محمد عبده العباسي بتاريخ: 29 أبريل 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 أبريل 2010 قراءة في كتاب اسم الكتاب:القط في المعتقد الشعبي وأصوله الحضارية المؤلف: فؤاد مرسي الناشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ القاهرة سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية ـ القاهرة 2010م =-=-=--=- لا شك في أن كل انسان منا يحمل في داخل نفسه ذكريات أو علاقة ما مع القط .. فالقط هو الحيوان الأليف الأول الذي يمكن أن تقع عليه عيني أي طفل ، ومنذ بداية تلك العلاقة تتحدد ملامح الإستمرار أو الإنقطاع ، الحب أو الكراهية .. يبادرنا أستاذنا الكبير خيري شلبي رئيس تحرير هذه السلسة الهامة بمقدمة شيقة لا تقل بحال عن إبداعه الروائي فهو يعرفنا بما سماه السحر القططي وعلاقة المصريين منذ قدم التاريخ بهذا الحيوان الأليف الذي يعيش بيننا وقد يصبح في بعض الأحيان فرداً من أفراد الأسرة مصداقاً لقول رسولنل الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن القطة من متاع البيت .. يصف رئيس التحرير هذه العلاقة بالتاريخية ويحدثنا عن ذلك الخيال الجامح الذي سكن المخيلة الشعبية إلي حد تأليف الأساطير وسعياً للوصول إلي تفسيرات مقنعة لما نسج حول هذا الحيوان من حكايات وما غلفت به سيرته من غموض مبيناً أن حيوان القط قد استحوذ علي اهتمامات الفراعنة القدامي ترك أثراً كبيراً في ثقافاتهم ووعيهم لدرجة أنه قد أصبح عندهم في مرتبة الآلهة وأنه ـ أي القط ـ قد أسس لنفسه دولة في داخل الوجدان المصري واحتل مكانة كبيرة لدرجة ارتباطه بالعشرات من المعجزات والحكايات الخارقة .. ولم يتركنا " العم خيري" إلا وسرح بنا بعيداً إلي قريته في دلتا نيل مصر العظيمة ليحكي لنا عن قصة غريبة حدثت هناك.. ورغم العلاقة التي وجدت بين الناس والقطط إلا أن البعض منهم قد كرهه إلي درجة المطاردة واللعن. *** مما لا شك فيه أن كل واحد منا ارتبط ذات يوم بعلاقة طيبة مع القط ، وربما العكس ، ففي مرحلة الطفولة يبدأ الخوف ثم اللهو وبعد ذلك تتحدد العلاقة إذا ماكانت ستستمر أم لا .. فهناك نوع من الناس جعل من هذا الحيوان الأليف رفيقاً له لدرجة أن هناك بعض الشخصيات وخاصة من السيدات اللآتي بلغن من العمر أرزله ، كما أننا في مرحلة الطفولة كنا نغني نشيداً مدرسياً يقول مطلعه : قطتي صغيرة اسمها نميرة شعرها جميل ذيلها طويل لعبها يسلي وهي لي كظلي عندها المهارة كي تصيد فارة أما عن مؤلف الكتاب فهو الأديب فؤاد مرسي ، كاتب مصري وروائي وقاص تحلي بالصبر والأناة ولا يستعجل خطوه ، وباحث في التراث الشعبي يبذل الجهد ويقدس العمل وسبق أن قدم في حقل أعمالاً إبداعية جميلة ، ثم أنه أحد المثقفين المصريين الذين لا يبخلون بجهدهم في الإبداع الأدبي. أورد المؤلف في البداية جملة تكتيكية يفهم المرء منها بأن العمل الذي قدمه ليس إلا محاولة للتفسير وسعي بدأب وبذل الجهد بين الناس ليلتقط من أفواههم الكثير من القصص والحكايات وأورد قصة جقيقية سمعها بالفعل تتداول علي ألسنة الناس عن غرائب القطط ووقائعها وذلك من خلال حادثة حريق شبت النيران فيه في بيت شيخ يرتاده الناس لأغراض متعددة ثم سكنت هذا البيت أسرة قوامها رجل وزوجته ومعهما طفلة حملت بين يديها قطة صغيرة .. ثم يورد بعض الحكايات الأخري وعددها سبع حكايات استلهمها جميعاً من المحكي علي ألسنة الناس كنماذج لما ينتشر عن هذا الحيوان داخل مفهوم الجماعة الشعبية وفي معتقداتهم " حيث يشكل القط بكافة أجناسه مساحة كبيرة من الثقافة الشعبية التي ترسم سلوك الناس وتصرفاتهم اليومية يشكل عام ومدي تعاملهم مع هذا الحيوان ودرجة تعلقهم به". ثم يعرج المؤلف بنا نحو المعتقدات التي تدور حول القط وهي تشكل في يقين الجماعة الشعبية منظومة متكاملة تعمل علي تنظيم العلاقة بين الإنسان وهذا الحيوان الضعيف الأليف حيث تتسم هذه العلاقة بالتوازن وتداخل العناصر وتشابكها بصورة عضوية بما يعمل علي تغذية بعضها البعض ، ومن هنا تتعدد الجوانب وتتنوع الأطياف وتختلف الرؤي بما يعالج الجانب الأكبر من تفاصيل الحياة كاملة .. وأكد المؤلف بأن مادعاه لإنجاز هذه الدراسة هو سعيه في محاولة للوصول إلي عتبات الإلمام بتفسير واحد من جوانب المعتقدات الشعبية حيث اعتمدت الدراسة علي جمع المادة من مصادرها الشفاهية التي تنوع فيها الأشخاص من حيث البيئة والموقع الجغرافي الذي يعيشون فيه سواء في الوجه البحري أو الوجه القبلي والتنوع من حيث الذكورة أوالأنوثة مع الأخذ في الإعتبار المرحلة العمرية المختلفة بما أتاح للباحث فرصة سانحة للولوج إلي هذا الهالم السخي ليغنم بفوز والحصول علي مادة خصبة مكنته من التحقق من مدي انتشار المعتقدات المرتبطة بعالم القطط .. كما لم ينس المؤلف أن يقف علي الكثير من المصادر التي تناولت حياة هذا الحيوان بشكل عام أو من خلال الصور الأدبية والقصص التاريخية أو الدينية كما بحث في المصادر المتعلقة بالبحث عن تاريخ وجغرافية الأماكن المرتبطة بموضوع الدراسة. قسم المؤلف دراسته علي محورين أولهما السعي لإستقصاء خصائص القط المميزة له عن سائر الحيوانات من خلال الإعتقاد بأن ثمة لغة خاصة للتفاهم مع القطط من خلال أناس يستطيعون فك طلاسمها وحل مفرداتها وفهمها مع الإعتقاد بوجود قوي خاصة لهذا الحيوان وطبيعة هذه القوي . وكما بين الموروث الشعبي تلك العلاقة فإن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قد حث علي ضرورة حسن التعامل مع هذا الحيوان والرأفة به وكان صلي الله عليه وسلم يقول عن القطط أنها من متاع البيت كما أنها لا تبطل الصلاة ، وأنه صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ من الماء الذي شرب منه القط ، وأنه ليس بنجس وأورد عن الرأفة بالقط فصة امرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض . كما قدم المحور بعض الطباع والسمات المنسوبة للقط ومدي اغتقاد الناس في تنكره لأصحابه ( زي القطط بتأكل وتنكر) وهو مثل المفصود به الشخص الذي يتنكر للآخرين علي الرغم مما قدموه له من مساعدة أو أعانوه وأورد المؤلف عدداً من الأمثال التي دارت حول القط وكذا بعض الممارسات .. في المحور الثاني يقول المؤلف أنه سعي للتعرف علي تلك القدرات الخارقة التي يتمتع بها القط سواء من الناحية الطبية أو السحرية ومدي الإرتباط بينه وبين التفاؤل والتشاؤم وبني هذا المحور علي نقاط مثل الرُقي التي تستخدم في أعمال السحر المبنية علي القطط أو استخدام عظامها أو أجزاء من جسدها فيها ومدي العلاقة بين هذا السر الغريب الذي يكمن حول تردد القطط علي الأماكن التي سبق وأن لقي واحداً منهم حتفه فيها وتفسير معني سماع صوت القطط في الأحلام ومعني دلالة رؤية هذا الحيوان في المنام وتشاؤم الناس من القط الأسود ، والإعتقاد بأن القط يري الملائكة كما أنه يري الشياطين ... ويورد المؤلف علاقة أن أرواح الأطفال تتلبس القطط وأن أرواح الموتي تحل في أجساد القطط كما يوضح الكتاب ضرورة التحذير من إيذاء القطط أو ضربها . اعتمد الباحث في كتابه علي ماجاء في الدليل العلمي للمعتقدات الشعبية الذي أعده الدكتور محمد الجوهري أستاذ علم الإحتماع وقدم نموذجاً متصوراً لجميع المعتقدات المرتبطة بهذا الحيوان . يلفت المؤلف النظر بأن هذا البحث ليس هو بالقول الفصل إنما هو محاولة للوقوف علي حكمة وأسرار الجماعة الشعبية في تعاملها مع القط. واتخذ المؤلف منهجه في البحث نحو تبني بعض إنجازات النظرية الوظيفية التي تسعي لدراسة الظواهر الإجتماعية والثقافة ومدي الأستفادة من أساسيات المنهج التاريخي الذي يقوم علي اعتبار الكيان الثقافي شيئاً متطوراً ومتغيراً عبر العصور. فالقط في الثقافة الفرعونية استحوذ علي مساحة كبيرة من حياة المصري القديم كما أنه كان محط احترام حتي وصل إلي مرحلة أن المصري القديم جعل من القط إلهاً ، ولم يقف الحال عند هذا بل أن القط ارتقي من المستوي المحلي إلي المستوي العالمي . فالأسرة الثانية والعشرين التي جعلت من " تل بسطة" عاصمة لملكها كانت تقدم القرابين " للإلهة باستت " طمعاً في نيل رضاها واتقاء غضبها كما كانت هناك الكثير من التعاويذ التي تحفظ صاحبها من غضب هذه الآلهة بعد الموت. وتشير المصادر إلي أن القط لم يظهر في التاريخ إلا في مرحلة متأخرة وأن أول اشارة له ترجع إلي حوالي سنة 2100ق.م وبعدها شاع استعمال صورها في زخرفة جدران المصاطب وهناك الكثير من التماثيل التي تمثلها مودعة بمعبد " القطة" في مدينة " بوباسطة" وهذا عمل مدعاة للتودد إلي هذا الحيوان الأليف حيث تمثل بعض هذه التماثيل جسد امرأة لها رأس قطة أليفة أو وهي ترضع قطيطاتها أو وهي جالسة علي عرشها متحلية بالجواهر أو متأهبة للوثوب, وأورد المؤلف إلي وجود تعويذة في كتاب الموتي تتلي عندما يقوم القمر بتجديد نفسه في أول كل شهر مبيناً أن هذه التعويذة تشير إلي أن من يعرف هذا الفصل من الكتاب سيكون روحاً ممتازة في عالم الآخرة وإنه في حالة الموت سيكون في العالم السفلي وسيتناول طعامه بجانب أوزير . ويورد المؤلف أيضاً العديد من الصور التي تمثلت فيها القطط ومنها تعاملها مع المصري القديم . ومن ناحية أخري تطرق المؤلف إلي وجود القط في حقل الثقافة العربية مستنداً إلي كتاب " المستطرف من كل فن مستظرف " للأبشيهي والذي ذكر فيه الكثير من القصص التي قيلت عنه وحول بعض الأسماء التي أطلقت عليه وعلاقة هذه الأسماء بالأحجار الكريمة كما تحدث عن أصل وجود القط وكيف خلقه الله سبحانه وتعالي مبيناً أن هناك نوعين من القطط أحدهما وحشي والآخر أهلي. والقط حيوان أخلاقي لا شك في ذلك وهو من الحيوانات النادرة التي خصها الله بخصائص لا تتوافر في غيره فلديه القدرة علي التعلم السريع ويتقبل اللوم والتأديب ، وهو حيوان له من الطبائع من حيث الألفة مع الناس وطبيعته هذه الألفة منها أنه يمنع دخول قط آخر إلي مكان تواجد فيه ،ومن صفاته الأخري أنه جيوان يجيد التملق حيث تجده يتمسح بين سيقان أصحابه مهما بالغوا في إيذائه وتعنيفه. وأورد المسعودي بأن حيوان " الفيل" بجلالة قدره لا يستطيع الثبات عند مواجهة القط . كما أن القط يتميز بصفات خَلقية منها صفاء العينين عند امتلاء الهلال ونقصان هذا الصفاء مع نقص الهلال . وتناول الكاتب قصصاً وردت في كتب التراث عن العلاقة بين القط بالموروث الشعبي في أمور العلاج أو الرؤيا ، كما أورد العديد من الأمثال العربية وبما تحمله كتب التاريخ العربي من عشرات الحكايات حوله. أما القط في المعتقد الشعبي فقد أورد المؤلف تعبيرات وحكايات نقلها من المتداول علي ألسنة الناس وهو المسمي بالأدب الشفاهي وجاء بتعليقات تناولت سلوكيات الناس مع هذا الحيوان ومدي فهمهم للغة التي تصدر عنه وماتتسم به العلاقة في التعامل مع القط في الثقافة الشعبية وعن تشاؤم الناس من سماع مواء القط ومدي ماتتمتع به من قوي جسمانية خاصة وإمكان حلول روح أحد الموتي في جسد القط واستخدام ذيل القطة في أعمال السحر. وقد بلغ حرص الناس علي عدم ايذاء القط منحني اكتسب فعالياته من الإعتقاد بأن القط ربما يكون ملاكاً أو متجسداً فيه فيجب عدم ايذاءه لئلا يحل بالفاعل غضب من الله أما إذا كان من الجان فإن من يتعرض له بأذي يصبح هدفاً فيما بعد للإنتقام من فاعله . وقد أُخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم بأن الشيطان تعرض له في أثناء الصلاة علي صورة قط ، وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يمتنع عن دخول البيوت التي بها كلاب بينما يدخل البيوت التي فيها قطط حيث قال أنها من الطوافين والطوافات وأنها من متاع البيت. وأوضح المؤلف مدي صدق ماحاق ببعض من قاموا بإيذاء هذا الحيوان الضعيف أو أحبوه ومن هنا تتجلي حكمة الجماعة الشعبية في نسج وصياغة الحكايات المروعة عن القط . وهناك اعتقاد يسود في صعيد مصر بأن التوآم المولود بعد من سبقه تتلبس روحه جسد قط لمجرد أن ينام فيأخذ هذا القط في التجول في الأماكن القريبة من دائرة البيت ومن بيوت الأقارب ويؤكد بأن الطفل النائم هذا يحظر مسه أو ايقاظه من النوم أو لمس جسده فكأنه بلا روح وقد يتعرض في مثل هذه الحالة للموت. ويحذر أهالي الأقصر من إلحاق الضرر بالقط مقطوع الذيل وللوقاية من أن تتلبس روح القط جسد أي طفل فعليهم القيام بوزنه بميزان الذهب في يوم السبوع ثم يُسقي شربة واحدة من لبن النوق ( أنثي الإبل) وإلا سيظل الطفل في حالة من السرحان طوال عمره ولا يعود إلي حالته الطبيعية أبداً . أما في مناطق الغردقة فيتناول التوأمين فقط لبن الناقة وكذلك في سوهاج وأسيوط ، إلا أن هذا الإعتقاد لا يسري في كثير من البلدان التي تؤكد الأمور بأن سن البلوغ تمنع استمرار هذه الحالة خاصة وأن الصغيريكون قد كبر ويستطيع التحكم في نفسه . وفي النهاية يمكن القول ـ حسب المؤلف ـ بأن هذه الكتابة التي قام بها هي محاولة جادة للتفسير قام بها وقد استند إلي العديد من المصادر والمراجع . =-=-=-=- محمد عبده العباسي بورسعيد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الباشمهندس ياسر بتاريخ: 1 مايو 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 مايو 2010 المعتقد هو ما ورد عن الله و رسوله اما الخزعبلات الشعبية فالي الهاوية تفاءلوا بالخير تجدوه بعضا مني هنا .. فاحفظوه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمد عبده العباسي بتاريخ: 1 مايو 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 مايو 2010 أري أن لاسبيل لمثل هذه القول .. الإيمان بالله سبحانه وتعالي لا يحتاج لبيان أما عرضي الكتاب فهو من باب العلم بالشئ والتعرف علي أشياء موجودة في الحياة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
miramikhail بتاريخ: 1 مايو 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 مايو 2010 ألف شكر للمعلومات اللى عن طريقها ممكن الواحد يقدر يفهم أسباب بعض المخاوف لدى الناس و ياريت لو حد يعرف أسباب خوف بعض الناس من البرص و أنا منهم لدرجة أعرف واحد كان ممكن يقتل تعبان وما يقتلش بورص رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان