اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اعتذار و لا انسحاب


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

http://elosboa.com/elosboa/issues/377/0401.asp

هل تصبح قمة تونس التي عقدت يومي 22 و23 من مايو آخر القمم العربية؟ .. وهل ينفرط عقد الجامعة العربية، وتذوب داخل كيانات جديدة تجري صياغتها خصيصا للقضاء علي ما تبقي من بيت العرب .. وكيانهم؟

تلك ليست رؤي تشاؤمية يجري طرحها علي ضوء حالة الفشل الذريع التي حققتها القمة الأخيرة، بعد أن وقفت القمة بمن حضر من قادتها فقط عند حدود الكلام الذي لا يقدم أو يؤخر .. وليست مسايرة لحالة غضب عارم تجتاح الشارع العربي إزاء ذلك .. بل هي انعكاس لما دار من حوارات ونقاشات ومشادات بين القادة العرب داخل قاعات الاجتماعات بجلساتها المغلقة، والتي نجحت 'الأسبوع' في الوصول لتفاصيلها عبر شخصيات رفيعة حضرت وشاركت في النقاشات الساخنة، والحوارات الممتدة، والتي اتسمت بالإثارة، وزيادة شقة الخلاف بين القادة العرب، لدرجة أن الرئيس حسني مبارك غادر الاجتماعات قبل نهايتها غاضبا رافضا حضور الجلسة الختامية بعد أن قوبلت بالرفض رؤيته حول التعاطي مع قضية الإصلاح الداخلي علي ضوء قمة الثماني التي ستعقد في جورجيا بالولايات المتحدة الثامن من يونيو، والتي ستبحث في سبل فرض مشروع الشرق الأوسط الكبير علي العالم العربي.

لقد شكلت وثيقة التطوير والتحديث والإصلاح التي أعدتها القمة محور المناقشات التي جرت، والخلافات التي تفجرت .. فقد أشارت الوثيقة إلي أهمية استمرار الجهود وتكثيفها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعميق أسس الديمقراطية في إطار سيادة القانون وتحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والاهتمام بالطفولة والشباب ومواصلة النهوض بدور المرأة في المجتمع العربي ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية ووضع استراتيجية عربية شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية البشرية، وتحديث البنية الاجتماعية للدول العربية، وتطوير قواعد المعرفة لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والتقنية في العالم، والتعامل مع المجتمع الدولي في إطار من الشراكة المتضامنة، وعلي أساس المصالح المشتركة، والتمسك بقيم التسامح والاعتدال، والحرص علي ترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والثقافات، ونبذ روح الكراهية بكافة أشكالها، واشاعة قيم التضامن والتعايش السلمي بين الشعوب.

وربطت الوثيقة بين هذه الإصلاحات وتحقيق التسوية العادلة والشاملة والدائمة للصراع العربي الإسرائيلي.

خلال الجلسات المغلقة تحدث الرئيس مبارك الذي رأس وفد مصر للقمة عن قضية الإصلاح، فأشار إلي أن مصر ليس لديها اعتراض علي هذه الوثيقة، ولكنه راح يكرر ويحذر من أن الطوفان قد يكون قادما علي المنطقة العربية، وطلب من القادة العرب النظر إلي أهمية حدث قمة مجموعة الثماني، وقمة اسطنبول القادمة .. وكان يشرح باستفاضة أن لديه الأوراق الكاملة، وأن ما يحدث الآن هو اتفاق أمريكي أوروبي علي طرح مشروع موحد للإصلاح في المنطقة، وأن هناك بوادر ونيات لفرض هذا المشروع فرضا علي المنطقة.

ولم يكتف الرئيس مبارك بالمحادثات الثنائية أو المجمعة مع الزعماء العرب، ولكنه قدم لهم ورقة عمل مكتوبة، وطلب من الزعماء دراستها بتأني، لأن الموضوع حساس وخطر، وأن العرب الآن في مرحلة مصيرية.

وبينما كان الرئيس مبارك يواصل عرض رؤيته، إذ بالرئيس السوري بشار الأسد يتدخل قائلا: إن أحدا لا يفرض علينا ما لا نقبله، فإذا سقطت الحكومات العربية الرافضة للنهج الأمريكي فالشعوب ستقاوم، والعراق مثل بارز لذلك.

الرئيس مبارك راح يواصل حديثه قائلا: يجب أن نكون مستعدين لأن شهري( يونيو ويوليو) القادمين سيمثلان صيفا ساخنا لهذه المنطقة، وعلينا أن نتعامل مع الحدث بروح المسئولية والإعداد، وأن الشعوب العربية ليست في وضع لأن تغامر سياسيا أو عسكريا بطاقاتها، وأن لغة الحوار هي الأفضل .. وطلب مبارك توحيد الأمة العربية في موضوع الإصلاح.

عند ذلك الحد بدأ قادة وممثلو الدول العربية والمشاركون في القمة العربية بتونس طرح رؤاهم المتباينة والمتعارضة.

أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة قال: 'إن كل دولة عربية لها ظروف مختلفة عن الدول الأخري' .. ممثل سلطنة عمان رأي أن المشروع الإصلاحي يجب أن يكون عاما، إلا أن الرئيس مبارك أشار إلي أن الرسالة يجب أن تكون واضحة، وقال إن الغرب أيا كان إذا أراد أن يتحدث عن الإصلاح فليتحدث مع جهة واحدة.

وكشفت ورقة العمل المصرية أن هناك خطة محكمة لتنفيذ الإصلاح الوافد من الخارج من خلال اتصالات ثنائية بكل دولة عربية علي حدة، وتشجيع بعض الدول اقتصاديا لتبني هذه الإصلاحات السياسية الوافدة من الخارج، والضغط سياسيا واقتصاديا علي دول أخري من أجل تغيير منهاجية حكمها، واشغال بعض الدول العربية بقضايا جانبية ومؤثرة في أمنها القومي من أجل الانقياد وراء سياسات خارجية، وأن الدول العربية في الأشهر القليلة القادمة ستدرك بسياسات عملية مخطط لها، ومقدر لها تقديرات زمنية علي ألا تتجاوز عام 2005 إنهاء ما يطلق عليه 'التجمع العربي' لأنه وفق المعلومات المصرية فإن خطة الإصلاح الوافدة من الخارج، والتي هي محل إقرار قمة الثماني وقمة اسطنبول، فإنها ملحقة بوثيقة التنفيذ السرية، والتي بمقتضاها يتم تقسيم الدول العربية إلي دول ذات أداء مرضي، ودول ذات أداء غير مرضي،ي وأخري ذات أداء ضعيف. وبحسب المعلومات، فإن الفئة الأولي من الدول (A) سوف تمنح مساعدات اقتصادية واجتماعية لتشجيعها علي الانخراط في منظومة الإصلاح الأجنبية، وارسال عدد كبير من الخبراء لها لإدارة عملية الإصلاح .. ومثل هذه العملية لن تكون وفق إرادة أو طوع الدول العربية، لأنه وفق الوثيقة السرية، فإن الخبراء الأجانب سوف يتولون إدارة هذه العملية، وسيشكلون من بينهم فرقا للمتابعة للتنفيذ والاستجابات الحكومية، وأن أية دولة تتخلف عن تنفيذ مقتضي برنامج أو مشروع إصلاحي، فإنه سيتم التأثير علي سياستيها الداخلية والخارجية، وخصم نقاط .. لأن المعيار (A) مرقم من مائة درجة موزعة علي النحو التالي: 30 درجة للديمقراطية النيابية و20 درجة للمرأة و20 درجة للشباب و20 درجة للخطاب الديني والتعليم والإعلام و10 درجات لشفافية المؤسسات الحكومية، علي أن يحقق هذا المعيار في النهاية فرضية تداول السلطة من جانب افراز كل تيارات الصراعات والاختلافات الكامنة في داخل كل دولة عربية .. وأن خطورة هذا المؤشر هي أن هناك اتجاها كامنا بإعطاء بعض الجماعات العرقية أو المذهبية أو الدينية في العديد من الدول العربية فرصا جديدة للحكم الذاتي المستقل، أو إنشاء كانتونات مصغرة داخل الدولة العربية الواحدة، بدعوي ديمقراطية الأقليات، أو هذه الجماعات.. وهو ما يعني بحسب الورقة المصرية للقمة العربية أن الأوضاع قد تنقلب رأسا علي عقب، وبما يعني الاتجاه التدريجي لتفتيت الدول العربية، لأن إحدي الخطط المهمة التي ينبغي التنبيه لها في الفترة القادمة هي أن الجماعات العرقية أو المذهبية أو الدينية، أو أيا كان نوعها.. سوف تعمل السياسات الأجنبية علي الارتباط الوثيق معها، وإنشاء هيكل رسمي يعبر عنها في السياسات الدولية، أو الاتصال مع القوي الخارجية، وأن هذا الهيكل الرسمي قد يمتد في قوته ويعادل هيكلا مثل الجامعة العربية، وسيكون غرضه الرئيسي هو التأكيد أن هيكل الأقليات العربية المجمعة قد يكون أكثر تأثيرا في السياسات الدولية من الهيكل الرسمي المعبر عن العرب في 'الجامعة العربية'.

وبالنسبة للدول ذات الاداء غير المرضي، والتي تصنف بالفئة (jmb-) فسوف تخضع لضغوط سياسية بهدف تعديل مسار سياساتها.

وفي هذا حذرت الورقة المصرية من أن المشكلة الرئيسية ليست في تحول بعض الدول العربية من أداء غير مرضي إلي أداء مرضي.. ولكن حتي يتم تحقيق هذا التحول فإن هذه الدول العربية سوف تكون محاصرة بكل أنواع الضغوط الممكنة، إلي الحد الذي يؤثر في استقلالية قرارها السياسي والاقتصادي والعسكري.. وهذا نوع خطر حيث إن ذلك يستهدف المساس المباشر بمصالح الشعوب العربية والتأثير علي حكوماتها وتضييق الخناق عليها وهذا ما سيجعل الفئة (A) التي تحظي بنوع من الحماية الأجنبية تدخل في حالة من الشقاق النسبي أو الدائم مع مجموعة الفئة (yaw:.

ووفق الخطط المعدة، فإن الأداء غير المرضي سيجعل هذه الفئة مهددة بالانتقال إلي الفئة الثالثة © حيث تمثل هذه المجموعة أضعف حلقات النظام العربي.. وفي ذات الوقت أكثر تأثيرا في هذه الحلقات العربية، لأنه سيكون هناك استهداف مباشر للحكومات وتدخلات خارجية في شئونها بالقوة، وأحيانا إثارة قلاقل واضطرابات في داخلها. وبمقتضي ذلك فإن واضعي مخطط الاصلاح قد يقبلون بالانتقال من الفئة © إلي الفئة (;) أي الانتقال من الأداء الضعيف إلي الأداء غير المرضي، ولكنهم لن يقبلوا بالحالة العكسية، أي الانتقال من الفئة (A) إلي الفئة (mc: من الأداء المرضي إلي الأداء غير المرضي.

وقد حذرت الأوراق المصرية من أن هذه الخطط أصبحت جاهزة ومعدة للتنفيذ في المنطقة، وأنهم لذلك خططوا لتوجيه الدعوة إلي (5) دول عربية فقط لحضور قمة الثماني لمناقشة مثل هذه الأفكار معهم، وأن الدول العربية ستبدو في حالة ضعيفة من التفاوض، أو هامش المناورة السياسية المطلوب إذا لم يكن هناك موقف عربي موحد.

كانت رؤية الرئيس مبارك التي طرحها أمام القمة أن توجه القمة رسالة محددة لقمة الثماني.. إلا أن قادة العديد من البلدان العربية، وخاصة قادة تونس والمغرب وقطر وسلطنة عمان، رأوا أن توجه القمة رسالة عامة حول الاصلاح، وهو ما رد عليه الرئيس مبارك بالقول: إن وقت الرسائل قد انتهي، وإن ذلك كان من الممكن حدوثه في الشهرين الماضيين، ولكننا دخلنا الآن إلي مرحلة التنفيذ.

عند ذلك الحد راح الجدل يتزايد ويحتد حول ما هو مطروح.. فالرئيس السوري بشار الأسد رأي أن مصر تحمل الأمور أكثر من طاقتها.. وأضاف قائلا: إنه لا مجال للحديث مع الآخرين عن اصلاحات داخلية خاصة بنا، وأن معني القبول بالمبادرة المصرية بإعداد مبادرة عربية للإصلاح تقدم إلي قمة الدول الصناعية الكبري الثماني.. فأننا سنفتح الباب أمام التدخل الأجنبي.

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني علق علي ذلك بالقول: ان الباب أصبح مفتوحا بالفعل، وأن الضيوف قد يكون غير مرغوب فيهم بعد أشهر، ولكنهم حتي الآن لايزالون يحترموننا.

الرئيس بشار محتدا: أري أن هذه اللغة الذليلة الضعيفة هي التي أدت إلي ماحدث في العراق، ويحدث كل يوم في فلسطين، وأن هؤلاء الضيوف لن يكون مرغوبا فيهم أبدا، فلابد أن نحسم المسألة بوضوح وصراحة.

الرئيس مبارك من جانبه أكد أهمية مبدأ الصراحة في مناقشة هذا الموضوع بالذات، وأن نكون صرحاء مع أنفسنا أولا.. وصرحاء مع الآخرين.. ولن نكون صرحاء مع أنفسنا إلا إذا قدرنا امكانياتنا التفاوضية مع الآخرين.. فليس من المعقول أن أغلق هذا الباب 'باب التفاوض' لأن الآخرين لديهم رغبة في فتحه بكل الوسائل.

الرئيس بشار حدد موقف سوريا في نقطتين: أولا: الرفض المطلق لجميع أنواع مبادرات الاصلاح من الخارج، وبالتالي الرفض المطلق لأن تكون أي أجندة خارجية محل اهتماماتنا العربية.. فإذا كانت هناك أجندة خارجية فليبحثوا عن منطقة أخري ينفذون فيها ما يريدون تنفيذه.

ثانيا: الرفض المطلق لاستقبال أي مسئول أجنبي في أي دولة عربية يحمل معه موضوع الإصلاح الداخلي في الدول العربية، فهذا الموضوع يجب غلقه للمستقبل. فالموضوع باختصار أننا نرحب بالتعاون مع كل القوي الدولية، وأن خططنا للتعاون تشمل كل المجالات، وأننا دعاة سلام واستقرار وأمن دولي، إننا ضد العدوان والإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، وإننا ضد كل ما يسيء للعلاقات الدولية. هذا هو نهج العرب، ولكن إذا جاء مسئول أجنبي أيا كانت طبيعته، وأيا كانت دولته، وأيا كان منصبه، وأيا كانت قوة دولته.. فمرحبا به في منطقتنا إذا لم يضع في أجندة اتصالاته أو مباحثاته معنا ما يتعلق بقضايا الإصلاح، لأن ذلك من صميم الشئون الداخلية، ومن صميم سيادة الشعوب العربية، فلا تشكيك في الانتخابات العربية، ولا تشكيك في إدارة الحكم العربي.

الرئيس مبارك: إن القضية تكمن في النظرة لإطار المجتمع الدولي، والتعامل بواقعية مع الأحداث والمتغيرات الدولية العاصفة، مشيرا إلي أن مصر تقف ضد أي مشروع للإصلاح يفرض من الخارج، ولذلك تنادي بتوحيد الرؤية العربية في هذا الموضوع، ونحن إذا رفضنا استقبال المسئولين الأجانب الذين يتحدثون عن الإصلاح فنحن في كل العالم العربي نزور هذه الدول الأجنبية، ولدينا جميعا علاقات بشكل أو بآخر مع هذه الدول، ولدينا جميعا مصالح مع هذه الدول، فهل يمكن في زيارتنا لهم أن نفرض عليهم عدم مناقشتنا في موضوع الإصلاح؟.. الموضوع يتطلب التعامل مع الواقع.. الواقع أصبح مشكلة.. فلسطين مشكلة.. الوجود الأجنبي العسكري في المنطقة يتزايد.. الأمن العربي علي المحك.. الشعوب العربية ذكية ولديها وعي سياسي بكل ما يحدث في الخارج.. هذه متغيرات تفرض علينا أن نتحرك، فالقطار لن ينتظر أحدا ليلحق به.. ولماذا نضع أنفسنا في دائرة الاتهام بأننا ضد الإصلاح وضد الديمقراطية، في حين أن بإمكاننا وبجمع كلمتنا أن نوصل رسالة قوية للآخرين بأننا دعاة إصلاح وديمقراطية؟!.. ونعتقد أن كل الدول العربية راغبة في ايصال هذه الرسالة، لأنهم جميعا لديهم ارتباطات ومصالح مع قوي العالم الخارجي، والعالم العربي لا يستطيع أن يعزل نفسه عن العالم الخارجي.. والعالم الخارجي لن يترك العالم العربي في حاله إذا أراد هو أن ينعزل.

الملك عبدالله الثاني ملك الأردن عبر عن دعمه لوجهة نظر الرئيس مبارك، ورأي فيها لغة واقعية تستجيب لمتغيرات السياسة الدولية، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أعلن بدوره تأييده للرئيس مبارك فيما ذهب إليه.. أما الملك المغربي محمد السادس فرأي أن الرسالة العامة يمكن أن تحقق وجهة نظر مصر.. فيما رأي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أن الموضوع يحتاج إلي دراسة طويلة وأفكار متعمقة، وأشار الرئيس بشار الأسد إلي أهمية غلق باب الحوار، وأن تكون هناك رسالة موجزة لقمة دول الثماني، وأي أطراف خارجية مستقبلية وأن فحوي هذه الرسالة نقطتان:

الأولي: أن تركز الدول الأجنبية تركيزا كاملا، وبجهد مكثف للتوصل إلي تسوية عادلة ودائمة ومشروعة لمشكلة الشرق الأوسط، وعلي جميع محاور الصراع العربي الإسرائيلي، وأن يلتزم الغرب بتقديم خطة عملية لذلك بدلا من خططه حول الإصلاح.

الثانية: أن يقدم برامج فعلية لتحقيق التنمية الاقتصادية في البلدان العربية، لأنه يري أن مشروعات الإصلاح السياسي هي التي ستقضي علي الإرهاب الذي نشأ وترعرع وتضخم في هذه المنطقة، ثم تم تصديره إلي الغرب.. فدعاوي الإصلاح هدفها محاربة الإرهاب، ونحن نحارب الإرهاب.. وإذا كان الغرب جادا في أن يساعدنا في ذلك، فليقدم لنا المشروعات الكفيلة بتحقيق ذلك.

الرئيس مبارك رأي أن الصراع العربي الإسرائيلي له الأولوية في كل المراحل ولكن المطلوب الآن الرد علي الإصلاح.

الرئيس التونسي رأي أن الوثائق ركزت بالفعل علي الإصلاحات السياسية والاجتماعية، والتوسع في المشاركة الشعبية، وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والثقافية والأخلاقية والتربوية..

الرئيس بشار الأسد عاد للاعتراض علي مفهوم الإصلاح الخلقي والتربوي.

رئيس وفد اليمن تدخل في الحوار قائلا: يجب أن نكون جادين في الدفاع عن هويتنا، ولا أعرف ما المقصود بالناحية الخلقية والتربوية، فالحوار الأخلاقي الذي يقوم علي أخلاقنا وأخلاقهم ليس فيه مشكلة، ولكن أن يفرض البعض مفاهيم أخلاقية فهذا ما لا نقبله.

الرئيس مبارك أراد اختصار الجدل الدائر بالقول: وكما عبرت فإنه لا طائل من هذه الخلافات والأفضل أن نكون محددين، وأن الاقتراح الذي نقدمه هو 'إن الدول العربية علي استعداد كامل وبوعي لأهمية الإصلاح أن تتحاور مع الأطراف الدولية المختلفة، ووفق رسالة محددة هي رسالة قمة تونس العربية حول جوانب الإصلاح المختلفة في الإطار العربي فقط ولا غير، وأن هذا الحوار لن يكون من خلال قنوات ثنائية أو إقليمية محدودة، وإنما من خلال مؤسسات الجامعة العربية، وتحت اشراف القمة العربية علي أسس تعكس منطلقين أساسيين:

الأول: أولويات الدول العربية واستحقاقاتها المهمة في الفترة القادمة.

الثاني: الاهتمامات الرئيسية للدول العربية وقضاياها السياسية الرئيسية، وأن المبرر الذي تطرحه مصر هو اظهار الاستعداد العربي لمواجهة نتائج قمة مجموعة الثماني في جورجيا الأمريكية في الثامن من يونية المقبل، وما سيعقبها بعد ذلك من قمة اسطنبول.

أمير قطر علق علي ما طرحه الرئيس مبارك بالقول: إن الاقتراح المصري يعني أن تكون الجامعة العربية هي الوكيل عن الدول العربية في التحدث باسم الإصلاح، وهذا لا يراعي الاختلافات القائمة بين الدول العربية وبعضها، كما أن هناك مشاكل اقتصادية تختلف من منطقة إلي منطقة، ومن دولة إلي أخري.

رئيس وفد سلطنة عمان قال: لا أحد يتحدث باسم أحد، فالجميع متساوو السيادة، والجامعة العربية لتنسيق المواقف فقط ولكنها ليست مندوبا رسميا للحدث عن الدول العربية.

وإزاء التعارض في المواقف الذي بدا واضحا من عدة دول لم يجد الرئيس مبارك مناصا من التهديد بسحب اقتراحه واعتباره كأن لم يكن، غير أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رفض ذلك بشدة وقال موجها كلامه لمبارك: إذا سحبت اقتراحك فسوف تعيد الجزائر عرضه باسمها.

مبارك معلقا: المهم هو أن نتفق علي شيء.

زين العابدين: المسألة تحتاج إلي دراسة وتفاهم أكبر.

مبارك: المشكلة يا جماعة أن الإصلاح هو البداية الحقيقية لربط مصير الدول العربية بدول أخري غير عربية.. أي لا يكون هناك كيان عربي.. أنا أشك أننا يمكن أن نعقد اجتماعاتنا بعد ذلك تحت مظلة الدول العربية أو التجمع العربي، أو أيا كانت مسميات القمة العربية أو وزراء الخارجية العرب.. يمكن أن تعقد الاجتماعات تحت مظلة الشرق الأوسط الكبير.. هذا هو العنوان الذي يجب أن ننتبه إليه.

الرئيس الجزائري: الوضع فعلا يحتاج إلي وقفة.

الملك المغربي: هذه الدول تختلف ظروفها عن الدول العربية.

الرئيس السوري: نحن لم ننته من ترتيب البيت في النطاق العربي، فكيف بدول أخري؟

الرئيس مبارك: إذن نحن متفقون علي أهمية ذلك.

الرئيس التونسي: هذه الدول الأخري تربطنا بها علاقة صداقة.

الرئيس مبارك: سواء تركيا أو باكستان أو أفغانستان أو غيرها.. كلها دول جيدة وصديقة ولا خلاف، ولكن أنقبل بأن نذوب نحن العرب في نطاق تجمع آخر؟.. أليس من حقنا أن يكون لنا تجمع خاص بنا؟!

الرئيس السوري: هذا ما أردنا تأكيده كل مرة، ولذلك قلنا لا داعي للحوار مع الآخرين، لأننا ندرك أن هناك تربصا بنا، وأن المطروح هو القضاء علي فكرة الجامعة العربية.

ومضي بشار الأسد في حديثه ليشيد بأحد البنود في الورقة المصرية، حيث أثني عليه ويتعلق بضرورة الالتفاف العربي وبقوة حول الجامعة العربية، واعطائها الفعالية اللازمة حتي لا تذوب في إطار كيانات غير معروفة يتم الإعداد لها حاليا.

رئيس وفد اليمن: إسرائيل هي الهدف من هذا الموضوع.

الرئيس مبارك: يجب ألا نعلق شماعة أخطائنا علي إسرائيل، فإسرائيل يمكن أن تكون قوية أو ضعيفة بالموقف العربي نفسه.

الرئيس اللبناني إميل لحود: الشخصية العربية تحتاج إلي الثبات والاستقرار في المرحلة القادمة.

الأمير سعود الفيصل: الثبات هو الاتفاق علي سياسات محددة تحمي الشخصية العربية من الليونة.

الرئيس مبارك: الآلية المقترحة للإصلاح والتحديث تتشكل من مستويين.. الأول: القمة، والثاني: الأمين العام للجامعة العربية مع وزراء الخارجية.

أمير قطر: لماذا هذا الجدل، دعونا نناقش ما أعده الآخرون عنا من الإصلاح.

الرئيس السوري: أتحفظ علي هذا الطرح.

ممثل السلطان قابوس: يجب أن نعد ردنا بناء علي إعدادهم.

الأمير سعود الفيصل: الأفضل أن نتجاهل هذه الدعوات وننظر نحن لواقعنا.

الرئيس إميل لحود: الشرق الأوسط الكبير مشروع يحمل كل الخطر، وإن مناقشته تعطيه المشروعية.

الرئيس مبارك: المشروع خطر، ولكن لا يمكن تجاهله، لأنه أصبح مبادرة أمريكية أوربية مشتركة، وهذه المبادرة ستمر بثلاث مراحل أساسية.. مرحلة الانطلاق في الثامن من يونيو (قمة الثماني) ومرحلة البناء مع الانطلاق والاتفاق علي خطوات التنفيذ في (قمة الناتو) في هلسنكي في 25 و26 يونيو ومرحلة مراجعة التنفيذ والبدء في الاتصالات والتنسيق مع أطراف الشرق الأوسط الكبير في 28 ، 29 يونيو في (قمة اسطنبول).

وبحسب الأفكار المصرية، فإن الأمريكيين والأوربيين أعدوا بالفعل وثائق للتحرك، وخططا للتنفيذ، وكيفية إجرء اتصالات مع كل دولة علي حدة، وأن العراق المستقر يمهد له أن يكون مركزا للشرق الأوسط الكبير، وأن هذا المركز الرئيسي ستكون بجانبه مراكز أخري فرعية، وأن هذه المراكز الفرعية ستتحول في المستقبل إلي مراكز رئيسية لمجموعة أخري من الدول، الأمر الذي قد يؤدي ليس إلي إذابة الدول العربية فقط، ولكن إذابة كل الدول المسماة الشرق أوسطية لصالح أهداف وسياسات دولية.

وأكدت الورقة المصرية أن هذا يعبر عن مضمون إحدي الوثائق المهمة التي يجب التعامل معها بحرص في الفترة القادمة.

وبحسب المصادر فإن الكويت ستصبح مركزا فرعيا، وقطر مركزا عسكريا،. وتركيا مركزا فرعيا يتحول إلي مركز رئيسي في المستقبل، والمغرب مركزا فرعيا يتحول إلي مركز رئيسي، أما ليبيا فلاتزال تحت الاختبار، مع استبعاد كل من مصر والسعودية وسوريا لأن تكون مراكز فرعية، أما إسرائيل فلها ترتيب ووضع خاص.

وقد نبه الرئيس مبارك إلي أهمية الاستعداد لمواجهة الظروف الصعبة القادمة.. وهنا تحدث الرئيس السوري متسائلا: هل يعني ذلك أنا معنيون بالرد علي هذه المبادرة؟

أمير قطر يتدخل: ولماذا لا نرد.. نحن ضد اغلاق الحوار مع الآخرين.. هم يتحركون بجدية، ونحن مازلنا نتحدث.

الرئيس مبارك: نحن لسنا معنيين بالرد، ولكن كل دولة ستجد نفسها مضطرة لأن ترد عندما تدور العجلة في يونية الذي هو علي الأبواب.

الرئيس التونسي: المشكلة ليست في مبادرة الشرق الأوسط الكبير، ولكن فيما ترمي إليه هذه المبادرة.

رئيس وفد اليمن: مازال هناك خلاف أوربي أمريكي علي هذه المبادرة وعلي التوجه نحو الإصلاح.

ممثل السلطان قابوس: هذا بالفعل، ونحن تناقشنا مع الأوربيين، وهم لديهم تصور.

الملك الأردني: أمريكا ستسعي إلي الاتفاق.

الرئيس السوري: أعتقد أننا خرجنا عن موضوعنا، وأعطينا هذا الموضوع أهمية أكثر من اللازم.

العاهل المغربي: القضية هي الأهم في المنطقة، لأنها تتعلق بمستقبل شعوب هذه المنطقة.

الرئيس الجزائري: طالما أن الأوربيين مختلفون مع الأمريكان، فلا حديث عن المبادرة السعودية، المهم هو برنامجنا للإصلاح.

الرئيس مبارك: هناك رؤيتان.. الأولي: إصلاح سياسي، وتلك هي وجهة النظر الأمريكية، والإصلاح السياسي هنا يشمل جميع المواقف السياسية، بدءا من الحكم مرورا بالانتخابات والمنظمات الأهلية، والقوي السياسية، ونهاية بإصلاح المواطن العربي سياسيا.

والثانية: رؤية تركز علي الإصلاح الاقتصادي، وهي تعبر عن موقفنا، ونعتقد أن موقف سوريا كان واضحا تماما من هذه النقطة.

الرئيس السوري: نحن لنا موقف محدد، وهو عدم الحوار مع الغرب حول الإصلاح.

الرئيس مبارك: الإصلاح الاقتصادي أيضا، تؤيدنا فيه أوربا، وموقفها قريب من موقفنا.

رئيس وفد اليمن : ما المقصود بذلك؟

الرئيس التونسي: أن نسرع من العمل الاقتصادي العربي المشترك.

الرئيس السوري: هذا منطلق جيد.

العاهل المغربي: لابد من الاسراع بإنشاء السوق العربية المشتركة.

الرئيس الجزائري: تحدثنا كثيرا في هذا الموضوع، والنتائج مازالت قليلة.

أمير قطر: الموضوع يحتاج إلي تأهيل الاقتصاديات العربية.

الأمير سعود الفيصل: هناك برنامج زمني متفق عليه.

الرئيس مبارك: لابد أن نحدد مطالبنا الاقتصادية من الإصلاح، وإلا فإن كل دولة عليها أن تختار ما يلائمها من البرامج الاقتصادية.

الأميرسعود الفيصل: قوي الإرهاب تحاول أن تكون لها وضعية جديدة في المنطقة.

الملك عبدالله: خطر الإرهاب سيظل أساسيا، وأن أية مبادرات خارجية ستزيد من حدة هذا الإرهاب والتطرف.

الرئيس الجزائري: ليست هناك رؤية لديهم بأن قوي الإرهاب يمكن أن تسيطر علي مسارات الإصلاح وتشكل هي الحكومات.

الرئيس السوري: لذلك نكرر أنهم لا يعرفون طبيعة المنطقة أو أهدافها أو تشكيلتها الاجتماعية، ولذلك فهم لن يكونوا داعمين لبرامج إصلاح أو غيره، فنحن جميعا ضد الإرهاب.

الرئيس اللبناني: إسرائيل هي سبب الإرهاب في المنطقة،. وهي أساس كل المشاكل، وإذا كانت هناك جدية فلابد أن يكون هناك مخرج من صراع الشرق الأوسط، وبعدها يفعل الله ما يكون.

الرئيس مبارك: إننا نؤكد أهمية الإصلاح التدريجي من أجل الاستقرار.

الرئيس التونسي: نحن نؤيد مفهوم الإصلاح التدريجي.

أمير قطر: إصلاح تدريجي خاص بكل دولة علي حدة.

سلطنة عمان: هذا إذا كان قائم بيننا.. لكن يجب ألا نضمنه أوراقنا الأساسية حتي لا يفهم الآخرون أنه هروب من الإصلاح.

اليمن: لابد من المواجهة معهم، ونحن القادرون علي تحديد مسارات الإصلاح.

الرئيس مبارك: ليست هناك مشكلة، ولكن الحديث يدخل دائما في نقاط فرعية.

الرئيس التونسي: لابد أن نكون محددين.. أمامنا عمل خاص بالجامعة العربية.

الرئيس مبارك: موضوع الإصلاح لم ينته، ومع ذلك فإن الجامعة العربية في وضع خطر، لأنه لابد من الاتفاق علي إصلاحها.

عند هذا الحد، ومع تزايد الجدل دون الوصول لنتيجة محددة وجد الرئيس مبارك أن ما طرحه لم يحظ بالقبول المأمول في قمة تونس، التي غادر جلساتها قبيل انتهاء جلستها الختامية، وقبل إعلان بيانها الختامي، الذي لم يقدم سوي الكلمات للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمذابح يومية علي يد السفاح شارون، وللشعب العراقي الذي يواجه وحده أعتي قوي الشر في العالم.. ليؤكد القادة العرب مجددا أن ليس لديهم ما يقدمونه لشعوب الأمة سوي عبارات الذل والاستنكار واسترضاء المحتل الغاصب.

حقيقة أم فبركة بكرية تنافس فبركات بن حمودة؟

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...