الجهاد واحد إلى إثنين!!!

[حشيش]

كلما طالعت نشرات الأخبار إغتص قلبى من مشاهد القتل والقهر والتشريد التى يتعرض لها المسلمون فى فلسطين والعراق...مئات القتلى والجرحى...نحيب وبكاء...أطفال يتموا ونساء رملوا...شئ بشع...نقتل لليهود أو الأمريكان جندى أو إثنين فيقتلوا منا مائة أو مائتين...أفرح مع كل عملية تنفذها المقاومة فى فلسطين أو العراق ولكن سرعان ما يغتص قلبى من جديد حين أرى رد الفعل...الحكومات العربية والجيوش العربية خارج الصراع...من الذى يقاتل إذاً !!!!...شباب مؤمن وأطفال أبرياء...سؤالى الذى لا أدرى جواباً له: هل توقيت الجهاد الأن صحيح أم خطأ؟؟؟...ألم يقل الله تعالى (الأن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً) وأمرنا الله أن نثبت فى القتال إذا كانت قوة عدونا ضعف قوتنا...بمعنى أن المؤمن يستطيع أن يهزم إثنين من الكفار بإذن الله بعد أن كان مأموراً أن يثبت أمام عشرة....ولكن دعونا ننظر لما يحدث اليوم...قوة العدو تعادل قوة المجاهدين مئات المرات إن لم تكن ألاف المرات...هل من الحكمة إذاً أن نستمر فى الجهاد؟؟؟....ألم يقل الله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس)....اليوم ليس دولتنا ولكن غداً ستكون إن شاء الله...ألم يصبر المسلمون حين بدأت الرسالة حتى تقوى شوكتهم قبل أن يؤمروا بالجهاد؟؟؟...أنا حزين لما أكتبه ولكنى لم أعد أقوى أن أرى كل يوم هذا الكم من الشهداء يسقط منا أمام مقتل مدنى أو عسكرى إسرائيلى أو أمريكى...أليس من الحكمة أن نؤجل الجهاد؟؟؟....اللهم إنى أستغفرك إن كان ما قلته خطأ عن جهلٍ منى فأنت سبحانك أعلم وأحكم...

[فــيــروز]

فى رايى المتواضع اليوم و ليس غدا هو يومنا الذى ينبغى ان نثبت فيه

الانسان لا تقوى عضلاته و تنمو دون تدريب شاق و جاد

ونحن لو لم نقاتل "عفوا اعنى اخواننا فى العراق و فلسطين مش احنا يعنى" لو لم نقاتل اليوم فمتى سنقاتل؟ نحن نقوى بالمقاومه ولو انتظرنا ان نقوى حتى نقاوم لن ياتى هذا اليوم ابدا .. قد يبدو لنا الآن اننا اضعف و اقل فى العده و العتاد وان من يقع من صفوفنا اكثر بكثير ممن يقع من صفوف اعدائنا لكن اظن ان هذا ايضا نوع من الابتلاء فى الانفس لن يلبث ان ينكشف عن انتصار باذن الله

اعتقد ان الصراع العربى الاسرائيلى بحساب السنوات لايزال قصير العمر .. يمكن لاننا بنعيشه منذ كنا اطفالا نشعر ان الامد طال به لكنه بحسابات الشعوب و الحروب قصير العمر ولازال لدينا وعد الله لعباده نتمسك به ..

[Seafood]

ونحن لو لم نقاتل "عفوا اعنى اخواننا فى العراق و فلسطين مش احنا يعنى"

الأخت فيروز ..

هل أفهم من ذلك أنك لا تؤمنين بحتمية تدخل الجيش المصري للدفاع عن العراق .. على أساس أن ذلك شأن عراقي لا دخل لنا فيه .. غير بالتشجيع ..

مثلاً .. بإفتراض أن حكومتنا حكومة ديموقراطية وليست قمعية , وبإفتراض أنها تملك قرارها ,وتستجيب لرغبات الشعب .. فهل ترين أن ضغط الشارع المصري على هذه الحكومة لكي ترسل قوات للعراق لحماية العراقيين ضد الأمريكان هو عمل غير مسؤول ؟ ولا يجب أن ننجر إليه ؟

[هندى]

الاخ حشيش

لا يجب ان نترك الياس والاحباط يسيطر علينا لنصل الى المطالبة بتاجيل الجهاد...علينا ان نسعى حتى ياتى نصر الله

[Shams100]

والله لست ادرى بماذا يشعر اى قائد اوزعيم عربى ترى هل يستطيعوا النوم بعمق هل يشعروا بالراحه النفسيه هل ضميرهم مرتاح انهم يؤدوا وبكل الاخلاص ما يتحتم عليهم هل ينظروا لافراد شعوبهم على انهم مسئولين عنهم هل لم يفكرحد منهم بأخذ خطوه جريئه ويترك الكرسى لمن اهو اقدر اليس عشرين سنه او ثلاثين عاما مده كافيه لتقييم الاخطاءوتغيير السياسات والاشخاص ان العالم معظمه يتقدم ولم يخجل حكامنا على العوده لاستعمال البطاقات لماذا لا يعاقب المرتشى مهما كان لماذا لا يحاسب كل مسئول ويسأل عن ثروته وثروة عائلته ماذا لا يستجوب اى مسئول ويوضح لنا عن مصدر هذه القصور فى كل مكان لماذا الرقابه الاداريه تعمل فقط لتصفيه الحسابات رحمه بشعب مصر ان المساواه فى الظلم عدل :) :P

[Seafood]

أخي العزيز حشيش ...

الجهاد هو فرض عين عندما يكون جهاد دفع , وكما يقال دائماً .. " تخرج المرأة القادرة على القتال بدون إذن زوجها، ويخرج الولد بدون إذن والديه، ويخرج العبد بدون إذن سيده ...

يعني الموضوع ليس فيه إختيار , ولا يحتمل تقاعس , فهو ليس جهاد طلب ..

فإن لم يستطع أهل البلد المحتل أن يصدوا العدوان أصبح الجهاد فرض عين على من حولهم من بلاد المسلمين , وهكذا تتسع دائرة فرضية الجهاد حتى تعم المسلمين كلهم ...

ولهذا فنحن كلنا مذنبون عن التقاعس عن الجهاد لنصرة أخوتنا في العراق وفلسطين ... لأنه ليس للعراقين ولا للفلسطينيين القدرة على دحر هذا العدوان ...

تم تعديل 19 مايو 2004 بواسطة Seafood

[فــيــروز]

ونحن لو لم نقاتل "عفوا اعنى اخواننا فى العراق و فلسطين مش احنا يعنى"

الأخت فيروز ..

هل أفهم من ذلك أنك لا تؤمنين بحتمية تدخل الجيش المصري للدفاع عن العراق .. على أساس أن ذلك شأن عراقي لا دخل لنا فيه .. غير بالتشجيع ..

مثلاً .. بإفتراض أن حكومتنا حكومة ديموقراطية وليست قمعية , وبإفتراض أنها تملك قرارها ,وتستجيب لرغبات الشعب .. فهل ترين أن ضغط الشارع المصري على هذه الحكومة لكي ترسل قوات للعراق لحماية العراقيين ضد الأمريكان هو عمل غير مسؤول ؟ ولا يجب أن ننجر إليه ؟

لا طبعا :P

ما قصدته اننا لا نجاهد .. فى الوقت الحالى يعنى

وبالتالى شعرت بالحرج حين استخدمت لفظة "نحن لو لم نقاتل" لانى لا ارانا نجاهد بينما هم يجاهدون .. فاحببت ان اوضح انهم فى العراق و فلسطين يجاهدون بينما نحن لا نجاهد اصلا :)

تم تعديل 19 مايو 2004 بواسطة فــيــروز

[se_ Elsyed]

هناك فرق كبير بين الجهاد ضد عدو يحتل أرضي وأرض المسلمين بالفعل .. فهذا الأمر لا يحتاج إلى تاجيل ومهما كان العدو مدججاً بالسلاح فلا نستطيع بأي حال من الاحوال ان نقول أننا سنؤجل الجهاد إلى أن يقوى عودنا ونستعد لهذا العدو .. لأن ببساطة العدو لن يترك لنا فرصة وسيبيد الجميع .

والحالة الثانية هي وجود عدو خارجي ظالم كافر يضطهد كل ما هو إسلامي مثل امريكا وإسرائيل ، فسيكون من الجنون ان نعلن الجهاد ونحن في حالة يرثى لها من جميع الجوانب .. فبالتالي يُمكن ان نؤجل ذلك ولا نحتك بالعدو على قدر إستطاعتنا إلى ان نعُد له ما أستطنا من قوة وفي الوقت المناسب يُمكن إتخاذ قرار الجهاد والصدام المباشر.

[حشيش]

يا جماعة أنا عايز أعرف إيه رأى الدين فى أن يتصدى شاب يحمل سلاح خفيف لعدو مسلح بطائرات إف 15 ودبابات...هل هذا هو الجهاد الذى أمرنا الله أن نثبت فيه (وهو أن يكون العدو ضعف قوتنا وليس خمسمائة أو ألف ضعف قوتنا)...يومياً أستمع فى التليفزيون أن خمسون أو مائة قد قتلوا فى العراق من جيش المهدى على سبيل المثال ولم يقتل سوى أمريكى أو إثنين...أليس من الحكمة أن نتوقف مؤقتاً عن المواجهة لأنه قتال غير متكافئ ودم المسلم وحرمة أهله عظيمةً عند الله...حقيقى أنا مش عارف إيه هيه الإجابة الشرعية المبنية على القرآن الكريم والسنة المطهرة...حد يفهمنى...لأن اللى بيحصل من مجازر للمسلمين وإنتهاك لمقدساتهم وحرماتهم أصبح شئ عادى نسمعه كل يوم وأخشى أن تبدأ مشاعرنا فى التبلد إذا ما أستمر الوضع على ما هو عليه...ما هو رأى الدين؟؟؟؟....هل نباد جميعاً تحت مسمى الجهاد؟؟؟...هل ما يحدث الأن يعد من قبيل إلقاء النفس فى التهلكة التى نهانا الله تعالى عنها؟؟؟...أنا بجد نفسياً تعبان جداً وعايز أقرأ (فتوى شرعية) فى هذا الموضوع...اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ياأرحم الراحمين.

[حشيش]

سى فود

فإن لم يستطع أهل البلد المحتل أن يصدوا العدوان أصبح الجهاد فرض عين على من حولهم من بلاد المسلمين , وهكذا تتسع دائرة فرضية الجهاد حتى تعم المسلمين كلهم

أستاذى العزيز سى فود

كلامك صح 100%...ولكن أنا أتحدث عن الواقع وليس المفروض...الواقع أن الجيران من العرب والمسلمين ودن من طين وودن من عجين...لا حياة لمن تنادى...سؤالى هو (هل يستمر أهل البلد المحتل الغير قادرين على صد العدوان بالجهاد بمفردهم حتى يبادوا جميعاً...أم يتوقفوا لعدم تكافئ القوة حتى يأتى الله بنصره)...هذا هو السؤال الذى أبحث عن إجابة عليه...

تم تعديل 19 مايو 2004 بواسطة حشيش

[Handicraft]

أخى حشيش:

عندما اعد صاحب الأخدود النار وبدأ يلقى فيها بالمؤمنين جاءت امراة وهى تحمل رضيعها كلما اقتربت خافت ورجعت فأنطق الله الرضيع ان لا تخافى وارمى بنفسك.

هل ترضى ان تموت وانت مؤمن وتنال الشهادة ام تعيش وانت خائف لم ترضى الله ولم يتركك الباغى.

هؤلاء الذين ابيدوا بالطائرات هم شهداء وهذا تمحيص من الله لما فى قلوب الناس كما قال الله عز وجل.

ونصر الله لا يأتى الا بعد ان نثبت وهذا هو الثبات وغير ذلك الفرار والجبن.

واذكرك بموقف يوم الأحزاب عندما تجمعت كل القبائل على المسلمين حين زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن المسلمون بالله الظنون لكنهم ثبتوا حتى جاء نصر الله.

ولك تحياتى الخالصة

[arabawy]

[يومياً أستمع فى التليفزيون أن خمسون أو مائة قد قتلوا فى العراق من جيش المهدى على سبيل المثال ولم يقتل سوى أمريكى أو إثنين...أليس من الحكمة أن نتوقف مؤقتاً عن ]

في هذة الحالة ينصح الفريق سعد الدين الشاذلي بعدم المواجهة المياشرة مع العدو كجيشين نظاميين ولكن بطريقة الكر والفر يعني تأتي العدو من حيث لايدري ثم تضرب وتختفي وهذة الطريقة اثبتت فعاليتها في الشهور الماضية

[se_ Elsyed]

...أليس من الحكمة أن نتوقف مؤقتاً عن المواجهة لأنه قتال غير متكافئ ودم المسلم وحرمة أهله عظيمةً عند الله...

حتى لو إحنا توقفنا .. تفتكر هما هايقولوا يالا بينا يا جماعة خلاص الحرب خلصت ...

أبداً يا حشيش وده هايبقى عز الطلب عندهم وهايقولك نام أما أدبحك ..

فأشرف للإنسان ان يُستشهد دفاعاً عن وطنه وعِرضه على ان يموت وهو مستكين ومهادن لعدو لا يعرف الرحمة .

أما بخصوص جيش المهدي .. فعلشان مانشعبش الموضوع عايز أقول حاجة كبسه على نفسي وممكن نناقشها في موضوع مستقل " الشيعة في العراق طلعوا بالونة كبيرة وجيش المهدي طلع بالونه اكبر وبيعلبوا " وان سايد جيم " مع امريكا فهما بينضربوا بس وبيبادوا بس .. على عكس أبطال الفلوجه الذين لم يكن احد يسمع عنهم .. إستطاعوا بالجهود الذاتية وبالقوة الفردية ان يذلوا أمريكا ويجبروها على الإنسحاب ... في حين جيش المهدي الذي يبلغ قوته 10 مقاتل مدججين بالسلاح وبياخدوا مرتبات وعارفين الجنوب شبر شبر .. مش قادرين يجرحوا واحد حتى لحد دلوقت من الأعداء "

[حشيش]

عايز أقول حاجة كبسه على نفسي وممكن نناقشها في موضوع مستقل " الشيعة في العراق طلعوا بالونة كبيرة وجيش المهدي طلع بالونه اكبر وبيعلبوا " وان سايد جيم " مع امريكا فهما بينضربوا بس وبيبادوا بس

بلاش الشيعة...طب واللى بيحصل دلوقتى فى رفح...ده يرضى ربنا...أطفال بيواجهوا دبابات...هل هذا جهاد أم إنتحار...قال الله تعالى فى شأن المجاهدين (فيقتُلون ويقتَلون)...أى قتلُ ُ للعدو وشهادة...الإثنان متلازمان...لكن أن نقُتل فقط فهذا هو لب الموضوع الذى أناقشه هنا ولا أعرف له جواباً من الناحية الشرعية...

[se_ Elsyed]

...طب واللى بيحصل دلوقتى فى رفح...ده يرضى ربنا...أطفال بيواجهوا دبابات...هل هذا جهاد أم إنتحار

يا حبيب قلبي هو مين اللي راح مين ؟... يعني أطفال رفح خدوا بعضهم ومعاهم الحجارة وراحوا يحاربوا الصهاينة اللي في تل أبيب ؟... ام الصهاينة هم من جاءوا بكل ترسانتهم للإعتداء على الاطفال والأبرياء ...

هاتعمل إيه إنت لو لقيت العدو داخل عليك بدبابات وطيارات ؟ ألن تقاتلهم ولو بالعُصي وانت تعلم بإنها معركة غير متكافئة ؟

يا حشيش ده حتى اللي بيقفل بيته على نفسه في رفح بيهدوه عليه ويدفنوه تحت الركام .... يبقى إيه الحل دلوقت ؟

[Gergawi]

أعرض هنا مقالين فى هذا الخصوص

الأول منشور بموقع إسلام أون لاين بقلم د.خالص جلبى (كاتب غير مصرى كما يبدو من إسمه)

والثانى منشور بجريدة إيلاف الإلكترونية بقلم د. سيد ريحان وهو( كاتب مصرى) صاغه فى إسلوب ساخر

المهم أننى خرجت من المقالين أكثر حيرة ولم أعرف كيف يكون الجهاد؟عنف أم لا عنف ؟ حتى مشاركاتكم وضعتنى فى نفس الحيرة؟ mfb:

بين الجهاد المسلح والجهاد المدنى

بقلم د. خالص جلبى

في النقاش الذي كان يدور بيني وبين أحد رموز الجهاد القتالي كان يتعجب من طرحي فكرة (الجهاد المدني) بدون قتال فيعلق بأسلوب لا يخلو من السخرية، وبقدر كبير من الطمأنينة: ماذا تفعل بهذه الآية: "فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ"؟ إنها مشروع تكليف فردي قبل إلزام الجماعة والدولة؟!

إشكالات تواجه مفهوم "الجهاد المدني"

أعظم إشكال يواجه فكرة (الجهاد المدني) غير المسلح في العالم الإسلامي هي فكرة الجهاد في سبيل الله التي تتضمن القتال المسلح وهو عنف بالضرورة. اللاعنف إذن فكرة غير إسلامية؛ لأنها تعطل الجهاد وهو ماضٍ إلى يوم القيامة، ومن مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبةٍ من النفاق.

والجهاد المدني -أو اللاعنف – ثانياً: مصطلح غير إسلامي، غربي مستورد: نبيه غاندي من الهند في القرن العشرين، أو هو مفهوم مسيحي؛ فمن لطمك على خدك الأيمن أدر له الأيسر، تمثله فرقة الآميش في أمريكا في نموذج منقرض لا يتماشى مع الطبيعة الإنسانية. واللاعنف أو المقاومة غير المسلحة إذن مفهوم غريب لم ينبت في تربة الثقافة الإسلامية، وهو يصطدم -بشكل جوهري- مع فكرة الجهاد في سبيل الله، بمعنى القتال المسلح.

اللاعنف -ثالثاً- غير مفهوم في ضوء عشرات الآيات التي تحض على القتال في سبيل الله مقابل اعتماد بضع آيات من سورة المائدة في صراع ابني آدم الذي اتخذ أحدهما موقف عدم الدفاع عن النفس "لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" لآيات نسختها آية السيف في سورة التوبة تحت عنوان مجلجل في "براءة من الله ورسوله" في رسالة واضحة إلى المشركين -غير أصحاب العهود- في الجزيرة العربية أن أمامهم مهلة أربعة أشهر يسيحون في الأرض في مواجهة خيارين بعدها: الإسلام أو السيف، لتنشأ ثقافة في العلاقات الدولية؛ إن الدولة الإسلامية في علاقة حرب مع الدول المجاورة فإما دفعت الجزية أو اعتنقت الإسلام، أو الحرب كخيار لا مفر منه؟!

إشكالية الجهاد لم تعالج -حتى اليوم- على نحو واضح مع كل وضوح النصوص القرآنية. فلا الفقهاء قديماً صاغوها في نظرية متماسكة، ولا مفكرو النخبة الإسلامية وصلوا إلى رؤية مبلورة فيها، وما يزال رجال من مستوى القمة في التفكير الإسلامي يرون أن لا حرج من الانقلابات العسكرية البيضاء ولكن من يضمن بياض الانقلاب من احمرار لونه ما دام السلاح هو الفيصل و"في حده الحد بين الجد واللعب؟".

حتى (أبو حنيفة) -وهو من أجود الأدمغة التي أنتجتها الثقافة الإسلامية- رأى في خروج (محمد ذو النفس الزكية) في ثورته على أبي جعفر المنصور ما يشبه خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معركة بدر، وتمنى لو استطاع حمل السيف إلى جانبه، ولكنه أرسل له ينصره بالفتوى والمال، ولعل هذا كان سبباً في موته مسموماً على رواية أوردها (أبو زهرة). وهكذا اختلط الخروج على الحكام بالجهاد الإسلامي حتى في عقلية فذة من حجم الفقيه الأعظم رضي الله عنه.

-----------------------------------------------------------------------------

إنتِ فين يا جهااااد؟....أنا هنا يا سلامة

!

بقلم: د. سيد ريحان

لا أعرف لماذا أتذكر دائما الفنان القدير حسين رياض وهو ينادى على جهاد فى فيلم وا إسلاماه ..عن رائعة على أحمد باكثير والتى تحمل نفس الإسم ...لماذا يتكرر على مخيلتى هذا النداء بالذات؟... هل لأننى أبحث عن جهاد أنا أيضا؟ ... وأتمنى لو سمعت صوتها يرد علىّ....."أنا هنا يابو السِــــــيـيـيـيـد؟!"........لا.. لا.. لا ...ليس هذا هوالسبب بالتأكيد .. فأنا أبحث دائما عن جهاد أخرى.....أو بمعنى أصح جهاد آخر....جهاد حقيقى أقوم به.. جهاد يجعل لحياتى قيمة.. جهاد يجلعنى سببا فى رفع راية الإسلام خفاقة من جديد .... فأنا دائما أسأل نفسى .. ما قيمة وجودى فى هذه الحياه؟

ومن حيرتى الشديدة توجهت إلى أحد أصدقائى أسأله وأعرض عليه ما يدور بفكرى...فدار بيننا الحوار التالى:

- أنا نفسى أجاهد فى سبيل الله...أنا مش راضى أبدا عن حالى وحال المسلمين فى كل مكان ...بس مش عارف إزاى ...لا أعرف أى نوع من أنواع الجهاد أختار؟....ماهوالجهاد الذى يتناسب مع قدراتى وإمكانياتى أكثر من غيره، ومن الممكن أن أحقق من خلاله نتائج أفضل؟

- انت بتستعبط ؟..أنواع إيه اللى انت عاوز تختار مابينها؟!!...إنت فاكرها ملايات سرير؟....الجهاد مالهوش غير نوع واحد وبس...تطلع تقاتل فى سبيل الله...وترجع ياقاتل يا مقتول...

- أنا بالذات لو طلعت أقاتل مالهاش إحتمالين ...أنا هأرجع يامقتول..يامتفرتك حتت!!!...

- وإنت تطول...تموت شهيد ...إنت مش عارف مكانة الشهيد عند ربنا؟

- لأ عارفها كويس قوى..لكن لمّا أموت شهيد بعد ما أعد ما استطعت من قوة حاجة...ولمّا أروح أموت فطيس حاجة تانية...وأنا بصراحة لم أعد نفسى بأى قوة ...يبقى كده الإسلام استفاد إيه إن شاء الله من ورايا؟...دى أكبر أمنية لأعداء الله إن جيوش المسلمين كلهم يبقوا زى حالاتى كده...معلوماتهم العسكرية زى معلوماتى فى اللغة الهندية بالضبط!!...أنا اللى أعرفه إن ميدان الجهاد العسكرى له علومه وفنونه وأن المقاتل لابد وأن يتدرب على أعلى مستويات القتال...ويكون فى ايده أحدث سلاح وإلا يبقى بيهرج ويضحك علينا خلق الله ..وبينى وبينك الحكاية مش ناقصة ضحك ..إلا لو كنا ناويين أصلا نموّت عدوّنا من الضحك ...هنا بس ممكن أوافق أروح الجبهه...أزغزغ فيهم للصبح!.

- طيب ماهى غلطتك انت وأهلك...بقى عندك أكتر من 35 سنة ولسّة ما جهزتش أى قوة؟...ومابتعرفش تحارب؟..إمّال لمّا دخلت الجيش كنت بتعمل إيه...بتعمل زى الناس؟!!

- ومين قال لك إنى دخلت الجيش؟...أنا كنت واخد إعفا ...ومين قال لك كمان إن كل اللى دخل الجيش مستواه يسمح له برفع راية الإسلام...ده فيهم اللى بالكتير يقدر يرفع حواجبه!!

- يعنى لمّا اللى مادخلوش الجيش مش نافعين ..واللى دخلوا مش نافعين...يبقى المكسحين اللى زيكم يقعدوا جنب النسوان أحسن.!!..ولا تروحوا تدوّروا على أنواع تانية من الجهاد تضحكوا بها على نفسكم..أنواع مقرمشة..وأنواع مخططة بالطول...وأنواع بنص كم...اللى بتسموها الجهاد المدنى...والجهاد الإلكترونى..والجهاد الليمونى...والشفتشى!!!

- أنت تشعرنى بأننا أسرى خيارين مالهمش تالت... يا إما نقوم بعمل مسلح ونشتبك بالقوة مع مصدر التهديد، يا إمّا نقعد مع النسوان ونستسلم لليأس!!...ثم أنا ماقلتش إن كل اللى دخل الجيش مستواه تَعبان..فيه ناس موهوبة فى فنون القتال...وبنيانها ما شاء الله..الناس دى يتكون منها جيش يليق باسم الإسلام...وبعدين خلينى معاك للآخر...لوكلنا عاوزين نجاهد فى سبيل الله دلوقت...ولابد وأن نقوم بعمل مسلح...يبقى لازمنا تدريب على الأعمال القتالية على أعلى مستوى...نروح فين؟

- هى دى مشكلة؟.....خدوا لكم كورس مكثف فى معسكرات القاعدة..الناس اللى بتجاهد بجد.. مش زيّكم ..عاملين زى الناموس فى عددكم وما بتبطلوش زن!.

- هى معسكرات القاعدة عنوانها معروف كده للى عاوز يتدرب؟...كويس والله..وياترى عندهم كل الأسلحة الحديثة يدربونا عليها؟ وعندهم قيادات نوابغ فى العلوم العسكرية لهم خبرات ممكن نكتسبها؟...ولاّ كل الحكاية هيدونى حزام ناسف ويدربونى على ربطه على بطنى؟...إن كان كده أنا ممكن أنضم للجهاز التدريبى بتاعهم ..وأبقى قائد عسكرى ...أصل أنا أجدع واحد يربط حزام بنطلونه فى مصر!!

- أنت كده بتسخر من الإستشهاديين ولاّ إيه؟

- لأ طبعا...الإستشهاديين فى الأرض المحتلة بيدافعوا عن أرضهم وعرضهم وإنسدت أمامهم كل السبل والطرق...ومافيش خلاص قدامهم غير كده...ومن الظلم إننا نحرمهم من آخر وسيلة مقاومة فى إيديهم .. لكن إحنا هنا أمامنا مليون طريقة وطريقة تانية نعز بيها الاسلام...ونكون ضهر قوى لهم .. نسيبها كلها ونروح نفجر نفسنا؟......ده حتى لو بقينا كلنا مقاتلين ومن عينة جيش خالد بن الوليد...اللى الواحد منه بألف مقاتل...مش من عينة شباب ستار أكاديمى...اللى الألف منهم بكوز درة...هنحارب بإيه؟....فين السلاح اللى هيواجه الأسلحة الرهيبة اللى بنسمع عنها كل يوم دى؟..ولاّ نقعد نشتكى ونصرخ ..شوفوا الناس اللى ماعندهاش ضمير وبيموتونا بقنابل عنقودية 100 رطل؟...مش يخلّوا عندهم دم ويحاربونا ببنادق رش زى اللى فى إيدينا!!

مين فينا كمسلمين اللى هيخترع أسلحة للمواجهة والرد والدفاع؟...وهيخترعها إزاى؟...هيدرس طول عمره هندسة و علوم صناعة السلاح ..ولاّ هينزل عليه السلاح من السما جاهز؟...من ناحية هينزل من السما ..هو بينزل ..بس على دماغه..... لكن لو عندنا مسلم قضى طول عمره يتعلم ويدرس..وفى النهاية اخترع لنا الأسلحة المطلوبة ... يبقى مجاهد فى سبيل الله ولاّ يبقى حشرة ما بتبطلش زن؟

والطبيب اللى قضى طول عمره يدرس طب...وجهز لنا جيش من المقاتلين الأصحاء بدل ما يكونوا من حملة البلهارسيا...وفى المعركة عالج لنا المقاتلين المصابين..الطبيب ده يبقى مجاهد فى سبيل الله؟ ولاّ يبقى مجاهد مدنى نصاب وبيضحك على نفسه؟

ومهندس الكمبيوتر اللى صمم برامج تنظم كل أمور حياتنا ووصل لبرامج التسليح وتوجيه الصواريخ؟ .... والصحفى؟ ... والمزارع؟...و....و....كل المهن اللى خلقها ربنا...لوكل واحد جاهد فى ميدانه اللى بيفهم فيه وحقق نصر ولو صغير فى مجاله ...تخيل ماذا يمكن أن يعود على المسلمين من مجموع هذه الانتصارات ...وتخيّل فى نفس الوقت لو بن لادن جمع كل هذه الخبرات وربطهم بحزام ناسف ورماهم من طيارة...فوق أى هدف...وكأنه رماهم فى الزبالة....يبقى مين هنا اللى بيجاهد فى سبيل الله؟ ....الناس اللى بذلوا عمرهم وكل جهدهم وخبراتهم ووهبوا نفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين،.... ولاّ اللى ماسك كيس بمب من بتاع العيد وعمّال يفرقع بيه فى وش الناس فى كل حتة وبيعتبر نفسه بطل العرض والباقيين كومبارس فى فرقة سلامة حجازى المسرحية؟!!

تم تعديل 29 مايو 2004 بواسطة Gergawi