الفاطمية.. دولة التفاريح و التباريح

[Cleo]

قاهرة الدنيا

فى مطلع الأمر لم يفطن المصريون إلى حقيقة الغزو الفاطمى و مراميه البعيدة.. و لم يدركوا عمق الفجوة التى تفصلهم عن الفاطميين مذهبيا و دينيا إلا بعد أن أصبح للفاطميين فى مصر دولة قوية وطيدة الأركان، و نظام حكم ثابت الجذور تحرسه جيوش مسلحة و شرطة مدربة و جواسيس ذوو خبرة فى التخفى و التأثير على الجماهير. وقد نجح الفاطميون فى عهدهم الأول فى إخفاء مذهبهم و خاطبوا المصريين باللهجة التى يحبونها، و ظهروا لهم بمظهرالمخلص الذى يكفيهم فساد الحكم الإخشيدى ويرفع عنهم مظالم كافور و أولاده.. و لم يفصح الفاطميون عن نواياهم المذهبية ولم يكشفوا عن الهدف البعيد الذى حملهم على غزو مصر و التقدم نحو الشرق لاقتحام بغداد عاصمة العالم السنى وقاعدة ملك العباسيين و إقامة الإمبراطورية الشيعية الكبرى على أساس المذهب الإسماعيلى الباطنى.

[Cleo]

وكانت الخطة المرسومة فى القيروان أن تكون مصر ركيزة الإمبراطورية الفاطمية فى مرحلتها الثانية، بعد أن شهدت المغرب مرحلة النشوء، و أن تكون مصر نقطة الارتكاز و الوثوب نحو شرق العالم الإسلامى، و كان هذا يقتضى أن تكون لهم فى مصر مدينة عسكرية ملكية مستقلة عن المدن و الحواضر الإسلامية التى قامت فى مصر منذ دخلها الإسلام، و أن تكون المدينة الجديدة معقلا للخلفاء الفطميين و ثكنات للجيش الفاتح و موطنا لقصورهم ومساجدهم و نواديهم و حفلاتهم... و باختصار.. تكون مسرحا لتلك الحياة الجديدة التى ستقوم فى مصر بكل مميزاتها الاجتماعية و الدينية و المذهبية، و لذلك كانت المهمة الأولى لجوهر الصقلى بعد أن بلغ اللفسطاط هى أن يضع أساسات المدينة الجديدة فى نفس الليلة و قبل أن يجف عرق الجنود بعد رحلة الغزو المضنية كان عليهم أن يحفروا أساسات المدينة الجديدة التى شاء القدر أن تحمل اسم "القاهرة" لتكون قاهرة المعز.. أو القاهة المعزية.. أو قاهرة الدنيا فافهماها كما شئت... ولكنها كانت فاتحة عهد جديد فى تاريخ الإسلام و مطلع النور ز العلم على الحضارة فى عالم الإسلام

[Cleo]

و يلجأ الدعاة فضلا عن ذلك إلى الرموز و الأرقام، و يذهبون فى ذلك إلى مذاهب خيالية: فمن ذلك تفسير الداعى "للبسملة" و كلماتها و حروفها و كون كلماتها الأربع، تشتمل على تسعة عشر حرفا، منها "بسم الله" سبعة أحرف، إشارة إلى أن الأئمة السبعة الذين فى كل عصر منهم إمام يؤدى إلى أهل عصره ما أقامه الله تعالى لتأديته، و "الرحمن الرحيم" و حروفها اثنا عشر، مثل الحجج الاثنى عشر الذين بثهم الإمام فى جزائر الأرض، لاثنى عشرة للإبلاغ عنه، و من التسعة عشر حرفا التى تتكون منها البسملة، عشرة أحرف، خمسة تتكرر و خمسة لا اتتكرر. فالخمسة التى لا تتكرر هى مثل الحدود العلوية لأنها باقية فى كل شريعة لت تتغير و لا تتكرر، و الخمسة أحرف التى تتكرر، فهى مثل الحدود السفلية التى تتردد في كل دور.

و الرموز الرقمية المفضلة لديهم هى السبعة، و الاثنى عشر: فعبارة "لا إله إلا الله" بها سبعة فصول و اثنا عشر حرفا، و الصلاة سبع مراتب تتفاضل فيه صلاة المصلين، و الإمامة فى الصلاة تجب لسبعة متفاضلى الرتب، ودعائم الإسلام سبع فرائض، و اثنتا عشر سنة.

تنتشر هذه الأيام إيميلات يتداولها الناس فيها معانى و أفكار مشابهة لهذا الفكر...

يعنى الإعجاز فى القرآن من ناحية الأرقام... أن كلمة "محمد" من خمسة أحرف و أركان الإسلام خمسة... و كلمة معرفش إيه تعنى إيه لأن عدد حروفها قد إيه...

أعتقد أننا يجب علينا أن نبدأ فى الحذر من تداول مثل هذه الرسائل

وقد نجح الفاطميون فى عهدهم الأول فى إخفاء مذهبهم و خاطبوا المصريين باللهجة التى يحبونها، و ظهروا لهم بمظهرالمخلص الذى يكفيهم فساد الحكم الإخشيدى ويرفع عنهم مظالم كافور و أولاده..

زى التانى اللى جاء يخلص العراق من صدام و أولاده

وكانت الخطة المرسومة فى القيروان أن تكون مصر ركيزة الإمبراطورية الفاطمية فى مرحلتها الثانية، بعد أن شهدت المغرب مرحلة النشوء، و أن تكون مصر نقطة الارتكاز و الوثوب نحو شرق العالم الإسلامى،

نفس تفكير نابليون الذى أراد أن يجعل من مصر عاصمة الإمبراطورية الفرنسية فى الشرق...

تحس إن كل الناس بياخدوا استسلام مصر و المصريين و رضاهم عن الاحتلال أمر مسلم به... عشان كدة بتبقى دايما نقطة الارتكاز.... نقطة الاستقرار...

يعنى السلبية بتاعتنا مكشوفة طول عمرها للعالم كله...

على رأى عادل إمام "اللى جاى يضرب و اللى رايح يضرب"...!!

[Cleo]

لماذا مدينة جديدة بينما كام جوهر يستطيع أن يقيم بجيوشه فى الإسكندرية أضخم و أعرق مدينة مصرية؟! و أول ما صادفه من معالم مصر بعد أن اجتاز الحدود الليبية و حط فيها الرحال يوم الاثنين 18 من رجب عام 358 هـ. و كان يستطيع أن يسكن الجيزة بعد أن وصلها يوم 11 شعبان، فهى فى موقع الوسط بين الدلتا و الصعيدـ و عنده النيل، شريان الاتصال من الشمال إلى الجنوب، و كان يستطيع أن يقيم فى الفسطاط بعد أن بلغها يوم الثلاثاء 17 شعبان و هى أول حاضرة إسلامية أقامها عمرو بن العاص بعد فتحه لمصر وقامت حولها ضواح و توسعات عمرانية امتدت نحو الشمال و كانت على أتم استعداد لاستضافة الفاتحين الجدد، و لكن جوهر تجاهل كل هذه المواقع.

ولم يكد يصل إلى الفسطاط عند غروب الشمس حتى اجتازها بجيسه نحو الشمال واختار الفضاء الواقع فيما بين سفح الدراسة و شط الخليج (شارع بورسعيد حاليا) ليكون محلا للمدينة الجديدة. ولم يترك جوهر لجنوده فرصة الراحة، و إنما أمرهم بحفر أساسات المدينة، و أساسات القصر الكبير الذى سيكون مقرا لسيده المعز لدين الله الفاطمى بعد أن يكتمل بناؤه.. و جعل موقع القصر فى نفس الفضاء الذى نزل فيه جيشه، و كان هذا ميلاد "القاهرة" تنفيذا لأوامر المعز لدين الله حيث قال وهو يستعد للتوجه إلى مصر: "لتدخلن مصر بالأردية من غير حرب.. و لتنزلن فى خرابات ابن طولون و تبنى مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا .."

[Cleo]

ماذا تفهم من العبارة السابقة التى وردت على لسان المعز لدين الله وهو يصدر لجيشه إشارة التحرك نحو مصر؟! ماذا تفهم منها إلا أن مصير العاصمة الجديدة و اسمها كان قد تقرر فى بلا القيروان قبل أن يتحرك الجيش الفاطمى لأداء مهمته التاريخية فى مصر.. ولا عبرة فى ذلك للقصة التى تتردد على ألسنة المؤرخين بشأن تسمية العاصمة لجديدة، و هى قصة مشهورة ولكنك ما أن تمعن النظر فيها حتى يتبين لك وجه التأليف و (الفبركة) فيها.

و تقول القصة كما رواها عمدة المؤرخين المقريزى أنه لما اعتزم جوهر وضع خطط القاهرة جمع المنجمين وطلب منهم أن يختاورا طالعا لحفر الأساس، و طالعا لرمى حجارته، فجعلوا بخط سور قوائم من خشب و بين كل قائمة و أخرى حبلا به أحراس، و أفهم البناؤون أن يرموا بأيديهم من اللبن و الحجارة ساعة تحريك الأجراس. ووقف المنجمون فى انتظار الساعة المرتقبة و أخذ الطالع، فاتفق أن وقف غراب على حبل من تلك الحبال فتحركت الأجراس، و ظن الموكلون بالبنائ أن المنجمين هم الذين حركوها، فألقوا ما بأيديهم من اللبن و الحجارة فى الأساس، فصاح المنجمون: "لا ... لا... القاهر فى الطالع!! وفاتهم بذلك ما قصدوه.. و كان غرض جوهر أن يختاروا للبناء طالعا لا يخرج البلد من نسل الفاطميين أبدا.. فحدث أن المريخ كان فى الطالع، و هو يسمى عند المنجمين "القاهر". فخكموا بذلك أن القاهرة لا بد أن تخرج من سلطان الفاطميين، و أن يحكمها الأتراك، فلما قدم المعز إلى مصر و أخبروه بتلك القصة، و كان به خبرة بالتنجيم، فوافقهم على هذا الافتراض و أن الترك سوف تكون لهم الغلبة على هذا البلد.

[Cleo]

هواية التنجيم:

ولا يخفى عليك ما فى هذه الرواية من خيالات استغلت عشق الفاطميين للخفاء و الغموض و الأساطير.. وكان التنجيم سمة من سمات العصر كله.. و كان المنجمون جزءا من بلاط الملوك و الخلفاء و إليهم يعود الملوك قبل الإقدام على عمل خطير مثل إعلان الحربأو بناء مدينة أو قبول هدنة.. ولكن المهم ألا تصرفنا هذه الأساطير عن رؤسة الهدف الحقيقى من بناء القاهرة، و هى أن تكون عشا للدولة الجديدة التى اعتزمت البقاء فى مصر للأبد، و أن تكون ثكنةمسلحة لصد غارات الأعداء سواء كانوا فى الداخل أو قادمين من الخارج.

[Cleo]

: "لتدخلن مصر بالأردية من غير حرب.. و لتنزلن فى خرابات ابن طولون و تبنى مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا .."

إيه الثقة دى..!!!! من غير حرب..!!!!

الإسكندر لما جه ضربوا له تعظيم سلام... و عمرو بن العاص ماحدش وقف فى سكته... و نابليون مالاقاش مقاومة تذكر لحد ما دخل الجيزة..!!!!!

هى دى برضه مش بلدنا ولا إيه؟؟؟

تم تعديل 19 يوليو 2004 بواسطة Cleo

[Cleo]

لذلك أحاط جوهر مدينته الجديدة بسور من أربعة أضلاع وجعل فى كل ضلع بابين. أما البابان الواقعان فى الضلع الشمالى فهما باب النصر و باب الفتوح.. و البابن الجنوبيان هما بابا زويلة و يمكنك أن تذهب لترى هذه الأبواب فهى لا تزال فى موقعها.. ولكن لتعلم أن هذه الأبواب الحالية – وهى من الأحجار – تشهد بفخامة البناء و روعة المعمار ليست الأبواب التى أقامها جوهر.. و لكنها من صنع بدر الجمالى الذى أتى إلى مصر فى عصر الخليفة الفاطمى المستنصر فهدم الأبواب التى أقامها جوهر من الدقشوم و أقام تلك الأبواب الحجرية الحصينة التى تراها الآن.. و جعل جوهر فى الضلع الشرقى عند سفح الدراسة باب المحروق و باب البرقية و جعل فى الضلع الغربى المطل على الخليج باب الفرج و باب السعادة.. و سعادة هذا لا يزال اسمه قائما على الشارع الواقع خلف محكة مصر وسجن الاستئناف ويعرف بدرب سعادة... و إذا أردت أن تعرف من يكون (سعادة) فاعلم أنه غلام المعز لدين الله و أحد المقربين إليه... و عندما أوفده إلى مصر قبل قدوم المعز – خرج جوهر لاستقباله عند الجيزة ثم دخل القاهرة من هذا الباب.. و من يومها أطلق جوهر اسمه على الباب.. و الذى اندثر و لم يبق منه سوى اسم سعادة على الدرب.

و فى داخل هذا السور الذى حددت لك معالمه بدأ بناء الخطط و الأحياء فى العاصمة الجديدة التى تناثرت حول القصر الكبير. و خصص لكل قبيلة من القبائل العسكرية التى شاركت فى جيش اللفتح مثل صنهاجة و كتامة و زناته و زويله و مصمودة و الجودرية و العطوفة (أتباع عطوف) و المنصورية و غيرهم..

[Cleo]

بين القصرين:

أما القصر الكبير الذى أصبح مقرا للمعز لدين الله فقد أقيم على مساحة سبعين فدانا و أمامه من الناحية الغربية أنشأ الخليفة العزيز - ابن المعز – القصر الغربى أو القصر الصغير، و فى الأرض التى تفصل بين القصرين أقيم ميدان شاسع هو (ميدان بين القصرين) الشهير، ولا يزال اسم بين القصرين موجودا على هذه البقعة التاريخية التى جعل منها نجيب محفوظ مسرحا لملحمته الأدبية العظيمة، و فى هذا الميدان كانت تتجمع الجيوش المسافرة أو حرس الخليفة، أو طوائف الشعب أيام الأعياد و الأحداث العامة، و لم يمض نصف قرن حتى كانت القصور الفاطمية قد نمت و بلغت من الرونق و البهاء و الضخامة مبلغا عظيما. و عندما زار الرحالة الفارسى ناصرى خسرو القاهرة عام 438هـ هاله منظر القصر الفاطمى الكبير ووصفه بأنه "قصر شاسع تراه من خارج المدينة كأنه جبل نظرا لضخامة مبانيه و ارتفاعها ولا يمكن أن تراه من داخل المدينة إذ تحيط به أسوار شاهقة الارتفاع و يقال أن هذا القصر يضم من الحشم اثنى عشر ألف نفس، و من ذا الذى يستطيع أن يقول كم يضم من النساء و البنات و هم يؤكدون أنه يضم ثلاثين ألف شخص، و يتكون القصر من عشرة أجنحة، وله عشرة أبواب تفضى إلى الحرم"

[Cleo]

منازل القاهرة:

ويبدو أن القاهرة سارت فى طريق النمو الرأسى بدرجة كبيرة حتى يقول ناصرى خسرو إن المبانى و المنازل مرتفعة جدا حتى أنها تبدو أعلى من الحصن و كل منزل وكل قصر يمكن اعتباره قلعة، و معظم المنازل تضم خمس أو ست طبقات.. و يقال إن منازل القاهرة بنيت بمنتهى الترف و العناية حتى ليمكن أن يقال إنها قد بنيت من الأحجار الكريمة و ليس نت الآجر (الطوب) أو الأحجار العادية.. و المنازل كلها منعزلة بحيث أن الأشجار القائمة فى أحدها لا تصل أغصانها إلى المنزل الأخر و يستطيع كل إنسان ن يهدم داره و يبنيها دون أن يضار أحد، و كانت القاهرة تضم – عندما زارها ناصرى خسرو – ما لا يقل عن عشرين ألف حانوت كلها أملاك الخليفة، و منها عدد عظيم يؤجر الحانوت منه بعشرة دنانير معزية فى الشهر، كذلك يوجد عدد عظيم يصعب حصره من الخانات و الحمامات و غيرها من الأبنيةالعامة، و هذه كلها أيضا أملاك الخليفة.. إذ لا يسمح لإنسان أن يمتلك منزلا أو عقارا إلا ما كان من أبنية الخليفة نفسه.. و تفهم من هذا النص أن خلفاء الفاطميين كانوا يمارسون التجارة و يحتكرون حركة الإسكان، و من هذا و ذاك كان مصدر بذخهم و ترفهم.

[Cleo]

.. و تفهم من هذا النص أن خلفاء الفاطميين كانوا يمارسون التجارة و يحتكرون حركة الإسكان، و من هذا و ذاك كان مصدر بذخهم و ترفهم.

يعنى نظلم ابن الخليفة شريكى فى التاكس ده كان من أياااااااام الفاطميين..!!!

[Cleo]

مواكب الخلافة:

هذه هى القاهرة كما بناها خخلفاء الفاطمية، و كما رأها رحالة عابر فخلبت لبه، وكما يقول محم عبد الله عنان فى كتابه(تاريخ الخطط المصرية)إن القاهرة فى ظل تاخلافة الفاطمية شهدت ألوانا من العظمة و البهاء و البذخ قلما شهدتها فى ظل دولة إسلامية أخرى، و مع أنها نمت بعد ذلك نموا عظيما، و اتسعت جنباتها و أحياؤها حتى غدت فى القرن التاسع الهجرى أضعاف ما كنت عليه أيام الفاطميين، فإنها لم تسطع بمثل ما سطعت فى عهدها الأول، و لم تشهد مثل ما شهدت يه من مواكب الخلافة الفخمة، و رسومها و أعيادها الباذخة و لياليها و حفلاتها الباهرة

[Cleo]

كانت القصور الفاطمية أية فى الفخامة و البهاء و أن الخيال ليضطرم إلى الذروة حينما يستعرض تلك الصور الرائعة التى تقدمها لنا الروايات المعاصرة عن عظمة الخلافة الفاطمية و روعتها فى مظاهرها العامة، و عن حياة الخلفاء الخاصة داخل القصر و أبهائه و أجنحته المنيفة، فقد كان القصر "الزاهر" وهو القصر الفاطمى الكبير يشرف من الغرب على ميدان بين القصرين، وهو الذى يتسع لعشرات الألوف من الجند و النظارة، و هو ميدان شهير فى تاريخ القاهرة المعزية شهرة ميدان القديس مرقص (سان ماركو) فى تاريخ البندقية، وقد لبث ميدان بين القصرين أيام الدولة الفاطمية مسرحا لأعظم المواكب و المظاهرات الخلافية و العسكرية، و الحفلات العامة، ولبث بعد زوال الدولة الفاطمية، أعظم ميادين القاهرةو أزخرها عمارة، و أشدها احتشادا وأنك تستطيع أن تتبع كثيرا من أخبار الخلافة الفاطمية والشعب القاهرى فى ميدانبين القصرين..

ولبثت القاهرة كالعروس بين مدن الإسلام جميعا تبهر العالم الإسلامى بعظمتها و غناها، و كان المجتمع القاهرى بما انتهى إليه من بذخ و ترف و نعماء يجذب إليه أكابر الإسلام من كل صوب، فيثير فيهم الإعجاب و الإجلال، حتى انبهر بها العلامة المؤرخ الفيلسوف ابن خلدون عند مقدمه إليها فى سنة 784 فوصفها بقوله: "رأيت حاضرة الإسلام و بستان العالم، و محشر الأمم، و مدرج الذر من البشر، و إيوان الإسلام و كرسى الملك، تلوح القصور ة الأواوين فى جوه، و تزهو الخوانق و المارس و الكواكب بأناقة.. و تضىء البدور و الكواكب من علمائ، قد مثل بشاطئ بحر النيل ونهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيه العلل و النهل سيحة، و يجبى إليهم الثمرات و الخيرات ثجة، ومررت فى سك المدينة تغص بزحام المارة و أسواقها تزخر بالنعم..

[الشريف الادريسى]

يبدوا لى أنك متحاملة على الفاطميين ودائما تغمزين وتلمزين ولا تنظرى الى النصف الملأن من الكأس وساورد ما كتبه المنصفين حول الدولة الفاطمية التى اتارها الى يومنا هدا شاهد على عضمتها وسموها ودعك من التمسك

بخرافات الحاقدين واتهام الخلفاء وخاصة الحاكم بامر الله بدعوى الربوبية

التعليق لا يكون بهذا الشكل

محمد ابوزيد

[Cleo]

يبدوا لى أنك متحاملة على الفاطميين ودائما تغمزين وتلمزين ولا تنظرى الى النصف الملأن من الكأس وساورد ما كتبه المنصفين حول الدولة الفاطمية التى اتارها الى يومنا هدا شاهد على عضمتها وسموها ودعك من التمسك

بخرافات الحاقدين واتهام الخلفاء وخاصة الحاكم بامر الله بدعوى الربوبية

لو حضرتك قرأت الموضوع من أوله لعرفت أنى أنقل الكتاب حرفيا..

عموما خير لك أن توقد شمعة بدلا من أن تلعن الظلام... إذا كانت لك قراءات عن الفاطميين فى اتجاه مضاد لهذا الكتاب... تستطيع أن تفتح موضوعا أخر منفصل و تنقل فيه محتوى هذه القراءات... فهذا الموضوع مخصص لنقل كتاب معين حتى لا تتداخل الأراء و يحدث لبس لدى الأخوة الأعضاء قراء هذا الموضوع..

و اختلاف الأراء و الاتجاهات بالتأكيد سوف يثرى المنتدى...

طلب أخير...

يا ريت تقلل من حدة لهجتك شوية... فأسلوبك الحاد غير المبرر غير مقبول... فإن لم تستطع أرجو ألا توجه لى أى حديث من الأصل...

تحياتى...

كليو

[Mohammad Abouzied]

مجهود ممتاز با كيلو وأستمري ومن يريد ان يعقب عليه ان يفتح موضوع ثاني وينتقد زي ما هو عاوز وبسند تاريخي

[Cleo]

مجهود ممتاز با كيلو وأستمري ومن يريد ان يعقب عليه ان يفتح موضوع ثاني وينتقد زي ما هو عاوز وبسند تاريخي

أشكرك على تشجيعك المستمر يا أ/ محمد...

أنا فعلا بيسعدنى لما ألاقى إن حضرتك متابع الموضوع.. rs:

كليو non::

[Cleo]

جوانب خفية:

غير أن هذه الصورة البراقة المغرقة فى البهاء و الترف، لم تصرف نظر الباحثين عن سبر الأغوار الخفية للفطميين و أهدافهم الدينية و المذهبية فى مصر. بل يمكنك أن تقول إن هذا البذخ إنما كان ستارا لتغطية المبادئ و الأفكار التى قامت عليها الدولة الفاطمية و أرادت أن تصوغ حياة المصريين وفقا لهذه الأيديولوجية و أن تجعل من النعيم و الترف وسيلة لإغراءأهل مصر على اعتناق المذهب الإسماعيلى وهذه الشكوك فى مسلك الدولة الفاطمية هى التى جعلت منها لغزا محيرا فى صفحات التاريخ المصرى، فليس من شك فى أن العصر الفاطمى من أسطع عصور مصر الإسلامية إن لم يكن أسطعها جميعا - فى رأى عبد الله عنان- غير أن هذا العصر الذهبى يبعث إلى الكثير من التأمل، فبينما نراه واضحا فى بعض النواحى إذ نراه فى بعضها الأخر مظلما مغرقا، و إذا هذه الخلافة القوية الساطعة يكتنفها كثير من الغموض و الخفاء و الريب، و إذ تتبدى لنا فى هذا الصرح الساطع البراق ثغرات قاتمة لا نستطيع أن نسبر غورها أو نظفر بقراراتها، و يشتد هذا الخفاء و الغموض بالأخص كلما حاولنا أن نستعرض هذا العصر من نواحيه الدينية و المعنوية، فهنا تبدو من آن لآخر ظلمات يصعب استجلاؤها، و كانت مرحلة حكم الحاكم بأمر الله من أشد مراحل التاريخ الفاطمى خفاء و غموضا لما شهدته هذه المرحلة من أسرار غريبة وحوادث غامضة ألقت الكثير من الضوء على روح السياسة الفاطمية الدينية و المدنية.

تم تعديل 20 يوليو 2004 بواسطة Cleo

[Cleo]

نعم كانت الدولة الفاطمية فى مصر من أزهى العصور، و كلنها كانت من أشد الدول حرصا على أن تطبع الشعب و المجتمع بطابعها الخاص، و أن تصوغ الشعب و عقليته و تفكيره وحياته العامة و الخاصة وفقا لمناهجها الدينية و العقلية فنرى الحياة الاجتماعية المصرية فى العصر الفاطمى تتخذ صورا و مظاهر خاصة، و تتقلب بين ألوان من البذخ و الترف والبهاء قل أن نجدها فى عصر آخر من عصور مصر الإسلامية، و نراها أحيانا تمتاز بألوان من التطرف و الإغراق فى الغموض، و كان الشعب المصرى على تحفظه فى مشايعة الدولة الجديدة فى مناهجها و غاياتها المذهبية.

[kfaya]

موضوع الخلافة الفاطمية دة كان مشوش فى ذهنى .... يعنى مكنتش عارف غير كام أسم و بس طبعا المعز لدين اللة و جوهر الصقلى والحاكم بأمر اللة اللى منع أكل الملوخية ....

متابعة كتاب التفاريح و التباريح شدنى جدا و و جدد رغبتى و معرفة تاريخ الدولة الفاطمية .....

على فكرة أنا اشتريت الكتاب يا كليو و عرفت المجهود الكبير اللى انتى بتبذلية فى أعادة كتابتة ... لو عايزة مساعدة أنا فى الخدمة .... الكتاب اسلوبة سهل و مشوق و المعلومات فية غنية و غزيرة ....

شكرا ليكى يا كليو ..... non::