أسامة الكباريتي بتاريخ: 10 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 مايو 2004 الحاج الأسير صبري موقدي ذو الستين عاماً شيوخ حماس ينيرون ظلمة الزنازين نابلس - خاص الحاج صبري مصلح موقدي رجل شارف على الستين من عمره لكن قلبه مازال ينتفض بحب الوطن وينبض بعنفوان المقاومة ، 10أعوام انقضت على اعتقال الشيخ أبو المعتصم ابن قرية الزاوية في "سلفيت" ومع هذا بقي الشيخ صامدا صابرا قي وجه جلاديه ،ولم تنل عتمة الزنزانة من صبره أو فتت من عضده، ولم يفلح العدو الصهيوني المتغطرس في تحطيم روح الشيخ الجهادية حين التقى مع جميع أبنائه داخل السجن، رغم المحاولات المتكررة للعدو من محاولة النيل من الشيخ والتي باءت بالفشل لن تضعف عزيمته أو تزعزع يقينه بقرب الفرج الذي يهبه الله من شاء من عباده . هكذا تلخصت حياة الشيخ أبو المعتصم حكايته مع الاعتقال حيث يقول ابنه محمد وهو طالب في جامعة النجاح الوطنية واصغر الأبناء : " بتاريخ 4/11/1994 تم اعتقال الوالد وشقيقي عصام من قرية الزاوية، حين فوجئنا بدخول القوات الخاصة المنزل بوحشية ، وقاموا بتحطيم كل ما وجدوه أمامهم من أثاث ومن ثم اقتادوا والدي وشقيقي عصام إلى حيث لا نعلم". لم يتوقف غيظ المحتل من رجال حماس عند حد الانتقام من عائلاتهم وأثاث منازلهم بل طال المواطنين العاديين القريبين من بيت الحاج صبري حيث يضيف محمد :"اعتقلوا جميع من كان في البيت، حتى أنهم اعتقلوا سائق سيارة شحن صهيوني كان يتواجد في البيت بعد إحضاره نقلية من البحص ، لم أكن أحمل هوية في ذلك التاريخ ولم أبلغ 16 من عمري بعد لكنهم لاحقوني وتمكنت من الهرب من إحدى النوافذ لصغر حجمي في ذلك الحين". نقل الحاج أبو عصام إلى التحقيق في سجن نابلس المركزي ثم "الجنيد" ثم إلى "تلموند" "فشطة" "فعسقلان" إلى "هداريم" حيث يستقر الآن فيما أطلق سراح عصام بعد شهرين من التحقيق أما معتصم فقد تم اعتقاله بعد أسبوعين من المطاردة لينتقل في نفس المسار الذي ارتحل فيه الوالد. أستاذ المهندس الشهيد يحيى عياش وبعد أعوام على الاعتقال حوكم أبو عصام من قبل إحدى محاكم الاحتلال بالسجن 11 عاما بتهم مختلفة منها عضوية حركة فتح قبل الانتفاضة الأولى والعلاقة بخلية القسام الأولى في شمال الضفة الغربية حيث يقول محمد:" كانت علاقتنا مع أفراد تلك الخلية علاقة عائلة بأبنائها فبيتنا كان ملاذ المهندس الأول يحيى عياش حتى صار جزءا من عائلتنا وكذلك الحال مع زاهر جبارين وأشرف الواوي وكلاهما أسرى مؤبدات، وأيضا الشهيد القسامي علي عاصي رحمه الله وكذلك وجه الاحتلال للوالد تهمة نقل الشهيد صالح صوي نزال منفذ الرد الثالث في خماسية القسام إلى مستوطنة "القناة" حيث نقل بعدها إلى "ديزنكوف". وأضاف محمد عن قرارات محاكم الاحتلال قائلا :" معتصم هو الغائب الثاني عن البيت ورفيق الوالد في حله وترحاله خلف القضبان". والأسير معتصم يبلغ من العمر 33 عاما الآن ، وهو أعزب وقد حكم بالسجن (22)مؤبدا بتهمة نقل الشهيد نزال من مستوطنة "القناة" إلى "ديزنكوف" إضافة لتهم أخرى بينها تدريب الشهيد المهندس يحيى عياش على صناعة نوع من المتفجرات. وتواصل معاناة عائلة موقدي شرح تفاصيلها، ففي العام 1996 اعتقل محمد أثناء محاولته التوجه للأردن حيث تمت إعادته من قبل المخابرات الصهيونية واعتقاله لينقل إلى التحقيق في سجن "بتيح تكفا" قبل أن يحاكم بالسجن 4 سنوات قضاها متنقلا بين "مجدو والدامون وشطة ونفحة وعسقلان" حيث أطلق سراحه من عند والده في "عسقلان". لم يؤمن آل موقدي يوما أن الحرية تمنح استجداءاً فطالبوا بها بأيديهم وأفعالهم من داخل المعتقل في محاولة هروب كاد يكتب لها النجاح من سجن "شطة" الحصين عام 1999 تلك المحاولة التي هزت الأوساط الأمنية الصهيونية ولطخت وجوه المفاوضين والساسة العرب بعار سيبقى يلاحقهم بسياط لعنة التاريخ وهو يذكر اليدين الغضتين تحفران خرسانة الزنزانة في عصر التطبيع مع من داس على جرحنا وأبقى في عتمة زنازينه أقمارنا ، ولم تنجح المحاولة وتم عزل معتصم في الزنازين الانفرادية 14 شهرا لا يرى فيها انس ولا جان. رغم القيد ويقول محمد حول ظروف العائلة في ظل تواصل معاناتها :" العائلة تعيش الكثير من الصعوبات في ظل غياب الوالد وهو رب للأسرة ومعيل للبيت وهذه الصعوبات تفاقمت مع اعتقال معتصم وعصام وأنا لكنك لا تعرف أم عصام، معنوياتها عالية وعزيمتها حديد وهي فخورة بالزوج والولد". وأضاف محمد عن والده داخل المعتقل " الوالد كما عهدته دوما لا يعرف الهزيمة أبدا، مكثت أنا ومعتصم معه في نفس الغرفة لكنه كان يرفض عن نعينه بأي عمل ونحن أبناؤه، كان يصر أن يقوم بكل عمل يختص به بيديه ويرفض حتى الإعفاءات التي يقدمها له الأسرى كشيخ كبير، قبل اعتقاله كان أباً لثلاثة أبناء وسبع بنات لكنه اليوم والد لجميع الأسرى يتبنى همومهم ويبث روح الشباب في قلوبهم دون أن تغيب عن أحاديثه قصص تاريخية عن مسجد قريتنا الذي عمل مؤذنا وآذنا فيه لما يزيد عن 40 عاما". ويطرق محمد رأسه قليلا وكأنه يحاول لملمة تاريخ طويل من رحلات العذاب بين سجون الاحتلال قبل أن يقول باسما:" دوما هم ينقضون العهود ، لقد تعهد ضابط المخابرات الذي كان يشرف على التحقيق مع والدي إن يبقى الوالد في سجنه حتى إنهاء محكوميته لكن طبيب السجن قال للوالد بعد فحصه إنه سيقدم شهادة بوضعه الصحي السيئ في محكمة الثلث وعندما حان موعد المحكمة ورد في تقرير الطبيب أن الوالد يستطيع مقاومة المرض 10 أعوام قادمة أي أنه لا مبرر طبي للإفراج عنه في محكمة الثلث. ولا يرى محمد في تصرف ذلك الطبيب ما يضير فهر عدو من طبعه الغدر والطعن في الظهر وإن ارتدى ثوبا أبيض لا يحجب عن قلبه السواد. حكاية الشيخ صبري موقدي وعائلته تفاصيل لرحلة عذاب الفلسطينيين في عصر الإجرام وزمن الاحتلال حكاية تروي للأجيال حكايا عن شيوخ ما زادتهم طعنات الزمن وحرابه إلا جلدا وهمة. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان