أحمد سيف بتاريخ: 1 سبتمبر 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 سبتمبر 2010 نسمع منذ فترة مقولة تتردد أن دولة الصهاينة (إسرائيل) هي دولة دينية ... ويلجأ المتحمسون للدولة الدينية لهذا الادعاء لسببين - إثبات أن الدولة الدينية لا تتعارض مع الحداثة والتقدم على اعتبار أن (إسرائيل) هي من أكثر الدول تقدما في مجالات العلم والتكنولوجيا خصوصا - إثبات أن العلمانيون يكيلون بمكيالين حين يرفضون قيام دولة دينية في البلاد ذات الغالبية المسلمة وفي ذات الوقت يغضّون الطرف عن إسرائيل والحقيقة أن هذه المقولة تنطبق عليها مفهوم الكذبة التي ظللنا نرددها حتى صدقناها ... ولذا تجد الجميع يتعامل معها باعتبارها حقيقة مسلما بها وليست مجرد تلاعب لفظي كما سأثبت حالا إسرائيل هي دولة يهودية ... أو هكذا تريد أن تكون ... ولكن بأي معنى ؟؟ ... هذا هو المهم الحقيقة أنها ترى نفسها دولة للشعب اليهودي وهذا هو الأساس الذي قامت عليه ... أي أنها ترغب - في النهاية - في حصر مواطنتها باليهود ونزعها عن غيرهم ... ولنتذكر جميعا أن اليهود ينظرون لأنفسهم كقومية وليس فقط كدين (أبناء يعقوب) واختاروا اسم دولتهم ليعكسوا هذه الرؤية ... والغريب أن مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل كان ملحدا ولكن أصحابنا مصممون على أن سعى لتكوين دولة دينية كان ليصبح هو نفسه أول ضحاياها ومجرميها. ولكن على الجانب الآخر فإسرائيل - في تشريعها لقوانينها وتعاملها مع مواطنيها هي دولة علمانية كأي دولة غربية .... وذلك يمكن الوصول استنتاجه ببساطة من خلال النظر للحقائق التالية: - أولا ... لا يوجد في قانون الدولة أي إشارة للشريعة اليهودية كمصدر للتشريع ... فضلا عن اعتبارها مصدرا أساسيا أو الأساسي أو الوحيد للتشريع كما يطالب أخواننا من أنصار الدولة الدينية السلطانية - ثانيا ... نظام الحكم فيها ديموقراطي قائم على إرادة الشعب كمصدر لشرعية الحكم وعلى حق المواطنين في اختيار حكامهم ومشرعيهم دون أي شروط مسبقة فيما يتعلق بتدينهم أو معتقدهم. - ثالثا ... لا يوجد لرجال الدين - الحاخامات- أي سلطة تتعدى ما لغيرهم من المواطنين في التدخل في تشريع القوانين وتطبيقها أو اختيار الحكومة ... نعم هناك امتيازات معينة ممنوحة لرجال وطلبة الدين ولكن هذه الامتيازات تم إقرارها باختيار الشعب وليس بامتياز الهي أو نص شرعي ... ويمكن للشعب الذي منحهم هذه الامتيازات سحبها منهم في أي لحظة - رابعا ... للأحزاب الدينية حق المشاركة في السياسة كغيرها ولكن ليس من حقها احتكار العمل السياسي والغاء الديموقراطية حال وصولهم الى الحكم كما يمنى أنصار الدولة الدينية أنفسهم هناك طبعا بعض الأصوات التي تخرج بين الحين والآخر للمناداة بتطبيق الشريعة اليهودية ولكن هذه الأصوات يتم الرد عليها بشكل صارم وفوري ... لأن قادة هذا الكيان يعرفون أن تلك ستكون بداية النهاية لدولتهم وسيعود معظم من هاجروا اليها - وأغلبهم من دول علمانية - الى بلادهم أو سيغادرون الى دول علمانية هروبا من إضطهاد رجال الدين وتدخلهم في حرياتهم وآدي مثال http://www.al-akhbar.com/ar/node/168477 السؤال هو: هل يمكن مقارنة الدولة الدينية المزعومة في إسرائيل بما يروج له في مصر تحت مسمى (الدولة الإسلامية) ... الإجابة القاطعة هي لا ... ما يراد تحويل مصر اليه هو دولة يحكمها رجال الدين عن طريق كونهم الجهة الوحيدة المخولة بتشريع القوانين والحكم في المنازعات ... وعن طريق تحالفهم مع حكم استبدادي مع إنكار حق الشعب في الديموقراطية والحريات الأساسية. وأقول لدعاة الدولة الدينية... إذا كنتم تريدونها دولة دينية على غرار إسرائيل فأنا أول المؤيدين لذلك ... أما إذا كان كل ما تسعون اليه هو تمرير مشروعكم تحت يافطة يهودية إسرائيل وإسلامية مصر فهذا إدعاء لا ينطلي إلا على البسطاء والمقتنعين أساسا بفكرتكم. ولي عودة. إن فشلنا في الوصول للحكم ولتغيير البلد .. لا تقلقوا .. نحن فكرة .. الفكرة لا تموت ... تستمر لا تتوقف البرادعي 15/10/2011 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان