اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

البيعة


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

البيعة

تركزت جهود الأعداء في واقعة الطف على إرغام الإمام الحسين على المبايعة ليزيد بن معاوية. ولكنه أبى عليهم ذلك حتى استشهد. والبيعة تعني في الأساس التعاقد والتعاهد. وكان نقض العهد من أقبح القبائح عند العرب.

ومباعية الحاكم كانت تعد نوعا من الموافقة والتأييد والانقياد والطاعة. إما عدم المبايعة فبعني التمرد وعدم الاعتراف. وكان مفهوم البيعة في صدر الإسلام يعطي معنى الطاعة والانقياد للحكومة. ومن يبايع الحاكم لا يمكنه التمرّد عليه أو محاربته، وعندما تتم البيعة علنا يعتبر الناس المبايع مؤيدا للخليفة والحاكم. ولم يكن العدول عن البيعة مقبولا ولا متعارفا؛ لأن في ذلك خطر على نفسه وكرامته.

وفي تاريخ الإسلام هناك بيعة العقبة، وبيعة الرضوان وغيرهما. ويحكم القرآن الكريم بأن مبايعة النبي مبايعة الله، فقال{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ..}(الفتح/10). وقال عن مبايعة المؤمنات للرسول: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ.. فَبَايِعْهُنَّ..}(الممتحنة/12).

وكانت المبايعة بمصافحة الشخص بمثابة التعاهد معه على أمر ما، وكقسم على الوفاء للحكومة والحاكم. ومصافحة الحاكم أو الأمير أو الوالي أو من ينوب عنهم تعد مبايعة له. والبيعة في الإسلام لا تعتبر طريقة في انتخاب الحاكم، بل هي أسلوب لترسيخ حكومة الإمام اللائق لهذا المنصب على أساس محور الشرع وحكم الله، كما وصفه أمير المؤمنين بقوله بنهج البلاغة: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).

وأفردت كتب الحديث بابا خاصا للبيعة، مما يدل على أهميتها في النظام السياسي والاجتماعي في الإسلام. وانطلاقا من هذا التصور اتخذت البيعة بعد وفاة رسول الله أهمية فائقة، وصار لأخذ البيعة من الناس لصالح الحكومة بُعدا سياسيا تجلى في قضية السقيفة، واستنادا إلى هذا الأصل أرادوا إرغام الإمام علي عليه السلام وأصحابه على البيعة، وقد تولى هو عليه السلام الخلافة من خلال مبايعة الناس له بعد مقتل عثمان.

وكان العمل الذي ارتكبه معاوية بأخذ البيعة لابنه يزيد، في وقت لا زال هو فيه حياً، بانتهاج أسلوب الإكراه والإرهاب من جملة التصرفات المقيتة للأمويين؛ فقد أخذ معاوية البيعة في عام 59 للهجرة من أهالي الشام ومن وجوه القبائل لابنه يزيد بصفته وليا للعهد، وبعث الى الولايات كتبا يدعوهم فيها لمبايعته، وقد لقيت هذه الدعوة معارضة من البعض إلا أنه قمعهم بقوة(مروج الذهب 27:3).

وبعد موت معاوية بعث يزيد كتابا الى والي المدينة دعاه فيه الى أخذ البيعة من الحسين بن علي بأي صورة كانت، إلا إن الإمام الحسين كان يرى أن هذا الرجل غير صالح للخلافة، فرفض البيعة وقال: ((مثلي لا يبايع مثله)).

وفي المدة التي كان فيها سيد الشهداء في مكة ووصلته كتب ورسائل أهل الكوفة؛ بعث إليهم مسلم بن عقيل مندوبا عنه، فبايعه شيعة الكوفة نيابة عن الإمام الحسين، وكان عدد من بايعه منهم 18 ألفا أو 25 ألفا، وفقا لبعض الروايات(مقتل الحسين للمقرم :168).

أما رفع البيعة من الإمام أو الوالي عن المبايع فيعني ازالة ذلك التعهد الذي ألزم نفسه به من خلال البيعة. وفي ليلة عاشوراء أثنى الامام الحسين في كلمة له على وفاء أصحابه ودعا الله لهم بخير الجزاء، ثم إنه رفع عنهم البيعة ليتخذ كل من يشاء منهم ظلام الليل سترا وينجو بنفسه، فقال لهم: ((ألا وأنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا))(بحار الأنوار 393:44) إلاّ أن أنصاره نهضوا الواحد تلو الآخر أعلنوا له وفاءهم بالعهد ووقوفهم إلى جانبه، ولم ينصرف منهم واحد، وكلمات مسلم بن عوسجة، وزهير، وأبناء مسلم بن عقيل وغيرهم معروفة في هذا الكتاب

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...