعزيزات مدرعة ضخمة وقوات من المشاة (الإسرائيلية) وعن مدى تقدمها من عدة اتجاهات صوب مدينة جنين ومخيمها ولم يتوقف الاستطلاعيون المنتشرون في قرى المنطقة عن محاولتهم الاتصال بالقيادات والناشطين داخل جنين ومخيمها لإبلاغهم عن حجم هذه القوات وكانت تلك الليلة ليلة ماطرة وشبه عاصفة غير أن أمر وصول هذه التعزيزات الضخمة لم يكن مفاجئة لأحد أو انه غير متوقع بل العكس فقد كان المقاتلون والناس جميعا على يقين من أن دور جنين ومخيمها قادم لا محالة خصوصا بعد إعلان حكومة شارون رفضها المطالب الدولية الداعية إلى سحب قواتها وبالسرعة الممكنة وتأكيدها عزمها مواصلة عدوانها في إطار ما أطلقت عليها اسم عملية " السور الواقي ". وهكذا فقد جاء دور جنين ومخيمها في تلك الليلة الحالكة الظلمة واخذ الناس يستعدون بعد أن راح هدير محركات الدبابات وناقلات الجند المدرعة وضجيج جنازيرها يقترب شيئا فشيئا".

ذكريات شبان صغار على خط النار:

كانت العبوات الناسفة المصنعة محليا أبرز أنواع السلاح الذي استخدمه المقاتلون الفلسطينيون في مخيم جنين في مواجهة الهجمة الشارونية التي استهدفت ضرب المخيم المصنف لدى أجهزة الأمن الصهيونية كأحد أخطر قواعد ومراكز الانتفاضة والمقاومة التي يجري فيها تجنيد وتنظيم وتجهيز الاستشهاديين وانطلاقهم لتنفيذ عمليات وهجمات فدائية داخل العمق الصهيوني أو على الأهداف العسكرية الصهيونية, وتمكن المقاتلون في المخيم والمدينة من الاستفادة من محاولات التوغل الصهيوني السابقة في رفع جاهزيتهم وتطوير قدراتهم القتالية لتبرز بشكل واضح مهارات قتالية متميزة جسدها بشكل مذهل أشبال المخيم الذين توقفوا عن استبدال الحجارة في هذه المعركة واستعاضوا عنها في هجماتهم بالعبوات الناسفة ليؤسسوا لظاهرة أشبال العبوات الذين تفننوا في مواجهة الدبابات والقناصة والقوات الصهيونية في كافة محاور المخيم ومدينة جنين.

ومثلما كان يتفنن أطفال فلسطين في استخدام حجارة بلادهم كسلاح رئيسي لمواجهة المحتل الغاصب في مطلع الانتفاضة الراهنة, فإنهم في ظل التصعيد والعدوان الصهيوني وعمليات الاغتيال والقتل, تفننوا في تصنيع أشكال مختلفة من العبوات التي أصبح بامكان أي طفل في المخيم تصنيعها

وحينما بدأت دبابات الجيش الصهيوني تتقدم باتجاه المخيم فان مئات الأشبال كانوا قد غادروا منازلهم ليس هربا أو خوفا بل لتحضير العبوات للمعركة فبعضهم شارك في تجهيزها ومجموعة ثانية عملت على زرعها في الأماكن المحددة بتوجيه قيادة المقاومة الوطنية والإسلامية والبعض الآخر نصب كمينا في كل ركن وزاوية بيديه عدة عبوات وعلى ظهره حقيبة أو كيس يغص بعشرات العبوات ليؤكد أشبال المخيم أنهم لا يهابون العدو ودباباته وطائراته وهذا ما تجسد على أرض المعركة ، فوسط صرخات الله اكبر تسابق أشبال المخيم لساحات المواجهة متحدين الطائرات والدبابات والقصف الصهيوني .

حين يتوسل الجنود إلى رجال المقاومة:

رعب وانهيار وبكاء لحظات مريبة عايشها جنود شارون في مخيم جنين أم توفيق : كلما ألقيت عبوة عليهم ارتموا بيننا واحتموا بنا وهم يبكون،إنهم جبناء رغم أسلحتهم وكثرتهم فقد احتموا بنا وشاهدتهم يبكون كالنساء والأطفال وكلما سمعوا صوت انفجار يهربون لداخل المنزل وينامون بيننا وهم يشتمون ويلعنون ) بهذه الكلمات وصفت أم توفيق حالة جنود شارون عندما اقتحموا منزلها واحتلوه وحاصرهم رجال المقاومة في حي الشهيد الصباغ في مخيم جنين . وقالت أم توفيق وهي بذروة الفرحة والسعادة (عند المساء اقتحم منزلنا 30 جندي يحملون الأسلحة ووجوههم مطلية بالسواد جمعوا أفراد أسرتي في غرفة واحدة رجالا ونساءا وأطفالا ووضعوا علينا جنديين للحراسة منعونا من التحرك والتنقل والكلام أما باقي الجنود فانتشروا وتوزعوا في الطابق العلوي والسفلي وخاصة أن منزلنا يقع في منطقة تقاطع رئيسيه تشرف على عدة أزقة في المخيم والواضح أن الهدف نصب كمين لشبان المقاومة ) ولكن أعين المقاومة التي كانت ترصد حركة جنود شارون تمكنت من اكتشاف الكمين وبدأت بمهاجمة الجنود وإطلاق الأعيرة النارية والعبوات عليهم.

تقول أم توفيق كل الكلمات تعجز عن وقف ما شاهدته بلحظات هؤلاء الجنود العتاة المدججين بجميع أنواع الأسلحة والذخيرة بدأوا يتراكضون نحو الغرف الخلفية للمنزل والبحث عن أشياء يختبئون حولها من شدة المقاومة رغم إطلاقهم النار من داخل المنزل بشكل عشوائي وكثيف وبشكل جنوني شاهدتهم متوترين عيونهم تعكس حالة خوف وقلق وكان سلاحهم لا يكفي لحمايتهم.

واشتدت المقاومة يقول أحد أبناء أم توفيق الذي يجيد العبرية بطلاقة وسمعت أحد الجنود يتحدث بجهاز اللاسلكي ألحقونا نحن محاصرون رصاصهم وعبواتهم في كل مكان,خلال ذلك كثف رجال المقاومة من استخدام العبوات شديدة الانفجار واعتقد أنه في كل دقيقة كانت تلقى على الجنود وفي محيط المنزل من 10-15 عبوة ويضيف الشاب ومع كل انفجار يصرخ الجنود بقوة (اهربوا تراجعوا هناك (بجوع ) كلمة عبرية معناها عبوة وأضاف دوما كنت اسمع عن قدرات وقوة الجيش الصهيوني ولكن شاهدتهم بأم عيني جنود جبناء مهزومين خائفين وبعضهم كان يرتجف خوفا وفور سماع أي انفجار كانوا يتسابقون للهرب والارتماء بيننا والاحتماء بنا .

وبسخرية واعتزاز تقول أم توفيق بعد حوالي ساعة من هذه الحالة ازداد الجنود توترا لان العبوات تزايدت وسمعت أحدهم يشتم شارون ويقول إنه خنزير أرسلنا لنموت هنا هذا كمين وسنموت جميعا.

وفي إحدى زوايا المطبخ تقول أم توفيق جلس جندي يبكي بشدة وهو يقول لا أريد أن أموت وارجوا أن لا تفتح والدتي التلفاز وتشاهد مناظرنا وحالتنا البائسة.

وتؤكد العائلة الفلسطينية التي احتجزت 6ساعات أن بعض الجنود خلال هربهم من الانفجارات تركوا أسلحتهم على الأرض واستخدموهم كدروع واقية.

مشهد آخر يرويه سكان حي الصباغ أكدوا مقتل جنديين في الحي خلال الاشتباك وما زالوا يستذكرون تزايد صراخ الجنود ونعيقهم وتدافعوا نحو غرفة داخلية وهم يحملون جندي ينزف دما وكانوا يسعفونه وهم يقولون عبر جهاز اللاسلكي الحقونا وانقذونا بدأنا نتساقط ونتهاوى لدينا جنديين مصابين ولم يتمكن الجنود من نقلهما إلا بعد تدخل الدبابات والطائرات وقصفها للحي ومواقع المقاومة بشكل كثيف وعثر أصحاب المنزل بعد انسحاب الجنود على آثار الدماء ومخلفات العلاجات التي قدمت لهم. ولكن سكان الحي شاهدوا الجنود وهم يهربون بغطاء الطائرات ومعهم جثتين هامدتين لجنود قتلوا في المعركة.

في موقع آخر من المخيم تمكن رجال المقاومة من إعطاب عدة دبابات وقتل وإصابة المزيد من الجنود وقال المواطن جواد أنه شاهد من منزله الجنود وهم يبكون ويهربون بحثا عن ملاذ أمام كثافة نيران المقاومة والعبوات التي انهمرت بغزارة على رؤوس الجنود الذين لم يجرؤا على مغادرة دباباتهم وتركوا بعض الجنود خلفهم من هول الصدمة وحالة الرعب والخوف التي واجهوها وعايشوها في أزقة المخيم وأضاف جواد في حوالي الساعة الثامنة مساء تقدمت دبابة لساحة المخيم بدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي نحو الأزقة ولكن سرعان ما حاصرها رجال المقاومة وتصدوا لها بالعبوات التي أوقف انفجارها تقدم الدبابة وخلال ذلك حضرت مجموعه أخرى من الدبابات حيث تمكنت المقاومة من إعطاب دوريتين مما أزم الموقف فبدأت الدبابات تطلق نيران رشاشاتها الثقيلة بغزارة وبشكل جنوني لإنقاذ الجنود الذين أعطبت دباباتهم وحاولت الدبابات توفير الحماية للجنود المحاصرين ولجر الدبابتين ولكنهم فشلوا لان المقاومة تزايدت وبعد عدة ساعات واثر تدخل الطائرات فقط نجحت قوات الاحتلال بسحب الدبابتين.

مشهد آخر:

المقاومة تحاصر جنود شارون.. خلال ذلك تسلل وحدة من الجيش قوامها 50 جندي لمدرسة وكالة الغوث الدولية وسرعان ما اشتبكوا مع المقاومين الذين حاصروهم وقال الأهالي شاهدنا الجنود يتراكضون مذعورين إلى داخل غرف المدرسة غير قادرين حتى على استخدام أسلحتهم وسمعناهم يصرخون طالبين الاستغاثة ويبكون كالأطفال.

وشهد حي الدمج أيضا مواجهة باسلة بين رجال المقاومة وجنود شارون الذين شاهدهم المواطن أبو يوسف يشتمون شارون بعد سقوط احدهم مضرجا بدمائه

وأضاف قائلاً: إنه منظر لن أنساه فبينما كانت قوة من المشاة تجوب أحد الأحياء في منطقة تمكنوا من احتلال منازلها واحتجاز سكانها والتنكيل بهم تدافع رجال المقاومة للموقع واشتبكوا مع جنود الاحتلال الذين شاهدتهم يهربون كالفئران وفي حالة نفسية يرثى لها بل أنهم شتموا شارون على ما أوقعهم به و بعضهم تبول داخل ملابسه من شدة الخوف بعد إصابة أحدهم.

وأكد أبو يوسف أنه سمع الجندي المصاب وهو يبكي ويصرخ ويقول باللغة العبرية ساعدوني لا أريد أن أموت هنا افعلوا لي شيئا ولكن الجنود -يضيف- كانوا أكثر توترا منه وقال له أحدهم واعتقد انه ضابط الوحدة سنموت جميعا هنا لن نقدر على الخروج إنهم يحاصروننا وذلك بسبب كثافة النيران التي كانت تتعرض لها القوة من قبل المقاومين الفلسطينيين.

سكان حي الدمج شاهدوا الجندي وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويسقط لجانبه المزيد من الجنود الذين قدر عددهم بالخمسة والذين كانوا يصرخون ويبكون بشكل واضح.

واشتدت المقاومة كما تقول أم حسين التي وقعت المعركة قبالة منزلها وعندما حاولت طائرة أباتشي الهبوط في الموقع القريب من "تل الجابريات" التي انسحب الجنود إليها لانقاذهم تصدى لها رجال المقاومة ولم تتمكن من نقل الجنود فبدأت الدبابات والطائرات بقصف المنطقة بشكل عشوائي.

كان صراخ الجنود يشتد كلما فشلت الطائرة في الهبوط بالموقع حتى أن الجنود فقدوا السيطرة وبدأوا من شدة الخوف يطلقون النار نحو الطائرة وهم يلعنون شارون، وازداد وضع الجنود انهيارا لدى رؤيتهم الطائرة تبتعد عن موقعهم وسمعناهم يصرخون بشكل هستيري وينعتون شارون بالقاتل والخنزير واستمر الوضع ساعتين حتى وفرت الطائرات غطاء كثيفا من القصف مكن سيارة إسعاف عسكرية تحرسها دوريتان عسكريتان مصفحتان وتم نقل المصابين واعترف الجيش الصهيوني بمقتل جندي وإصابة آخر.

بقع دم الجنود في مكان وفي عدة مواقع في التلال المشرفة على المخيم عثر الأهالي على بقع من الدم في المواقع التي تحصن فيها الجنود والتي تعرضت لنيران وعبوات المقاومة الناسفة.

وفي أحد الأزقة سمع الأهالي جنود يتحدثون بالعربية ـ يسود اعتقاد أنهم عملاء ميلشيا لحد – وهم يتحدثون بجهاز اللاسلكي مطالبين بنجدتهم ويصرخون الحقونا لان العبوات تحاصرنا إنها ساحة حرب مجنونة وقال أبو علي كانوا يسيرون متلاصقين يطلقون النار على كل شيء يتحرك وجوههم تعكس خوف ورعب وذعر .

صور أخرى يرويها أهالي المخيم صورا مختلفة لحالة الخوف والهلع التي عايشها جنود الاحتلال خلال محاولتهم تصفية المقاومة في المخيم.. تقول أم جمال رغم كثرتهم كانوا يقتحمون المنازل وسط إطلاق النار والقنابل ويقومون باحتجاز الأطفال والجميع بحراسة مشددة ثم يمضون فترات طويلة داخل المنازل لنيل قسط من الراحة وتناول طعامهم بعيدا عن الرصاص والعبوات التي كانت تلاحقهم ليل نهار لقد تعمدوا التنكيل بالأهالي واحتجازهم داخل غرف ضيقة ثم يقومون بتدمير المنازل والعبث في محتوياتها ونهبها وسرقتها وبعد انتهاء تفتيش أي منزل كانوا يرسمون إشارات مختلفة عليه علما أن عمليات المداهمة والتفتيش شملت فقط أطراف المخيم ولم يتمكن الجنود من الوصول لمركز المخيم والمناطق التي يتمترس بها رجال المقاومة.

ورغم قصفها وحصارها المشدد للمخيم وهجماتها التي شاركت بها الدبابات والطائرات والقناصة من جنود الاحتلال تواصلت الاشتباكات وفق تكتيك رجال المقاومة الذين قسموا أنفسهم إلى عدة مجموعات نجحت بشن هجمات جرئية بالعبوات الناسفة ضد الدبابات.

ورفض أبطال المقاومة إخلاء المخيم والانسحاب وواصلوا القتال والمواجهة والانتشار في أزقة المخيم التي تحولت لمختبرات متحركة لتصنيع العبوات الناسفة والزجاجات الحارقة التي هاجم بها رجال المقاومة دبابات الاحتلال وتؤكد مصادر المقاومة إنها تمكنت من قتل حوالي عشرة جنود وإعطاب ستة دبابات وانتزاع إحدى الرشاشات الثقيلة من على متن إحداها.

وما زال أهالي المخيم يحتفظون بأجزاء من الدبابات التي تم إعطابها لتبقى شاهدا حيا على قوة المقاومة وما تكبده العدو من خسائر في حربه الخامسة على المخيم والتي صدتها المقاومة ببسالة وتحدي وبطولة.

من مشاهد الجريمة :

يحضر محمود الفايد (80 عاماً)، بشكل مستمر إلى طرف المنطقة الواسعة المدمرة في مخيم جنين، ليذرف دمعة في المكان الذي دفن فيه ابنه المعاق جمال (37 عاماً)، حياً تحت أنقاض منزله.

وأصبحت زياراته إلى المكان إحدى عادات العجوز الجديدة منذ سنتين، عندما ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني جرائمه الوحشية في جنين.

ويستذكر المسن محمود الفايد المأساة في المخيم قائلاً: كانت القذائف والصواريخ تنهمر كالمطر ولم نستطع الهرب، فأنا وزوجتي محكومان بالبقاء في المنزل لخدمة ابننا المعاق جمال، وعندما بدأت الجرافة تنهش البيت خرجت أنا وزوجتي وصرخت منبهاً سائقها لا تهدم، ابني المعاق ما زال في الداخل ولا نستطيع إخراجه، عندها شتمني الجندي وأكمل هدم البيت ومات ابني جمال تحت الأنقاض. . وما زالت جثته في مكانها، فقد انهالت فوقها أكوام من الردم حالت دون إخراج جثته ودفنها في قبر.

ويعيش الفايد اليوم، في مكان خارج مخيم جنين، حياة لجوء جديدة ثانية، بعد أن هجر قسراً من قريته زرعين، التي دمرت بالكامل عام 1948، وليس هو الوحيد في المأساة التي ضربت المخيم، بل نموذجاً، وسكان المخيم البالغ عددهم 12 ألف نسمة أخذوا نصيبهم من الاحتلال الصهيوني.

لقد تفرق الأحبة والجيران في الحياة، حين خطف القتل الصهيوني أحبتهم، وتفرقوا من المكان الذي جمعهم كمأوى من محنتهم الأولى، بفعل التدمير الصهيوني أيضاً، وحتى الآن يعيش حوالي 2500 شخصاً من مخيم جنين، ممن دمرت منازلهم بالكامل في أماكن متفرقة من مدينة جنين ومحيطها.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...