اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الميلاد


عابر سبيل

Recommended Posts

· مقدمة

أصبح الإغتصاب في معتقلات الإحتلال الأمريكي البريطاني في العراق هو الأجراء الروتيني المتبع مع المعتقلين سواء من النساء كانوا أو الرجال وعندما رأيت صور المعتقلين في سجن أبو غريب كان هذا له أكبر الأثر في ميلاد قصه الميلاد..

احمد سلطان

الميلاد

القماش الأبيض.. والخيوط الذهبية, وبعض الخرز الملون, كل ذلك كان يحمل معنى واحداً, اقتراب فيض النشوة...والفرح.

بدأت في إعداد مفرش العرس, هكذا جرت العادة لكني أصر علي وجود الخرز الملون أيضاً.. لا بد أن أقتنص البهجة, صحيح أن الأمريكان يشنون حربهم الشعواء ولكنني سأجتهد لأفرح, بعد أسابيع قليلة يعود(حسين) من (البصرة) ونبدا في تجهيز كل شئ..

أعمل بهمه لأنهاء التطريز حتى لا أشعر بالبرد, برغم انتصاف الشتاء.

"حرب قذرة" هكذا هتفت وأنا أسمع صوت القنابل التي تدك الأحياء المجاورة.. منذ قتلوا جارنا (أبوخالد) ودمروا أحد المساجد.

تمنيت أن يأتي حسين ونسافر بعيداً .. الى مكان آمن .. مجرد حلم .. يؤلمني أن استيقظ منه كل يوم علي أصوات الدبابات.

كل شئ يحترق في المدينة وأصبح صوت القنابل مألوفاً في آذاننا .. والكل يخاف من مجرد فكرة الخروج من البيت..

ليلة قارصة البرودة .. والأمطار بدأت تنهمر .. هناك صوت في الخارج .. ربما تساقط المطر .. لا .. طرق عنيف على الباب

- من؟

- افتحوا !!!

لكن أحداً لم ينتظر أن نفتح .. وكسروا الباب .. كانوا أمامنا بزيهم العسكري المقيت وألواح الشيكولاته في أيدي بعض منهم , جذبوني من شعري الي الخارج .. الرصاص ..

وسمعت أمي تصرخ : لاااااااا اتركوا (فاطمة) !

الحافله تسير ببطء وسط هطول الأمطار, انني لست وحدي, معي بنات الحي .. في الطريق كل شي كان واضحاً .. نحن في الطريق الي (سجن أبو غريب) , لا توجد إحتمالات أخرى, فبعد ساعات ستنتحر كل معاني الأمل والأخلاق.

"الي أين يأخذوننا" صرخت (هالة).. -"كيف جئت الى هنا"

-كنا في بيت خالتي .. عندما أتي الجنود وأخذوني..

أحتضنها بعنف .. ويعلوا نحيبـي .. ماذنب الطفلة ذات السنوات السبع .. لماذا تأتي معنا الي هذا المكان الموحش .. دارت تلك الأفكار برأسي.. أحسست أنني أريد أدخلها في أحشائي وأنا أضمها بقوة وأغسلها بدموعي المريرة ونار الغضب تشتعل بداخلي..

- إنزلوا Get out

تماماً كالعبيد والإماء .. وربما أسوأ...

في إحدى الغرف الباردة تكومنا .. الوجوه شاحبة .. الأبدان مقشعرة .. ومع انتصاف الليل جاء الضابط المسؤل عن السجن .. عبثاً حاولت أن أخفي (هالة) لكنه رآها .. فأشار إليها

- لن تأخذها

- وانت معها أيضاً

بينـي وبينها جدار تخترقة صرخاتها المذعورة .. وأمامي أحد كلابهم .. لم أستطع أن أصرخ مثلها أنا الأخرى .. انتهي كل شيء ولم يعد للدموع أية معان........

ماتت (هالة) ....

ربما كنت أفضل منا حظا يا هالة .. علي الأقل لن تعيشي مكسورة مثلنا ..

الأيام تمر ثقيلة .. وظلمة المعتقل لاتعرف معني كلمة الشمس.. ومازلت أحلم بك

يا (حسين) ـ علي استحياء ـ وأنا أنظر الي بطني التي بدأت تعلو ...

لم يعد لوجود هذا العدد من الحوامل داع في سجن (ابو غريب) لذا حشدونا في ذات الحافلة وي الصباح سارت وسط الضباب الذي ظهرت من خلفه الشمس المنكسرة أو هكذا رأيتها..

مع انتصاف النهار وصلنا ..

أنزلونا علي قارعة الطريق , وتمنينا أن تبتلعنا الأرض فبل أن يرانا أحد .. لكن الشوارع كانت مليئة بالحزن لدرجة أن أحداً لم يحفل بوجودنا .. او لم يعبأ بوجودنا ..

أدق باب المنـزل .. من سيفتح لي ..

(حسين)!

وقفت لحظة وهو يتأملني .. ملأت الدموع عينية وهو ينظر الي بطني المنتفخ .. لا ... لا

لن أحتمل أن يراني هكذا .. أطلقت ساقي للرياح والدموع تغرقني ..

قادتني قدماي الي الأحراش القريبة .. اختفيت بين الشجر .. وبدأت أنوح .. وتخيلت أن الكون كلة يردد بكائي ..

ولكن مهلاً .. لم يكن ذلك تهيؤاً أو خيالاً ..

كلهم كانوا هناك .. زميلات المعتقل

( زهرة ) و (ريم) وغيرهن ..

أحسست بالدفء ونحن نجتمع حول الحطب المشتعل ..

-"هل المكان آمن"

- "نعم .. فلا يوجد سوى بعض الذئاب وهي تخاف النار"

آلام المخاض ..

ولا أريد أن أضع بنتاً .. كم أكرة هذة البذرة الخبيثة في أحشائي ..

لكني أحس أنني أريد هذا الجنين وسأموت لو مات .

" طفلة جميلة " لا بأس

ضممتها فأحسست دفئاً يغمرني, يدها الصغيرة أطبقت علي إصبعي .. احتضنتها .. ابتسمت .. أحسست أن أشجار الغابة تهتز ابتهاجاً

وأن نجماً صغيراً يلمع متألقاً في الظلام معلناً وجودة و عن لحظة خاصة جداً

لحظة ميلادة....

تمت بحمد الله

كنتي فين يا لحمة

لما كنت أنا جزار

رابط هذا التعليق
شارك

كم تمنيت ياعابر سبيل أن تلد بطلة القصة ولدا... ليتربيه على الفروسية و حب القتال فيكبر و يأخذ بثأر أمه من "أبيه"

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...