الفاطمية.. دولة التفاريح و التباريح

[Cleo]

وقد أدى ذلك إلى أيلولة الحكم إلى عدد من الغملن و المراهقين كان أشهرهم غرابة و شذوذا، دون منازع، الحاكم بأمر الله. فقد تولى الحكم وعمره أحد عشر عاما إثر وفاة أبيه "العزيز بالله" عام 386هـ الموافق 996 ميلادية، وتولى الوصاية عليه أستاذه ومعلمه "برجوان" لمدة أربع سنوات فقط، انتهت بانقلاب التلميذ على أستاذه وقتله غيلة كى ينفرد بالحكم دون وصاية أو إرشاد من أحد.

رغم إن جمال بدوى هو كاتبى المفضل، إلا أنى أعيب عليه المبالغة و التعصب التى تفقده الموضوعية أحيانا.. مثل الجملة السابقة.

فقد ورد فى كتب التاريخ ومنها كتب لجمال بدوى نفسه تحتوى قصصا عن ملوك و أمراء ليس فى مصر ولا الدولة الإسلامية فقط... ولكن فى جميع أنحاء العالم اشتهروا بساديتهم و دمويتهم، مثل الماركيز دو ساد، و إيفان الرهيب، و الحجاج بن يوسف و غيرهم...

وهى الهقيدة التى ابتدعها فلاسفة الفرس الإسماعيليون، و صدافت هوى عند الحاكم بأمر الله، و أسفرت عن ظهور الديانة الدرزية التى تعتقد فى ألوهية الحاكم بأمر الله و رجعته.

أيضا الفرس مثل اليهود سبب الكثير من بلايا الإسلام و المؤامرات التى تحاك ضده، مثل اغتيال عمر بن الخطاب رضى الله عنه و قتل الحسن بن على رضى الله عنه وقد دست له السم زوجته الفارسية، ومحاولات الفرس السيطرة على بنى العباس فى بغداد..

أما قصة نقل الحج إلى مصر فنجدها فى كتاب "الدولة الفاطمية فى مصر" للدكتور أيمن فؤاد سيد، تبعا لوراية أوردها الجغرافى الأندلسى أبو عبيد البكرى المتوفى سنة 487 هجرية، و ى السنة التى مات فيها الخيلفة المستنصر – حفيد الحاكم – ودلالتها أنه كان قريب العهد من عصر الحاكم بأمر الله، وربما كان شاهدا على هذه الحادث، و خلاصته أن الحاكم بأمر الله شيد فى المنطقة الواقعة بين الفسطاط و القاهرة ثلاثة مشاهد بينقل إليها رفات الرسول عليه الصلاة و السلام ورفات الشيخين أبى بكر وعمر، ولم يحدد البكرى تاريخ هذه المحاولةن ورغم أن المصادر الفاطمية و الدراسات القائمة عليها لا تشير بأى حال إلى هذه المحاولة فأن المؤرخ ابن فهد المكى المتوفى سنة 885هـ - 1480م والمؤرخ المصرى "الجزيرى" بعده بنحو قرن من الزمن، لم يتركا أى شك فى أن هذا المشروع الفاشل قد تم فى سنة 390هـ 1000م.

لا أعلم تماما مدى مصداقية هذه القصة، وكذك الرواية الأخرى عن موضوع نقل رفات الرسول عليه الصلاة و السلام و صاحبيه... لكن القصتين تبدوان لى غير منطقيتين..

[Cleo]

والمعروف أن جميع وزراء الحاكم بأمر الله قتلوا عليى يديهبأبشع وسائل القتل، باستثناء واحد، هو الوزير النصرانى زرعة بن عيسى بن نسطورس، الذى شغل الوزارة لمدة سنتين ولب بالشافى، فلما مات ميتى طبيعية أفلت بها من بطش الحاكم، غضبا لحاكم غضبة كبيرة على هذه النهاية التى لم يكن له فيها يد، ويقول المقريزى : "إن الحاكم تأسف على موته من غير قتل، وقال : "ما أسفت على شىء قط، أسفى على خلاص ابن نسطوروس من سيفى، وكنت أود لو ضربن عنقه لأنه أفسد دولتى، ونفق على"

[Cleo]

وللحاكم بأمر الله قصة دموية مروعة مع خادمه "غبن" وكاتبه الجرجانى، وكان "غبن" من الخدم السود الين يؤثرهم الحاكم بعطفه ومحبته وثقته، فعينه رئيسا للشرطة والحسبة و النظر فى جميع الأموال والأحوال، ومنحه لقب "قائد القواد" وسطع نجمه حتى أنه لما مرض، ركب الحاكم لعيادته، وبعث إليه خمسة آلاف دينار وخمسة و عشرين فرسا، غير أن هذه المظاهر لم تحل دون نكبته، فسخط عليه الحاكم وأمر بقطع يده اليسرى، وبعد قليل سخط عليه مرة أخرى فأمر بقطع يده الأخرى، فحملت فى طبق إلى الحاكم، وبعث الحاكم بالأطباء للعناية به وأغدق عليه مالا وتحفا كثيرة، ولم تمضى سوى أيام قلائل حتى أمر بقطع لسانه، فقطع وحملوه إلى الحاكم أيضا، ومات "غبن" متأثرا بهذه القطائع الفظيعة، أما الجرجانى، فقد أمر الحاكم بقطع يديه ولكن أبقى على حياته فعاش بقيتها أقطع اليدين

[Cleo]

فعل الحاكم بأمر الله كل هذه الفظائع وهو لم يزل فى مطلع شبابه، ولم يجاوز العشرين من عمره، وأصبحت نزعاته وتصرفاته مصدر قلق واضطراب ولم يك ثمة ريب -كما يقول الأستا عنان- فى أن القتل كان فى نظر الحاكم خطة مقررة، ولم يكن فورة أهواء فقط. قد لزم الحاكم هذه الخطة الدموية طوال حياته، ووقعت فى الأعاوم التالية حوادث ومناظر من القتل الذريع لا نهاية لهان وكانت تقترن بضروب مروعة من القسوة، وهكذا هبت على المجتمع القاهرى ريح من الرهبة وأصبح اسم هذا الخليفة الفتى مثار الرعب فى نفوس الناس

[Cleo]

حتى أنه لما مرض، ركب الحاكم لعيادته، وبعث إليه خمسة آلاف دينار وخمسة و عشرين فرسا، غير أن هذه المظاهر لم تحل دون نكبته، فسخط عليه الحاكم وأمر بقطع يده اليسرى، وبعد قليل سخط عليه مرة أخرى فأمر بقطع يده الأخرى، فحملت فى طبق إلى الحاكم، وبعث الحاكم بالأطباء للعناية به وأغدق عليه مالا وتحفا كثيرة، ولم تمضى سوى أيام قلائل حتى أمر بقطع لسانه

لو صح فعلا أن الحاكم قد ادعى الألوهية، فربما يكون تفسير ذلك الموقف، أنه اعتقد أنه كإله، بمجرد زيارته للمريض ورغبته فى شفاءه، سوف تشفيه فعلا... فلما لم يحدث ذلك، سخط الحاكم على المريض الذى أثبت له عجزه كإله على شفاء المرضى

[Cleo]

كبيرة الكبائر:

إلا أن كبيرة الكبائر التى ارتكبها الحاكم: هى ادعاؤه الألوهية.. ورعايته للدعوات الإلحادية التى هبت على مصر من جانب دعاة الفرس الإسماعيليين الذين وجدوا فى شخصية الحاكم واضطرابه العقلى، فرصة سانحة للكشف عن أغراضهم الخبيثة فى هدم الإسلام، وصارت مصر مهدا خصبا لطائفة من الدعاة السريين، والدعوات امذهبية والإلحادية المغرقة، وكان الحاكم من وراء هذه الدعوات، يرعاها ويرقب تطوراتها حتى استحالت فى أواخر عهده إلى دعوة جريئة إلى "ألوهيته" وتمخضت هذه التيارات الخفية عن عاصفة دموية مروعة اختتم يها ذلك العهد الحافل بصنوف المفاجئات والأحداث العجيبة، ثم كانت ذروة الخفاء، وكان ختام المأساة، فغاض الحاكم من هذا العالم فى ظروف كالأساطير، و أسبغ الخفاء على ذهابه حجبا كثيفة من الغموض كتلك التى أسبغها على حياته و على شخصيته كلها.

[Cleo]

لقد نكب الشعب المصرى فى السنواتالخمسة عشر الأولى من عهد الحاكم من الحوادث و المفاجئات السياسية و الدينية، ما لم يسمع به من قبل فى أى مجتمع مسلم، فرأى القتل الذريع يخمد كل صوت أو رأس يرتفع، والاضطهاد المنظم يحطم الطوائف والأقليات، والقوانين الصارمة تقلب أوضاع الحياة الاجتماعية، وقد احتمل الناس كل شىء فى صبر و جلد، ودفعوا من حرياتهم وأكوالهم ودمائهم ثمن الاحتجاج و التذمر، ولم يبق إلا أن يشهد الحوادث تجرى فى طريقها المحتوم.

كانت الإمامة الفاطمية فى عصر الحاكم تتشح برداء القدسية الرهيبة، وتستحيل الدعوة المذهبية إلى نوع من الفلسفة الحرة أو بعبارة أخرى إلى معترك الإلحاد المغرق وكان الحاكم هو روح هذا التطور الخطير فى توجيه الدعوة الفاطمية فأنشأ "دار الحكمة" لتكون مركزا لتلقين الدعوة الإلحادية فى نظم ومراتب من أغرب و أروع النظم السرية التى عرفها التاريخ

[Cleo]

الإلحاد من بلاد الفرس:

كيف نشأت الدعوة إلى ألوهية الحاكم بأمر الله؟

فى أوائل عام 408هـ (1017م) ظهر بمدينة القاهرة رجل يجعى حمزة بن على الزوزنى دعا إلى ألوهية الحاكم بأمر الله، وشرح دعواه فى عدة كتب ورسائل غريبة، وكل الروايات المعاصرة لا تقدم لنا سوى إشارات موجزة عن هذا الملحد الجرىء. وقد استقى الأستاذ عبد الله عنان معظم التفاصيل المتعلقة بالرجل ودعوته من رسائله الخطية القديمة، وتبين منها أنه فارسى من مقاطعة "زوزن" وكان ف بادئ أمره عالملا يشتغل بصناعة اللباد، وأنه ود إلى القاهرة عام 405هـ وانتظم فى سلك الدعاة الذين كانت تغص بهم القاهرة يومئذ وخاض فى غمار الجدل الدينى والدعوات السرية التى كانت تضطرم بها، ويلاحظ الأستاذ عنان أن معظم الدعاة و الملاحدة الذين خرجوا على الإسلام و حاربوه باسمه ينتمون إلى أصل فارسى، ومنهم عبد الله بن ميمون القداح مؤسس الأسرة الفاطمية

[Cleo]

وفى رسائل حمزة ما يلقى بعض الضياء على شخصيته وطبيعة دعوته ومهمته، فهو بلا ريب من أكابر الدعاة السريين الذين اتصلوا بالحاكم بأمر الله وعقدوا معه أوثق الصلات وتلقوا وحيه أو استوحوا دعوته وستلوا فى بثها برعايته وكان لهم أكبر الثر فى التوجيه الخفى لدعوة، وكان حمزة نفسه أيضا فى صفة "النبوة" ويصف أعناله بالمعجزات.

[Cleo]

وعكف حمزة على بث دعوته سرا ولم يجهر بها إلا فى أواخر عام 407هـ وعندئذ يبدو على مسرح الحوادث الظاهرة ويلازم الجلوس جهرا فى مسجد "تبر" بالمطرية ويدعو جهرا إلى عبادة الحاكم بأمر الله وينادى بالتناسخ فى الأديان و الشرائع و بالحلول، ويزعم أن الحاكم ليس بشرا وإنما هو رمز حل فيه الإله فاجتمع ليه طائفة كبيرة من غلاة الشيعة الإسماعيلية، وتلقب بهادى المستجيبين، وخلع على الحاكم لقب "قائم الزمان" وأوفد دعاته فى أنحاء مصر و الشام، ورخص فى أحكام الشريعة و أباح نكاح الأمهات والبنات وسائر المحارم، وأسقط جميع التكاليف فى الصلاة و الصوم وغيرهما، فاستجاب له كثير من العامة وكثر جمعه، وذاع أمره، وكان احاكم حين يمر ركبه بالمسجد،، يخرج إليه حمزة و يحدثه طويلا على انفراد، ولم يلبث أن أولاه الحاكم رعايته بصورة ظاهرة، وبعث إليه وإلى أتباعه بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم وقت الحاجة، إذ كانوا يتوجسون شرا من الناس، ثم تمادى حمزة فى مشروعه فاتخذ له بطانة قوية من الدعاة و الرسل، ولقب أحدهم وهو إسماعيل بن محمد التميمى بلقب "سفير القدرة" وأنفذه لأخذ البعة من الرؤساء و الكبراء للحاكم فى صفته الجديدة التى أسبغها عليه حمزة وشيعته، أى باعتباره "قائم الزمان" فكان الكثير منهم يتظاهر بالقبول خوفا من البطش و الانتقام

[Cleo]

هو كفاية باعنى ولا إيه؟؟ mf(

[kfaya]

فشر ...... انا هنا ..... شوية مشاكل صحية ...... الحمد للة

يالا بينا ......

توكلنا على الله ..........

تم تعديل 26 يوليو 2004 بواسطة kfaya

[kfaya]

و في نفس الوقت الذي أعلن فيه حمزة هذه الدعوة الجريئة , ظهر عدة من رسله و تلاميذه , و في مقدمتهم حسن بن حيدرة الفرغانى المعروف بالأخرم و محمد بن إسماعيل " الدرزى " و كان لهما شأن عظيم في تلك الحركة , و كان الدرزى في المبدأ حليفا لحمزة و داعيتة , و لكنه انقلب إلى منافسته و خصومته , أما الفرغانى " الأخرم " فقد ظهر بعد حمزة بقليل , و دعا إلى التناسخ و الحلول و ألوهية الحاكم , و أرسل بمضمون نظريته إلى العلماء و الفقهاء و الأكابر , و ذاعت دعوته بسرعة في جماعة من المغامرين و المرتزقة , فاستدعاه الحاكم و خلع عليه و أركبه فرسا مطهما , و سيره في موكبه , و أولاه عطفه و رعايته , بيد أنه لم تمض على ذلك أيام قلائل حتى لقى ا؟لأخرم مصرعه بينما كان يسير في ركبه بالقاهرة , فوثب عليه رجل من أهل السنة و أرداه قتيلا , فتفرق أصحابه , و انهارت دعوته و نهبت دار الأخرم و طورد أنصاره في كل مكان , و غضب الحاكم لذلك أيما غضب و أمر بإعدام القاتل في الحال , و كفن الأخرم بأكفان من القصر الفاطمي و دفن في حفل رسمي و حمل أهل السنة قتيلهم و دفنوه مكرما , و هرع الناس أياما لزيارة قبره , و لكن القبر نبش بعد أيام , و اختفت جثته بتعليمات من الحاكم .

[kfaya]

إلا أن مقتل الفرغانى الأخرم لم يضع حدا للدعوة الإلحادية , و لم تفتر حماسة الدعاة الملاحدة رغم ثورة الشعب المصري و تحفزه للفتك بهم , و كان محمد بن إسماعيل الدرزى وهو من أصل تركي , أقوى رسل حمزة و أشدهم عزما و جرأة فزعم أن روح آدم قد انتقلت إلى روح على بن أبى طالب , و منه إلى روح الحاكم صفوة سلالته , و شرح أصول دعوته و مذهبه في رسالة إلى الحاكم فقربه و أغدق عليه , و اشتد نفوذه حتى غدا ملاذ الكبراء , و تظاهر بعض الكافة من الجهلاء و المرتزقة و بعض الذميين و المنافقين بقبول هذه الأفكار الملحدة طمعا في نفع الحاكم أو اتقاء لشره , و كان هؤلاء إذا لقوا الحاكم قالوا له : السلام عليك يا أحد ... يا محيى ... يا مميت ... و أمثال ذلك من عبارات الكفر . و لكن عامة الشعب المصري سخطت على هؤلاء الكفرة و طاردوهم أينما ذهبوا ... و في يوم 12 من شهر صفر عام 411 هجرية ركب فريق من أتباع حمزة على الخيول و دخلوا مسجد عمرو و هم يجاهرون بمذهبهم , و احتل ثلاثة من الملاحدة منصة القاضي , و أخذوا يدعون الناس إلى فكرتهم فضج الناس بالتكبير و التهليل و لما حضر القاضي إلى المسجد قدم إليه أحد الملاحدة رقعة من حمزة أولها : باسم الحاكم لله الرحمن الرحيم و يأمره فيها بالاعتراف بألوهية الحاكم , فرفض القاضي و ثار الناس , ووثبوا على الملاحدة الثلاثة و فتكوا بهم , و انطلقوا يلاحقون أصحاب حمزة فمزقوهم تمزيقا , و قتلوهم أشنع قتل .

[Cleo]

فشر ...... انا هنا ..... شوية مشاكل صحية ...... الحمد للة

يالا بينا  ......

توكلنا على الله ..........

;)

خير .... إنت اتحسدت ولا إيه؟؟؟

شد حيلك و طمننا عليك..

عموما ممكن ناخد رست من الكتابة مؤقتا و نعود بقوة.. blw)

ألف سلامة h):

[kfaya]

الله يسلمك .... الحمد لله ..... وعكة بسيطة ...

الموضوع مستهوينى جدا و انا بقترح بعد الفصل القادم وهو " مولد الدرزية " و فيه تنتهى قصص الحاكم بأمر الله .... و قبل الفصل الجديد " عصر الستنصر " أن نعمل شوية تحليل و تقييم للفصول السابقة ....ايه رأيك ؟؟

[kfaya]

مولد الدرزية

جاء الفاطميون إلى مصر يحملون معهم مذهبا لم يكن للمصريين سابق معرفة به , و هو المذهب الإسماعيلي الباطني الذي يختلف اختلافا جذريا عن مذهب أهل السنة الذي أخذ به المصريون , و قد استخدمت الدولة الفاطمية كل فنون الحيل و الدعاية و الإغراء لاستمالة المصريين و إقناعهم بالانتماء إلى مذهبهم , ولكن المصريين بحكم تراثهم الوسطى المعتدل و نفورهم من المغالاة و التطرف وقفوا موقف الشك و التربص من هذه الدعاوى الغريبة , و رفضوا الاندماج في مذهب الدولة الرسمي , باستثناء قلة انتهازية تظاهرت بالإسماعيلية تحت ضغط الحاجة و بعد أن جعلت الدولة الانتماء إلى مذهبها شرطا للحصول على الوظائف الحكومية .

[kfaya]

و المصادر الشيعية نفسها لا تنكر أن الفاطميين دخلوا مصر يرافقهم التعصب لمذهبهم , و أنهم أكرهوا الناس على اعتناق مذهبهم الإسماعيلي الباطني و ترك غيره من المذاهب التي اعتقدها أهل مصر منذ الصغر " راجع كتاب الشيعة في التاريخ , للشيخ محمد الحسين الزين " حتى إذا جاء الحاكم بأمر الله بلغ التعصب مداه مع دخول المذهب مرحلة جديدة , بل وصل إلى نقطة تحول في مسار الدعوة الإسماعيلية التي كانت تقف عند حدود إضفاء العصمة على الإمام , فأصبحت ألان تدعو إلى تأليه الإمام " الحاكم بأمر الله " على اعتبار آن الله قد حل فيه , و هي الدعوة التي كشف عنها أحد دعاة المذهب هو إسماعيل الدرزى الذي نفذ بجلده و هرب إلى الشام فرارا من انتقام الجماهير المصرية التي ثارت احتجاجا على الدعوة الإلحادية .

[kfaya]

كان الحاكم بأمر الله قد أنشأ " دار الحكمة " على مقربة من مسجده الملاصق لباب الفتوح لتكون هذه الدار أشبه بالأكاديمية يجتمع فيها فلاسفة المذهب الإسماعيلي للعكوف على تطوير المذهب و مده بروافد فلسفية جديدة , و كان دعاة المذهب يقبلون من كافة الأنحاء للانضمام في سلك مجالس الحكمة التأويلية التي ينظمها شيوخ المذهب للدارسين في حلقات سرية . و في عام 405 هجرية وفد إلى مصر رجل من دعاة الإسماعيلية الفرس اسمه حمزة بن على الزوزنى , نسبة إلى زوزن و هي من بلاد فارس . و انضم إلى زملائه الفرس في دار الحكمة , و ما لبث هذا الرجل أن أصبح ممثلا لهم في البلاط الفاطمي , و همزة الوصل بينهم و بين الحاكم بأمر الله الذي اكتشف فيه الإخلاص فضمه إلى حاشيته ,’ و أ سكنه قصره , و بلغ حمزة منزلة عالية في سلم التنظيم الإسماعيلي السرى , و أصبح واحدا من " الحرم الأربعة " الذين كانوا أشبه بأركان حرب الإمام , فيكون في معيته دائما و لا يفارقون مقر قيادته أبدا , و سرعان ما أصبحت له حظوة عند الحاكم لما بذله من جهد في تقوية أواصر الدعوة و تركيز دعائمها في فارس , كما أنه ساهم في خوض غمار الجدل الديني و فلسفة المذهب الذي يبشر به , و استطاع بما أوتيه من حنكة و دراية و دهاء و خيال خصيب أن يجمع حوله بعض الدعاة و يتفقوا سرا للدعوة إلى تأليه الحاكم بأمر الله , و معتمدا في دعوته الجديدة على أصول وأحكام استنبطها من صميم الأصول و الأحكام الإسماعيلية .

فالدعوة إلى تأليه الحاكم بزغت من خيال هذا الداعي الإسماعيلي حمزة بن على الذي اتفق مع بعض زملائه الفرس على عدم الجهر بها إلا في الوقت الذي يراه حمزة مناسبا , و لكن أحد زملاء حمزة , وهو محمد بن إسماعيل الدرزى , تسرع في الكشف عن أسرار الدعوة الجديدة مما أثار حفيظة حمزة فطرده من حلقته و شنع عليه بأنه كان يتطلع إلى منافسة حمزة و شغل المنصب السامي الذي كان يشغله في بلاط الحاكم .

[Cleo]

الله يسلمك .... الحمد لله ..... وعكة بسيطة ...

الموضوع مستهوينى جدا و انا بقترح بعد الفصل القادم وهو " مولد الدرزية " و فيه تنتهى قصص الحاكم بأمر الله .... و قبل الفصل الجديد " عصر الستنصر " أن نعمل شوية تحليل و تقييم للفصول السابقة  ....ايه رأيك ؟؟

حلو الكلام... :angry: