Mohammad Abouzied بتاريخ: 25 مايو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 مايو 2004 نموذج يحتذى به : مصرى يخترع جهازاً لتفتيت حصوات الكلى ينافس نظيره السويسرى. محيط - ياسمين كرم : فكر معى قليلا ألم يكن لك حلم فى يوم ما ، حلم جاهدت لتحقيقة ، حلم تفنى فيه عمرك لتخرجه من صندوق الأحلام إلى الواقع . بالتأكيد ليس الأمر بيسير ولكن بالتصميم والعزيمة تتفتت كل المصاعب على صخرة الإيمان ، كما يفتت المهندس خالد ياسين حصوات الكلى بجهازه المصرى لتفتتيت حصوات الكلى ، وهذا هو موضوعنا اليوم . شاب مصرى متفائل بسيط توصل إلى عمل جهاز لتفتيت حصوات الكلى كبيرة الحجم. لم يكن مشواره سهلا ولا مفروشا بالورود بل كان مفروشا بالاشواك ، ولكنه سعى وجاهد وصمم الفكرة ونفذ النموذج الذى أخذ منه الوقت والمال والمجهود ، لم يتواكل على أكاديميه البحث العلمى ليوضع على قائمة الانتظار أو ترفض تطبيق مشروعه لأن الميزانية الضئيلة للأكاديمية لا تسمح. تولى تسويقه بنفسه وهى أصعب المراحل التى يمر بها اي مشروع. لعلك تعرف الآن لماذا هو معنا . لقد استطاع بجهازه المصرى أن يهز عرش مثيله السويسرى فى مصر وخاصة أن الجهاز المصرى يباع ب30 ألف جينه فى حين يصل سعر نظيره السويسرى لربع مليون جينه ، وذلك لو نحينا فارق الجودة والأداء والذى يشهد به الكل لصالح الجهاز المصرى. ولقد كان لنا معه هذا الحوار وأنقله لكم لعلكم تستفيدون من تجربته فى الحياة. -المهندس خالد ياسين . . فى البدايه نحب أن نتعرف بك؟ أنا خالد ياسين ، مصرى ، أعمل مسئول إصلاح وصيانة أجهزه طبية بمعهد الكلى والمسالك البولية بمدينة المطرية المصرية . اخترعت جهازاً لتفتيت حصوات الكلى كبيرة الحجم . - كيف طرأت هذه الفكره على رأسك ؟ تصادف وأنا أعمل بالمعهد أن تعطلت اليد الخاصة بجهاز تفتيت حصوات الكلية، وهو جهاز سويسرى وكان استبدال هذا المقبض يكلف ثمانية آلاف جينه مصرى ، لذا فكرت وقتها أن أخذ هذه اليد وأحاول أصلاحها ، وبالفعل نجحت وشجعنى ذلك على القيام بتصنيع الجزء كله فى 6 أشهر واشتغلت اليد التى صنعتها على الجهاز السويسرى وبعدها صنعت الجهاز المصرى بعد أن أدخلت علية عدة تعديلات وتطويرات. - ممكن حضرتك تشرح لنا فكرة الجهاز بأسلوب مبسط؟ الجهاز يحمل نفس فكرة عمل حفار الأسفلت، يتكون الجهاز من صندوق خارجي، وهو الوحدة الأساسية التي تشتمل على محتويات الجهاز، وهي عبارة عن دائرة إلكترونية تتحكم في عدد النبضات، ومنظم هواء، وفلترين لتنقية الهواء وعزل الصوت، بالإضافة إلى مفتاح لغلق الهواء وآخر للتحكم في السرعات، وبعض الوصلات الخارجية التي تشتمل على 3 أيد يستعملها الطبيب، وتؤدي الوظيفة الرئيسية للجهاز ، وتحتوي على غرفة هواء بها صمام يتحرك عن طريق الهواء الخارج من الصندوق في حركة ميكانيكية تقوم بخبط ذراع التفتيت الذي يصطدم بقوة في الحصوة فتنكسر تدريجيًّا، بالإضافة إلى دواسة خاصة للجهاز . وأما طريقة تشغيله فتتم عن طريق تركيب مخرج الهواء على أسطوانة الأكسجين أو الهواء الطبي ، ثم يتم توصيل الجهاز بالكهرباء وتركيب الدواسة والذراع الخاصة بالتفتيت بالهواء. وبعد ذلك يتم الضغط على الدواسة اليمنى إذا كان المطلوب الحصول على 15 ضربة في الثانية، أو الضغط على الدواسة اليسرى إذا كان المطلوب أن تكون الضربات أحادية وغير متتالية. وبعد ذلك يتم توصيل ذراع التفتيت، وهي عبارة عن سلك رقيق مصنوع من الإستانلس ستيل داخل مجرى البول حتى يستقر على جدار الحصوة، ومع تشغيل الجهاز تصوب الضربات الصدمية إلى الحصوة. إذا كان حجمها صغيرًا يتم تصويب الضربات إليها دفعة واحدة وبسرعة 15 ضربة في الثانية. أما إن كانت كبيرة نسبيًّا، فتنخفض معدل الضربات إلى أقل من 9 ضربات في الثانية الواحدة. وبعد كل ثانية يتوقف عمل الجهاز. وناتج عملية التفتيت يكون عبارة عن حبيبات صغيرة تستخرج من الجسم باستخدام ملقط الحصوات أو الشفاط الخاص بالجهاز، ولا يستغرق تكسير الحصوة أكثر من خمس دقائق. -هل كانت هذه تجربتك الأولى فى الأختراع؟ لا . . لقد أخترعت من قبل أبرة لعلاج السلس البولى لدى النساء تدخل فى عنق الرحم مرتين بدلا من عدة مرات. وكذلك عملت شينيور عظام يدوى كهربى . - أى أنها ليست صدفة فما الذى شكل حبك وأهتمامك بملكة الأختراع ؟ أحب أن أوضح أولا أننى كنت مولود بعيب خلقى ، حيث ولدت بغدة تفرز خارج الجسم وهى حالة نادرة عشت بها حتى عمر 12 عاما ، بعدها أحسست بالتعب ، وتقرر إجراء جراحة لى وكانت نسبة نجاحها قليلة وتتطلب فحوصات كثيرة مما أقعدنى فترة طويلة بالمستشفى ، شد إنتباهى أثناء هذه الفترة مجال صيانة الأجهزة الطبية ، حتى لاحظ كل العاملين بالمستشفى ذلك. ومشيت فى هذا الطريق فأكملت تعليمى فى الثانوى الصناعى وبعدها تخصصت فى صيانة وإصلاح الأجهزة الطبية . وبعد ذلك أنتقلت إلى معهد المطرية بالقاهرة. - تصنيع الجهاز ليس بالأمر العسير ولكن المهم هو إثبات كفاءتة فكيف كان ذلك؟ قمت بتجربة الجهاز فى المعهد على أنه السويسرى ونجح الجهاز ولم يشعر أحد بشئ ، حتى بلغت د. إبراهيم أبو الفتوح مدير المعهد رئيس قسم المسالك البولية وتحمس لجهازى المصرى كثيرا وصمم على دخوله مؤتمر المسالك البولية ، وقد كان ذلك فى عام 1996 ، حيث كان هو أول من وقف إلى جانبى . - بالتأكيد هناك شخصيات أخرى ساندتك؟ نعم فعندما عرضت جهازى بالمؤتمر تقابلت مع د. محمد غنيم أستاذ ورئيس مركز الكلي بالمنصورة وهو من أشهر أساتذة الكلي عالميا، طلب منى ان أذهب له هناك لتجربة الجهاز وأمرنى د. غنيم بترك الجهاز لمدة شهر كامل بالمركز من دون وجودى حتى يتأكدوا من كفاءته ووعدنى إن نجح الجهاز سيعطينى شهادة بموافقتة علية وبقيت على أعصابى طول الشهر وقبل نهايته كان د. غنيم يتصل بى ويبلغنى أنه قرر شراء الجهاز وأخذت 20 ألف جينه ، وقد كان ذلك أول مبلغ حصلت عليه من جهازى وقررت بعد أن اكرمنى الله القيام بالحج ، وفى نفس الأسبوع بعت أربعة أجهزة فى المنصورة . فجهازى المصرى يصل سعره الآن 40 ألف جينه أما السويسرى فيصل إلى ربع مليون جينه. - التسويق العقبة الكبرى التى تقابل فكر جديد . . . كيف واجهتم تلك المشكلة؟ كما قلت من قبل لقد قمت ببيع أربعة أجهزة وحدى دون مساعدة من أى جهة تسويقية ،فجهازى فرض نفسه على السوق المصرى خاصة بعد أن أثبت كفائته ووافق علية د. غنيم . بعدها تعاقدت مع احد المستشفيات الكبرى لمدة سنة كمحاولة لفتح أسواق أخرى أمام جهازى المصرى ولكنهم لم يبيعوا لى سوى جهاز واحد فسحبت الوكالة عنهم واتجهت للسوق المصرى وحدى ووفقنى الله فبعت لكثير من المستشفيات والمعاهد المصرية حتى الآن بعت ما يقرب من50 جهاز ، حتى أن مندوبى الشركة السويسرية أكد على تدنى مستوى البيع فى السوق المصرى. - ألا تفكر فى الوصول إلى أسواق أخرى ؟ فكرت فى السوق العربى ولكنه لا يثق بالمنتج المصرى وتشترط المناقصات أن يكون الجهاز "أوربى -أمريكى -يابانى". ولكن قد جائتنى الفرصة عندما عرضت على شركة" RZ " الألمانية وهى شركة متخصصة فى إنتاج مناظير وأجهزة المسالك البولية ، حق تصنيع جهازى المصرى وبالفعل وافقت وجاء ست مهندسين من طرفها للتعرف على تفاصيل التصميم وبهروا من بساطة الفكرة إلا أنهم طلبوا بتحويله إلى النظام الرقمى بدلا من التحكم اليدوي ليتواكب مع التكنولوجيا الألمانية المتطورة . وأتفقنا على شروط التعاقد وكان شرطى أن ينزل الجهاز للأسواق المصرية والشرق الاوسط مكتوب عليه اسمى، وللشركة الألمانية حق طرح الجهاز فى أسواق الأتحاد الأوربى. وقد سمح لى ذلك بدخول المناقصات التى كانت تشترط جهاز أوربى أو أمريكى أو يابانى. ولقد كنت أدخل بالجهازين الألمانى البديل والمصرى الأساسى . - أنها فرصة جيدة للوصول لأسواق عالمية ولكن ماذا عن المنافس الأوربى ؟ لم تسمح الشركة السويسرية بذلك ،ففى مؤتمر "ميديكا " الدولى الذى يعقد فى ألمانيا شهر نوفمبر حصل خلاف بين الشركتين الألمانية والسويسرية المصنعة للجهاز السويسرى، فأنا لا أحمل براءة اختراع دولى وهذه مشكلة كبيرة فالبراءة التى تقدمها أكاديمية البحث العلمى محلية فقط ، وليس لها قيمةعلى المستوى العالمى. فلم يتم الأعتراف بملكيتى للجهاز دوليا فما كان من الشركة الألمانية إلا أن تقوم بتصنع الجهاز وتجميعه وتكتب علية صنع فى مصر ويباع باسم مصرفى ألمانيا. - يرتبط بالنجاح وجود العقبات ما هى العقبات والمشاكل التى واجهتك؟ حالفتنى المشاكل منذ أن بدأت بعرض الجهاز فى المؤتمر فقد وقعت فى مشكله كبيرة وهى سرقة جهازى من أستاذ جامعى ، ولم أكن قد حصلت على براءة أختراع من الأكاديمية بعد ، وجدته معى فى معرض واحد يعرض نفس جهازى وتقدمت ببلاغ إلى قسم الشرطه والطريف ما حدث هناك قلت للملازم "فكرى اتسرق "فأستنكر الأمر وأعتقد بإنى مجنون وقال "احنا قادرين على السرقة الماديه حتى نقدر على المعنوية " وهددته إن لم يعمل لى محضر ساحولها لقضية رأى عام. وأستمر النزاع بيننا 3سنوات وقد بعثت النيابة إلى الأكاديمية التى ردت بأن خالد هو المسجل لدى الأكاديمية ولكنه لم يحصل على البراءه بعد . وحصلت على البراءه عام2000،أن مشكلة سرقة الابتكارات هى مشكلة عالمية تواجهة اى مخترع ولكننا فى مصر لا نعترف بها برغم أحديثنا الكثيرة عن حقوق الملكية الفكرية. - حضرتك حصلت على تكرم من عدة جهات . . . ما هى أقربها إلى قلبك؟ ععندما اشتركت فى "معرض المخترعين العرب" الذى عقد فى ليبيا بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو"وجمعية المخترعين المجرية - وهو اول مؤتمر دولى احضره - حصلت هناك على جائزه احسن ثانى اختراع وتعتبر هذة هى الجائزة الأولى التى أحصل عليها ، وبعدها كرمتنى دولة المجر فحصلت على جائزة أحسن ثانى اختراع ، وشهادة الدبلومة المجريةINPEX ، وسجلت على موقع جمعية المخترعين المجريه لمدة سنه دون مقابل. - تجاربك الكثيرة والتحولات التى مرت فى حياتك. . . ماذا أخذت وماذا أضافت؟ لم تأخذ غير مجهود وسينين من عمرى ولكنى أشعر بالرضا عن كل ما دار فى حياتى من احداث ومواقف فيكفينى أن أسمع دعاء أحد المرضى حتى أنسى كل سيئة. - وما تعليقك عن حال المخترعين فى الوطن العربى؟ فى سوريا مثلا المهنة قد تكتب مخترع فى البطاقة وللمخترع الحق فى مقابله اى وزير فى اى وقت ولهم مقعد فى مجلس الشعب وتذكرة السفر بنصف الثمن . اما فى مصر ليس هناك اى اعتراف بمهنة المخترع قد تقابل عقول لا تقدر ان تفهمك وتعتقد أنك مجنون. ويختتم المهندس خالد ياسين حواره ناصحا كل من لدية حب الأختراع بأن يعرف أنه دخل مجال الأحباطات والصدمات وأن علية بالعزيمه والإصرار لتخطى المصاعب وعليه أن يرسم خطته بنفسه لخروج جهازه إلى النور وأن يبحث عن الشخص المناسب للوقوف بجانبه يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان