ragab2 بتاريخ: 26 أبريل 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 أبريل 2004 أعتذر ان حدثت أخطاء لغوية فى هذا المقال حيث أنه منقول من روزا اليوسف بواسطة الاسكانر وبرنامج القارئ الآلى ocr وسأحاول تصحيح مايلزم تباعا وهو مقال للدكتور سيد القمنى العلمانى الهوية والميول فى جريدة روز اليوسف ولا مانع من معرفة رأى الآخر ........ وخرجت المظاهرات فى عواصم العرب، تحرق العلم ا!م سرائيلى، ولا بأس من حرق العلم، ولا بأس من التعبير عن الحزن والغضب بالتظاهر، لكن البأس كل البأس أن تكون هذه طريقتنا الوحيدة فى رفض الانكسار والشعور با لهزيمة الماحقة ورفع العار، لأنها تؤكد ما جرى مجرى المسلمات أن العرب مجرد ظاهرة صوتية، يجيدون الشعر والشعارات والكلام، مجرد الكلام والصراخ با لصوت الحيانى الذى لم يفعل شيئا يوما، ولم يغير فى الواقع شيئا، وعلى هذا الأساس تتصرف إسرائيل، وعلى هذا الأساس تتصرف أمريكا، لأنهم يطمون عنا أكثر مما نعلم عن أنفسنا، لأننا نر!ى مواجهة ذاتنا بحقيقتها.. أيضا خوف العار خوف أن نرى أنفسنا ونحن عرايا. وأيضا البأس كل البأس بل والبؤس، أن نحرق العلم الأمريكى ونطب مقاطعتها اقتصاديا (وهو كل ما نملك فى جعبتنا)، لأنه لا حرق العلم ولا المقاطعة مؤثرة فى أمريكا تأثير شوكة فى ديناصور إزاء اقتصاد يمثل لأول مرة فى التاريخ لدولة من الدول ثلث اقتصاد العالم، إنتاجا داخليا يقوم به الإنسان وليس اعتمادا على ما تمنحه الطبيعة كالحيض الجيولوجى 30) روز ا ليوسف- !ن 24 2004/4/30 ر- "- صح! اصرب. المسمى بالبترول فى بلادنا، بل إن حقوقنا الواضحة وضمايانا حيضنا ومياهنا وبشرنا لا يشكلون العادلة، غير راغبين فى فهم أن ما مجتمعين بإنتاجهم ما تنتجه شركة بين الدول هو المصالح وحدها، وأن امريكية واحدة إسرائيل قدأثبتت لأمريكا أنها وكل هذا الغضب على أمريكا، الساهر على حماية مصالحها فى لأننا لا نجد فى عالم اليوم قوة منطقتنا، وأنها الدولة الوحيدة فى غيرها بعد غياب نظيرها السوفيتى شرقنا البائس التى تبنت المنظومة وانتهاء معادلة الرعب النووى الغربية سياسيا واجتماعيا والحرب الباردة، نستجير بها فلا واقتصاديا بجدارة، وأنها الدولة تجير، نرسل لها قبلات الوله الوحيدة التى تنتج علما ومعرفة فتتمنع ولا تجيب، نشرح لها وقدرة، لذلك من الطبيعى أن حقوقنا التاريخية والدينية فلا تفهم يتحالف الأشقاء، كما يتحالف ما نقول، تركع لها دول عربية تطب الأشقاء العرب، أم أن هذا تحالف السماح من أهل السماح، تقبل الأيدى مشكور وذاك تحالف مذموم! فلا تشعربسخونة القبلات.. إذن وما يضخم شعورنا بالعداء هو لنحرق العلم ونعلن الغضب ونضرب أيضا مجرد شعور، شعورنا أننا الأرض بر،وسنا، أو تجتمع حشود أصحاب حق يجب أن يشعر به المؤمنين فى المساحد تركع.. العالم، وماذا بعد أن يشعر لو شعر؟ تسجد.. تبكى لربها بحرقة.. ولارد نحن أصحاب حن بلا جدال، لكن هل سوى أصوات ضف البلاد وموت حدث فى تاريخ الانسانية أن اهتم العباد.. ومزيد من الدم المهدر بلا العالم بأصحاب حق عار عن قوة ثمن.. ولا نفتح أعيننا بعد كل دعاء تسنده وتدافع عنه 6 وهل اهتم العالم إلا على ما يسوونا بكرة وأصيلا.. يوما بالحق عبر تاريخه الطويل قدر رافعين المصاحف والرايات يصلى ن ما اهتم بالاستحقاق والجدارة الموت والشهادة، غير مدركين انه والقدرة؟ وهل حدث طوال تاريخ المطب الوحيد القابل للتحقيق بلا الانسانية على الأرض أن تبرعت ريب، بلا تحرير للأرض، وبلا رفع دولة تطوعا للحق بحل مشكة دولة للعار، فى ظل مناهجنا وثقافتنا أخرى؟ بينما نحن نطب من أمريكا أن وطريقتنافى التفكير تتخلى عن إسرائيل لخاطرعيوننا نكره أمريكا لأنها مع إسرائيل على وسوادها، من وهم سار مسرى طول الخط، وأنها لا تقف معنا ومبم الحقيقة منذ الزمن الناصرى 39591! المغفور له، إن أمريكا هى سر قوة إسرائيل؟ والغريب أن يلحق بهذا وهم آخر نقيض، هو ان إسرائيل قوة ييودية عالمية تسيطر على أمريكا من داخلها وتوجه سياساتها، ولا تعلم هنا اى الوهمين اكثر توهما من الآخر او أيهما الأصدق، غير عابئين بفتح عيوننا على لولة إسرائيل، وهى تحقق قوتها بقدراتها وقدرتها على فهم الآخرين، وكيف تض! المصالح أو تعقدها، ويمف تخاطب العالم بسياسة هى الأكثر نجاحا وت!قا، حتى أصبحت هى الحليف الاستراتيجى لأمريكا والعالم الحر كله، مع عدم ملاحظتنا أنه لو رفعت أمريكا يدها عن إسرائيل هى وبقيلأ ذلك العالم الحر الذى نكرهه لعربدت إسرائيل وساحت في المنطقة كيفما شاءت ودون رادع يردعها. وهو امر جدير بالنطر والاعتبار من جانبنا بشأن امريكلا وضمير العالم الحر أبدا لم تستغث روسيا بدولة أخرى تستنصرها ونابليون يغزو أرضها، وأبدا لم تطلب ألمانيا مساعدة من آخر لمساعدتها فى رفع الهزيمة عنها، بينما نحن مع العجز والشلل التام ن!ب المساعدة ممن لا مصلحة له فيها، وان لم يفعل صببنا عليه اللعنات صبا وملأنا القلوب كراهية له، فلم نحظ سوى با لكراهـية، وفازت ألمانيا وروسيا وا ليابان واسرائيل وغيرها، وغيرها، با لتفوق والكرامة. وحتى فى حروبنا بينما كانت إسرائيل تصنع علمها وسلاحها، بل وتصدر هذا السلاح لدول العالم متفوقا على غيره، كنا نحن نستجير ونستغيث با لسوفييت، ليمدونا بالسلاح الذى لا نعرف كيف نصنعه ولا حتى كيف نصونه، ونشتمهم إذا تاخرت جسورهم الجوية فى الامداد، ونكرههم فى الوقت نفسه لأنهم شيوعيون، أما بعد السوفييت المكروهين فقد أصبحنا يتامى ولم يعد فى العالم سوى القطب الأوحد الأحد، الذى قررنا أن نكرهه ولا سند لنا. ولا يبقى لنا من سند سوى أحد أمرين ة الأول أن يكون سندنا ذاتنا بفهم جديد وروية حديثة وانغراس فورى فى الحداثة بكليتها لون انتقاء بعضها دون البعض، والثاني هو أن ننتملر العون كعادتنا المشلولة حتى "ينطق الحجر والشجر يقول: ورائي يهودى يا مسلم تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر الييود" وهنا تؤكد كتب التعليم فى بعض بلادنا العربية معرفتها بذكاء أريب ومهارة لا تخفى أن الي!د يكثرون هذه الأيام من زراعة أشجار الغرقد فى بلادهم حتى لايفتن عليهم للمسلمين يوم الملحمة الكبرى؟! نحن لازلنا نعيش زمن السيف والرمح، لازلنا نعيش أيام كانت البشرية تعتمد القوة العسكرية المعقدة على القدرة العددية والقدرة العضطية، والمصيبة أنه رغم ما نر 51 أمامنا من متغيرات هائلة فى العالم، فإن شبابنا يعيشون هذا الوهم فيطبون الحرب والشهادة وهم طلاب جامعات يفترض انهم قد تعلموا وعلموا ا ا رغم أن عددنا والحمد لله كا لعدد فى الليمون، وقدراتنا العضلية لا باس بها، والسيوف والرما أ يمكن لأى سمكرى على باب عمارة ن يصنعها لنا، أما عن الخيل والحمير والبغال فما أكثرها فى بلادنا. كانت تلك هى القوة زمن "السيف والخيل والليل والرمح والبعير والبغال والبيداء تعرفنى"، وكان ذلك منطق إمبراطوريات ذلك الزمان البدائى، منطق القدرة العددية والعضلية، وكانت القوة تقاس بمدى القدرة على القتل والتدمير ومساحات الدم الممكن سفكه، لكن اليوم أصبحت القوة والقدرة هى بحجم إمكانات البناء لا الدمار، هـاضافة الجديد لما انجزته حضارة الانسان، وقدرة الإنسان المنتح المبدع المكتشف المبتكر مد مساحة الحرية المتاحلأ التى تسمح بالفعل المبدع دون لكفير تحريم ليصبح المواطن هو مصدر لعنى والتفوق بإنجازه وانتا حه وببساطة لأن) دوات التدمير نفسها قد أصبحت علما معقدا ودقيقا شد الدقة، يحتاج إلى السعى و لمشقة والجهد فى تحصيل المعرفة لعلم لا إلى العضلات، يحتاج إلى اس بجلد وصبر وراء العلم المظاهرات الصاخبة البائسة يحتاج إلى الانسان المبتكر كل ص ليس مسلما ونتخذه عدوا فيغي! عنا مفهوم الوطن وهو الأرض لعرض والبدء والمنتهى، ونشق صفدا شقا، حتى إننا نعلم أبناءنا حوب أن يكون المسلم مضمر لعد ة للكافرين مبغضا لهم حتى حتاج إليهم أو كما قال الطبرى . تظهروا لهم الولاية بألسنتكم تضمزون لهم العداوة/ التفسير/ ص 227"، أو كما قال ابن تيمية يوجد مسلم مؤمن يواد كافرا، فص واد الكفار فليس بمؤمن، لمومن تجب موالاته وان ظمك عتدى عليك، والكافر تجب مايحدث على ضى العربية يؤكدأق العر مجرد ظاهرة صوتية ق لشعارات ومجردا لصراخ! نحق قوم ما يعيشوق زمق السيف و.. ويعلم الاخروق عنا كثرمما نعلم عق أنفسنا نرفض مواجهة ذاتنا بحقيقتها ملايين أشباه المتعلمين من خريجى الجامعات فى دول الاسلام، ولا! الأميين.. لا فرق بل ربما كا. الأميون ارجح عقلا وأكثر حكمة مى خريجى جامعاتنا، وهو الثابت الواضح الظاهر في ريف بلادنا حيث يتواجد الحكماء والعقلاء الباقو فى بلادنا، بعد أن سبت آلة العلم الملقينى المحفوظاتى، لموجه وآلة الإعلام الجهنمية، ما تبقى لشبابما من قدرة عى التمييز البسيط الذ لم يخسره الأميون. نحن قوم عنصريون حتى النخاع نرى عنصرنا هو الأنقى والأصفى والأرقى فى العالمين، والآخرين هم زبد البحر. نحن قوم طائفيون حتى الثمالة، ننتمى فقط إلى طائفتنا الدينملأ، نواليها ولا نوالى غيرها، ونتبرأ. معا ته وان اعطاك وأحسن إليك/ قتضاء الصراط المستقيم/ ج ا ص 2، 222". لحن قوم لا نحترم قيمة العمل ليصدح الانسان فى بلادنا هو الثروة نتاحية الحقيقية، ولا نحترم قيمة قت فننتظر مساعدة الحجر وشجر لغرقد فى خمول وتبلد لا يليق إلا . لححر والشجر، نحن قوم لا العلم ولا العلماء ولا نحترم عم لا يكيل إلا بالباذنجان، لعلماء عندنا فقط هم رجال الدين لمتطظون عليه أو كل من قال فيه لبس زيا يضعه فى الزمرة لمتجدثة باسم الدين، أو من اكتشف كا لهدهدوحصافته علميا، ل! اقة النملة الأريبة بالعلم أيضا، نعلم اولادنا فى المدارس حتقا العلم ورجاله واحترام كل من احترف الاشتغال علينا با لدين، انظر النص القائل. "إن علماء الحضارة المعاصرة وهم وان كانوا أهل خبرة فى المخترعات والصناعات، فهم جهال لا يستحقون أن يوصفوا بالعلم، لأن علمهم لم يتجاوز ظاهر الحياة الدنيا، إنما يطق لفظ العالم على اهل معرفة الله وخشيته/ التوحيد/ 3 ثانوى/ 77/ 1 لسعودية". نحن قوم لارلنا نعيش زمن الأساطير بل وندرسها لأولادنا باعتبارها حقائق، انملر معى كتاب "الروض المربع بشرأ زاد المستنتى" المقرر علي ثانوى رهرى فى مصر المحروسة، ينا دى بضرورة "تكفير الساحر الذى يركب المكنسة فتسير به فى الهواء، او نحوه/ ص 436، 437"، وهو ما يعنى أننا سنحارب صاروخ كروز وأخو اته والقنبلة الذكية، وربما الذرية إذا احتاجوا إليها، بعقلية شجر الغرقد الذى يلحم والهدهد اللبق والنملة الذكية والمكنسة الطائرة، نريد أن نواجه الحداثة بثقافة الف ليلة وليلة نحن قوم- كما قال بن لادن لبوش - "أحرص على الموت حرصكم على الحياة" لأن حياتنا بلا قيمة ولا هد! ولا أمل، لذلك تصبح الجنة هى الأمل الوحيد الباقى، أما هم فحياة كل مواطن لها القيمة العليا على كل القيم، وكرامة المواطن الواحد تعدل كرامة الدولة كلها، ولكل مواطن هدفه فى التحقق بالعلم أو النجاح العملى، أو الانتاج أو الكشف والابلكار، والأمل الدائم فى مزيد من تحقيق السعادة لمجتمعه فحققوا جنتهم على أرضهم ومع كل هذه السمات والخصائص نحزن على الشيخ ياسين ونبكى على الرنتيسى ونهدد ونتوعد لأن الله ناصرنا؟ ا بينما لم يبق لدينا سوى الإرهاب وهو سلاح الضعيف، والذى لن تملك معه بلاد الحريات والعلم سوى طرد كل مسلم فى بلادها، ووضع بلادنا فى معازل أسوة بما فعل شارون بجداره العازل الذى أعطاه امنا وقدرة على الضرب الموجع دون انتظار رد مثيل، معازل تعزلهم ببلادهم عن بلادنا لناكل بعضنا ونحارب بعضنا ب!ما عيى تفسير آية أو إثبات حديث او إنكاره، أو على صحة مذهب دون مذهب، او دين دون دين، حتى نفنى او يبقى منا بعضنا سيحافظون عييه من باب بقاء النوع للفرجة عليه والنسلى بمشاهدته، هذا طريق لازلنا نسلكه، وهناك طريق آخر واضح لكل ذى عينين إن أردنا مصيرا آخر.+ مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Sherief AbdelWahab بتاريخ: 27 أبريل 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 أبريل 2004 و هل القمني و أمثاله ممن يتنطعون علينا باسم الدين و تجديد الخطاب يستحقون الاحترام؟.. مجرد فئة من أدعياء الفكر تريد الوصاية على الدين و التدين عند البسطاء ليس إلا..و لا مانع من مسمى براق مثل "مفكر إسلامي".. و لو كان من غير المنافقين الأدعياء..أتحدى أن يذكر معنى للحرفة التي احترفها هو و العشماوي و آخرون.. خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
White heart بتاريخ: 27 أبريل 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 أبريل 2004 لا أعرف من هو سيد القمنى، و بصراحة لا يهمنى فى شئ معرفه سماته "الشخصية"، أى شكلة، ماذا يأكل، ما هى مهنته؟؟!! ما يهمنى هو المقال الذى كتبه ..... الفكرة المطروحة .... انا قرأت المقال و تفهمت تماما الرأى و الفكرة التى يطرحها، و أتفق معها تماما، و لا أفهم لماذا فى كل مرة عندما يقرأ البعض شئ لا يعجبه، يبدأ مباشرة فى الهجوم أو التشهير "بشخصية" طارح الفكرة ، بدلا من ابدأ الرأى فى الفكرة ذاتها؟ أليس ما كتب هو الحاصل فعلا، أم محض افتراء و كذب؟ قد أتفهم وجهه نظر البعض المخالفه عندما يقرأ له مثلا هذا المقال، و غيرة و الذى عثرت عليه عندما أردت معرفة المزيد مما يكتبه هذا الرجل: هل نحن قوم عصريـون ؟، سأتفهمهم و لكنى لن أتفق بالطبع عندما يتحول ابدأ الرأى الى الطعن فى "شخص" بذاته، لأنه ببساطه ليس هذا الشخص وحدة من يعتقد بنفس الأراء أو الأفكار، بل هناك الكثيرين غيرة، و بالتالى فطعن هذا الشخص، هو طعن فى كل من مثله، ....... و لماذا؟؟؟!!! أنا أشكرك يا عزيزى ragab2 على اتاحة الفرصة لنا، للاتطلاع على مثل هذه الأراء و الأفكار "العقلانية" - " الواقعية"... ... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى : وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء ! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 2 مايو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 مايو 2004 وهذا هو مقال الشيخ جمال البنا الأخ الأصغر للشيخ حسن البنا ومن المعروف أنه يقيم خارج مصر فى أوروبا منذ مقتل أخيه الأكبر حسن البنا ............. تجديد الخطاب الديني جمال البنا ........ عرفت البشرية الدين من فجر تاريخها. وإذا كان تاريخها المعروف يعود إلى عشرة آلاف عام. فإن البشرية قد أمضت سبعة آلاف عام منها فى ديانة وثنية تختلط بالخرافة، فقدماء المصريين عبدوا الشمس والنيل والحيوانات، واليونان والرومان عبدوا آلهة اخترعوها وأسكنوها جبلاً خرافياً "الأولمب"، والهنود والصينيون والفارسيون عبدوا الخير والشر النار والنور الخ ... ولم تتحرر البشرية من عبادة الوثنية وخرافاتها إلا فى قرونها الأخيرة، أى منذ ثلاثة آلاف سنة بدفع اليهودية فالمسيحية فالإسلام. ودخلت هذه الديانات فى صراع عنيف مع الديانات السابقة عليها، ليس فحسب لأن هذه الديانات كانت ديانات الحكام والملوك (كان من حق مجلس الشيوخ فى روما تعيين القياصرة الذين يرفعون إلى مستوى الألوهية) ولكن لأن الجماهير قد تشربت الوثنية وخرافاتها وأساطيرها بحيث أصبح من العسير عليها أن تؤمن بالأديان السماوية. وتأمل تعجب العرب من الرسول الذى يريد أن يجعل الآلهة إلها واحداً "إن هذا لشىء عجاب" . ومراجعة كفاح هذه الأديان يثبت ذلك، فتاريخ بنى إسرائيل حافل بمراجعة شعب بنى إسرائيل لموسى نفسه، وتمنيهم العودة إلى مصر بخيراتها وعبادتهم العجل الذى كان المصريون يعبدونه ثم بعد ذلك لا يكاد يمر عقد من السنين دون أن "يقع الشعب فى الخطيئة" ويخالف الناموس فيحل عليه غضب الله ثم يتوب الشعب فيتوب الله عليه. أما المسيحية فقد دخلت فى حرب مع اليهود لأنها جاءت لهداية خرافهم الضالة، وعندما توصل زعماؤهم للحكم على المسيح بالصلب ذكرهم الحاكم الرومانى بأن من حقه أن يعفو عن أحد المحكوم عليهم، وكان منهم لص يدعى بارباس فخيرهم فيمن يعفو عنه فقالوا جميعاً، وبصوت واحد "بارباس!" ثم دخلت فى صراع عنيف مع الوثنية اليونانية/ الرومانية التى كانت مزدهرة فى الإسكندرية، وكان أبرز مظاهرها اغتيال هيباثا اغتيالاً مروعاً. ثم لما دخلت الإمبراطورية الرومانية المسيحية، تصادمت المذاهب المختلفة فيها – وقد كان منها مذهب الأقباط المصريين الذين تعرضوا لاضطهاد البيزنطيين اضطهاداً لم يخلصهم منه إلا الفتح العربى. وأخيراً فقد كان عليهم أن يدخلوا فى صراع مع بقايا المؤمنين بالديانة المصرية القديمة. رغم ما يقال من تأثر المسيحية المصرية بالتثليث الذى وجد فى الديانة المصرية، وأخذ أبرز صوره فى عهد البطالمة. أما الإسلام نفسه وهو أبسط الأديان وأبعدها عن اللاهوت فقد شن عليه المشركون العرب حربا شعواء امتدت من أشخاص الذين آمنوا حتى كادت تلحق بالرسول نفسه عندما تآمروا على قتله، وفوّت عليهم الرسول ذلك بهجرته إلى المدينة . وحتى عندما آمن المسلمون، فإن كثيراً منهم لم يتقبلوا يسر الإسلام وقال القرآن عن الرسول ]لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم[. وعندما مروا بشجرة "ذات أنواط" كان المشركون يعلقون عليها مقدساتهم سألوا الرسول أن يجعل لهم "ذات أنواط" وكانت تلك هى المناسبة التى قال فيها الرسول "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" وقبل أن يتوفى بالفعل، وعندما عُرف نبأ مرض الرسول ارتد كثير من العرب. ولولا وقفة أبى بكر الحاسمة، الحازمة، لخسر الإسلام معظم العرب .. ما يهمنا من هذا العرض التاريخى هو أن طول عشرة البشرية للوثنية، وجدة عهدها "النسبى" بالأديان السماوية جعل رواسب الوثنية تتغلغل فى نفوس الجماهير لتسقطها بعد ذلك على الأديان السماوية.. ومن أبرز هذه الرواسب السحر والجان والخرافة والكرامات والتقديس والفكرة الشمولية للدين وأنه يغطى مجالات الحياة وإسقاط الصورة البشرية على "الله" تعالى لتكون أحكامه كما يتصورون الخ... وتم هذا بطريقة تدريجية، ولا شعورية بحيث أصبحت جزءاً من بنية الدين، ولم يعد سهلاً التفريق بين الدين الحق وبين ما أدمج فيه من رواسب وثنية لقد دخل المسلمون الإسلام وهذه الرواسب موجودة وساعد عليها العامل الذى سنشير إليه فى النبذة الثانية، ألا وهو سرعة انتشار الإسلام وإقبال الفارسيين واليونانيين والهنود والترك على الإيمان به. ولدى هؤلاء رواسب عديدة جداً أدت إلى تحويل الآراء الفقهية والنظرة الدينية عما أراده الإسلام . إن هذه الحقيقة تجعل من الضرورى لكى نتوصل إلى – تجديد الخطاب الإسلامى– أن نتوصل أولاً إلى التمييز ما بين رسالة الإسلام التى أريد بها إنقاذ البشرية من الوثنية، وما بين الجذور والرواسب الوثنية المتغلغلة فى فهم البشرية للدين، وأقحمت فى الإسلام . - 2 - كان العامل الرئيسى الذى تحكم فى الإسلام وانعكس أثره عليه هو السرعة التى تمت بها "أسلمة" المجتمع، فلم تزد سنوات الدعوة على يدى الرسول عن 23 عاماً استكمل فيها القرآن وفتحت الأنحاء القاصية للجزيرة العربية ثم امتد الزحف الإسلامى فى سرعة لم تسبق (باستثناء حالة الإسكندر المقدونى والقياس عليها لا يستقيم تماماً) فخلال ثمانين سنة كان الإسلام قد بلغ حدود أوربا، وحاصر المسلمون القسطنطينية وفتحوا فارس والهند والأفغان ومصر وشمال أفريقيا . أدت هذه السرعة الكاسحة إلى واقعة لم يكن منها مفر، وإن لم يمنحها المؤرخون الأهمية التى تستحقها تلك هى أن هذه المناطق المفتوحة لم تستوعب الإسلام تماماً لثلاثة أسباب أولاً: قصر مدة الدعوة النبوية. وأن إسلام كثير من العرب جاء فى السنوات الثلاث الأخيرة لحياة الرسول. فلم يستوعبوا قيم الإسلام. وحال قصر المدة دون قهر التقاليد القديمة المتأصلة فيهم. ومن هنا فإنهم لم يكادوا يسمعون بوفاة الرسول حتى أرتد معظم العرب ولم تحتفظ بإسلامها سوى مكة والمدينة، وكان دور أبى بكر وطريقة تعامله مع المرتدين عاملاً حاسماً أعاد الجزيرة العربية إلى الإسلام . العامل الثانى: أن الزحف الإسلامى امتد إلى بلاد ذات حضارات عريقة لها نظم إدارية وسياسية وفلسفات تختلف عن الإسلام. وقد آمن معظم أهل هذه البلاد لسماحة الإسلام ولأن الإيمان بالإسلام كان يمنحهم كل حقوق المسلم دون تفرقة، وأن هذا أيضاً كان يخلصهم من الجزية.. والحقيقة أن "الموالى" كما كان يطلق عليهم لم يدخلوا فى الإسلام أفواجاً لهذه الأسباب فحسب، بل كذلك لأن التضلع فى العلوم الإسلامية هو باب الصدارة المفتوح لهم، وكانوا أكثر تعرفاً من العرب على جوانب عديدة من الحضارة لذلك لم يلبث فى خلال القرون الثلاثة للهجرة أن أصبحت الأغلبية من الفقهاء والمحدثين والمفسرين من الموالى، بل لم تقف عجمتهم عائقاً عن اقتحام اللغة العربية، فوجد من علمائها من لا يستطيع نطق الراء أو الحاء، ومع ذلك نبغوا فى علوم العربية وكان إمام أئمة اللغة سيبوبه وهو من الموالى، بل كان أحد أصحاب القراءات المعروفة من أصل قبطى . ومع إخلاص هؤلاء الموالى فى خدمة الثقافة الإسلامية فإنهم حملوا إليها سواء كانوا واعين أو غير واعين، رواسب ومزاج حضاراتهم القديمة التى توارثوها كما توارثوا الدم واللون الخ... وحدث "إسقاط" يكون أحيانا لا شعورياً على الثقافة الإسلامية، كما يأخذ أحيانا أخرى شكل "الإسرائيليات" والأساطير التى ملأت كتب التفسير وفى أصول الفقه ظهر بوضوح التأثر بالمنطق الأرسطى حتى قال الغزالى إن من لا يعلمه لا يوثق بكلامه أصلاً. وظهر لاهوت إسلامى فى شكل علم الكلام يبعد كل البعد عن منهج القرآن ... العامل الثالث: صاحب هذا التوسع هجوم سريع على الخلافة وتقاليد الحكم النبوى وحولت إلى مُلك عضوض على يدى معاوية سنة 40 هجرية.. ويمكن القول إن الخلافة الراشدة انتهت مع طعن عمر بن الخطاب وإن عثمان بن عفان تأثر بالرواسب الأموية وخالف سنة الشيخين، ولما حاول على بن أبى طالب إعادة الأمر إلى ما كان عليه استحال ذلك. وكان يجب أن يُقتل دون صاحبيه لأنه أراد أن يقف فى سبيل التطور .. وتقضى طبائع الأشياء بأنه ما أن يظهر دين جديد يختلف بالطبع عن الدين القديم حتى يظهر له من سدنة الدين القديم والمؤمنين به أعداء يعملون للكيد لهذا الدين الجديد بكل الوسائل ومنها إلصاق أحكام أو نصوص ليست منه ولا يجوز أن ننسى حقد الفرس على عمر بن الخطاب الذى كان السبب فى اغتياله، فما يظن عاقل أن يقتل لخلاف على دراهم، وقد ظهر أمثال هؤلاء للإسلام فى سنواته الأولى وتحدث القرآن الكريم عن الذين قالوا آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ. ]وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون [.{72 آل عمران} وقال ]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ[. {26 فصلت} .. وقد يجوز لنا أن نتساءل كم طفل من أطفال يهود بنى قريظة الذين قتلوا لم يكن قد بلغ الحلم، وعاش بين المسلمين وكم امرأة منهم سبيت ودخلت البيت المسلم، ولعلها قد ولدت وربت وليدها على بغض الإسلام، وليس هذا إلا حالة واحدة من حالات الكيد للإسلام بمجرد ظهوره . وعندما نعلم أن اليهود، وبالذات يهود بنى قريظة حاولوا التأثير على عمر بن الخطاب فستكون لدينا فكرة عن مدى ما حاولوه. إذ دفع أحدهم إليه بصحيفة من أخبارهم يقرأها، وقَبِل ذلك عمر بن الخطاب بدافع الفضول والتعرف على فكرهم وعندما ذكر ذلك للرسول غضب غضباً شديداً ونهى عمر عن ذلك وقال .. "أمتهوكون فيها يا بن الخطاب ؟ والذى نفسى بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذى نفسى بيده لو أن موسى حيُّ ما وسعه إلا أن يتبعنى" . وفى موقعة اليرموك ضم الصحابى الجليل والمحدث الدقيق والذى يعد من أوثق الرواة فى الحديث عبد الله بن عمرو بن العاص حمل زاملتين (ناقتين) من أحاديث أهل الكتاب، ولسنا نعلم على وجه التحقيق هل اختلطت هذه الأحاديث بأحاديث صحيفته القديمة التى كان يسميها الصادقة أم لا.. ولكن السيدة عائشة عندما علمت بذلك تطرق إليها الشك، ولم تعد تأخذ حديثه مأخذ التسليم . فإذا كان أمثال عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص (وكل واحد منهما إمام فى بابه) هدف سعى بعض اليهود للتأثير عليهما، فما بالنا بالباقى .. ونحن نؤمن أن كعب الأحبار وهب بن منبه وابن جريج، وفيما بعد ابن سبأ قد أضافوا إلى الحديث وقدموا من التفسيرات ما يعد مناقضاً للإسلام وجاز هذا حتى على مثل أبى هريرة الذى روى عن كعب الأحبار، كما أن معاوية نصب منبراً فى مسجد دمشق ليقدم كعب الأحبار "الرقاق" وحشوها أكاذيب . نرى أثر هذه العوامل فى جميع جوانب المجتمع الإسلامى فى السياسة وفى الفقه، وفى الحديث، وفى التفسير، بل فى العادات الاجتماعية التى كان أبرزها حجب المرأة وإقصائها عن المجتمع كما كان الحال فى فارس القديمة وفى أثينا، وإعمالاً لرأى أرسطو فى دونية المرأة. وإذا كانت آراء أرسطو اخترقت أصول الفقه فهل تعجز عن اختراق آداب المجتمع .. بالإضافة إلى هذه العوامل الخاصة بالملابسات التى اكتنفت ظهور وانتشار الإسلام، فيجب أن لا ننسى أن وسائل البحث ومعدات الدرس كانت محدودة للغاية قبل ظهور المطبعة، وتيسير وسائل الاتصال، وكان على المحِّدث أن يسافر من المدينة إلى دمشق أو الفسطاط بحثاً عن حديث. ومع أن علماء الإسلام تغلبوا إلى حد ما على هذه الصعوبات بحكم إيمانهم العميق.. ولأن العالم الإسلامى كان متفتحا أمام كل سكانه، وأن الحج كان باباً مفتوحاً قدر ما كان ملتقى دوليا فتظل الحقائق تفرض نفسها فإيمان العلماء الإسلاميين مكنهم من تدبيج عشرات الألوف من المجلدات الضخمة فى التفسير والحديث والفقه وبقية العلوم وبقدر جسامة ما وصل إلينا إلا أن ما لم يصل ربما يكون أكبر، فقد أتت جائحة المغول لبغداد والأسبان للأندلس على جانب كبير من المراجع الإسلامية. وقيل إن مياه دجلة اسودت من حبر الكتب التى قذفت إليها بها، ومع هذا فإن مكتبات الأسكوريال وليدن وغيرها تظفر بمراجع لم تنشر حتى الآن. وهذه الحقيقة توضح لنا كيف كافح العلماء المسلمون الأوائل، وكيف حاولوا التغلب على صعوبات قلة معدات البحث وصعوبة المواصلات بحيث يمكن القول إنهم كانوا – بلا جدال – أفضل العلماء الذين ظهروا فى زمانهم، وكانوا يسبقون بمراحل العلماء فى العالم الأوربى. لكن هذا لا يمنع من أن جهدهم العظيم ما كان يمكن أن يخلص من المؤثرات الضرورية القاهرة التى تكلمنا عنها كما أنهم كانوا أبناء عصرهم وكان عصراً مظلما مغلقاً وما كانوا يستطيعون التحرر منه فانعكست طبيعته على أحكامهم، وأخيراً فإنهم وقفوا فى الوقت الذى كان علماء أوربا يبدأون التقدم . وهذه ملاحظة هامة لأنها تنصف علماءنا الأوائل وأنهم بذلوا غاية جهدهم، ولكن ما كان يمكن أن يتحرروا من روح عصرهم، فالذنب فى الحقيقة هو ذنب العصر الذى عاشوا فيه، وما أشرنا إليه من عوامل اكتنفت هذا العصر، وأشرنا إليها، أعنى (فساد النظام السياسى) ثم تأثر الموالى والجماهير الإسلامية برواسب الحضارات القديمة يونانية – فارسية – هندية – ثم تركية. خاصة بعد تغلب عناصر لا تكاد تفهم العربية – ومن لا يفهم العربية لا يفهم القرآن. ومن لا يفهم القرآن لا يأخذ الصورة الحقيقية للإسلام وأخيراً تقلص دور جزيرة العرب التى كان يمكن أن يكون أهلها سدنة وحرساً للإسلام منذ تحولت الخلافة إلى مُلك عضوض سنة 40 هـ حتى إلغاء مصطفى كمال للخلافة سنة 1924 .. وكانت النتيجة الأخيرة أن التراث الإسلامى – وبالذات فى مجالات المعرفة الإسلامية الرئيسية: التفسير – الحديث – الفقه. خضع لعوامل بعيدة كل البعد عن روح القرآن وظهرت القضية التى هى أهم القضايا فيما نحن بصدده. إلا وهى إن الإسلام الذى يتعبد به المسلمون اليوم ليس هو إسلام القرآن والرسول. ولكنه إسلام الفقهاء. والمحدثين والمفسرين الذين وضعوه خلال ألف وربعمائة عام. وأن هذا الإسلام يختلف عن إسلام القرآن وقد أوضحنا ذلك بالأدلة العملية فى فصل "ثلاثة مستويات لمرجعية الفقه" فى الجزء الثالث من كتابنا نحو فقه جديد، إذ قارنا نصوص القرآن فى خمسة مواضع هـى (1) الإيمان بالله. (2) حرية الاعتقاد. (3) المرأة. (4) العدل. (5) الرقيق، بالأحكام التى أصدرها الفقهاء فظهر الفرق شاسعاً، قد يصل إلى التناقض، فبينما يقول القرآن ]من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر[. ]لا إكراه فى الدين[. يروى لنا الفقهاء حديثاً "من بدّل دينه فاقتلوه" ثم لا يقفون عند هذا بل يبدعون صيغة "من جحد معلوماً من الدين بالضرورة يعد كافراً" وبينما يقول القرآن عن المرأة ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِن درجة[. ]وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْـنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا[. {32 النساء}.. ]مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[. {97 النحل}.. يقول الفقهاء "المرأة عورة" "ناقصات عقل ودين" "لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة الخ… وهى كلها أحاديث ضعيفة أو لها ظرف خاص الخ… وبينما يقيم القرآن الدليل على وجود الله بالخلق وأن هذا الكون لابد له من خالق ويستخدم منطقاً يقوم على البديهة "أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون" يأتى الفقهاء بشقشقه من آثار اليونان ويتفرغون لقضايا مثل الصفات وغيرها الخ… وبينما يكون العدل هو طابع الإسلام فى القرآن ويكاد يكون بصمته فإننا نجده باهتا فى كتب الفقه. وبينما يقول القرآن عن الرق "فإما منا بعد، وإما فداء" فإن الفقهاء يقررون أن الرق شرعة خالدة إلى يوم القيامة ويظهر فيهم من يرى أن استرقاق غير المسلم أفضل من عتقه لأن هذا يتيح له فرصة الاطلاع على فضائل المسلمين! وقد يدفعه للإسلام ولا يتسع مجال الورقة لتعداد الفروق وقد عالجنا الموضوع فى عشرين صفحة من كتاب "نحو فقه جديد" الجزء الثالث . - 3 - تلقت الأجيال الحديثة التراث القديم كأنه قضاؤها وقدرها.. وعكف العلماء المحدثون على التراث القديم ينبشون فيه فيكشفون خافيه، ويفسرون مبهمه ويعلقون الشرح على المتن والحاشية على الشرح الخ... ويصدرون الأحكام تبعا له. وكان هذا فى الحقيقة هو أكبر أسباب تخلف المسلمين ويكاد يكون هو الرد الأول على السؤال الخالد "لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم" لأن هذا التراث لا يمثل الإسلام نفسه، لا يمثل القرآن ولا يتطابق مع عمل وقول الرسول ولكنه فهم هؤلاء الأئمة فى ظل عهود مغلقة، جاهلة، مظلمة ووسط صعوبات لا حصر لها، وأن هؤلاء العلماء على نبوغهم وإخلاصهم – ليسوا ملائكة معصومة – وبالتالى فإن الأحكام المستخلصة من مقدماتهم أحكام خاطئة، وبالتالى يبدأ التخلف، فمن الواضح أنه إذا كان الفقه يأمر بطاعة الحاكم "وإن أخذ مالك وجلد ظهركم" ويأمر بحبس النساء فى البيوت وتحريم اختلاطهن بالرجال وأن لا يتعلمن إلا قصار السور للصلاة بها، وإذا كان هذا الفقه يوثن الصلاة ويهمل الزكاة، ويحصر العلم فيما تجب العبادة به. ويوجب التقليد فلابد من التأخر . المشروع الذى نتقدم به، ولا نرى فى الحقيقة سواه، إذا أردنا النهضة بالإسلام فى منتهى البساطة والمعقولية والالتزام – هذا المشروع هو العودة إلى القرآن الكريم مباشرة، دون تقيد بتفسيرات المفسرين، وضبط السُنة بمعايير من القرآن إذ ثبت أن السند لا يمكن أن يكون معياراً لأنه جزء من عملية الوضع التى فشت فى الحديث فلم يبق إلا الاحتكام إلى القرآن. ولما كانت السُنة مبينة للقرآن، فمن البديهى أنها تلتزم بالقرآن. وأخيراً عدم الالتزام بالأحكام الفقهية التى وضعها أئمة المذاهب الأربعة أو غيرهم . إن ما نراه ليس تجديداً، بل هو عودة إلى الأصول، عودة إلى المنابع، هو تطبيق للمقولة "لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها" وقد صلح أولها بالقرآن وبالرسول.. فما نقترحه هو أكثر الحلول "رجعية" إذا جاز التعبير .. إن هذا الحل سيحررنا من كل أحكام التراث التى كانت من أكبر أسباب تخلف المسلمين وسيعيدنا إلى القرآن وهو أصلاً كتاب هداية وتحرير وإخراج الناس من الظلمات إلى النور .. لقد جاوزنا بالفعل فيما ذهبنا إليه من دائرة القول والمطالبة إلى دائرة العمل والتطبيق، فى عدد من الكتب أبرزها "نحو فقه جديد". وعندما حققنا هذا توصلنا إلى النتائج الآتية التى تجد البرهان عليها فى كتب "دعوة الإحياء الإسلامى" التى جعلنا لكل موضوع من الموضوعات التالية كتاباً خاصاً . لقد وجدنا : . القرآن الكريم يفتح باب حرية الفكر والاعتقاد على مصراعيه، بل ويجعلها أمراً خاصاً بالفرد لا دخل للنظام العام فيه أنظر كتاب "الإسلام وحرية الفكر" . . القرآن الكريم يحقق وحدة الجنس البشرى ويقضى بالمساواة بين الناس جميعاً سواء كانوا بيضاً أو سوداً. أغنياء أو فقراء. رجالاً أو نساءً. وعلى اختلاف مذاهبهم لأنهم هم "أبناء وبنات آدم" ويوجب التقارب بينهم ولا يجعل التفاضل إلا للتقوى أى للعمل والخلق. ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[. {13 الحجرات} .. 3. الإسلام كرّم الإنسان والجنس البشرى عندما جعله خليفة الله على الأرض بعد أن خلقه فى أحسن تقويم ووهبه السمع والبصر والعقل والقلب.. ورفض العصبية وتفضيل جنس على جنس. أنظر كتاب "منهج الإسلام فى تقرير حقوق الإنسان" . 4. الرسول كرّم الجسم الإنسانى بالحماية بعد أن كرّم الضمير والفكر بالحرية. فحرّم كافة ألوان التعذيب أو سوء المعاملة وجعل عقوبة من يصفع عبده أن يحرره .. 5. الإسلام وضع مبدأ القضاء على الرق بصورة صريحة ليس فيها لبس عندما حصره فى أسرى القتال مع المشركين وجعل مصير هؤلاء الأسرى "فإما منا بعد، وإما فداء" كما قال القرآن الكريم وكما طبقه الرسول فى أسرى غزوة بدر وهوازن. فإذا كان المسلمون لم يطبقوه فهذا ذنب المسلمين، أو ذنب فقهائهم أو ذنب التطور الذى حال دون تحرير الرقيق حتى ظهرت الآلة وليس ذنب الإسلام . 6. الإسلام يقر التعددية لأنه عندما جعل التوحيد صفة لله، فإن ذلك يستتبع التعددية فيما عداه. وتوحيد ما عداه يكون شركاً ومن هنا فقد تقبل القرآن تعددية الأديان. وتعددية الرسل وتحدث عن رسل لم يقصص علينا خبرهم، وتحدث عن الأنبياء جميعا كأخوة. أنظر كتاب "التعددية فى مجتمع إسلامى" . 7. أوجب الإسلام القتال عندما يُراد فتنة المسلمين عند دينهم، فعندئذ يجب عليهم القتال، ويكون القتال عندئذِ دفاعياً، ويعد دفاعاً عن حرية العقيدة. وهذا هو تبرير كل الآيات التى أوجبت القتال "لكى لا تكون فتنة" وإذا كان إخواننا الأقباط يقولون الدين لله، فقد قالها القرآن قبلهم "ليكون الدين كله لله" . أما الذين لا يدينون بدين الإسلام، ولكنهم لا يحاربون المسلمين فهؤلاء أوجب القرآن البر بهم والعدل معهم ]لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[. {8 الممتحنة}.. وهذه الآية هى الحاكمة فى الموضوع لأن كل ما جاء فى القرآن الكريم من قتال إنما هو لدفع الفتنة، فإذا لم يكن هناك فتنة، فلا قتال ولكن بر وقسط. انظر كتاب "الجهاد" . § حرر القرآن المرأة وجعلها كالرجل سواء وإن استثنى درجة. وأعتقد أن النساء فى أمريكا وبريطانيا وسويسراً يتمنين أن تكون الفروق بينهن وبين الرجال درجة، وأثنى على ملكة سبأ . أما الحجاب فقد فرض على الإسلام ولم يفرضه الإسلام وقد أجازه بالنسبة لزوجات الرسول باعتباره بابا أو ستاراً بينهن وبين الناس تكريماً لهن. أما بالنسبة لعامة النساء فلا حجاب، ولكن لا خلاعة ولا تبرج يجعل عنصر الأنوثة فى النساء يطغى على عنصر الإنسان فيهن. وكيف يتحجبن وقد كان النساء يتوضأن مع الرجال فى وقت واحد من مجرى واحد، كما جاء فى البخارى . انظر كتاب "الحجاب وكتاب المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء" § أثبت البحث الدقيق فى أصول الإسلام أن الإسلام شىء، والدولة شىء آخر. وأن الإسلام لم يرد للأنبياء أن يكونوا ملوكاً أو مؤسسى دول وإنما أرادهم دعاة، دورهم التبليغ وجردهم من كل سلطة حتى أن يكون أحدهم "وكيلاً" وأن تجربة دولة المدينة لم تكن تطبيقا أو إعمالاً لأصول فى العقيدة ولكنها كانت استجابة لتطور الأحداث. ومع هذا فإن دولة المدينة التى حكمها الرسول والخلفاء الراشدين لا يمكن أن تعد نموذجاً يعمل المسلمون لاستعادته لأن دولة المدينة لم تستكمل كل مقومات الدولة، فلم يكن لها جيش محترف، ولا سجون، ولم تفرض ضرائب ولم تكن سلطة قمع وهذه هى خصائص الدولة، كما كان على رأسها نبى يوحى إليه وهذه تميزها عن الدولة بالاصطلاح المعروف أما دولة الخلفاء الراشدين التى انتهت بطعن عمر بن الخطاب فكانت سيراً فى أذيال دولة المدينة وتطلبها سياق الأحداث. "راجع سقيفة بنى ساعدة" فلا يمكن القياس عليها . وأوضحنا أن القرآن والتاريخ يثبتان أن السلطة مفسدة، وأنها إذا دخلت مجال العقيدة أفسدتها كما حدث عندما تحولت الخلافة الراشدة على يدى معاوية إلى مُلك عضوض. وفى كتابنا "الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة" أثبتنا أن السلطة أفسدت الإسلام، والاشتراكية، والمسيحية، واليهودية. وأن شعار "الإسلام دين ودولة" أُسئ فهمه وأن صحته الإسلام دين وأمه . § لقد حددنا موقف الإسلام من العلمانية، وقلنا إنه قريب جداً منها لأنه – مثلها – يدعو إلى الفصل بين الدولة والدين (كما دعونا إلى ذلك فى كتاب "الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة" وأن الدولة فى مجتمع إسلامى لا تكون إسلامية ولا علمانية ولكن مدنية تقصر عملها على مجال العمران ورفع المستوى المادى والأدبى للشعب. بل اقترحنا حذف مادة "دين الدولة الإسلام" لأنها تكون تعلة للاستغلال ولإثارة الحساسية . انظر كتاب "موقفنا من العلمانية، والقومية، والاشتراكية" . § أما موقف الإسلام من الديمقراطية فإن الإسلام له أداته الخاصة وهى الشورى كما أنه يميل لأن يكون الحكم حكم القانون أكثر مما هو حكم الأصوات وهو ما تمناه فلاسفة آثينا. وإذا كانت الاشتراكية دعوة للعدالة، فإن الإسلام قد سبقها لأن "العدل" هو الطابع الرئيسى للإسلام وما أكثر ما ذم القرآن الظلم والطغاة والمترفين والمسرفين الخ... ولكن الإسلام مع هذا يقر الملكية لأنها ثمرة الكد والعمل وقرينة الشخصية فإذا أساء المالك استخدام حقه فهنا يتصدى له الإسلام لأن الملكية حتى لو كانت حقاً، فإن إساءة استخدام الحق فى الإسلام تبرر التدخل وإصلاح الخلل. "انظر الكتاب السابق" . إن من المهم أن نركز فى النهاية على ثلاثة أمور : أولاً: أن هذه النتائج مستخلصة من صريح الآيات المتكررة، ومن روح الإسلام ومن عمل الرسول ومما تقضى به "الحكمة" وهى مصدر من مصادر الإسلام قرنها القرآن بالكتاب فى أكثر من مناسبة عندما تحدث عن "الكتاب والحكمة" وأشار إليها الرسول باعتبارها طلبة المسلم وضالته، وأن عليه أن ينشدها أنى وجدها . أما الخلاف فهو مع أقوال الفقهاء الذين أصدروا أحكامهم فى ضوء عصرهم وملابساتهم وأفهامهم . ثانيا: أن هذا المنهج يتفق مع توجيه القرآن للمسلمين أن يفكروا ويتدبروا، ويعملوا أذهانهم وعقولهم، واعتبر أن الغافلين شر من الأنعام ]أُوْلَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ[. {179 الأعراف} .. بل إنه يتفق مع إرادة الأئمة أنفسهم الذين دعوا الناس لأن لا يقلدونهم وقالوا كل واحد يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول وقالوا "هم رجال ونحن رجال" . هل نفعل إلا ما قاله معاذ وتقبله الرسول "أجتهد رأيى ولا آلو"؟ وهل نفعل إلا ما فعله عمر عندما جمد النص عندما انتفت العلة التى من أجله نزل؟ وهو تكييف لو اتبعه الفقهاء لتقدم الفقه، ولكنهم جبنوا ونكصوا.. بل هل نفعل إلا ما طلبه القرآن ]وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا[. {73 الفرقان}.. ]فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا[!!!. 78 النساء} .. ومن سقط القول الادعاء بأننا لا يمكن أن نبلغ مبلغ أبى حنيفة أو مالك والشافعى، فلدينا علمهم ولدينا أضعاف أضعاف علمهم، ولدينا من وسائل الدرس ما لم يحلموا به . ثالثاً: إن أى تراجع عن هذا المشروع، أو انتقاص منه أو الاكتفاء بإصلاحات جزئية أو محاولة تنقبة التراث الخ... كلها ستكون مماحكة لسير التطور ومحاولة لتعويقه ولن يتجدد الإسلام. لأنه إنما يتجدد بأصول فقه جديدة غير التى وضعها الأئمة. وبمقاصد شريعة غير التى وضعها الشاطبى. فلن يعسر على كل من يعمل ذهنه أن يرى نقط القصور فيها. ولن يتم تجديد إذا قدمت السُنة بالصورة التى يعرضها المحدثون ويسمح بوجود آلاف من الأحاديث الموضوعة والركيكة والمخالفة لروح الإسلام. ولن يتم تجديد إذا فهمنا القرآن عبر التفاسير من ابن عباس حتى سيد قطب .. لابد من التجديد، لأن الصورة التى قامت عليها هذه كلها أصبحت بالية مهلهلة لا يبقى عليها إلا التقديس. ولا خوف علينا من التجديد فى هذه كلها ما دمنا نحتكم إلى القرآن ونلتزم به، ولا نختان ضمائرنا . إن كل مفكر إسلامى حر لا يقبل الغشاوات ولا ينساق مع التيارات يؤمن بهذا. وإن كانت المؤسسة الدينية ستعارض هذا أشد المعارضة لأنها تؤمن أن من ليس منها -أعنى من لم يتخرج فى الأزهر أو يضع على رأسه العمامة الحمراء– فإنه لا يكون أهلاً للحديث عن الإسلام فقد اعتبروا أنفسهم وحدهم "أهل الذكر" كأنما أخذوا من الله توكيلاً وميثاقاً واحتكروا لأنفسهم الإسلام، فهو حرفتهم ومصدر عيشهم ورزقهم، فهم فى الحقيقة لا يدافعون عنه وإنما يدافعون عن أنفسهم . وقد وجد أمثالهم من قبل وسيتجاوزهم التاريخ وسيذهبون فى أمم قد خلت فما بكت عليهم السماء والأرض، ولا كانوا منظرين ... مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Sherief AbdelWahab بتاريخ: 4 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 مايو 2004 للرد عليه ..سؤال واحد: أيهما أجدى: تطوير الدين أم تطوير سلوكنا نحن؟ و أي خطاب ديني يتحدث فيه في زمن تعددت فيه الخطابات بشكل مزعج؟.. و ما هو سر العداء للسنة إلا من عاطلين "كاتوبجية" لا يجيدون سوى القراءة الحرفية للحديث الشريف دون تفكير ، ثم يأتي هؤلاء ليسموا أنفسهم "مفكرين"؟!.. عندما يصل الانحدار في مستوى القراءة لهذه الدرجة..فنحن لسنا أمام مفكرين! ثم..عندما قال الرسول عليه الصلاة و السلام ما معناه : من غشنا فليس منا..هل نحن مطالبون طبقا له بتجاهلها ..و كل واحد يمشي يغش و يحتال و يستغل التاني عادي خااالص.. حكاية "الإسلام هو المشكلة و تطويره هو الحل" أصبحت سخيفة ، و أي "عيل" يستطيع الرد عليها بسهولة تامة ..و سبب تخلفنا ليس إلا محاولات التجديد المستمرة المزعومة ، و الخناقات الطويلة بين السنة و الشيعة و الصوفيين والمعتزلة ..لقد انشغلنا بما يطلبه منا المفكر المزعوم طوال قرون أكثر من اللازم ، و نسينا تطوير الدنيا.. الصحف تتسع لعشرات ممن يسمون أنفسهم مفكرين إسلاميين ، و يتناسون مفكري الاقتصاد و السياسة ..رغم احتياجنا لهم أكثر بكثير.. ماذا سيهم أو سيبالي به الشخص البسيط الذي يصلي في الدكان الذي يعمل به من التجديد المزعوم ، أو صراع الحضارات ، أو أي من الخزعبلات التي يخرج بها كل "مفقر" في قناة فضائية أو صحيفة أتاتوركية؟ السلوك هو الأهم.. خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
White heart بتاريخ: 5 يناير 2016 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يناير 2016 (معدل) عندما أطالع مواد دستور بلدنا الحبيب ( خاصة المادة الثانية منه .. وكل ما يتعلق بــ " مؤسسة " الأزهر " العامة") ... وعندما أطلع على واحدة من أدوات " بروباجندا " توظيف الخطاب الديني عبر التاريخ القديم والحديث والمُعاصر ... وليكن مثلما جاء بتلك الدراسة " الازهرية " : ﺩﻭﺭ ﺍلخطاب ﺍلدﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍلتعبئة ﺍلسياسية ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍلرئيس ﻋﺒﺩ ﺍلناﺼﺭ. (ﺃﺯﻤﺘﻲ. 1956،1967. ﻨﻤﻭﺫﺠﺎﹰ. عاصر النظام السياسي الناصري خلال فترة حكمه أكثر من أزمة سياسية خارجية كادت أن تطيح به في بعض الأحيان، لذلك لجأ الرئيس عبد الناصر إلى استخدام الدين لدى الجماهير في تعبئتهم سياسيا ضد العدوان الثلاثي عام 1956 ، وتعدى هذا الاستخدام مجال الفكر إلى مجال السلوك السياسي، فاتجه إلى الجامع الأزهر يخطب في الجماهيرأثناء العدوان وكشف الخطاب السياسي الناصري "ذات الصيغة التعبوية" مدى التوظيف للرموز الدينية، ومن خلال الاستخدام للتراث الديني والإشادة بتاريخ الأزهر الشريف في الكفاح ضد الاستعمار حينما قال: "لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أذكر جهاد الأزهر على مر السنين فقد حمل دائما الرسالة، ولم يبخل أبدا عن الإيمان، وكافح كفاحًا مريرًا في سبيل الحصول على حرية الوطن... كافح الأزهر أيام الحملة الفرنسية وقاسى رجاله وعذبوا وقتلوا وشردوا، واقتحم المحتلون الأزهر فلم يتأخر عن حمل رسالة الكفاح، والجهاد لتحرير الوطن، وبلاد العروبة والإسلام، واستمر الأزهر يحمل الرسالة حتى سلمها إلى الجيش .. إلى عرابي الذي قام متسلحا بروح الأزهر ويطالب بحقوق الوطن" وإذا ما حاولنا التعليق على الاقتباس السابق من الخطاب السياسي لعبد الناصر، فإن ذلك يقودنا إلى حقيقة مفادها، إدراك عبد الناصر للدور التاريخي للأزهر كمؤسسة دينية، ومقرا للزعامة الوطنية، ومكانة روحية ورمزية للنضال لدى جماهير الشعب المصري،فمنه تتوحد النفوس وُتحشد الهمم، ومنه تمنح الشرعية للقيادة، ومنه تنطلق الثورات ومواجهة العدوان. وعندما أطالع كيف بعدما سلم الأزهر " الرسالة " الى الجيش ... حتى وصلنا الى مرحلة التزاوج وربما " رد الجميل " : قانون الأزهر ... خاصةالتعديلات الأخيرة ومنها: النص الكامل للتعديلات:(المادة الأولي)يستبدل بنص الفقرة الثانية من المادة (2) وبالمواد 5و7و8و9و11و12 النصوص الآتية :الفقرة الثانية من المادة (2): والأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية ويكون مقرها القاهرة، ويجوز أن تنشئ فروعا لها في عواصم المحافظات في مصر، أو في دول العالم ، تحقيقا لأهدافها العالمية السابق الشارة إليها في هذه المادة ، بما في ذلك إنشاء المعاهد والمراكز الإسلامية والبحثية والكليات الجامعية، وتكفل الدولة استقلال الأزهر، كما تكفل الدعم المادي المناسب له ولجامعته وكافة هيئاته .ويمثل الأزهر في كل ما يتعلق بشئون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة .مادة (5) : عند خلو منصب شيخ الأزهر يختار من يشغله بطريق الانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر لشغل المنصب تختار هيئة كبار العلماء لهذا المنصب ثلاثة من بين أعضائها الذين تتوافر فيهم الشروط المقررة بشأن شيخ الأزهر عن طريق الاقتراع السري في جلسة سرية يحضرها ثلثا عدد أعضائها ، ثم تنتخب الهيئة شيخ الأزهر من بين المرشحين الثلاثة في ذات الجلسة بطريق الاقتراع السري المباشر ويصبح شيخا للأزهر إذا حصل علي الأغلبية المنطلقة لعدد أصوات الحاضرين .ويباشر عمله- شيخا للأزهر- اعتبارا من تاريخ انتخابه ويعتمد اختياره بقرار من رئيس الجمهورية. ويعامل شيخ الأزهر معاملة رئيس مجلس الوزراء من حيث الدرجة والراتب والمعاش وكافة المزايا......مادة (32)مكررا"أ": تختص هيئة كبار العلماء بما لي:1- انتخاب شيخ الأزهر عند خلو منصبه.2- ترشيح مفتي الجمهورية.3- البت في المسائل الدينية والقوانين والقضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تواجه العالم والمجتمع المصري علي أساس شرعي. فأنني أشفق على من كان ومازال يحاول " الإقتراب " والإجتهاد : تجديد الخطاب الدينيجمال البنا........§ لقد حددنا موقف الإسلام من العلمانية، وقلنا إنه قريب جداً منها لأنه – مثلها – يدعو إلى الفصل بين الدولة والدين (كما دعونا إلى ذلك فى كتاب "الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة" وأن الدولة فى مجتمع إسلامى لا تكون إسلامية ولا علمانية ولكن مدنية تقصر عملها على مجال العمران ورفع المستوى المادى والأدبى للشعب. بل اقترحنا حذف مادة "دين الدولة الإسلام" لأنها تكون تعلة للاستغلال ولإثارة الحساسية ....... لابد من التجديد، لأن الصورة التى قامت عليها هذه كلها أصبحت بالية مهلهلة لا يبقى عليها إلا التقديس. ولا خوف علينا من التجديد فى هذه كلها ما دمنا نحتكم إلى القرآن ونلتزم به، ولا نختان ضمائرنا .إن كل مفكر إسلامى حر لا يقبل الغشاوات ولا ينساق مع التيارات يؤمن بهذا. وإن كانت المؤسسة الدينية ستعارض هذا أشد المعارضة لأنها تؤمن أن من ليس منها -أعنى من لم يتخرج فى الأزهر أو يضع على رأسه العمامة الحمراء– فإنه لا يكون أهلاً للحديث عن الإسلام فقد اعتبروا أنفسهم وحدهم "أهل الذكر" كأنما أخذوا من الله توكيلاً وميثاقاً واحتكروا لأنفسهم الإسلام، فهو حرفتهم ومصدر عيشهم ورزقهم، فهم فى الحقيقة لا يدافعون عنه وإنما يدافعون عن أنفسهم . تماماً مثلما أشفق على آراء مثل تلك الخاصة بالعزيز شريف عبد الوهاب عندما كان يرى: حكاية "الإسلام هو المشكلة و تطويره هو الحل" أصبحت سخيفة ، و أي "عيل" يستطيع الرد عليها بسهولة تامة ..و سبب تخلفنا ليس إلا محاولات التجديد المستمرة المزعومة ، و الخناقات الطويلة بين السنة و الشيعة و الصوفيين والمعتزلة ..لقد انشغلنا بما يطلبه منا المفكر المزعوم طوال قرون أكثر من اللازم ، و نسينا تطوير الدنيا..الصحف تتسع لعشرات ممن يسمون أنفسهم مفكرين إسلاميين ، و يتناسون مفكري الاقتصاد و السياسة ..رغم احتياجنا لهم أكثر بكثير..ماذا سيهم أو سيبالي به الشخص البسيط الذي يصلي في الدكان الذي يعمل به من التجديد المزعوم ، أو صراع الحضارات ، أو أي من الخزعبلات التي يخرج بها كل "مفقر" في قناة فضائية أو صحيفة أتاتوركية؟ لأنهم من وجهة نظري كانوا ممن مازالوا لديهم الفرصة الحقيقية في أن يشهدوا أى تغيير .. او يعاصرون حدوث " الفصل " ... انما اليوم فأنني أضحك كثيراً خاصة بعد إستعراض ما سبق وغيره من التعديلات الأخيرة التى طالت الدستور والقوانين في ظل المنظومة العسكرية الحاكمة المهيمنة بالفعل على كل ما هو " مؤسسي " و " عام " وميزانياتهم .... أضحك " هماً " عندما أطالع مثل هكذا آداء " مسرحي " :https://www.youtube.com/watch?v=Id0xj2AM-V0وأضحك ضعفاً عندما يقع نظري على من يوجه خطابه لــ " سيادة الرئيس " ... مقتنعاً (أو يريد إقناعنا) بأنه هناك أى فرق أساساً بين كلاهما (مؤسسة الأزهر العامة .. ودولة الرئاسة / وزارة الدفاع "العامة "؟) أو انهما بمعزل كلاهما عن الآخر .. وليسا مكملان كل منهما للآخر تماماً مثلما كان رهبان المعابد الفرعونية قديماً يكملون مهمة تآليه الفرعون وبالتالي الهاء وإستغلال والضحك على عقول من قبل قلوب " المؤمنين " !!!فعلاً ... هم يبكي .. وهم يضحك !!! تم تعديل 5 يناير 2016 بواسطة White heart ... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى : وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء ! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان