اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الإشهار لما لعلماء مصر ودعاتها من مآثر وأخبار ...


drmsaber

Recommended Posts

كتب الشيخ رضا صمدى :

الحمد لله الذي تعهد بحفظ دينه فسخر لحمله رجالا وأبطالا ، وأوقع في قلوب الناس قبولهم تعظيما وإجلالا ، فكان لهم بين الناس من المحمدة ما جعلهم أنموذجا ومثالا ، اشتهرت بين الناس مناقبهم ، وسرت في العالمين سيرتهم ، فكانوا شامة بين الخلق بأخلاقهم ، ورمزا بين الكاملين بأقوالهم وأعمالهم .. وأصلي وأسلم على إمام المتقين وقدوة الصالحين وسيد المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ...

فهذه صفحات أسطرها من الذاكرة ، ومن أحاديث الثقات ، عن علماء مصر ومشايخها ودعاتها المشاهير ممن له بصمة في جيل الصحوة ، محليا وعالميا ، لا أخص ذكر من اشتهر بين الناس اسمهم ورسمهم ، بل أعرض لمن خفي أمره عن الناس وعلمه من علمه ، وأبين وجه تميزه ، وما حباه الله من أمر حرم منه آخرون ...

الشيخ الأجل العلم أسد المنابر القدوة المربي

بقية السلف الأماجد الشيخ أبو أسامة محمد بن حسان المنصوري ، نصره وسدده ...

أول ما سمعت به كنت في بداية طلب العلم غض الإهاب فتى في مقتبل نسكه ، سمعت عن خطيب مفوه في السويس يخطب في مسجد أمام كنيسة فلا يمضي اليوم إلا بنصراني أو اثنين يدخلون في دين الله تعالى ... حتى ضاق الأمر على راعي تلك الكنيسة فشكى غلى المحافظ شدة الحال على نصارى تلك البلد وأن الأمر قد يحدث فتنة ( طائفية ) فاستدعى المحافظ ذلك الشيخ وحذره وأنذره واقترح عليه أن يترك البلدة وإلا ناله نصب وإهانة .. فما كان من الشيخ إلا أن فضل المضي في دعوته والسفر إلى أرض الله الواسعة ... حيث إلى بلاد الحرمين ، وبدأ رحلة جديدة في الدعوة وطلب العلم ... فأخذ عن أكابر العصر وجالسهم وتعلم منهم ، مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وآخرين لا تعيهم ذاكرتي ... وقد حدثين الشيخ محمد حسان أن الشيخ ابن عثيمين قد عظمت ثقته فيه حتى إنه طلب منه أن يدرس في المعهد العلمي في القصيم ... وحدثني الشيخ أيضا أنه خطب خطبة بين يدي الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الراجحي فأثنوا عليها .... وهذه منقبة تنقطع دونها أعناق الإبل ...

عرف الشيخ محمد حسان في مقتبل عمره شابا عذب الصوت في قراءة القرآن ، فكان يؤم الناس في رمضان في إحدى مساجد محافظة الجيزة حيث كان يدرس في كلية الإعلام في جامعة القاهرة ، ثم بدأ رحلته الدعوية في مساجد القاهرة ، حيث خطب فيها سنين ، ثم انتقل إلى السويس ، ثم حطت رحاله لسنين عديدة في بلاد الحرمين ... وبعدها رجع أدراجه إلى بلدته وقريته في محافظة المنصورة ، ولكنه أنشأ بيتنا في مدينة المنصورة لأنها كانت عاصمة العلم في المحافظة ...

انطق الشيخ بدعوته من المنصورة فجاب كل محافظات القطر المصري ، يدعو إلى الله تعالى ، فعرفته منابر المساجد من شمال البلاد إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها ، ومامن جهة إلى وسمعت له ، وما من جهة لم تسمع له إلا انتشرت فيها أشرطته حتى صارت متداولة في معظم البيوت المصرية على مختلف الشرائح ..

أثر الشيخ محمد حسان كثيرا بخطبه ... وصار متميزا عن كثير من الخطباء بفصاحته ونظام خطبته ، وأهم من ذلك بطريقته التي تشبه طريقة الشيخ كشك حتى قيل إنه خليفته ، والحق أن الشيخ محمد حسان مدرسة مستقلة ، لأنه نهل من العلوم الشرعية حتى صارت خطبته تتميز بأنها خطبة تستمع لها كل الشرائح فتجد نفسها منساقة إلى المعلومات كأنما انتقيت خصيصا لها .. الشيخ جهوري الصوت عذبه ، إذا قال أسمع ، وإذا وعظ أخضع ، لا يلحن ، بل يتميز بفصاحة سهلة واضحة عذبة ، جمله وعبارات قصيرة لا يتعب السامع من تتبعها ، يرتب الخطبة في نقاط وعناصر بحيث يخرج المستمع بخلاصة تسهل له حكاية الخطبة لغيره .. لا يذكر حديثا إلا مخرجا مبينا درجته ... يتلو الأشعار بعذوبة فتخضع لها أسماع الناس ...

لا جرم ألقى الله عليه قبولا في العالمين ، فما من مسجد يذهب إليه إلا ويكتظ بالشباب من كل حدب وصوب ، وفي أما مساجد القاهرة فكانت لا تسع المصلين إذا ما كان الخطيب هو محمد حسان ، وفي مسجد التوحيد في رمسيس ، وهو المسجد الكبير ذي الثلاثة الأدوار ، والشوارع الجانبية العريضة كانت لا تكفي كل تلك المساحات للمصلين ، فقد كان يؤم المسجد في خطب الشيخ ما لايقل عن ثلاثين ألف مصل في كل مرة ، جلهم من الشباب المتدين ... والذي يمر أمام مسجد التوحيد أو مسجد الرحمة وهما من المساجد السلفية في مصر يوم الجمعة يظن أنه في دولة إسلامية كل أفرادها ملتزمون بالهدي الظاهر ... وذلك لكثافة المصلين الملتحين والمنتقبات ...

لم يبرع الشيخ في الخطابة فقط ، بل برع أيضا في التربية وتنشئة النشأ ، فأحبته جموع الشباب في كل القطر المصري ، وكلما ذهب إلى أي مسجد تدافع عليه المصلون يسلمون عليه حتى إنه وقع في مرات كثيرة من شدة تدافع الناس عليه للسلام عليه ...

يتميز الشيخ بفكر واسع الأفق ، يرى أن الجماعات الإسلامية يجب ان تجتمع على الحق والعمل الصالح ، وأن أهل السنة والجماعة يجب أن يكونوا على قدر المسئولية لمواجهة التحديات الضخمة التي تحيق بهم ، وكان يرى ضرورة أن تجتمع فصائل العمل الإسلامي على تكوين مجلس أو تكوين مجموعة تعمل على الفصل في النزاعات ، وقد حدثين مرة أنه معجب بكلام الدكتور صلاح الصاوي في كتابه الثوابت والمتغيرات وأنه يراه كافيا في تفهيم شباب الصحوة واجبات المرحلة

تم تعديل بواسطة drmsaber

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

أحببت في هذه الصفحات التي هي تكملة لما سبق وفات ، أن أبدأ بتراجم بعض من اشتهر في مصر

ولكن قلت شهرته خارجها ، وكان له أثر كبير في الصحوة والدعوة السلفية ... وذلك من باب الوفاء بجميل

هؤلاء ... وليعلم الأخوان أنني إنما سأتحدث عمن لقيته ، وأما من لم ألقه فسأصرح بعدم لقياه ... وليسمح لي الأخوان في بداية التراجم هنا أن أترجم لرجل كان له دور كبير في تعميق الصحوة في مصر ويطبعها بالطابق السلفي المتميز ...ذلكم هو الشيخ الأجل العلامة الأصولي الفقيه المفتي الزاهد العابد أسامة بن عبد العظيم القاهري ... نشأ في بيت علم ودين ، فوالده كان من دعاة الجمعية الشرعية في مصر ، ثم تدرج الشيخ في سلك التعليم حتى أتم الدراسة في كلية الهندسة ، ثم انصرفت همته لتعلم الشريعة ، فالتحق بكلية الشريعة في الأزهر ، ولكن كان الشيخ أسامة في فترة دراسته كلها نموذجا للشاب الملتزم في عصر قل فيه الملتزمون ، فقد كان الشيخ أسامة عبد العظيم ممن يعدون على أصابع اليد من الملتحين في مصر ... وأروي بالسند الصحيح عمن عاين الشيخ في فترة شبابه ( وكان ذلك أيام عبد الناصر ) وهو يؤذن في كليات جامعة الأزهر وعلى أبوابها ، في حين لم يكن أحد يجرؤ على هذا الفعل في ذلك الزمان ...

كان الشيخ أسامة عبد العظيم في فترة الثمانيات أمير المعسكرات الصيفية للجماعة الإسلامية ، وهو الاسم العام لكل الجماعات التي كانت تعمل متعاونة متشاركة في كل الأنشطة ، ولم تنشطر الجماعات الإسلامية إلا بعد أحداث سبتمبر وأكتوبر وما تلاها ... كان الشيخ طيلة فترة شبابه معروفا بعلمه وهدوئه وسمته ... أما زهده وعبادته فكان مضرب المثل دوما لا يجادل ولا يماري أحد في مصر ( بشهادة كل الجماعات حتى أساتذة الأزهر من الأشاعرة وغيرهم ) أن الشيخ أسامة عبد العظيم هو أعبد أهل مصر ... هذا سمعناه من الجم الغفير ... ثم رأيناه بأعيننا ... ولنبدأ بسيرة عبادة هذا الرجل .. فإن فيها شحذا لهمم شباب اليوم ... فوالله ما تذوقنا للعبادة طعما وحلاوة إلا في الصلاة خلف هذا الرجل ، مع أن صوته صوت عادي ، ولكنه يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، ومسجده يقع في منطقة البساتين أو الشافعي ( أي قرب مقبرة الإمام الشافعي رحمه الله ) .. وهو من خمس طوابق تمتلئ عن آخرها في رمضان ... والعجيب أن المسجد يمتلئ بالشباب من كل الشرائح .. يأتون ليتعلموا فنون العبادة وراء هذا العابد ... يبدأ الشيخ اسامة صلاة التراويح في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساء ... ثم تستمر صلاته حتى قبيل الظهر بنصف ساعة أو ساعة تقريبا ...

ومن عادة الشيخ أن يصلي أطول ركعتين في التراويح ( إحدى عشرة ركعة ) في البداية ، فكان يصلي أولى الركعتين بأربعة أجزاء وربما بخمسة ، وقد حضر الأخوان مرارا الشيخ وهو يقرأ البقرة وآل عمران في ركعة واحدة .. وحضرته مرة وقد قرا صلاة المغرب يوم التاسع من ذي الحجة بسورة الأعراف ، يقرأ قراءة بطيئة حزينة ، يبكي من خلفه ، ويطيل الركوع والسجود ... وكان يختم في التراويح في رمضان أكثر من ست ختمات .. ثلاث ختمات تقريبا في العشر الأواخر من رمضان ... وكنا نصلي في مسجده الذي يمتلئ بالشباب ، وكان الشيخ يقرأ الساعات الطوال فلا يجلس في المسجد إلا القليل ... وقد رأيت بعيني هاتين معوقا ( كسيح القدم ) يقف تلك الصلاة الطويلة ( ساعات ) فلا يجلس ... إن الأجواء الإيمانية التي كنا نراها في مسجد الشيخ لا يمكن أن تصفها الكلمات ...

ووجه تميز الشيخ أسامة في عبادته ، انه كان صاحب مسئوليات ، وكان قليلا ما ينام في ليله ونهاره ، وقد حدثين الثقات من المقربين للشيخ أنه ينام في ليالي رمضان ربما ثلاث ساعات فقط ... وهذا ليس ببعيد ، فالشيخ يدرس في الجامعة ( قسم الدراسات العليا ) ويأتي إلى المسجد فيجلس للإفادة والتدريس ، ثم يأتي طعام الإفطار ثم يصلي ويجلس مع الإخوان ، ولا ينام إلا بعد العشاء قليلا ، ثم يبدأ القيام حتى الفجر ..وفي إحدى المرات لم يستطع الأخوان اللحاق بالسحور لطول القيام وعدم انتباه الشيخ يحفظه الله ...

أما من صلى وراءه مباشرة فيعرف كيف يصلي الشيخ ، وقد كنت أراه بين الحين والحين فما كانت طريقة صلاته تتغيرمنذ رأيته وحتى فارقته .. يقف وقفة تامة ، تستمتع حين تراه يكبر ، وحين تراه مطأطئا رأسه بصفة مميزة ، ووالله قد علم أجيالا كيف تصلي لله رب العالمين ... ومعروف عن الشيخ وتلاميذه العبادة والزهد ، فملابسه بسيطة ، وهيئته تدل على بساطة في كل شيء ، حتى سيارته التي كان يرفض مجرد طلاءها بلون جديد ... أما مسجده فعلى الهيئة البسيطة ، لا الوان ولا زخارف ... فبمجرد أن تدخل المسجد تشعر أنك في جو يساعدك على الخشوع ...

في كل دروس الشيخ تقريبا حض على قيام الليل وعلى تهذيب النفس ، أما طلبة العلم عند الشيخ فلهم مناهج خاصة يتابعهم الشيخ بنفسه ... وقد تخرج على يديه الكثير من الدعاة والعلماء نذكر منهم : الشيخ أسامة كحيل ( مدرس في جامعة الأزهر فرع المنيا أو أسيوط - أنا الناسي - ) .. ومنهم الشيخ أسامة حامد ، والشيخ الأجل محمد الدبيسي حفظهم الله ... وغيرهم بفضل الله كثير ...

كان الشيخ يشترط على من يأتي لطلب العلم أن يحفظ القرآن ، بل كان يشترط على كثير ممن أراد الزواج كذلك أن يحفظ القرآن ، وكان يعتبر أن شباب الصحوة هم الذي تعين عليهم حفظ القرآن لتقوم الأمة بالفرض الكفائي في حفظه ...

كان يعنى بكتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله .. وكانت دروسه كلها تقريبا في شرح كتب هؤلاء الأئمة ... لا جرم تأثر الشيخ كثيرا بابن القيم وحياته ... ويمكننا أن نلمس هذه الروح الإيمانية التي في كتب ابن القيم متحققة في الشيخ أسامة ...

ومن مآثر الشيخ أسامة عبد العظيم ومناقبه ما عرف عنه من علم واطلاع وتبحر ، وله مجالس إفتاء بعد صلاة الجمعة وبعد درس الأربعاء في مسجده الكائن بمنطقة البساتين ، تدل على اطلاع وتبحر ...

هذا فضلا عنه أن الشيخ يدرس مادة أثر القواعد الأصولية في قسم أصول الفقه من الدراسات العليا في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر .. وقد ناقش رسالات كثيرة ، تميزت مناقشاته بالدقة الشديدة ، وقد حضرت مناقشة للدكتوراه بدأت منذ الساعة الصباح ، كان الشيخ أسامة عبد العظيم أحد مناقشيها ، ولم أتمكن من الحضور حتى مناقشة الشيخ فأخبرني أحد تلامذته أن الشيخ بدأ يناقش الطالب منذ الظهيرة فلم يفرغ إلا في العشاء وكان الفاصل هو القيام للصلوات ...

ودرس الأربعاء للشيخ أسامة من عجائب الأمور ... فهذا الدرس يحضره الآلاف منذ سنين .. ويواظب الشيخ فيه على كتب الرقائق ، ويخص بالاهتمام كتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله ، وأكثر ما يعتني به كتب ابن القيم ، وخاصة كتابه : مدارج السالكين وزاد المعاد ورسائل ابن رجب الصغيرة .. وله طريقة في إلقاء الدرس تدل على رسوخه وحاله مع الله ...

وبإمكان الإخوان سماع محاضرة للشيخ موجودة في موقع طريق الإسلام ليتعرفوا على جو الدروس

التي كان يلقيها الشيخ ... أما جهوده الدعوية فمعروفة منذ السبعينيات ، وقد كان الشيخ يرأس المعسكرات الطلابية في تلك الفترة وما من أحد عاصر تلك الفترة إلا ويعرف الشيخ أسامة ، ولو اعتبرناه شيخ الصحوة في مصر ما أبعدنا النجعة ... كان من أوائل جيل الصحوة ، تعرفه كل رؤوس الجماعات الإسلامية في مصر ، بما فيهم قادة الجهاد والجماعة الإٍسلامية والإخوان المسلمون وغيرهم ... وبعد أن أسفرت أحداث مقتل السادات عن اضطرابات أمنية واسعة لم تقف جهود الشيخ الدعوية ، بل أنشأ في الأزهر أسرة : شباب الأزهر، انتشرت في كل كليات الأزهر تقريبا ، فكان له مريدون في كل كلية من كليات الأزهر ... وكنا نعرف الأخوة المنتمين لهذه الأسرة من هيئاتهم وسمتهم الذي يشبه سمت الشيخ أسامة ودله ... وكانت هذه الأسرة تلتقي في مسجد الشيخ يوم الأربعاء .

هذا بالإضافة إلى جهود طلبة الشيخ ومريديه في جامعات مصر الأخرى مثل جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وخاصة كلية دار العلوم ... وكانت تلك الأسر تقيم معسكرات طلابية في ( أيام الرخاء ) وكان لها دور كبير بين شباب الجامعات في مصر ، وهذا نموذج عملي يدل على كذب ادعاءات بعض المنتقدين للشيخ بأنه يميل للتصوف والدروشة ، في حين أن التنظيم الذي كان في جهود الشيخ يفوق تنظيم كثير من القيادات السلفية والجهادية في مصر حتى غدت دعوته راسخة في المجتمع المصري ، وله أتباع في كثير من محافظات مصر ... هذا فضلا عن مكانة الشيخ بن علماء الأزهر واحترامهم له ... وهو في هذا كله معلن لسلفيته ، مستعلن بانتمائه لأئمة أهل السنة كابن القيم وابن تيمية وغيرهما ، وذلك بما تطبعه مكتبته من رسائل ابن رجب والذهبي وابن القيم ...

وجهت انتقادات لطريقة الشيخ أسامة في التربية وفي الدعوة وفي طلب العلم ، وإلى موقفه من الحكام ، وكل هذه الانتقادات عندي من اختلافات تحقيق المناط بين الدعاة ، وليس عقيدة الشيخ ما يؤخذ عليه ، وكل ما يقال من ذلك فساقط لا برهان عليه ، وهذا شأن الكثير مما يقال في أهل العلم في هذا الزمان .

ومن الشبه المنتشرة عن الشيخ أنه مذهبي متعصب للمذهب الشافعي ، ولعمري هذه تهمة بين عوارها ، فقد سمعته بأذناي يدرس لطلبته في مسجده أحكام الصيام قبل شهر رمضان من كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي ...

أما ما يعترض عليه من عدم مواجهة الحكام في مصر فهي وجهة نظر وطريقة عمل ، وليس معنى ذلك أنه قرير العين بما يحدث في مصر ... فمن يسمع دعاءه في خطبه للمسلمين يعرف حرقة هذا الرجل على أحوال المسلمين ...

وشهرة الشيخ بين دعاة مصر السلفيين غنية عن التعريف ، وشيخنا محمد حسين يعقوب لا يتكلم عنه إلا بقوله :شيخنا الشيخ اسامة ... وقد رايت نسخة كتاب من كتب الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم السكندري ( تأتي ترجمته إن شاء الله ) كتب عليها إهداء فيه : إلى سيدنا الشيخ أسامة .....أهــــــــ

نسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين ... آمين .

تم تعديل بواسطة drmsaber

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

سيرة شيخنا الأجل .. الداعية المربي .. العلامة معلم الناس الخير ... أبي العلاء محمد بن حسين يعقوب المعتمدي ...

ابتدأ الشيخ محمد دعوته السلفية في قريته المعتمدية من قرى الجيزة ، وهي على مقربة من حي بولاق الدكرور أحد أشهر أحياء القاهرة الكبرى ، والذي اشتهر ( بولاق ) بأنه معقل كبير من معاقل حركة الجهاد والجماعة الإسلامية ...

لم تكن دعوته قوية لأنها عاد لتوه من بلاد الجزيرة ، بعد أن تضلع من العلم وشافه العلماء وسمع منهم وتفرغ للمطالعة والدرس والوعظ في قريته ...

ثم ابتدأ حفظه الله في توسيع دعوته على إثر اجتماع ثلة من الدعاة السلفيين في القاهرة والجيزة ، وكان على رأسهم الشيخ حسن أبي الأشبال والشيخ عبد الفتاح الزيني والشيخ محمد الكردي وغيرهم سددهم الله ...

وتكونت عبر هؤلاء رابطة من الدعاة تعنى بتكثيف الدور الدعوي للمنهج السلفي ، وانطلقت الانطلاقة الأولى من مسجد الرحمة بشارع الهرم ...

كان هذا المسجد من مساجد الصوفية ، ولكنه تحول بفضل جهود الدعاة في هذه المنطقة وبمساعدة الدعاة من المناطق الأخرى إلى معقل من معاقل السنة ، وفي غضون خمس سنوات كتبت جريدة التايمز ( فيما أظن ) أن أكبر مسجدين في القاهرة لتجمع الأصوليين هما : الرحمة والتوحيد ، وهو مسجد الشيخ فوزي السعيد فك الله أسره ...

تنامى دور مسجد الرحمة بفضل دروس الشيخ محمد حسين يعقوب ودروس مشايخ الإسكندرية ، ودروس الشيخ أبو إسحاق الحويني ، ودروس مشايخ الدعوة على وجه العموم ... وأكثر ما اشتهر من دروس مسجد الرحمة درس : مدارج السالكين للشيخ محمد حسين يعقوب ... ومن هذه الدروس ابتدأ الشيخ انطلاقته الدعوية وبسط نظريته في إصلاح الجيل وشباب الصحوة عبر بث المعين السلفي التربوي من خلال علوم ابن القيم حتى يكون نسك الشباب مبنيا على أسس وقواعد ، ولا يكون عرضة للتهدم من أول عاصفة ... ذاعت واشتهرت دروس الشيخ على مستوى الجمهورية ، ولأنها لا تتحدث عن السياسة مباشرة فإن الأمن لم عبر كل شرائح المجتمع ، وخاصة الطبقة الغنية وبخاصة طبقة رجال الأعمال ... كما ابتدأت شهرة الشيخ تتوسع عند العامة من خلال أشرطته التي يستخدم فيها اللغة العامية ليخاطب العامي الذي فر عن دين الله تعالى يناديه أن يعود إليه ، ومن أمثلته : لماذا لا تصلي ، وزعت منه مئات الآلاف من النسخ ، ولا يوجد أحد من سائق السيارات ممن صلى إلا وللشيخ فضل عليه بعد الله تعالى ... فضلا عن الألوف من الشباب ممن تأثر بهذا الشريط وكان سببا في هدايته للنسك ...

الشيخ محمد حسين يعقوب خطب في معظم مساجد مصر الشهيرة ومحافظاتها ، وأشرطته العلمية والوعظية دخلت كل بيت تقريبا ، وتداولها المسلمون في كل شارع ، وأحدث الله بها من الأُثر ما لا يعلم مداه إلا الله تعالى ...

والدليل على ذلك أن معدل توزيع أشرطته يبلغ الملايين بفضل الله ، وهو لا يتناول جزءا واحدا من الدين ويركز عليه ، بل إنه يتناول الجانب التربوي من أوسع أبوابه ، ويحصر على تخريج جيل جديد يشبه السلف الصالح ...

الشيخ له مشروع تربوي قديم وعتيق كان لي الفضل في تلقيه عنه حفظه الله . فإنه يعمل على جبهتين : الجبهة الجماهيرية ، حتى يكون تيارا إسلاميا سلفيا قويا ، والجبهة التربوية الخاصة ، ويجعلها من نصيب شباب الصحوة الذين ينتقون بعناية ، ويركز مع هذه الشريحة على العلو بمقامها العلمي والعملي إلى مستويات سامقة ...

مكتبته وتراثه العلمي أعرفه أنا ، ويعرفه كل من دخل مكتبته ، ولكني أزعم اختصاصي بمعرفة الشيخ أكثر من غيري لكثرة ما ذاكرته في أبواب العلم والوعظ والتربية وتراث السلف .....

إنه يكاد يحفظ كتب ابن القيم وابن الجوزي ... ويعرف ذلك المتخصصون في كتب ان الجوزي واسألوا الشيخ يسري السيد الذي فهرس علوم ابن القيم وأثنى على فهرسته الشيخ بكر أبو زيد ، اسألوه عن الشيخ محمد حسين يعقوب ... على يدي هذا الرجل تاب فجار ، وأقلع الكثير من المذنبون .... وعلى يديه تنسك اللآف من شباب الصحوة ....

عبادة الشيخ وزهده وشجاعته وحميته لدين الله تعالى ....

لقد كانت طريقة حياة الشيخ محمد حسين يعقوب تجذب انتباه كل من يصاحبه ويزامله أو يتتلمذ عليه ، إذ كانت البساطة والزهادة في الدنيا أهم ما يميز حياته وحياة أسرته .

ما وجده في متناول يده استعمله ، وما لم يجده لم تتشوف نفسه إليه ولم يسع إليه تحصيلا أو طلبا ...

وقد زاره مرة زمرة كبيرة من طلبة العلم ، فلم يجد ما يقدمه لهم من طعام إلا خبزا وملحا فقدمه لهم دون حياء أو حرج ... فأما إذا كان في بيته طعاما شهيا قدمه أيضا لأحبته دون بخل أو حرج ... وكانت تمر على بيته الأيام والليالي وليس في بيته ما يطعم به أهله ، وهذه لعمري فترات من حياته لا يعرفها إلا قليل ، ولعل البعض ممن يعاشر الشيخ الآن يتعجب ، ولكن مثل هؤلاء الدعاة ليسوا ممن يروجون لترجمتهم وتفاصيل حياتهم ..... خطب مرة في مسجد الرحمة ينتقد شيخ الأزهر ووصفه بأقذع الأوصاف لما صدرت منه من فتاوى أضلت الناس وأذهلتهم عن الحق وأهله ، وأما خطبه في نقد الواقع والمسئولين عنه فلا حصر لها ولا عدد ، وقد خطب مرة عن أحداث البوسنة حينما أعلن أن الصرب اغتصبوا خمسين ألف مسلمة ، فبكى وجعل المسجد يبكي كله عن بكرة أبيه ... أما مواعظه التي يبكي فيها الشباب ويتوب فيها المذنبون فأكثر من أن تعد وتحصى ، وكانت له مواعظ في مسجد النفق في إمبابة ، وكانت مخصصة للعوام والشباب وصغار

طلبة العلم ، ففتح الله على يديه بهذه المواعظ أبواب هداية لكثير من الناس فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ...

يعرف كل من يذهب ليصلي مع الشيخ محمد حسين يعقوب أن صلاته غير عادية ، ومن أراد أن يصلي وراء الشيخ فيجب أن يعد نفسه لصلاة طويلة مديدة تطول أحيانا لستين دقيقة ، أعني صلاة الفرض العادية ، وكان مسجده لا يؤمه إلا طلبة العلم والزاهدين وأهل العبادة من الشباب ، أما فترة اعتكافه التي كان يدير فيها سير الاعتكاف في مسجد الرحمة فكان مضرب المثل في الانضباط والصرامة والعودة إلى سيما السلف في العبادة والاجتهاد وترك اللغو والعبث في المسجد ...

أما عبادته في نفسه فقليل من الناس يعلم حقيقتها ، ولكن كل من سمعه وسمع دعاءه يعلم أن الرجل بينه وبين الله سر ... فلله دره من عابد ... عدد المرات التي أستعدي فيها للأمن للتحقيق معه لا تحصى كثرة ، ولكن الله كان يعافيه من ظلم وبطش الظالمين لما ألقى على وجهه وهيئته من المهابة ، فكان أفجر الفجار من ضباط أمن الدولة بمجرد أن يدخل عليهم يلقي الله في قلوبهم الرعب وتتصاغر نفوسهم عن الاعتداء عليه أو إهانته ....

ومع هذا وذاك فكان يحفظه الله يمنع بين الحين والحين ، ولكن هذا المنع لم يكن ليعوقه عن أن يدعو إلى الله في كل مكان وزمان ...

صحبته في الحضر والسفر ، فما من موقف أتيح له أن يدعو فيها أحدا إلا دعاه ، وكثيرا ما كان يقف بسيارته ليعالج موقفا أو يكلم عاصيا أو يزجر داعرا فاجرا ... مشية الشيخ يحفظه الله فيها تذلل وإخبات ، فكان يخفض رأسه ويطئطئها عندما يمشي بين الناس ، ولا يرفعها إلا لمن سلم عليه فصافحه أو التزمه ... وكان يحفظه الله يكرم أهل العلم وإن قل سنهم ، وكان يقبل أيدي العلماء وطلبة العلم تكريما لهم ، فياله من تواضع وحياء ...

أكثر ما تأثر الشيخ حفظه الله بابن القيم وابن الجوزي ، حتى إنه ذكر لي أنه رأى ابن الجوزي في أكثر من رؤيا ، ورأى كذلك احمد بن حنبل ، ورأى أنه صافحه ، وقص الرؤيا على الشيخ محمد حسان ( امامي ) فطلب منه الشيخ محمد حسان أن يصف له يد الإمام أحمد بن حنبل فقال له إنها يد كبيرة وعروق الدم فيها بارزة ، فصدق الشيخ محمد حسان رؤياه لأنه سبق له أن رآه أيضا ....

تم تعديل بواسطة drmsaber

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

وممن كان له الصدارة في قيادة العلم الدعوي في الثغر السكندري الشيخ الأجل العلامة الفقيه المفتي الطبيب محمد بن إسماعيل المقدم ...

درس الطب في جامعة الإسكندرية في أوائل السبعينات من القرن الميلادي المنصرم ، وهو وغالب قادة العمل الإسلامي السلفي من خريجي جامعة الإسكندرية ، وغالبهم أطباء ومهندسون .

وفي أثناء دراسته في الجامعة كون مع زملائه ورفقاء دعوته فريقا للدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة وكان الشيخ محمد بن إسماعيل هو الذي يصنف الرسائل التي تنشر بين شباب الجامعة ، فمن أول ما نشر وهو في مقتبل حياته الدعوية : تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ، وتحريم حلق اللحية ، وغيرها من الرسائل

الصغيرة ، وكان الشيخ أحمد فريد صنوه يعنى بتأليف كتب الرقائق ...

وكانت هذه الكتب تطبع وتوزع على شباب الجامعة . تكونت نواة الدعاة السلفيين في الإسكندرية إبان تخرج هؤلاء الشباب ، حيث عمل الشيخ محمد إسماعيل على نشر الدعوة السلفية في كل أنحاء القطر المصري ، وبخاصة في القاهرة العاصمة ، فكان ينتقل إلى مصر كل أسبوع لإلقاء درس في منطقة الطالبية حيث وجد أول تجمع سلفي واضح المعالم في القاهرة إبان فترة أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ...

وكانت جهود الشيخ محمد إسماعيل حفظه مركزة على الدروس ذات البعد الحضاري والاجتماعي ، مع اهتمامه بقضية المنهج ... أعني المنهج السلفي .. فولدت أول نواة لمعهد سلفي لتخريج الدعاة في مدينة الإسكندرية ، وابتدأت الدروس في كل العلوم الشرعية ، وتخرج دفعات من الدعاة والشباب العامل الذي تلقى دراسات مكثفة عن المنهج وعن العمل الدعوي ، ومع تخرج الدفعة الأولى اتجه العمل الجماعي لدعاة الإسكدرية نحو مزيد من التنظيم والاتساع ..

بدأ العمل الدعوي السلفي يتوغل في الجامعات حتى احتل مكانة مرموقة ، وصار للسلفين وجود واضح ينافس وجود الجماعات الأخرى العاملة ...

صارت المدرسة السلفية تصدر دعاتها إلى كل أقاليم القطر المصري ، وصارت تتابع الدعوات السلفية في المناطق الأخرى من القطر المصري ... وبفضل التواجد السلفي المكثف للمدرسة السلفية في الإسكندرية ترسخ المنهج السلفي في المجتمع المصري في كثير من الأقاليم ، وصارت الدعوة السلفية تمثل العمل الإسلامي في كثير من المجالات وبخاصة في المجال العلمي الذي تفوق فيه السلفيون على الجماعات الأخرى حتى أقرت الجماعات بأن أهم ما يميز السلفيين هو اهتمامهم بالعلم الشرعي ... فكان مكسبا في حدث ذاته ..

أخلاق الشيخ العلامة محمد بن إسماعيل وسمته وديانته ...

عرف عن الشيخ حفظه الله أنه من أعلى الناس خلقا وأدبا في علماء العصر ودعاته ، حتى إن كلمة الجماعات الإسلامية في مصر اتفقت على وصفه بهذا اللفظ ، ولا يعرف أحد من الجماعات الإسلامية التي تخالف الشيخ تكن له أي بغض أو كراهية أو تحفظ ، بل تعتبره رجلا محل إجماع في الصحوة ... مثله مثل بعض الأعلام في الجماعات الأخرى ...

وقد عايشت الشيخ ليلة مع بعض الأخوة في بيته تسمح لي أن أحكي ما اشتهر بين الناس بالسند العالي وبالمشاهدة لا بالسماع ....

أما مكتبته فتشغل جزءا كبيرا من شقته ، والتي كانت في يوم من الأيام ضيقة جدا ، لا تسعه ولا تسع أسرته ولا مكتبته المعامرة ، حتى وسع الله عليه وحصل على شقة أوسع وسعت مكتبته ، ومع ذلك فإن الشقة ازدحمت بالكتب والأبحاث التي يؤلفها الشيخ ... وكان هذا اللقاء في أواسط الثمانينات من القرن الماضي ...

حضرنا درسا للشيخ في مسجد أبي حنيفة في عشية ليلة شاتية من ليالي الإسكندرية ، ثم استضافنا الشيخ في بيته ، وكان معنا شيخنا الحبيب القريب عبد الفتاح الزيني ( وكان هو أمير الركب ) والشيخ محمد الكردي ، الداعية الهصور والمجاهد الجسور ، والأخ الحبيب مجدي حسن الذي كان من أوائل المعاصرين لمشايخ الجماعات الإسلامية ... وكان أكبرنا سنا ...

نزلنا على بيت الشيخ فقدم لنا العشاء ، وأبى على أي واحد منا أن يحمل أي شيء من الطعام ، حتى إنه دخل ومعه الصحون أكثر من مرة فقمنا احتراما له نساعده فأمرنا أمرا أن نجلس وألا نتحرك من أماكننا ...

من معالي أخلاق هذا الداعية أنه عقد دروسا منهجية حول قضية الجهاد ، تطرق فيها لتجربة الجماعات الجهادية في مصر ، وكان قد ألقى تلك الدروس على مدار اثني عشر أسبوعا في قوت كانت الجماعات الجهادية تعيش عصر هدنة مع السلطة ، فلما اشتدت الأزمة على جماعات الجهاد طلب بعض الدعاة من الشيخ أن يعيد تدريس تلك المادة المنهجية ، فرفض الشيخ احتراما لحال الأخوة من جماعات الجهاد وما هم فيه من محنة ... وهذا يعكس الرؤية الشاملة المشفقة لهذا الداعية ، وهذه من درر ما تعلمت من الدعاة ، ونفعتني في المعيارية الولائية التي بها أزن مواقفي مع الجماعات الإسلامية ...

أما ورع الشيخ وعبادته فقد طبقت الآفاق ، ولم يتسن لي شرف الصلاة وراءه في أيام رمضان ولكن حدثني الثقات من طلبة العلم من تلامذة الشيخ أنه كان يصلي التراويح بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثانية ليلا ،وكان يطيل السجود والركوع جدا ...

والذي يحضر محاضرات هذا الشيخ ويتعرف على المشايخ الذين عرفوه يعرف قدر هذا الرجل ، فما رأيت الدعاة والمشايخ من أهل السنة يبجلون ويحترمون أحدا مثل الشيخ محمد إسماعيل ، فما أن يرد ذكره في مجلس إلا ويتسارع الناس في مدحه والثناء على إنصافه وهدوئه وعقله ...

ومما تميز به الشيخ كثرة مؤلفاته المتخصصة ، فله موسوعة : عودة الحجاب التي أرخ فيها للعلمانية ، وللصراع بين الإسلاميين والعلمانيين ، متمثلا في الحجاب ، والعجيب أن الشيخ محمد بن إسماعيل عني كثيرا بتأريخ صراع الصحوة مع تحديات المجتمع العلماني ، فله كتاب : تحريم حلق اللحية ، وكتاب : تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ، وله : الصلاة لماذا .. وله : النصيحة في الأذكار الصحيحة ... ولو تأملنا في هذه المصنفات لوجدنا هي العلامة المميز لشباب الصحوة ، الحجاب ، اللحية ، عدم مصافحة المرأة الأجنبية ( منع الاختلاط ) الصلاة ، الذكر ... ثم كان من أواخر مؤلفاته : حرمة أهل العلم ، لما رأى تطاول الأغيلمة على علماء الأمة ...

ومن معاركه الشهيرة التي سطرها التاريخ مجدا للصحوة الإسلامية معركته مع أذناب العلمانية من أشباه العلماء ، وذلك في معركة النقاب الشهيرة مع الدعي الجهول منصور إسماعيل ( أظن اسمه كذلك وإلا فالوهم مني ) ، حيث أيد هذا الدعي شيخ الأزهر سيد طنطاوي ، فانبرى الشيخ محمد إسماعيل يقرر المسألة لا تزحزح عن رأي علماء الصحوة المشهور بوجوب لبس النقاب للمرأة في هذا العصر ، فألف : بل النقاب واجب ... حتى لا تروج مقولة الدعي : بتحريم النقاب ... فكتب الله لدعوته القبول وانتشر النقاب في مصر .. وذلك بفضل الله ثم بفضل كتابه الذي كان بمثابة الحصن الحصين والمرجعية العلمية المرموقة لجيل الصحوة في قضية النقاب التي تمثل رمز الالتزام بالنسبة لفتيات الصحوة فلله دره ...

اشتهر الشيخ محمد إسماعيل بتناوله لكل قضايا العصر ، فما من قضية تشغل الرأي العام إلا ويفرد لها محاضرة يتناول فيها القضية من الناحية الإخبارية تحليلا وشرحا ، ثم يتعرض لحكم الشرع إن وجد في القضية وعلاقة الصحوة بهذه القضية ، حتى بلغت شرائط دروسه التي تتناول كل قضايا العصر مئات بل أظنها جاوزت الألف بمراحل ...

أما دروسه في الفقه فقد كان بدأ في شرح منار السبيل منذ سنين عديدة ، وأظنه قارب على الانتهاء منه الآن ..

لقد كانت دعوة الشيخ وعمله من النوع الصعب الشاق ، البطئ في خطواته ، ولكنه من النوع الراسخ الذي بقي أثره وطال واتسع حتى بلغ بلاد العالم ...

وما من مركز إسلامي في أمريكا وأوروبا ، وما من طالب علم جاد في بحثه إلا ويعرف هذا الشيخ بكتبه وبحوثه ... ولو قدر لطلبة العلم وشباب الصحوة جميعا أن يلتقوا به فإنهم سيجدونه الرجل المناسب ليكون على رأس مجلس الحكماء ... أنا أسميه حكيم الأمة ... بل هو بحق : إمام من أئمة السنة في هذا الزمان ...

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

الله يرحم

جميع العلماء

بمافيهم علماء الدين والكيمياء والفيزياء والجولوجيا

الذين ساعدوا فى عمار الأرض وساعدوا خلق الله

رحم الله العالماء المصريين الذين شرفوا مصر والمسلمين الأحياء منهم والأموات

ومنهم الدكتور مشرفة والدكتور أحمد زويل والمشد والدكتورة سميرة ..... عالمة الذرة المصرية والتى قتلها الموساد هى والمشد ورحم الله الدكتور الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده من علماء الدين وغيرهم من علماء العالم سواء فى الدين أو فى فروع العلم المختلفة

وشكرا لكاتب هذا الموضوع وتذكره العلماء الأنجاب

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا للدكتور صابر ما قدمه لعلماء المذهب السلفى او كما يسميهم اهل السنه و الجماعه مع انى شخصيا ارفض ان نقسم المسلمين لفرق و شيع و مذاهب ...بس انا لى عدة ملاحظات ارجو ان يتسع صدرك لها :

الأخ الدكتور صابر لى تساؤل جدى ...حضرتك ذكرت :

وحضرته مرة وقد قرا صلاة المغرب يوم التاسع من ذي الحجة بسورة

الأعراف ، يقرأ قراءة بطيئة حزينة ، يبكي من خلفه ، ويطيل الركوع والسجود .

عن ابو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" اذا صلى احدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف و السقيم و الكبير فإذا صلى لنفسه فليظول ما شاء"

اليس هذه سنه عن الرسول و نصح الأمام بهذا هو من قبيل ان يستن الأمام بسنه الرسول ...

و للحديث بقيه

*اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس

*اللهم و لى امورنا خيارنا و لا تول امورنا شرارنا

* الساكت عن الحق شيطان أخرس

* الشعوب تستحق حكامها

رابط هذا التعليق
شارك

جزيتى خيراً على التذكرة

و هذا ما وجدت عن التخفيف فى الصلاة :

وكان غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن، وكانت صلاته إذا صلى بالناس وسطا بين الطول والقصر، وغالبا ما يقرأ في صلاة الفجر بطوال المفصل، وكذلك الظهر، وكان يقرأ من وسط المفصل في العشاء، أما العصر والمغرب فكان يقرأ فيهما بقصار المفصل، وربما قرأ في المغرب من وسط المفصل.

وننبه إلى أن المفصل من القرآن على الصحيح يبدأ من سورة ق إلى آخر القرآن وينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: طوال المفصل، ويبدأ من الحجرات إلى عبس وتولى.

الثاني: أواسط المفصل، وتبدأ من عبس إلى سورة الضحى.

والثالث: قصاره، وتبدأ من الضحى إلى الناس، وعليه فالإمام الذي يقرأ صفحة ونصفا في صلاة العشاء وخصوصا إذا كان يقسم ذلك بين الركعتين لم يتجاوز المعتاد في التخفيف شرعاً لأن وسط المفصل الذي كان صلى الله عليه وسلم يقرأ به لا يبعد عن هذا القدر أي صفحة ونصف.

والله أعلم.

أما عن صلاة الشيخ اسامة فلعل لديه حجة للإطالة فى فرض المغرب و ربما أخطأ الناقل عنه فى التعبير عن حسن صلاة الشيخ.

أما عن السلفية و أهل السنة فهذا وصف لواقعهم لا يرجى به الفرقة و التحزب ..فياليت كل المسلمين اليوم يأخذون بهدى الرسول صلى الله عليه و سلم و صحبه و يعتنون بسنته عناية أهل السنة و الجماعة

قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقيل يا رسول الله وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد فقال عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا وسترون من بعدي اختلافا شديدا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والأمور المحدثات فإن كل بدعة ضلالة صحيح الألباني صحيح ابن ماجه

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 56
      قال السيسى فى احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف ما لم يجرؤ حاكم من قبل على قوله ثورجى على الهادى .. بدون صراخ ولا جاعورة .. يقود ثورة دينية فى معقل المؤسسة التى طالبناها مرارا وتكرارا بالاضطلاع بمسؤوليتها فى تصحيح الخطاب الدينى طالبهم بثورة دينية .. ثورة على النفس .. ثورة ضمير واخلاق وسلوك قال لهم ما تبصوش من جوه .. بصوا من بره والله لأحاجيكم أمام الله عز وجل يوم القيامة معقول الفكر والنصوص - وليس الدين - التى أصبحنا نقدسها تدفعنا إلى العمل على نشر الخراب والقتل فى هذا العالم
    • 6
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أترككم أولا مع هذا الخبر لأنه ما استفزني للكتابة
    • 9
      الجزيرة مصر قناة وليدة بعد الثورة تصدر في دولة قطر وتهتم بالشأن الداخلي جدا لدولة أخرى على مدار الـ 42 ساعة يوميا لا أدري إن كان لي الحق في الاعتراض عليها أم لا ؟ وهل يشاركني أحد في الاعتراض على ما تبثه أو على فكرة إنشائها أصلا - لا أدري تلك الجمل المكررة عن مباحث أمن الدولة .. فأراد هذا الجهاز أن ينفض أركان هذه الجريمة - لا أدري سر تمسكها بتكرار صور دهس لعربة شرطة بصورة متكررة ومملة ما الغرض ؟ - لا أدري ما للجزيرة وأخبار الفول والطعمية والزيت والسكر وشح أنابيب الغاز وغلاء بعض السلع في ر
    • 1
      تظهر اليوم نتيجة القرعة السادسة في بعض المدن وتستأنف يوم الإثنين في باقي المدن. نرجو من الأخوة الذي حالفهم الحظ التواصل معنا وفقكم الله فاروق
    • 0
      تحية قلبية لجميع المحاورين والمحاورات ........ أكتب هذا الموضوع لنكرم علمائنا العظام الذين تفانوا في تعليم جيلنا وأجيال من بعدنا .. كلية علوم اسكندرية .. خرجت أجيال من تحت أيدى هؤلاء العلماء الأجلاء .. وأسمحولى بذكر بعض منهم ... الأستاذ الدكتور حسن الخادم عالم الكيمياء.. الدكتور يحى الوكيل عالم الجيولوجيا .. الدكتور محمود عبدالوهاب عالم الفيزياء .. الدكتور يحى تاضروس عالم الفيزياء ..الدكتور محمد لاشين عالم الفيزياء .. الدكتور محمود أبو العمايم عالم الكيمياء .. الدكتور عبدالمنعم خربوش عالم النب
×
×
  • أضف...