الخيال ....... و قصور العقل البشرى

[مغتربة]

كثيرا ما نصف الشخص ذو الانتاج العقلى او الفنى الثرى بانه ذو خيال خصب

و عاده ما يتفنن الناس فى مدح مخيله الاشخاص المبتكرين او المخترعين

لكن قبل الخوض فى اسهاب الحديث عن الخيال و جمالياته

هل توقفنا يوما لنتسائل عن ما هو الخيال

ما هو تعريفه

و ما هى الياته و حدوده و من اين يتولد و الى اين يفضى

اعتقد انه بالتوصل الى التعريف الدقيق للخيال سنستطيع بكل سهوله الاجابه على باقى الاسئله

بل سنجد انها اجيبت بشكلل تلقائى

لذلك دعونا اولا نتعرف على تعريف الخيال

اختلف الفلاسفه فيما بينهم فى نظرتهم للخيال و تعريفهم له

و انقل لكن طائفه من اقوالهم فى هذا الصدد قديما و حديثا

الصورة الذهنية يستعيد الفكر تمثّلها استنادا لما أدركه البصر.

الصورة الذهنية تكرار عقلي مشوش لإدراك حسي سابق

لا خيال ولا فعل تخيلي طالما لم يحدث تغيير في الصور، وتركيب غير منتظر.

لكن الفلاسفه الاكثر حداثه رفضوا اقصار الخيال على كونه لا يعدوا اكثر من البوم ااصور حسب وصفهم

رغم ان الاختلاف فى نظرتهم ايضا لمفهومه كانت شاسعه فما بين من اعتبره إدراك حسّي فقط، وليس صورة عقلية لإدراك سابقو من عرفه على ان تخيّل شيء هو التفكير فيه باعتباره غائبا غير موجود، فهو توجه الوعي إلى الشيء حين لا ألمسه ولا أراه

الا اننى و حتى هذه اللحظه لا اجد ايا من التعريفات السابقه كافيه لوحدها للدلاله بتجرد عن الخيال

الكل وصف جزء من المفهوم و لكن حتى الان لا ارى ان ايا منهم وضع المفهوم المتكامل

و انا هنا اميل الى نظريه ان

الخيال هو ادراك داخلى يعتمد اعتماد كبير على وسائل الادراك الحسيه بالضافه الى السمات العامه التى يتميز بها العقل المولد له من ذكاء و مهاره شخصيه

و لكنه يختلف عن الواقع فى انه عندما يستقبل هذه المخلات فانه يخرى عليها عمليات شاسعه من التحليل و التفكيك و التركيب بشكل قد لا يتسق بالضروره مع القوانين التى تحكم العالم المادى

لانه مزود باليات و يخضع لقوانين اخرى اكثر مرونه و رحابه

و لكن مع كل هذا هو لا يستطيع تكوين صوره ذهنيه من العدم او غير مخزنه فى ذاكرته الحسيه باى شكل من الاشكال

فالعالم الواقعى و العالم الخيالى هما عالمين متجاوريين فى العقل البشرى فليس فيهم من هو ظل للاخر

تجاور يسمح بالتاثير المتبادل علما بان كلا من العالم يعتمد على الاخر فى وجوده و استمراره

فلا يستطيع الانسان الحياه بدون الخيال

و ليس هناك تخيل بدون مدخلات من العالم الواقعى

و عندما ينسحب احدهم من العالم الواقعى فهو يكون كمن لديه بيت مكون من حجرتين عندما احس بالتعب فى احداهما فضل البقاء فى الاخرىو لكنه ما زال و سيزال تحت نفس سقف البيت

لذا لا ادعى التطرف ان قلت بان الخيال و الحقيقه هما وجهان لعمله واحده داخل العقل البشرى

و العقل البشرى بطبيعته الخلقيه هو اداه محدوده الامكانيات فهو عل سبيل المثال قادر على استنباط دلالات الاشياء و معالجه كافه البيانات التى ترد اليه من البيئه الخارجيه عنه فى حدود جوده هذه البيانات ووفرتها و بالتالى فهو غير قادر على وضع تصور معين لا حسى و لا تخيلى عن اى مساله لا تتوفر له عنها اى بيانات و تزداد فاعليه تعامله مع البيانات بتزايد كمها و ليس ماهيتها

و على هذا فالخيال و باعتباره مكون من مكونات العقل كما سبق و توصلنا تسرى عليه نفس الخصائص بالتبعيه

فالخيال لا يستطيع التمرد على العقل مهما حاول و اكثر شطحات الخيال كما يسميها البعض غرابه

هى فى الحقيقه محطه الوصول لدرب غير مالوف من التجميع و التحليل و التنسيق للبيانات بطريقه لم تسلكها الاكثريه قبل ذلك

من جميع ما سبق اعتقد انه بالامكان تركيب مفهوم شامل للخيال بحيث يعبر عن كينوننته و صفات فى نفس الوقت الذى يعكس فيه حدوده و قصوره

للتناقش حول الفكره و التشارك فى صياغه المفهوم

انتظركم

[Damo]

اولا احب احيكي على الموضوع و تحليلك الجميل.

اوافقك في كثير من كلامك و خصوصا

الخيال و الحقيقه هما وجهان لعمله واحده داخل العقل البشرى

كونكلوجن ال موضوع كلو.

و فعلا عشان يتكون خيال لازم يكون فيه واقع .

لكن احب اختلف مع حضرتك في نقطة. اللي هي بتقول:

فالخيال لا يستطيع التمرد على العقل مهما حاول

الخيال محتاج واقع عشان يتكون لكن مش محتاجه عشان يستمر و يتطور. و ممكن حد يفقد السيطرة على خياله و ساعتها بامكان الخيال انو يتمرد على العقل. ده اللي يسبب انواع كتير من الفوبيا بالذاااااات النكتوفوبيا و اللي هي الخوف من الظلام. الفوبيا دي مش خوف من انعدام الضو ء. دي خوف من اللي ممكن يحصل في الضلمة. السبب الوحيد اللي ممكن يخلي حد قاعد في مكان معين و مفيش اي مشاكل و مرتاح و اذا الدنيا ضلمت فجأة يتقلب تفكيره من استجمام كامل الى رعب هو خياله. الظلام و الصمت ده بيخلي الحواس كلها فاضية و مش بتعمل حاجة و ساعتها الخيال هو اللي بيبتدي يتحكم.

بس غير كده انا متفقة مع كل حاجة تانية حضرتك قولتيها.

تحياتي

دامو

[عبير يونس]

هناك ما يسمى اللاشعور الجمعي

و يضم كل أفكار و أحاسيس البشر كافة

و هو ما يسمى أيضا العقل الباطن

و هناك من يقول أن الخيال الذي نتخيله في اليقظة أو ما يعرف في أحلام اليقظة

هي أشياء موجودة بالفعل

قد جذبناها إلى أذهاننا

حتى ما يرى النائم

هي صور من العقل الباطن

يركبها الشخص في منامه

و هنا يجب أن نفرق بين الرؤيا و الحلم و المنام

فالرؤيا تكون نفحة إلهية

و الحلم من الشيطان

و المنام من النفس

و قد سمعت قولا أعجبني كثيرا

أن الروح و النفس و العقل و الفؤاد مرادفات لعضو القلب في الإنسان

تختلف حسب ما يتناوله الشخص من أفكار

فعندما يفكر بالشهوات يسمى القلب نفسا

و عندما يفكر بالمعقولات يسمى عقلا

و عند المشاعر و الأحاسيس يسمى فؤادا

و عند الحضور القلبي مع الله تعالى تسمى روحا

و في جنة الله سبحانه و تعالى

ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر

فهي سميت جنة

أي انها غير مرئية لنا مخفية عنا

و قيل خطر على قلب بشر

لأن التخيل محله القلب

و لأنها لم يرها بشر فلن يتمكن أحد من تخيلها

من هذا أصل إلى أن الخيال هو صور ذهنية لأشياء تمت رؤيتها من قبل من قبل البشر عن طريق اللاوعي الجمعي

ألم يحدث و رأيت أماكن غريبة لم تذهب إليها في حياتك من قبل في أحلامك؟؟

أو حتى في أحلام اليقظة

هي صور تأتيك من العقل الباطن

فالأفكار و الصور تنتقل عن طريق ذبذبات

و كل البشر موصلين للأفكار بنسب متفاوتة

ألم يتصادف معك أن فكرت في شخص فاتصل بك بالتيلفون أو تجده يدخل عليك

انها رسائل تنتقل

كل شيء عبارة عن ذبذبات لها تردد

فنحن بعيوننا البشرية لا نرى غير الألوان السبعة

التي هي عبارة عن أشعة لها ذبذبات

أما الأشعة فوق البنفسجية و تحت الحمراء لا ندركها

لاختلاف التردد

انا أعتقد أن الصور تتشكل بهذه الطريقة

هل فكرتم في صور الوحوش الموجودة في أفلام الرعب؟؟

كيف تصوروها و رسموها؟؟

من أين جاءتهم تلك الخيالات

و مهما طوروا و غيروا

فالأسس واحدة

فنحن نعرف العين و الرأس و الأذن و اليد و الرجل

و تصورنا لتلك الوحوش لا يخرج عن هذا المضمار

لأن العقل يقتصر على هذه الأشياء و لا يدرك غيرها

فكل الصور لا تخرج عن الألوان السبعة

و لا تخرج عن مكونات جسم الانسان أو الحيوان

أو محاولة خلطهما معا للخروج بصورة غير مألوفة

أو مشوهة بنقص أو زيادة عضو من تلك الأعضاء

الوحش ذو العين الواحدة

و الحية ذات العشرة رؤؤس

و الانسان برأس وعل

أو حورية البحر بنصف امرأة و نصف سمكة

أو حتى مكونات الطبيعة

من صحاري و جنات و بحار و أنهار

فيتصورون أن النهر ينزل من السماء مثلا

أو الشجر يقف داخل الماء

... الخ ما يزخر به خيال الرسامين على مر العصور

منذ بدء الخليقة و حتى قيام الساعة

أتحدى أي شخص يستطيع أن يأتي بصور مختلفة عن تلك الأسس

هي أدوات أعطاها الله جل و علا لنا

و شكلنا منها بلايين الصور

و بالتالي فهي مقتصرة على ما تم إعطاؤه لنا من مواد خام

إذا أعطيتك صلصال لتصنع لي أشكالا

هل يمكنك بأي حال من الأحوال أن تعطيني أشكالا خشبية

و أنت لم تعطى الخشب و لم تره أصلا؟؟

و يقاس على ذلك الأفكار

أليس هناك ما يسمى بتوارد الأفكار

و أيضا المشاعر و الأحاسيس

أليست واحدة عند كل البشر؟؟

الغضب ... الخوف... السعادة ... الأمل...الخ

نحن نعرف تلك المشاعر المجردة فقط

بدليل أنه عندما تختلط المشاعر

لا نجد تفسيرا لما نشعر به

و أقول لدي شعور غريب

لا يمكنني وصفه

و حتى إذا حاولت وصفه

فسأصفه باستخدام ما أعرف من مشاعر

ألا نبكي جميعا بنفس الطريقة و نضحك بنفس الطريقة

و ننام و نستيقظ و نأكل و نشرب

هي أسس محددة من الأفكار و الصور والمشاعر

أو لنقل

ذبذبات

يجرى لها عمليات توافيق و تباديل

لتخرج لنا بلايين الأفكار و الصور

و رغم ذلك قاصرة و محدودة

نتعرف على أشكال الخط و الدائرة والمربع و المثلث ..و..و

هل يمكننا تكوين شكلا بدون خطوط و حدود

كل شكل حتى الهلامي

له حدود

حدود العقل البشري

سبحان الله

تم تعديل 20 مايو 2010 بواسطة مصرية متغربة

[رضوي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كعادتها دائماً

تأتي مغتربة بكل ماهو مدهش ومفيد وشائق لنا جميعاً ولي علي وجه التحديد

الخيال

هو ذلك المهرب الذي نقصده عندما نمل من واقعنا .......... هو ذلك الامل الذي ينعش حياتنا

هو هبه الله لخلقه ............ وكما كل الهبات ......... يهبها سبحانه بنسب متفاوتة بين خلقه ........ فنري هذا ذو خيال خصب مثمر ...... وذاك ذو خيال متوهج ........ واخر ذو خيال مبدع ....... وغيرهم من لايعرف للخيال معني

ولكن تستوقفني فكرة

لماذا يحتاج كل المبدعين لخيال خصب ............ ؟؟؟؟ لماذا يحتاج كل الشعراء والادباء لخيال مفعم بالحيوية ؟؟

لماذا يحتاج كل العلماء و الباحثين لخيال مثمر ؟؟

أجل انها الفكرة ............. شعور بالنقص يتولد عن حاجة غير مشبعة ........ فيبدأ البحث داخل الخيال عن ابتكار لاشباعها ......وعندما تتولد الفكرة ....... تتم التجربة الواقعية !!!

اذن كل ما وصلنا اليه اليوم هو حصيلة لمخيلة اناس وهبهم الله الخيال الخصب والقدرة علي التنفيذ بطريقة علمية ؟؟؟

هذا ما اعتقد

لست بحاجة لاتحدث عن مخيلة العلماء والشعراء والادباء وغيرهم ......... فهي متجلية لنا في ابهي صورها ونقدرها حق قدرها

ولكن حاجتي هنا للحديث عن مخيلة الشخص العادي

لذلك الرجل او لتلك المرأة ......... لكل منا خياله الخاص ......... مهربه الخفي من دنياه والي دنياه .......... مساحتة شديدة الخصوصية .......اهدافه وحياته ومستقبله وحاضره بل وماضيه ......... احلامه وامنياته ......... سعادته وشجنه

كل يحتويه ذلك الجزء من عقل الانسان

أثبت العلماء وجود اللاشعور في عقل الانسان ......... كما اثبتوا وجودا للخيال

اذن كل شخص لا يتمتع بخيال متزن هو شخص غير طبيعي ............ ولا اتحدث هنا عمن يقتلون خيالهم ..... بل عمن لا يمتلكونه من الاساس

الا انني لاانكر وجود الخيال المرضي ........... وهو نوع من انواع الخروج عن المألوف ايضاً

في حديثنا يحب فقط التركيز عن الخيال الطبيعي المعتدل المتزن .......... لاهو افراط ولا هو تفريط

هي هبه من هبات الخالق عز وجل في خلقه ........... ونعمة من نعم الدنيا

موضوع شيق لشخصية جذابه احبها واحترمها

لكي مني كل التقدير

علي امل بالعودة لهذا الموضوع لتبادل الفكر والرأي حوله

تحياتي

[مغتربة]

لكن احب اختلف مع حضرتك في نقطة. اللي هي بتقول:

إقتباس

فالخيال لا يستطيع التمرد على العقل مهما حاول

الجميله دوما دامو

اشكر لك تحيتك لى و اردها لك بالمثل

و بخصوص هذا الجزء الذى اقتبسته من ردك

فربما لم اقرب لك المعنى بشكل كامل

لكن باختصار اقول لك ان ما قصده و هو ما فهمته ايضا الفاضله مصريه متغربه

هو ان الخيال لا يستطيع التمرد على العقل بمعنى اننا لا نستطيع بناء صوره تخيليه لاى امر لم نختبر تجربه لنا معه باى وسائل الادراك الحسيه من قبل

بمعنى اننا مثلا و كما قالت مصريه متغربه لا نستطيع تخيل لون يخرج عن الوان الطيف الاساسيه و مشتقاتها

و لهذا قيل ان الجنه بها ما لم يخطر على بال بشر

مما يعنى استحاله تصورها مهما حاولنا

لانه باختصار تحوى اشياء لم نتعامل معها من قبل بوسائل ادراكنا المعروفه

اتمنى ان اكون قدرت على ايضاح الفكره بشكل كاف

كل التحايا لك

[مغتربة]

هناك ما يسمى اللاشعور الجمعي

و يضم كل أفكار و أحاسيس البشر كافة

و هو ما يسمى أيضا العقل الباطن

و هناك من يقول أن الخيال الذي نتخيله في اليقظة أو ما يعرف في أحلام اليقظة

هي أشياء موجودة بالفعل

قد جذبناها إلى أذهاننا

حتى ما يرى النائم

هي صور من العقل الباطن

يركبها الشخص في منامه

و هنا يجب أن نفرق بين الرؤيا و الحلم و المنام

فالرؤيا تكون نفحة إلهية

و الحلم من الشيطان

و المنام من النفس

و قد سمعت قولا أعجبني كثيرا

أن الروح و النفس و العقل و الفؤاد مرادفات لعضو القلب في الإنسان

تختلف حسب ما يتناوله الشخص من أفكار

فعندما يفكر بالشهوات يسمى القلب نفسا

و عندما يفكر بالمعقولات يسمى عقلا

و عند المشاعر و الأحاسيس يسمى فؤادا

و عند الحضور القلبي مع الله تعالى تسمى روحا

و في جنة الله سبحانه و تعالى

ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر

فهي سميت جنة

أي انها غير مرئية لنا مخفية عنا

و قيل خطر على قلب بشر

لأن التخيل محله القلب

و لأنها لم يرها بشر فلن يتمكن أحد من تخيلها

من هذا أصل إلى أن الخيال هو صور ذهنية لأشياء تمت رؤيتها من قبل من قبل البشر عن طريق اللاوعي الجمعي

ألم يحدث و رأيت أماكن غريبة لم تذهب إليها في حياتك من قبل في أحلامك؟؟

أو حتى في أحلام اليقظة

هي صور تأتيك من العقل الباطن

فالأفكار و الصور تنتقل عن طريق ذبذبات

و كل البشر موصلين للأفكار بنسب متفاوتة

ألم يتصادف معك أن فكرت في شخص فاتصل بك بالتيلفون أو تجده يدخل عليك

انها رسائل تنتقل

كل شيء عبارة عن ذبذبات لها تردد

فنحن بعيوننا البشرية لا نرى غير الألوان السبعة

التي هي عبارة عن أشعة لها ذبذبات

أما الأشعة فوق البنفسجية و تحت الحمراء لا ندركها

لاختلاف التردد

انا أعتقد أن الصور تتشكل بهذه الطريقة

هل فكرتم في صور الوحوش الموجودة في أفلام الرعب؟؟

كيف تصوروها و رسموها؟؟

من أين جاءتهم تلك الخيالات

و مهما طوروا و غيروا

فالأسس واحدة

فنحن نعرف العين و الرأس و الأذن و اليد و الرجل

و تصورنا لتلك الوحوش لا يخرج عن هذا المضمار

لأن العقل يقتصر على هذه الأشياء و لا يدرك غيرها

فكل الصور لا تخرج عن الألوان السبعة

و لا تخرج عن مكونات جسم الانسان أو الحيوان

أو محاولة خلطهما معا للخروج بصورة غير مألوفة

أو مشوهة بنقص أو زيادة عضو من تلك الأعضاء

الوحش ذو العين الواحدة

و الحية ذات العشرة رؤؤس

و الانسان برأس وعل

أو حورية البحر بنصف امرأة و نصف سمكة

أو حتى مكونات الطبيعة

من صحاري و جنات و بحار و أنهار

فيتصورون أن النهر ينزل من السماء مثلا

أو الشجر يقف داخل الماء

... الخ ما يزخر به خيال الرسامين على مر العصور

منذ بدء الخليقة و حتى قيام الساعة

أتحدى أي شخص يستطيع أن يأتي بصور مختلفة عن تلك الأسس

هي أدوات أعطاها الله جل و علا لنا

و شكلنا منها بلايين الصور

و بالتالي فهي مقتصرة على ما تم إعطاؤه لنا من مواد خام

إذا أعطيتك صلصال لتصنع لي أشكالا

هل يمكنك بأي حال من الأحوال أن تعطيني أشكالا خشبية

و أنت لم تعطى الخشب و لم تره أصلا؟؟

و يقاس على ذلك الأفكار

أليس هناك ما يسمى بتوارد الأفكار

و أيضا المشاعر و الأحاسيس

أليست واحدة عند كل البشر؟؟

الغضب ... الخوف... السعادة ... الأمل...الخ

نحن نعرف تلك المشاعر المجردة فقط

بدليل أنه عندما تختلط المشاعر

لا نجد تفسيرا لما نشعر به

و أقول لدي شعور غريب

لا يمكنني وصفه

و حتى إذا حاولت وصفه

فسأصفه باستخدام ما أعرف من مشاعر

ألا نبكي جميعا بنفس الطريقة و نضحك بنفس الطريقة

و ننام و نستيقظ و نأكل و نشرب

هي أسس محددة من الأفكار و الصور والمشاعر

أو لنقل

ذبذبات

يجرى لها عمليات توافيق و تباديل

لتخرج لنا بلايين الأفكار و الصور

و رغم ذلك قاصرة و محدودة

نتعرف على أشكال الخط و الدائرة والمربع و المثلث ..و..و

هل يمكننا تكوين شكلا بدون خطوط و حدود

كل شكل حتى الهلامي

له حدود

حدود العقل البشري

سبحان الله

الفاضله مصريه متغربه

مداخلتك دسمه جدا و غزيره التفاصيل

و تسرح بنا بعيدنا فى ازقه فكريه عديده

تتمحور حول موضوعنا

و اراك اصبت بالضبط ماعزمت الحديث عنه

اتفق معك فى كل حرف سطرتيه كاننى انا من سطرته بالضبط

بوركت يداك

[مغتربة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كعادتها دائماً

تأتي مغتربة بكل ماهو مدهش ومفيد وشائق لنا جميعاً ولي علي وجه التحديد

الخيال

هو ذلك المهرب الذي نقصده عندما نمل من واقعنا .......... هو ذلك الامل الذي ينعش حياتنا

هو هبه الله لخلقه ............ وكما كل الهبات ......... يهبها سبحانه بنسب متفاوتة بين خلقه ........ فنري هذا ذو خيال خصب مثمر ...... وذاك ذو خيال متوهج ........ واخر ذو خيال مبدع ....... وغيرهم من لايعرف للخيال معني

ولكن تستوقفني فكرة

لماذا يحتاج كل المبدعين لخيال خصب ............ ؟؟؟؟ لماذا يحتاج كل الشعراء والادباء لخيال مفعم بالحيوية ؟؟

لماذا يحتاج كل العلماء و الباحثين لخيال مثمر ؟؟

أجل انها الفكرة ............. شعور بالنقص يتولد عن حاجة غير مشبعة ........ فيبدأ البحث داخل الخيال عن ابتكار لاشباعها ......وعندما تتولد الفكرة ....... تتم التجربة الواقعية !!!

اذن كل ما وصلنا اليه اليوم هو حصيلة لمخيلة اناس وهبهم الله الخيال الخصب والقدرة علي التنفيذ بطريقة علمية ؟؟؟

هذا ما اعتقد

لست بحاجة لاتحدث عن مخيلة العلماء والشعراء والادباء وغيرهم ......... فهي متجلية لنا في ابهي صورها ونقدرها حق قدرها

ولكن حاجتي هنا للحديث عن مخيلة الشخص العادي

لذلك الرجل او لتلك المرأة ......... لكل منا خياله الخاص ......... مهربه الخفي من دنياه والي دنياه .......... مساحتة شديدة الخصوصية .......اهدافه وحياته ومستقبله وحاضره بل وماضيه ......... احلامه وامنياته ......... سعادته وشجنه

كل يحتويه ذلك الجزء من عقل الانسان

أثبت العلماء وجود اللاشعور في عقل الانسان ......... كما اثبتوا وجودا للخيال

اذن كل شخص لا يتمتع بخيال متزن هو شخص غير طبيعي ............ ولا اتحدث هنا عمن يقتلون خيالهم ..... بل عمن لا يمتلكونه من الاساس

الا انني لاانكر وجود الخيال المرضي ........... وهو نوع من انواع الخروج عن المألوف ايضاً

في حديثنا يحب فقط التركيز عن الخيال الطبيعي المعتدل المتزن .......... لاهو افراط ولا هو تفريط

هي هبه من هبات الخالق عز وجل في خلقه ........... ونعمة من نعم الدنيا

موضوع شيق لشخصية جذابه احبها واحترمها

لكي مني كل التقدير

علي امل بالعودة لهذا الموضوع لتبادل الفكر والرأي حوله

تحياتي ;)

غاليتى رضوى

حروفك جميله كعادتك

وواضحه الهدف و المعنى

يغرينى كثيرا الحديث عن الخيال

فخيال الشخص هو المدخل لفهمه

لان كل تصرف يتصرفه فى دنيا الواقع هو بلا شك نتاج لما افرزه خياله

كل لفته كل نبسه

هى مخرجات لعمليات تحليل طويله و متسلسله يقوم بها الانسان فى خياله لكل ما يدركه بوسائل ادراكه الحسيه

فلا شيى عبثى او بلا سبب

و لكن هناك ما قد لا نفهم سببه فقط

يحلو لى ان اصور الخيال كالباك اوفيس الخاص بالانسان

و مستوى التبادل التفاعلى بين العالمين الواقعى و الخيالى داخل عقل الانسان يثير الدهشه من حيث حجمه و فاعليته

بحيث انه و يقينا لا وجود لاحدهما دون الاخر

دمت بالف خير