arabawy بتاريخ: 24 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2004 العنوان الأصح الذى يستحق أن يهدى إليه صفر المونديال هو دولة الرئيس مبارك وليس ل عاطف عبيد ولا الوزير هلال ولا جنيدى ولا السياجى ولا هشام عزمى إلى آخر قائمة الموظفين الكبار الصغار. السبب ببساطة أن صفر الفيفا ليس النتيجة الشارحة لأحوال الرياضة المصرية وحدها، بل هو التصويت الدولى القرين لتداعى الحضور المصرى على مسرح العالم، اقتصاد صفرى، وسياسة صفرية، ودور هو الأقرب لقاع القاع، فصفر الفيفا بالمغزى الجامع هو مقصلة عقاب لخطايا الثلاثين سنة الأخيرة، كانت مصر مع حرب 1973 رأسا برأس مع كوريا الجنوبية فى الاقتصاد، وكانت مصر قبل الثلاثين سنة هى القوة السادسة فى السياسة بعد الخمسة الكبار دائمى التمثيل فى مجلس الأمن، قس إلى ذلك ما نحن فيه من هوان، فكوريا الجنوبية الآن هى عاشر أقوى اقتصاد فى العالم، ومصر الآن هى رقم 122 فى تقارير التنمية البشرية الدولية، وفى الدنيا الإفريقية تقدمت جنوب إفريقيا لترث دور مصر، بينما يعتز مانديلا اسطورة الجنوب الإفريقى بكونه تلميذا فى مدرسة مصر عبدالناصر، وفى الدنيا العربية تدوس دويلات من نوع قطر والأردن وتونس على جثة الدور المصرى، باختصار: خسرت مصر دورها بأثر مطرد لخسارة نفسها، تحولت من مصر العربية إلى مصر الصفرية، وكان انحسار الدور فى العالم امتدادا بطبائع الأمور لانحطاط اختيارات الداخل، فلا يمكن تعيين صفة يمينية ولا يسارية من باب أولى للحكم المصرى الآن، وصورة مصر العامة تبدو أقرب ل بواقى فساتين فى سلة مهملات ترزى نسائى، سلطة طافية وشعب غاطس، وبلد تنخلع أساساته فى الجغرافيا والتاريخ وفرص المستقبل، ونهب بالجملة على نحو لم تشهده مصر فى تاريخها الألفى، فلم يتح لمصر فى تاريخها المنظور موارد مالية كالتى تدفقت إليها فى الثلاثين سنة الأخيرة، معونات عربية بلا حصر فى سنوات تلت حرب 1973، و80 مليار دولار على الأقل من عوائد عمل المصريين فى الخارج، و 50 مليار دولار من المعونة الأمريكية، أضف: موارد الريع الجارى من السياحة ورسوم المرور فى قناة السويس، وقد انتهت هذه الموارد فى أغلبها إلى بالوعات الفساد العام، أثرت القلة الطافية بالمليارات الحرام فى ترف جنونى متوحش، وغطست أغلبية المصريين إلى قيعان الفقر، وانتهى ربع قوة العمل 7 ملايين عائل إلى زحام بالمناكب على رصيف البطالة الممدود بطول وعرض العمق المصرى، وطلاق بائن لإنتاجية الاقتصاد، تراجع مخيف لأدوار وأنصبة الصناعة والزراعة، وانتشار مرعب ل اقتصاد الفهلوة، وبيع الأوهام، ومعدلات نمو نزلت تحت الصفر فى أوائل التسعينيات، وتنمية تتراقص على حواف الصفر المونديالى ذاته بعدها بعشر سنوات، شيء واحد للإنصاف راح ينمو ويتضخم بمعدلات فلكية مذهلة، إنه النهب العام الذى تحول إلى سلطة متحالفة مع عصا الكبت العام، 45 مليار جنيه فى أقل تقدير. جرى تبديدها فى قروض للمحظوظين، و 472 مليار جنيه هى كل الفرق بين القيمة السوقية للقطاع العام وحصيلة البيع بأرقام الحكومة، و 90 مليار دولار 630 مليار جنيه هربت لخارج مصر بتقديرات اللجنة الاقتصادية الحكومية فى مجلس الشعب، ويرتفع الرقم ذاته إلى 200 مليار دولار 1400 مليار جنيه فى تقديرات عزيز صدقى أبوالتصنيع المصرى، وكل هذا الخراب يكفى ويزيد للهبوط بمصر من الدورى الدولى الممتاز إلى دورى قروى مع فرق منافسة من عينة جيبوتى و بوركينا فاسو وجزر القمر، خراب يكفى بالقطع لضمان الحصول بامتياز على ألف صفر فى مونديال الكرة والاقتصاد والسياسة، لكنه بالمقابل يبدو كافيا جدا لضمان الحصول على درجات النهاية العظمى والتصويت بالأغلبية الكاسحة لو تقدمت دولة الصفر المصرى لتنظيم مونديال للنهب العام. إنه الصفر الكاشف لعورات دولة الكذب. ** إشارات - صدمة الأسبوع: الرئيس مبارك قال انسحاب القوات الأمريكية من العراق خطأ كبير جدا (!). - للمرة المئة: الاختلاف السياسى لا يبرر الصمت المريب على حملات اعتقال متكرر لقيادات الإخوان. - لنقيب الصحفيين: مطلوب إحالة كل صحفى أو صحفية تورط فى زيارة أو نشاط ممول أجنبيا إلى مجلس تأديب. - لم يعد ضروريا إطلاقا أن يدفع أحد عشرات الألوف من الجنيهات لكى يتملك شقة!.(ملحوظة: حقوق الاختراع محفوظة لعبدالمنعم سعيد وليس لملك الكوميديا عادل إمام). - ولا عزاء لهؤلاء الواقعين المتخفين وراء عبارات من ماركة بناء سياسات على أسس واقعية(!). رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان