هامشية المتشددين الإسلاميين

[عادل أبوزيد]

فى تصريحات رسمية على هامش مشروع الشرق الأوسط الكبير قيل ان الإنتخابات الحرة ستأتى بالمتشددين الإسلاميين إلى الحكم.

و بذا فإن التشددين الإسلاميين هم العقبة فى طريق الديموقراطية !!

أنا شخصيا إستغربت جدا من هذه المقولة و إستقر فى يقينى أن ذلك إما أنه يرجع إلى قصور فى آليات قياس الرأى و آليات البحث الميدانى فى مصر - إن وجدت - أو إلى موقف أمنى يرجع إلى أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات موقف لم يتم تحديثه و توقفت عنده آليات التفكير و التطوير.

ما أراه فى الشارع و ما أراه هنا فى محاورات المصريين يؤكد هامشية هؤلاء المتشددين الإسلاميين و أستعمل عمدا تعبير هامشية و ليس تهميش.

هامشية إرتضوها هم و فرضوها على أنفسهم و حبسوا أنفسهم فى مجموعة من العبارات المطاطة التى لا تعنى للمواطن شيئا تماما كما فعل شباب التنظيم الطليعى للإتحاد الإشتراكى العربى فى الستينيات.

و ينطبق هذا الكلام للأسف الشديد على كثير من الشباب و الذين يصنفون كجزء من التيار الإسلامى و هم أبعد ما يكونون عن أن يكونوا نشطاء سياسيين فليس كل من أطلق لحيته و ردد بعض المقولات التقليدية للجماعات الإسلامية يمكن أن نطلق عليه تعبير تيار إسلامى ... قد يكون فعلا جزءا من تيار إسلامى من ناحية التدين فقط و لكن ذلك و بالتأكيد لا يمثل رؤية سياسية.

منذ سنوات و هنا فى محاورات المصريين حاولنا أكثر من مرة أن نعرف ما هى الرؤية السياسية للإسلاميين و لكننا فى كل مرة لم نصل إلى أى رد ففى كل مرة يحيلوننا إلى مواقع على الإنترنت أو ينقلون بطريقة القص و اللصق بعض خطب بعض قادة الإخوان المسلمين ... و كلها للأسف أقرب إلى موضوعات الإنشاء.

لقد همشوا أنفسهم بأنفسهم أو بتقصيرهم عن تحرى الحقيقة و محاولة تبنى رؤية سياسية هم أصحابها و ليست موروثة بالنص من أدبيات الأربعينات.

و من هنا من محاورات المصريين أدعو الشباب النابه أن يتبنى مشاكل الوطن و المواطن و ليبحث و يتحاور من أجل الوصول لرؤية ما للخروج مما نحن فيه

اليوم (9 أبريل 2004) نشرت الأخبار فى صفحتها الأخيرة مقال صغير يتحدث فيه الكاتب عن سقوط الأحزاب الإسلامية التى همشت نفسها و عزلت نفسها عن ما يجرى فى أوطانها.

[drmsaber]

استاذ عادل

انتقدت رؤية مبارك للمتشددين الاسلاميين و قلت انها قديمة و تفتقر الى اليات استطلاع الرأى

و أنا اسألك بدورى : ما هى أليات الاستطلاع المتوافرة عند حضرتك للخلوص بالنتائج التى قررتها فى مداخلتك ؟

و ما هو تعريف الهامش و ما هو تعريف القلب عندك ..لعل كل منا يستبين موضع قدمه.

و أين هذا التيار أو الحزب أو الجماعة التى قامت على برنامج حاز على اعجابك ممن لا ينتمون للتيار الاسلامى ؟

و أين هى تلك القدوة السياسية لأى مسلم متشدد او متهاون ليحذو حذوها و يترك الهامش الذى تتكلم عنه ؟

ما اعتقده شخصياً أن الاسلام دين شامل لا يحتقر من الامور شئ و ليس فيه هوامش .. إنما تقدر الامور بقدرها و لكل منا أولوياته.

فقد ترى انت شئ غير ذا اهمية و يكون عندى اهم من اشياء اخرى تحتل صدارة اهتماماتك.

و قد ذكرت أكثر من وصف للإسلامين فبدأت بالمتشددين ثم التيار السياسى ثم خصصت أن هناك منهم من يكتب فى المحاورات.

و حيث أنك لم تنف التهمة "الهامشية" عن احد منهم فلعلك تعين اكثر من هم المقصودون بالمتشددين و من هم المنتمين لتيار سياسى و من هم المهمشون ؟

و عموماً فليس شرطاً لنجاح أى تيار اسلامى او غير اسلامى أن يقدره كل الناس /إنما هو تمكين الله ثم الاغلبية او الاساليب الملتوية كتلك التى يحكم بها الحزب الوطنى الان / و ليس شرطاً أن يكون البرنامج السياسى لأية جماعة او حزب مفهوماً عند كل الناس ليكتسب مصداقية/فقد تغلب المصالح و النفوذ و المال / .

[زيزو]

لو خيرت بين الحزب الوطني والتيار الإسلامي المتشدد (وهو في حقيقة الأمر معتدل ونحسبه متشدد على رأي محبط) لأنتخبت حسني مبارك وعلاء وجمال من بعده مدى الحياة.

يا أستاذ عادل المشكلة إنه لا يمكن معرفة إتجاهات الناس بالضبط. ولمست ذلك في الجامعة (في الأول لما كانوا بتوع التيار الإسلامي بيدخلوا إنتخابات إتحاد الطلاب) حيث كان هناك من الزملاء من يذهبون لإنتخاب أي واحد بس ميكونش تيار إسلامي، وكان هناك من يذهب وينتخب أي واحد بس يكون تيار إسلامي.

لو فيه رغبة حقيقية لنشر الديمقراطية لازم يحصل توعية. فهناك من هو مصر أن الديمقراطية غير إسلامية، وأن الدولة التي تحكم بالديمقراطية لا تحرم حرامًا وتبيح كل شئ...