أسامة الكباريتي بتاريخ: 13 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مايو 2004 في منتصف الليل .. وتحت جنح الظلام .. قوة صهيونية مؤللة (محمولة) تقتحم تحت غطاء من القصف الجوي الكثيف حيا سكنيا في مدينة غزة يعد من أعرق احياء المدينة واكثرها كثافة بالسكان .. آليات العدو تصطدم بكمائن أعدها المدافعون عن الحي بعناية لتشكل مصايد متقنة لذلك البعبع الذي يظن أن مجرد ظهوره كاف لاستسلام الحي بمن فيه .. الخسائر البشرية في صفوف العدو فاقت كل حسابات العدو .. بل يمكن ان نزعم بأنه لم يحسب لها حسابا .. فقد كان يظن أن عنصر المباغتة في يده .. حتى أن وزير دفاعه كان في زيارة خارجية !! جن جنون المعتدي الغاشم وقد فشلت كل محاولاته في التعامل ميدانيا مع المقاومين الذين كانت الأرض تعمل معهم بكل كفاءة .. فملكوا عنصر خفة الحركة بأسلحتهم المتواضعة وسرعة الانتقال من موقع إلى آخر عبر أزقة وممرات لهم فيها الخبرة المطلقة فيما تمركز العدو في الشارع الرئيس واعتلى قناصته أسطح المنازل بعدما اخذوا سكانها رهائن كنوع من الحماية .. أخبرنا الأخ عبد الله الكباريتي في موضع آخر أنه ورفاقه قد عملوا فورا على نقل الهالي من موضع الخطر إلى عمق المدينة خشية بطش عدو لا هدف له سوى القتل والتنكيل .. لكن غالبية السكان توزعوا بين عاجز عن مغادرة منزله أو رافض لذلك .. بينما انطلق الأولاد في الشوارع والأزقة -كما شاهدناهم في وسائل الإعلام- مما شكل عنصر إعاقة لتحركات المقاومين من جهة وأهداف سهلة لعدو يصب جام غضب تقوده الرغبة في الانتقام لتغطية خسائر كبيرة تعرض لها في الساعات الأولى للمعركة التي اختار هو مكانها وزمانها .. هب قطاع غزة عن بكرة أبيه لنجدة حي الزيتون الباسل .. ومجاهديه الأبطال .. فقد تدفق المجاهدون من مختلف أنحاء المدينة والمخيمات القريبة للاسهام في التصدي للغزاة الحاقدين .. ناهيك عن قضية أشلاء الصهاينة التي أخذت كورقة ضغط إيجابية لوقف العدوان ومحاولة تحقيق مكاسب بخصوص الأسرى وجثامين الاستشهاديين المحتجزة لدى العدو الذي لا يراعي حرمة حي أو ميت .. فإن قوة فنية من مجاهدي رفح الصمود في جنوبي القطاع نصبت حبائلها بعناية لتصطاد مسلسل من آليات العدو في مكان وزمان اختيرا بعناية .. فأوهموا العدو ببلاغ مبهم عن وجود نفق على الحدود المصرية في ذلك المكان .. حتى إذا تقدمت جرافة مدرعة صوب المكان قام المجاهدون بتفجيرها وقتل من عليها .. تتقدم دبابة صهيونية نحو الهدف المنشود فيلحقها المجاهدون بالجرافة بعبوة ناسفة غاية في الإتقان .. مثلما حدث في حي الزيتون تنتقل الموجة الانفجارية إلى داخل الدبابة فتنفجر القذائف التي كانت معدة داخلها فتفتك بالدبابة وتتناثر أجزاء الدبابة مختلطة بأشلاء جنودها وتنتشر على مساحة زاد نصف قطرها عن 500 مترا .. المسافة الزمنية التي فصلت بين بداية الاجتياح وحتى اسحاب العدو صاغرا طالت إلى ثلاثة أيام بلياليها .. خلال تلك الأيام الثلاثة هبت وسائل الإعلام في حالة استنفار كامل حتى أوصلت التغطية تفاصيلا كثيرة مع الوضع الإنساني الفظيع وحالات النزف حتى الموت وتجريف الأبنية فوق الجرحى .. مرحى لشبيبة الأمة من محيطها إلى خليجها فقد هبت عواصم الدول العربية ووقفت وقفة رجل واحد معلنة مؤازرتها الكاملة لأبطال "الزيتون" .. وتدفقت الأدوية ومواد الإغاثة صوب القطاع تحملها الطائرات العربية التي ازدحمت بها المطارات المصرية !! بكل أسف .. الخيام التي أرسلت مباشرة من مخازن الجيوش العربية وجدت مهترئة من طول التخزين !! و .. و .. و .. لك الله يا اخي في رفح .. لك الله يا اخي في حي الزيتون .. فمرة أخرى تخلى عنك الأخ وبات في سبات عميق .. قلوبنا معكم .. وليس لكم يا إخوتي وأخواتي سوى الله ليرعاكم .. فالأمة مازالت كما عهدتموها ثابتتة على المبدأ .. لم أسمع عن صلاة واحدة أقيمت في عاصمة عربية على الغائب رغم أن الشهداء في القطاع قد شارفوا على الثلاثين .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان