kfaya بتاريخ: 28 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 يوليو 2004 تلك هي الظروف التي نشأت فيها الدعوة إلى تأليه الحاكم بأمر الله , و التي انبثقت منها الدعوة الدرزية التي حملها محمد بن إسماعيل الدرزى بعد فراره من مصر إلى الشام . و لكن بعض المصادر الدرزية و الباطنية تتنصل من فكرة تأليه الحاكم و تعتبر ذلك من قبيل التعصب الذي يحمله كتاب المذاهب السنية للمذهب الإسماعيلي , و لذلك آثرت أن أعتمد في شرح أسس الدعوة الدرزية على المصادر الإسماعيلية نفسها حتى أتجنب الاتهام بالتعصب أو التحامل عند الاعتماد على المصادر السنية , و سيكون عمدتنا في ذلك أحد المصادر العصرية في الفكر الإسماعيلي و التي لا يتطرق الشك إليها في التعاطف مع الدعوة الدرزية باعتبارها ابنا شرعيا للدعوة الإسماعيلية الباطنية , و هذا المصدر هو كتاب " الحركات الباطنية في الإسلام " و مؤلفه هو الدكتور مصطفى غالب من سوريا , و هو أحد أساطين المذهب الإسماعيلي , و إليه يرجع الفضل في الكشف عن المخطوطات و المؤلفات السرية التي لا تزال محفوظة عند شيوخ الإسماعيلية في سوريا و اليمن و الهند , و يرفضون لأحد من خارج المذهب الإطلاع عليها , و قد نشر الدكتور غالب في مؤلفه المذكور عددا من الرسائل التي كتبها الدعاة الأوائل في العصر الفاطمي , و التي تحمل اعترافا صريحا بألوهية الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله , و ليس من المعقول أن أنقل إليك شيئا من هذه الرسائل فهي مغرقة في الغموض , ولكنى أكتفي بعرض تعليقات الدكتور مصطفى غالب و منها تستطيع بلوغ المراد . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 29 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 هو أحد أساطين المذهب الإسماعيلي , و إليه يرجع الفضل في الكشف عن المخطوطات و المؤلفات السرية التي لا تزال محفوظة عند شيوخ الإسماعيلية في سوريا و اليمن و الهند , و يرفضون لأحد من خارج المذهب الإطلاع عليها , كنت أتحدث قريبا مع أحد الأصدقاء من سوريا، و سألته عن الدروز... فأجاب بأن "الديانة" الدرزية تتمتع بق\ر عال جدا من السرية و الخفاء حتى أن باقى السوريين من المذاهب و الديانات المختلفة لا يكادون يعلمون عنها أى شىء..!! وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 29 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 فقد نشر فى كتابه نص وثيقة مخطوطة هامة عثر عليها بيت مجموعة من المخطوطات الاسماعيلية التى يملكها وهى "رسالة مباسم البشارات بالإمام الحاكم" صنفها فيلسوف الدعوة الاسماعيلية الأكبر أحمد حميد الكرمانى، باغتبارها وثيقة تاريخية هامة تتحدث عن اختلاف الدعاة بسبب ظهور الدعوة الجديدة: الدعوة إلى تأليه الحاكم.. وبعد أن فرغ المؤلف من عرض الرسالة التى شغلت ثلاثين صفحة عقب عليها بما يلى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 29 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 فى هذه الرسالة زبدة آراء السماعيلية بالإمامة وبالإمام الحاكم بأمر الله بالذات، وتصديقا لما ذكرناه آنفا بأن الإسماعيلية يعتبرون الإمامة رياسة نفسانية ودرجة قدسانية ينالها الأئمة بتأيد الله تعالى، لذلك نج مؤلف هذه الرسالة شيخ فلاسفة الإسماعيليين وحكيمها الأكبر أحمد حميد الدين الكرمانى يصر على أن إمامة الحاكم بأمر الله "عليه السلام" ليس إلا إماما فى وقته، وقائدا لأهله و قائما فى زمانه، وشفعيا للمتعلقين بحبله، وقد اعتبر الكرمان من وجهة نظر الإسماعيلية ، إن أفعال الحاكم هى أفعال مظلمة حيرت العقول، و أظلمت المقاصد، لأنها عذاب و امتحان لأهل الدعوة عظيم، ومن الملاحظ أن الكرمانى قد شعر بما وصلت إيه الدعوة منيجة للخلاف الشديد الذى نشب بين الدعاة، فانقسموا إلى عدة فرق واضطربت أحوالهم بسبب الأراء الجديدة التى تدعو بصراحة إلى تأليه الإمام الحاكم بأمر الله. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 29 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 ويعقب على ذلك بقوله: "ومما لا شك فيه بأن الإمام الحاكم بأمر الله "عليه السلام" هو عند الدروز بشر فى الأعين المجردة ويعيش بين الناس كما يعيش غيره من البشر، ولكن الإله المعبود اتخذ لنفسه صورة "إنسية" سماها الناس الحاكم بأمر الله، مثل ما يتخذ الإنسان ثيابه فيرتديها، ثم ينزعها ويرتدى غيرها، والثياب ليست من جنس من يرتديها، ولا تشبهه فى شىء، وكذلك الإله المعبود ليس من جنس الصورة التى اتخذها ولا هى شبيهة به،وهو يظهرف هذه الصورة الناسوتية المتغيرة، ففى كل عصر ظهر فيه اتخذ صورة ناسوتية تختلف عن الأخرى. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 29 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 سبحان الله تعالى عما يصفونأشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن سيدنا محمد عبده و خاتم أنبيائه ومرسليه وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 29 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 (معدل) فى الحقيقة الواحد وهو عمال يكتب الكلام اللى كلة شرك بالله حاسس انه بيرتكب كبيره من الكبائر .... لكن برجع و اقول لنفسى ان لم نقرأ و نكتب و نفهم , لن تنعلم وديننا يحثنا على القرأة و التعلم .... و ان لم أتمكن من قرأة و فهم من يخالفنى فى المذهب , لن أكون بقادر على مقارعته و تفنيد ما يزعمون .... ولو لم تكن دعوة الشيعة الفاطمية على المذهب الاسماعيلى فيها ما فيها من الشرك بالله لما حرصوا على كل تلك السرية , الباطنية و الغموض ... و الحمد لله من قبل و من بعد و أشهد أن لا اله الا الله و أن محمد عبده و رسولة صلى الله عليه و سلم ..... تم تعديل 29 يوليو 2004 بواسطة kfaya رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 29 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 رموز : هذه خلاصة الرموز و الاصطلاحات التي وردت في الكتب ألد رزية المقدسة و التي تذكر للأمام الحاكم بأمر الله حقيقة لاهوتية لا تدرك بالحواس و لا بالأوهام , وهى نفس الرموز و الاصطلاحات التي وردت في أكثر الكتب الإسماعيلية التي تبحث في كنه الخالق جل و علا و طريقة توحيده , و يزعم الدكتور مصطفى غالب أن الدروز في ذلك لا يختلفون عما يقول به جمهور المسلمين من السنة و الشيعة , وهو ينعى على الذين فسروا المصطلحات التأويلية الباطنية التي وردت في الكتب ألد رزية المقدسة تفسيرا غرضيا و يتهم هؤلاء المفسرين لأنهم يقصدون من وراء ذلك إطلاق الالوهية على شخص الحاكم بأمر الله بالذات بينما غاب عن مفهوم هؤلاء بأن الدروز في توحيدهم لمعبود هم لا يخرجون عن توحيد المسلمين لخالقهم سبحانه و تعالى "!!". رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 29 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يوليو 2004 و أنت ترى من هذا التناقض براعة الإسماعيلية في تأويل أفكارهم , و ادعائهم بأنها لا تخرج عن أصول التوحيد عند بقية المذاهب الإسلامية , و حجتهم في ذلك أن المذاهب الأخرى لم تتسلح بالفلسفة ووقفت من التفكير الفلسفي موقف المتردد , أما الإسماعيلية فقد القوا بأنفسهم في خضم التيارات الفلسفية و اعتبروا ذلك شكلا من أشكال الانفتاح و التحرر الفكري , و لكنهم في شططهم و شطحاتهم الفلسفية خلعوا ربقة الإسلام ( كما يقول الشيخ أبو زهرة ) و أطرحوا معانيه , و لم يبقوا لأنفسهم منه إلا الاسم , أما الدكتور مصطفى الشكعة فيرى أن عقائد الإسماعيلية ليست مستمدة بشكل مباشر من الكتاب و السنة , و إنما دخلتها فلسفات و أثرت فيها مثل الفيثاغورية " نسبة إلى الفيلسوف الإغريقي فيثاغورث "و الأفلاطونية الحديثة " نسبة إلى الفيلسوف السكندري أفلوطين " فكما أن الفيثاغوريين جعلوا الأعداد أصولا لفلسفتهم , كذلك فعل الإسماعيلية حينما جعلوا الأعداد أصولا لعقيدتهم , فظهرت عندهم الأعداد و ما يقابلها من أصول دينية , فالواحد عندهم هو العقل الكلى أو القلم , و الاثنان هما : العقل الكلى و النفس الكلية , أي القلم و الروح , و الثلاثة هم : محمد و على و فاطمة , و الخمسة هم : القلم و اللوح و ميكائيل و اسرافيل و جبريل , و هم محمد و على و فاطمة و الحسن و الحسين , و هم الإمام و الحجة و الداعي و المأذون و المكاسر ... و هكذا بنوا عقيدتهم على الأعداد و هي الفلسفة الفيثاغورية التي كان المسلمون قد عرفوها نتيجة لنشاط الترجمة من اليونانية , فانتشرت في الأقطار الإسلامية فالتقطها الإسماعيلية و بنوا عقيدتهم على أساسها و صبغوها بالصبغة الإسلامية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 30 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يوليو 2004 و كما تأثرت الإسماعيلية بالفلسفة الفيثاغورية تأثروا أيضا بنظرية أفلاطون التي تقول بأن ما في العالم الحسي أشباح لمثل في العالم العلوي , و الإسماعيلية تقول أن ما في عالم الدين مثل لممثولات في العالم الروحاني , و أيضا أخذ الإسماعيلية عن أفلاطين السكندري نظريته في الإبداع و ظهور النفس الكلية عن العقل الكلى , و أن العالم خلق بواسطة اللوجس " الكلمة " فقال الإسماعيلية أن الكلمة التي خلق عنها العالم هي كلمة " كن " التي وردت في الآية الكريمة " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " و أن كلمة " كن " مكونة من الكاف و النون , فالكاف رمز على القلم أو العقل الكلى , و النون رمز على اللوح أي النفس الكلية , و لذلك فسر الإسماعيلية قولة تعالى " نون القلم " أن الله عز و جل يقسم بأعز مخلوقين عنده و هما اللوح و القلم . و يطول بنا المقام لو تتبعنا أصول الفكر الإسماعيلي في الفلسفات الأجنبية ’, ولكنها في النهاية تكون صورة من ألوان شتى تتمازج أو تتنافر حسب براعة حامل الريشة , و إذا كانت تنتسب إلى الإسلام , فان مبادئ الإسلام و عقائده , كما يقول الدكتور الشكعة , أسمى من كل تلك الفلسفات و أرفع من أن ترتبط بها أو تتذرع بما تضمه بين دفتيها , فالعقيدة الإسلامية شريعة سماوية , و أما تلك الفلسفات فأفكار أرضية دنيوية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 30 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يوليو 2004 (معدل) خــــلاف: ونعود سريعا إلى أوليات القرن الخامس الهجرى لنرى ما كان من أمر الخلاف الذى نشب بيت مؤسسى الدعوة الدرزية: حمزة بن على وزميله محمد بن إسماعيل الدرزى ونفهم من الروايات الإسماعيلية أن حمزة عرض على إعوانه الاستجابة إلأى دعوته الجديدة ولكنهم شرطوا عليه أن يأتيهم بتوقيع الإمام الحاكم بأمرر الله، مما يعنى أن الحاكم كان على علم بدعوة حمزة و إ،ه كان على اتصال وثيق به وعلى العموم يشتم من رسائل حمزة بأنه قد تمكن سرا من استمالة عدد كبير من لادعاة لى جانبه، وبعد أن نظم دعوته الجديدة ووضع لها المراتب والحدود- على النمط الإسماعيلى - أمر الكل بالتستر و التقية وبعدم البوح بشىء مما يضمرون، ولكن الدرزى اختلف مع حمزة على مناصب الدعوة و نازعه الرئاسة والألقاب وذهب إلى أنه أفضل وأحق من حمزة تم تعديل 30 يوليو 2004 بواسطة Cleo وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 30 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يوليو 2004 فلما فقد الدرزى الأمل فى تحقيق أطماعه تسرع فى الكشف عن أسرار الحركة الجديدة قبل أن يجهر بها حمزة، ويقال أن داعية أخر هو الفرغانى جهر بالدعوة وكتب الرقاع إلى العلماء يطلب منهم الدعوة إلى إلوهية الحاكم ، فاستدعاه الحاكم وأكرمه ومنحه الأعطيات واركبه فرسا مطهما وسيره فى موكببه، غير أنه لم تمض على لك عدة أيام، حتى وثب على الفرغانى رجل من أهل القاهرة وقتله وقتل معه ثلاثة رجال من أتباعه فغضب الحاكم بأمر الله وأمر بإعدام القاتل و دفن الفرغانى على نفقة القصر فى موكب رسمى. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Cleo بتاريخ: 30 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يوليو 2004 ونفهم من هذا أن الدعوة لألوهية الحاكم بدأت تثير غضب أهل القاهرة، و إن كان الدكتور مصطفى غالب يقول فى كتابه : "إن دعاة المذهب الجديد ظلوا ينشرون دعوتهم فى الخفاء ويدعون الناس سرا لمبادئهم وتعاليمهم فاستجاب لهم "خلق كثير" حتى قام الدرزى وأعلن الدعوة فى سنة 407هـ مما أدى إلى انقسام الدعاة و المؤمنين بالمذهب الجديد إلأى فريقين: فريق الدرزى، وفريق حمزة. وتقول حوادث التاريخ أن الدرزى قام ومعه 500 من أتباعه بزيارة ق الحاكم بأمر الله فهاجمهم جموع الناس والجند و قتلوا منهم نحو أربعين رجلا وهرب الباقون، وفى اليوم التالى هاجم الوغاء مقر حمزة فى مسجد ريدان وكان معه اثنا عشر رجلا فقط، وكادوا يقتلون لو لم يصدر الحاكم أمرا بوقف القتال.. أما الدرزى فقد تضاربت الأقوال حوله، فالأنطاكى وابن العميد يذكران أنه قتل فى الثورة سنة 500هـ أما ابن البطريق فيذهب إلى أن أحد غلمان الأتراك وثب عليه وهو فى موكب الحاكم فقتله ثم نهبت داره، وافتتنت القاهرة وأغلقت أبوابها ولبثت الفتنة ثلاثة أيام وقتل فيها جماعة من الدرزية، ولكن حمزة بن على يذكر فى رسائله بأن اصحاب الدرزى قد اعتقلوا وأودعوا السجن، وقيل أن الدرزى استطاع أن يفلت من الغوغاء ويهرب من مصر ثم توجه إلى وادى التيم فى الشام، وظل يبشر أهل الجبال بدعوته. ولذلك عرف أهالى هذه المنطقة الذين اعتنقوا دعوته "بالدروز" ، ويقال أن الحاكم بأمر الله هو الذى أمره بالرحيل إلى هذه المنطقة فى السام، وزوده بالمال اللازم ليكون فى مأمن من الثورة التى اجتاحت القاهرة بسبب دعوته الإلحادية. وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ المائدة - 51 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الأحزاب - 23 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 31 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يوليو 2004 ثورة القاهرة : بعد اختفاء "الدرزى " خلا المسرح لخصمه حمزة الزوزنى الذي اتخذ من مسجد ( تبر ) بالمطرية مقرا سريا للإجماع بأعوانه و بث دعوة الإلحادية , و لم يكن هذا الاختيار اعتباطا , فقد كانت المطرية في ذلك الوقت من المناطق المهجورة البعيدة عن حركة الجماهير في القاهرة , و لكن أهل القاهرة تعقبوه حتى عرفوا وكره الجديد , فهاجموه , و أحرقوا باب المسجد و لكنه احتمى وراء باب مكن الحجر , و القصة يرويها حمزة نفسه و لكن في القالب الخرافي الذي برع فيه الإسماعيلية : و أضفى عليه مسحة من الخوارق و المعجزات الباطنية التي هي سمة من سمات الفكر الإسماعيلي فيقول : " إن الباب الحجري القوى هو خوخة ضيقة لا يستطيع أحد أن يدخلها إلا إذا كان من أصحابها و أربابها .. و قد اجتمع عند المسجد سائر الأتراك بالجواشن و الزرد و الخوذ ( وهى من عدد الحرب ) و من جميع العساكر و الرعية زايد عن عشرين ألف رجل , و قد نصبوا على القتال بالنفط و النار , و رماة النشاب و الحجارة , و نقب الجدار و التسلق إلى الحيطان يوم كامل , و جميع من كان معي في ذلك اليوم اثنا عشر نفسا , منهم خمسة شيوخ كبار , و صبيان صغار لم يقاتلوا , فقتلنا من المشركين ( يقصد المسلمين من أهل السنة ) ثلاثة أنفس , و جرحنا منهم خلقا عظيما لا يحصى , حتى طال على الفئة القليلة الموحدة ( يقصد أتباعه ) القتال , و كادت الأرواح تتلاشى , و تبلغ التراقى .. " . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 31 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يوليو 2004 الخلاص من الحاكم : ماذا تستنتج من هذه القصة التي يغلب عليها الطابع الأسطوري ؟ إنها تؤكد المعنى الذي يهمني التركيز عليه , و هو انتفاضة المصريين على دعاوى الإلحاد , الأمر الذي أدى إلى زعزعة الدولة الفاطمية , و تعريض العرش الفاطمي للسقوط , لولا تدخل ( ست الملك ) أخت الحاكم بأمر الله , فسارعت بتدبير مؤامرة للخلاص من أخيها المعتوه , فاختفى في ظروف غامضة أثناء إحدى جولاته الليلية في تلال المقطم , و جاء إخفاء الحاكم بأمر الله ليضع الخاتمة المأساوية لهذا الشاب المغرور الذي لم يتعظ من درس فرعون حين قال ( أنا ربكم الأعلى ) .. و كانت نهاية كل منهما متشابهة .. ذاك أبتلعه اليم فكان من المغرقين , و هذا التقمه المقطم فكان من الغابرين , و إن كان أتباعه " الدروز " لا يزالون حتى يومنا هذا يعتقدون في عودته أو رجعته طبقا للمعتقدات الشيعية . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 31 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يوليو 2004 صلابة المصريين : تلك حلقة من حلقات التاريخ المصري في مطلع الألفية الثانية لم تأخذ حقها في الذيوع و الانتشار , برغم أهميتها القصوى في الكشف عن صلابة الشعب المصري , و رفضة الصارم لكل ما يمس عقيدته الخالصة في التوحيد , و المؤسف أن هذه الصفحة المجيدة – من تاريخ مصر في العصر الفاطمي – ضاعت في زحام الدعاية التي يروج لها بعض أنصار الفاطمية عن الأعياد و الاحتفالات و السهرات و النفحات و أصناف الحلوى التي كانت سمة من سمات العصر , و لم تكن كل هذه المباهج إلا ستارا لاخفاء حقيقة الدعوة الفاطمية و ما تحمله من أسرار غريبة و أفكار شاذة , و معتقدات مناقضة للعقيدة الإسلامية الخالصة , و لم تكن دعوى ألوهية الحاكم بأمر الله إلا تطورا طبيعيا للفكر الإسماعيلي الذي جاء به الفاطميون , و ظل خافيا عن الشعب المصري طوال عهد المعز لدين الله , و ابنه العزيز , ثم كشفت عن وجهها السافر في عهد الحاكم بأمر الله . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 31 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يوليو 2004 كانت الدعوة المذهبية الفاطمية تأخذ شكلا علنيا في الجامع الأزهر و تتظاهر بأنها لا تناقض عقيدة أهل السنة , و تتوازى مع هذه الدعوى العلنية الظاهرية , ( مجالس الدعوة ) السرية و تجرى في دهاليز القصر الفاطمي , حيث يعكف فقهاء المذهب الإسماعيلي على تدريب و تنظيم الدعاة لينطلقوا إلى الأمصار و هم مدربون على فنون الدعاية لكسب الأنصار , و تهيئة الجماهير لقبول مذهبهم , وكان تلقين الدعوة الإسماعيلية هو أخطر مهمة يقوم بها الدعاة تحت إشراف الخليفة الفاطمي , حتى يمكن القول أن نظام الحكم الفاطمي كان أشبه بجمعية سرية هدفها هدم الإسلام من داخله تمهيدا لاقامة الدعوة الإسماعيلية التي تستمد أصولها من مذاهب و تيارات فلسفية مناقضة للإسلام . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 31 يوليو 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 31 يوليو 2004 فلما جاء الحاكم بأمر الله أقام دار الحكمة لتكون مقرا لفلاسفة المذهب من كافة الأصقاع الإسماعيلية و فارس بصفة خاصة , ووضع الخطط و التوجيهات و النظم التي تحقق الغرض النهائي للدعوة . و يبدى الأستاذ محمد عبد الله عنان دهشته من أن تتخذ الخلافة الفاطمية هذه الخطوة الجريئة على يد الحاكم بأمر الله , وهو صاحب الذهن المضطرم الهائم , و لكن هذا الذهن كان بطبيعة تكوينه و ميوله , و اتجاهه إلى عوالم الخفاء و الغيب : حريا باتخاذ هذه الخطوة و كانت ظروف العصر , و أتساع نطاق الدعوة الفاطمية , و اضطرام المعركة المذهبية بين الخلافة الفاطمية و خصومها , مما يدعو إلى قيام هذا المعهد , ليشرف بطريقة منظمة على بث الدعوة الفاطمية و توجيهها , وهو " دار الحكمة المصرية " . و لهذه التسمية مغزى يدل على الاتجاه الفلسفي الحر , الذي أريد أن يتخذه هذا المعهد , أو بالحرى هذه الجامعة الغريبة , ذلك لأن دار الحكمة كانت جامعة حقة تضم عدة كليات دينية و علمية و أدبية , و أفردت للجامعة الجديدة دار كبيرة ملاصقة للقصر بجوار " باب التبانين " و تضم أقساما : للقرأن , و العلوم الدينية , و الفلك , و الطب , و النحو و علوم اللغة , و عين لها أقطاب الأساتذة في كل علم و فن . و رصدت لها الأموال الجمة . ووقف الحاكم بأمر الله عليها قسما من أملاكه الخاصة . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 1 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 أغسطس 2004 * في البداية : اتخذت دار الحكمة طابعا حرا , فدعى إليها الأساتذة من الشيعة و السنة , و قرئت بها فضائل الصحابة , و لكن – في ما بعد – أبعد عنها أساتذة السنة , و قتل بعضهم , و تأكدت بذلك صفتها المذهبية الخالصة , و لم يكن هذا المظهر العلمي في الواقع إلا ستارا للغاية الأصلية التي أنشئت دار الحكمة لتحقيقها , وهى بث الدعوة الفاطمية السرية بطريقة علمية منظمة , تمتزج فيها النظريات و الآراء الفلسفية , بالأصول و المبادئ المذهبية , و تكون أبعد أثرا في غزو الأذهان و العقائد من مجالس الحكمة التي كانت تعقد في القصر , و بهذا تجتمع جهود الدعاة في مركز رئيسي يحتشد فيه الاسماعيليون من كل صوب , ليقوموا بواجبهم في حمل الدعوة و بثها في سائر المجتمعات و الأنحاء . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
kfaya بتاريخ: 2 أغسطس 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 أغسطس 2004 الدعوة السرية : و من الحقائق التاريخية الثابتة أن الخلافة الفاطمية كانت لها دعوة مذهبية خاصة , و هذه حقيقة سجلها مؤرخو الدولة الفاطمية أنفسهم كالمسبحى , و كان صديقا للحاكم بأمر الله , أو المقريزى الذي عرف عنه تعاطفه مع هذه الدولة .. ولكن ماذا كان موضوع تلك الدعوة الفاطمية ؟ لقد حفظ لنا المؤرخون المتأخر ون مثل النويرى و المقريزى شذور إضافية من محتويات الدعوة السرية و تفاصيلها .. و من الطبيعي أن تكون مادتها الأولى ما تقوم علية الدعوة الشيعية الفاطمية من الأصول و المبادئ و أن تعرض شئون النبوة و الإمامة و العقيدة الدينية طبقا لهذه الأصول , و لكن من خلال الدراسات القيمة التي قام بها المؤرخ الأستاذ محمد عبد الله عنان نكتشف أن الدعوة الفاطمية تذهب إلى أبعد من ذلك , و أنها تستحيل في النهاية إلى عقيدة فلسفية حرة مشبعة بألوان واضحة من الإنكار و الإلحاد . و تجرى على نسق الجمعيات السرية في تسع مراتب متدرجة في الأهمية و الخطورة , و يعرضها الدعاة بالتعاقب , طبقا لاستعداد التلاميذ و أهليتهم لتلقيها , فلا يصل إلى مراتبها العليا إلا من كان موضع الثقة , حريصا على السر , و كان من الأولياء المخلصين . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان