الشاعر الحزين بتاريخ: 17 أبريل 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أبريل 2004 ولأنني أعيش حالة من الحزن لفقد الشيخ/ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس رحمه الله ولما تمر به امتنا... ولأن الموت والرحيل عن الحياة بما فيها من أضواء مبهرة هو أمر بالفعل خطير وجدير بالتأمل فأدعوكم للتفكر في هذه الأمور... هذه الحياة هي دار اختبار ولاشك في هذا، فالدنيا ليست مقصودة لذاتها انما هي دار وضعنا الله فيها للاختبار.. فكل ايامنا وافعالنا هي سطور في دفتر الإجابة انتظاراً ليوم القيامة حيث سنتعرف علي النتائج النهائية لمشوار الحياة الشاق، ولذلك فهم الصالحون في كل زمان هذا الأمر فعاشوا في الدنيا بقلوب معلقة بالآخرة وفهموا الموت علي مراد الله فلم يتركوا الدنيا وفي نفس الوقت لم يتعلقوا بها وانما اعتبروها دائماً سطور في دفتر الإجابة انتظاراً لنتيجة نرجو ان تكون في صالحنا... مخيف هو الموت.. لاشك في ذلك، أتذكر انني كنت أقرأ لأحد كبار العلماء في التاريخ الإسلامي وهو الإمام إبن الجوزي وهو إمام موسوعي كتب في العديد من الأمور، كان يقول انه لايستطيع ان يتذكر الموت كثيراً لأنه لايستطيع أن يعمل ولا أن يؤلف كتبه ولا أن يدرس العلم بل يتوقف تماماً لأن الأمر خطير ومخيف، ولكنه يحاول ان ينساه ليتمكن من الاستمرار في العطاء. إذا فتذكر الموت هام.. بل هو شديد الأهمية... ولكن ليس بشكل دائم وليس لكل الناس.. كلام خطير اليس كذلك؟ نعم فبعض الناس بحاجة الي ان يتذكر الموت بشكل دائم لكي يستمر في طاعة الله واجتناب معصيته وبعضهم بحاجة لنسيان الموت لبعض الوقت لكي يتمكن من الاستمرار في الحياة، وأقصد بها الحياة الصالحة التي ترضي الله ولا أقصد أي حياة.. ولله في خلقه شئون وسبحان من خلق الأفراد علي هيئة واحدة في الشكل وعلي تنوع واختلاف لايمكن حصره في النفس. ولكن متي يقبل الإنسان علي الموت وهو سعيد ومشتاق؟ لاشك أنها الشهادة في سبيل الله هي أطهر دماء تقدم في سبيل العقيدة والدين في سبيل نجاة الناس من الكفر الي الإيمان ومن الضلال والتيه الي معرفة الله حيث الراحة والطمأنينة، ويحمل التاريخ مشهداُ مؤثراً لهذا الأمر، ففي غزوة أحد وبعد أن انهزم المسلمين وبدأو في الانسحاب إذا بالصحابي الجليل أسد ابن النضر يندفع الي الأعداء مبفرده وعندما يطلب منه البعض التوقف والعودة يرد قائلاً واهاً لريح الجنة.. إني لأجد ريحها من دون أحد وقاتل حتي قتل رضي الله عنه، لقد رأي الجنة واشتم ريحها وهو مازال في الدنيا فيالها من كرامة وسعادة لايعدلها شئ..... لذلك رفع الله الشهيد في أرفع المنازل في الجنة وجعل رائحة دماءه ازكي من ريح المسك واعطاه الشفاعة لأهل بيته وجعله لايكفن ولايغسل بل يدفن بملابسه حتي يبعث بها يوم القيامة علامة وكرامة... الموت غامض ولن يشاهده الإنسان الا مرة واحدة، ولم يرجع أحد بعد الموت لكي يحكي لنا عن شعوره، لذلك وجب علينا ان نعطي انفسنا بعض الوقت للتفكر في هذا الأمر ومراجعة الحسابات ووضع الأولويات واعداد الإجابات.... وأختم بمشهد من مشاهد موت النبي صلي الله عليه وسلم عن الحياة وهو يقول لابنته رضي الله عنها إن للموت لسكرات، إن للموت لسكرات... فماذا سنقول نحن؟ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان