أسامة الكباريتي بتاريخ: 2 يونيو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 يونيو 2004 فلسطين تودّع الداعية الكبير الشيخ ناجي صبحة خاص ـ طولكرم حينما تبكي الرجال... فإن بكاءها لا يكون إلا لحدث كبير وأمر عظيم ومصاب جلل وهكذا كان المصاب برحيل المربي الفاضل القائد الكبير ناجي صبحة أبي أسامة فقد بكاه أهله وذويه وإخوانه ومحبيه في مشهد مؤثر بكى فيه الكل الراحل الكبير لما له من مكانة عظيمة في نفوس الجميع. ودعت فلسطين رجلا من رموز المقاومة والجهاد في فلسطين الداعية الشيخ الحاج ناجي مصطفى عبد الله صبحة من الرعيل الأول لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين. جماهير طولكرم خرجت بالآلاف يوم السبت 29/5/2004 في وداع الداعية الكبير ناجي مصطفى عبد الله صبحة بمشاركة الآلاف من أبناء بلدته عنبتا ومحافظة طولكرم وممن استطاع تخطي الحواجز الكثيرة التي أقامها الصهاينة على مداخل البلدة والتي تعيق القادمين من نابلس وجنين وطولكرم, وبحضور رموز الحركة الإسلامية في شمال فلسطين. توفي الداعية الكبير الشيخ ناجي صبحة بعد مرض عضال ألمّ به حديثا، ولم يمهله طويلا، في مستشفى نابلس التخصصي وقد نقل جثمانه الطاهر إلى قرية عنبتا القريبة من مدينة طولكرم مسقط رأسه حيث وُوري الثرى هناك. وقد ألمت بالراحل أزمة مرضية قبل نحو شهرين، أقعدته الفراش وبدأت حالته الصحية بالتراجع بتسارع، وقرر الأطباء إخراجه للعلاج في الأردن نظرا لصعوبة حالته، لكن سلطات الاحتلال الصهيوني رفضت ذلك رفضا قاطعا، رغم أن عائلته أوقفت محامين الذي قدموا التماسا لسفره مدعمين ذلك بتقارير طبية. لكن الكيان الصهيوني أصر على رفض السماح له بالسفر، بحجة أن ابنيه معتقلان في السجون الصهيونية بتهم أمنية كبيرة. ومع تفاقم وضعه الصحي أدخل إلى مستشفى نابلس التخصصي، وخضع للعلاج المكثف، إلى أن فارق الحياة فجر اليوم، وقد نعته حركة الإخوان المسلمين وحركة حماس واعتبروه شهيدا فلسطينيا ضحى بعمره ووقته في سبيل الدعوة الإسلامية ونصرة القضية الفلسطينية. ياسر علاونة الباحث في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن اتهم الكيان الصهيوني, بالتسبب وفاة الشيخ ناجي صبحة, بسب منعه من السفر للخارج بغرض العلاج بالرغم من خطورة حالته.. وأوضح أن وفاة صبحة في إحدى المستشفيات في مدينة نابلس بعد منعه من السفر للأردن.. ونوه إلى أن هناك حججاً صهيونية واهية تفرضها قوات الاحتلال لمنع تلقي الأهالي للعلاج ومنعهم من السفر بالرغم من حصول على تقارير طبية تثبت أن وضعهم الصحي خطير للغاية، كما أن غالبية الممنوعين من السفر يقعون ضمن سياسية العقاب الجماعي الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني. "إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا أسامة لمحزونون" بهذه الكلمات افتتح الشيخ فتحي القرعاوي المهرجان الخطابي في مقبرة عنبتا حيث ووري جثمان الشيخ صبحة الثرى ووصف فيه هذا العام "بعام الحزن" تعبيرا عن عظيم مصابنا ومصاب الأمة الإسلامية بفقدان القادة العظام من أمثال الأستاذ ناجي صبحة المؤسس للحركة الإسلامية في محافظة طولكرم وعضو مجلس الشورى للحركة الإسلامية العالمية. الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين قال في كلمة وداع الشيخ ناجي صبحة " إننا نودع رجلا من أبرز رجالات فلسطين ومن حق العظماء على الأمة أن يُقدَّروا, فنم قرير العين يا أبا أسامة, فقد أديت واجبك تجاه ربك فكنت عابدا, وأديت واجبك تجاه دعوتك فحملتها نصف قرن". وأضاف الشيخ البيتاوي :"انضم أبو أسامة إلى جماعة الإخوان, هذه الجماعة هي الخلية الحية في جسد هذه الأمة, فكان قائدا في العمل الإسلامي وعاملا مهماً في الصحوة الإسلامية في محافظة طولكرم ومحافظات الشمال وفي كل فلسطين, كما كان مناضلا مجاهدا يغيظ المحتلين فسجن عدة مرات لعدة سنوات وهاهم أبناؤه في سجون الاحتلال". وتساءل الشيخ البيتاوي " أين حرية الإنسان وحقوق الإنسان إذ لم تسمح سلطات الاحتلال للفقيد بالسفر إلى الخارج للعلاج من مرض العضال, فالصهاينة قتلة مجرمون لا يمكن التعايش معهم". "يا دنيا غري غيري".. هذه كانت من آخر كلمات الفقيد كما قال عزمي فريج في كلمة القوى الوطنية والإسلامية في محافظة طولكرم ويضيف "إن الوطن برحيلك سيصبح غربة فأنت تعلم أهمية الوحدة الوطنية التي كنت حريصا عليها, وبرحيلك ستهتز قلاع المجد التي يحتجز فيها فلذات كبدك أسيد ومحمد" واختتم كلمته بأبيات من الشعر. وألقى السيد عبد الرحيم جاد الله رئيس لجنة زكاة عنبتا والتي كان الفقيد عضوا فيها ومن مؤسسيها كلمته قائلا: برحيلك تفقد عنبتا والمنطقة علما ورجلا صادقا, ويضيف: كان صوتك يتردد في كل المناسبات تعلم وترشد ولن يخبو صوتك فهو مازال يتردد في كل أذن وروحك حية فينا ومن حولنا, فهذه مؤسسات عنبتا تشهد لعطائك وجهدك المميز فيها. وألقى حمد الله حمد الله رئيس بلدية عنبتا كلمة مؤسسات عنبتا التي خسرت فارسا مقداما ومناضلا ومجاهدا في سبيل الله والوطن مضيفا انك ستبقى في القلوب والعقول فأنت مثال للمناضل المجاهد المؤمن الصابر ومثال للشباب والكهول وصاحب كلمة حق توحد الكلمة والجهود وتربي الإبطال الذين لم يستطيعوا وداعك وهم خلف القضبان. وألقى الشاعر الفلسطيني المعروف خالد سعيد (أبو همام) ابن مدينة جنين كلمة لأهالي عنبتا للأستاذ أديب رفيق والأستاذ عبد الكريم كنعان في كلمة آل الفقيد أثنى فيها على المشاركين في وداع فقيدهم مشيرا إلى أن العائلة تستقبل المعزين في ديوان العائلة (آل عمر) لمدة ثلاثة أيام. معالم في مسيرة حياة الشيخ ناجي صبحة ولد ناجي مصطفى عبد الله صبحة في الأول من آب عام 1937م في بيت متواضع معروف بتدينه في بلدة عنبتا شرق طولكرم في ظل أجواء الثورة الفلسطينية ضد الاستعمار الإنجليزي ليعيش المعاناة منذ مولده. تلقى تعليمه الأساسي في عنبتا وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة دمشق فحصل على شهادة الليسانس في التاريخ عام 1964م وبعد عامين تقدم لدراسة الماجستير في الجامعة الأردنية وأنهى سنه كاملة لينقطع عن الدراسة عند مجيء الاحتلال عام 67, ولكن همته العالية وروح الشباب التي تحلى بها في كبره جعلته يواصل تعليمه ليحصل على الماجستير من جامعة النجاح في نابلس وهو ابن الستين في العام 1997م. عمل مدرسا من العام 1954م واستمر بهذه المهنة الجليلة حتى العام 1970 إلى أن فصل من قبل الاحتلال بعد اعتقاله, ولكنه لم يستطع العيش بعيدا عن العلم فافتتح مكتبه لبيع الكتب الإسلامية والعلمية ليظل قريبا من منهل العلم والمعرفة, وفي العام 1982 بدأ العمل محاضرا في جامعة النجاح وبقي فيها عشرين عاما. خاض تجربة الاعتقال ست مرات اعتقل للمرة الأولى عام 1968م مع بداية الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة وتكرر اعتقاله ثلاث مرات حتى العام 73, ليعاد اعتقاله عام 1996م عدة أيام رغم أنه كان يعاني مرضا في القلب.وفي عام 97 اعتقل لمدة شهرين في سجون السلطة الفلسطينية. مسيرته الدعوية انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين وهو فتى في السادسة عشرة من العمر ومن بدايات هذا الانتماء عرف عنه اندفاعه وإخلاصه وتفانيه في العمل فكان أحد أبرز قيادات الإخوان في فلسطين, وكانت بلدة عنبتا مثالا متقدما للعمل الإخواني المميز على مستوى الضفتين الشرقية والغربية. وتدرج أبو أسامة في المراتب التنظيمية حتى وصل إلى عضو مجلس الشورى للتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين حتى وفاته. مسيرته الدعوية لقد كانت حياته رحمه الله حافلة بالعمل الدؤوب لخدمة الإسلام وحمل دعوته والتضحية بالغالي والرخيص في سبيل ذلك فكان المؤسس الأول لدعوة الإخوان في محافظة طولكرم, هذه الدعوة التي خرجت القادة والأبطال والشهداء, ولم يبخل بوقته ولا بجهده في الدعوة إلى الله مستغلا كل مناسبة وكل منبر لإيصال كلمته. مفكر ومبدع كان رحمه الله مثالا للمفكر الإسلامي المبدع صاحب الثقافة العالية, ولم يكن يبخل بوقته وجهده في المشاركة في كل المناسبات ومختلف المنابر, فكانت ندواته ومحاضراته القيمة تجذب السامع بقوة لما فيها من عمق وأصالة وقوة وجرأة في طرح الأمور, فكلماته تخاطب القلب والعقل. وهو رجل أدب وشعر فكان شعره ينبض بألم الأمة ومعاناتها وقضاياها ويبشّر بالمستقبل الموعود والنصر المنشود. آثاره العلمية لقد كان الراحل الكبير يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الأمة الإسلامية وما فيه من وقفات وصفحات في سجل المجد والفخار ولذلك حرص على تقديم صفحات تاريخ الأمة إلى أبنائها بأسلوب متحضر نافع مفيد وذلك من خلال كتابه القيم "الأجندة الإسلامية" (مفكرة الأيام الإسلامية), ولم تغب قضية فلسطين والقدس عن فكره فألف كتاب "القدس المدينة المباركة" وكتاب "شهداء الصحابة في فلسطين" الذي يبرز ارتباط الأمة قديما عبر تاريخها المديد بهذه الأرض المباركة الطيبة، وله أيضا ديوان شعر مطبوع بعنوان "جراحات" إضافة إلى العديد من القصائد غير المنشورة التي كثيرا ما كان يلقيها على مسامع محبيه في المناسبات الدعوية والمهرجانات وكان آخرها قصيدة رثاء ألقاها في مهرجان تأبين الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين. عائلة مجاهدة عرف القائد الراحل بتضحيته وعطائه منذ الصغر وخاض تجارب الاعتقال عدة مرات وهذا انعكس على بيته وأبنائه الذين رباهم على العمل والصبر والإخلاص, فواجهوا مرارة الاعتقال كثيرا, ففي سجن "نفحة" يقبع نجله المجاهد القسامي محمد صبحة المحكوم بالسجن 15 عاما, وهناك في النقب يقبع نجله الآخر المجاهد أُسيد صبحة في الاعتقال الإداري منذ تسعة شهور بعد اعتقال دام ثمانية أعوام متواصلة, ولم تنج من الاعتقال الأم الصابرة المربية أم أسامة لإرغام أبنائها على الاعتراف. كان داعية إصلاح ورجل المواقف قال فيه الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين إنه كان عاملا من عوامل الصحوة في فلسطين تعرّف على جماعة الإخوان المسلمين وربى إخوانه وأبناءه على هذا الفكر منذ خمسين عاما, وكان كاتبا ومؤرخا, وعابدا تقيا، ناضل وجاهد العدو الصهيوني عبر الكتاب والكلمة, دعا للجهاد فاعتقل عدة سنوات وها هم أبناؤه في سجون العدو. كان رحمه الله رجل إصلاح في منطقته ومن مؤسسي لجان الزكاة ومن لجان إعمار المساجد, وكان بمثابة صمام الأمان بين الفصائل الفلسطينية. ووصفه زميله الدكتور خضر سوندك محاضر الشريعة في جامعة النجاح وعميد الكلية سابقا أنه كان مؤمنا حقا, فهو رجل للمواقف كلها, صادقا في عهده مع الله, فكان مربيا حريصا وأخا محبا لإخوانه متفانيا في خدمتهم وصاحب رأي حكيم. عام الحزن نعم إنه وبحق عام الحزن, هذا العام الذي فقدنا فيه قادتنا العظام الشهيد الشيخ أحمد ياسين والشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والآن القائد والمفكر الكبير ناجي صبحة, الذي التقط آخر أنفاسه صباح السبت 29/5/2004.. وكان سلطات الاحتلال الصهيوني منعته من السفر إلى الخارج للعلاج.. رحلت عنا يا أبا أسامة ونحن بأمس الحاجة لأمثالك من القادة المخلصين.. يؤكد الشيخ البيتاوي أن أبا أسامة حمل الإسلام ودعا له فهنيئا له السمعة الطيبة التي هي دليل القبول عند الله وعسى الله أن يعوضنا بأمثاله من المخلصين الذين يجمعون بين راية التوحيد والدعوة وراية الجهاد والنضال. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان