محمود تركى بتاريخ: 10 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 مايو 2004 أعمدة 42890 السنة 127-العدد 2004 مايو 11 21 من ربيع الأول 1425 هـ الثلاثاء من قريب بقلم: سلامة أحمد سلامة تليفزيون في غيبوبة!! ربما تكون أخطر جلسة استماع برلمانية أو قل محاكمة سياسية في هذه الحقبة, هي تلك الجلسة التي مثل فيها رامسفيلد وكبار مساعديه من رجال الجيش والبنتاجون أمام لجان القوات المسلحة في الكونجرس, وجرت خلالها أهم مساءلة أو تحقيق برلماني لسياسات الادارة الأمريكية في العراق, ومسئولية رامسفيلد وأعوانه عن عمليات التعذيب واساءة معاملة المسجونين العراقيين. وخطورة هذه الجلسة التاريخية أنها وضعت امريكا أمام ضميرها.. ومن هنا حرصت تليفزيونات وقنوات العالم المحترمة علي اذاعتها علي الهواء مباشرة, أما الصدمة الحقيقية فهي أن جهاز التليفزيون المصري بقنواته المائة وأقماره الصناعية وقياداته المزهوة بنفسها, لم تفهم أن هذا الحدث التاريخي الذي تحاكم فيه امريكا نفسها سوف يحدد مستقبل بوش ورامسفيلد ويؤثر علي مستقبل العراق والأمة العربية وكثير من الأوضاع العالمية. امتدت الجلسة نحو ثلاث ساعات, ورحت أبحث في القنوات المائة عن الوعي المصري الاعلامي الغائب, فلم أجد شيئا يغني أو يجدي.. وتساءلت كيف يستطيع هذا الجهاز الخطير أن يقوم بدوره, وهو غافل عن حقيقة أن العالم يقف علي حافة عاصفة جارفة قد تقلب كثيرا من الأمور رأسا علي عقب؟ لم تكن هذه الجلسة الخطيرة فقط درسا في الممارسة الديمقراطية علي أعلي مستوي, تفتحت فيها العيون علي جروح متقيحة لمجتمع أمريكي في أزمة, وتعرت فيها أكبر قوة عظمي في التاريخ أمام الدنيا, ولكنها قدمت للعالم أداء يكاد يكون مكتمل الأركان لكيفية محاسبة السلطة التنفيذية ممثلة في وزير الدفاع وضباطه العسكريين.. لم ترحمهم تساؤلات الأعضاء من الجمهوريين والديمقراطيين, بل تطرقت الي أدق التفاصيل, وألمحت الي وزير الدفاع بجسامة مسئوليته التي تستدعي الاستقالة, ولم تعف رئيس الأركان من اتهام بمحاولة الضغط علي وسائل الاعلام لمنعها من اذاعة الصور والأفلام الفاضحة التي هزت العالم. المناقشات تجري بمنتهي الهدوء والرصانة والعمق. ويعطي كل جانب وقتا كافيا للرد, بدون تشنج أو زعيق او استعراض للعضلات.. مهما احتدت الكلمات ودخلت الي المناطق الحساسة التي تؤدي المصارحة فيها الي احراج الرئيس والادارة وزيادة حجم الفضيحة. لو كنت من الدكتور سرور رئيس مجلس الشعب, لعقدت لأعضاء المجلس جلسة خاصة لمشاهدة فيديو هذه الجلسة المحاكمة, ولدعوت عددا من الوزراء الذين لايعرفون شيئا عن المساءلة البرلمانية لحضورها.. لعلهم يتعلمون شيئا عن معني السلطة التشريعية ومسئوليتها في الرقابة والمحاسبة للسلطة التنفيذية. بدلا من التهويش والتهبيش الذي نراه في مجالسنا. ولا أظن أن التليفزيون المصري سوف يهتم بتصحيح أو تعويض تخلفه, فلدينا جهابذة يقدمون لنا التحليلات الساذجة والمشوهة كل صباح ولايمكن الاستغناء عنهم.. ولينظر من أراد الي قنوات عربية أخري مثل الجزيرة والعربية, ليتأكد أن اعلامنا خارج الخدمة.. بل خارج التاريخ! مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان