اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مانح الروح وبائع الباطون


Recommended Posts

تعقيبا على " مانح الروح وبائع الباطون" لعدلي صادق:

نحتاج إلى "حفلة تعزيل شاملة"!

ناصر السهلي

الأخ الفاضل عدلي صادق,

إني والله لأقدر فيك جرأتك في تناول قضايانا, لا من باب "التهوية والتنفيس" وإنما من باب الوطني الحريص على أن يبقى المشروع الوطني يستمد الحياة من ذاكرة وضمير وتضحيات شعب لم يغفر في يوم من الأيام لمن خانوه وطعنوه حتى لو تخاصم مع نصف الكرة الأرضية..

نعم يا أستاذ عدلي المسألة التي يطرحها كوهين وغيره,حتى من هؤلاء المحسوبين على أمتنا, لها من الأهداف ما ذهبت أنت إليه... إنهم يريدون لثقافة العمالة أن تسود ولثقافة التجارة بدماء الشعب والوطن أن تكون نبراسا لهذه المرحلة...أليس شعار "يا عمي إسرائيل حاكمة الدنيا كلها" يتقاطع مع "واقعية" التفريط وخفض السقف إلى أن تتحول القضية لمجرد متاهة البحث عن جمل تتناسب وطرق التعبير عن عجز الحالة العربية كما سادت في مرحلة "هذا ما ارتضاه أصحاب القضية" هروبا من جبن وخيانة النفط العربي القادم إلينا بميركافا وأباتشي تسلب خيال الضعفاء..

ومادمنا نقرأ كيف أن ثلة من الساقطين قد امتهنوا الوطنية وحولوا الوطن إلى تجارة, فمن المؤكد أن إسهامات أي عاقل فلسطيني يجب أن تصب في اتجاه فضح هؤلاء "السماسرة" من صغار وكبار القوم ليتسنى لهذا الوطن أن ينفض عنه غبار القلة الساقطة في براثن العمالة من حيث تدري أو لا تدري في وقتنا الراهن كي لا تتحول مسيرة هذا الشعب المعطاء التي عانت من إرهاصات كبيرة بسبب ارتجالية سياسية وسمسرة مكشوفة أحيانا..

خطأ من أن شخصا ما يدعى رشيد أو سلام أو من الآخرين "المُنزلين" تحكم بالثورة والرجال وشبه الدولة فيما بعد؟ خطأ من أيضا أن تُلعب هذه اللعبة المقيتة باسم "مسك العصا من النص" حتى صار لنا من أسماء الأجهزة الأمنية ما لا تملكه الصين؟

هذا عدونا يا سيدي يبحث مثل أي عدو عمن يخدمه لتحقيق مآربه ثم يرميه راكلا إياه كما تُركل الكلاب الضالة... في الجزائر, وأنت الأدرى بتاريخها, فعل المستعمر الفرنسي ما يفعله أي عدو بخلق طبقة كاملة من العملاء والخونة... وإذا كنا أيام "دولتنا في الفاكهاني" نعاني من قصر نظر ثوري ومن دكاكين النظم الإقليمية والدولية و"خردقة" أمنية راح ضحيتها المئات من الشهداء والشرفاء من قياداتنا, فإننا جميعا كنا نسمع نكتة الإجابة عن "الحرامية" دون أن نجد إجابة عن العملاء والجبناء الذين هربوا من مسؤولياتهم أمام المقاتل الشاب لتراهم بعد ذلك قيادات من نوعيات VIP..

إذن, خطأ "أجدادنا", وهم القلة اللامنتمية إلا لمصالحها, ليس هو الذي يتكرر منذ سنوات... ومهما أراد عدونا أن يفعل ليفرخ "طبقة عميلة" إلا أنه فشل بفعل ما ذكرته أنت تحديدا, واسمح لي بهذا الاقتباس:

"أما نحن، فلن يؤثر فينا كلام كوهين عن "جيش الظل" لأننا فلسطينيون جُدد، ومتجددون. فإن كان جزء، من الشريحة الارستقراطية الفلسطينية الغابرة، مع جزء من وجهاء الريف، قد تواطأ مع العدو، عن جهل بثقافة الدولة وبضرورة الاستقلال والحرية، وانبهر بإمكانات الصهيونية، وطاوع جُبَنه وضعف نفسه، فإن الغالبية العظمى، من الفلسطينيين، تمتلك الشجاعة وخبرات كفاحية، لا نظير لها، وتعرف تماماً معنى الاستقلال والحرية، ولن تفاجأ بأية جُرعة من الحكاية غير المنشورة، لأن الحكاية الشفاهية، للخيانة، معلومة بوقائعها وأسمائها، في الوعي الجمعي الفلسطيني، وانطلق الكفاح الوطني، أو الثورة المعاصرة، عن دراية بهذه الحكاية. بالتالي، لن يكون هناك نَص، قابل لدحض ملحمة البطولة"..

فنحن الجدد يا أستاذنا العزيز بحامرة.ن نرى قيادات قدوة للوطنية والترفع عن ضيق المصالح والأفق حتى لا تفتك بنا أخطاء اختيار اللون الباهت وإرباكاته الكثيرة والكبيرة... حتى لا يبقى هذا التطاول على "الخبرات الكفاحية" وكأن الله الذي أعطى فلان عقلا حجبه عن الملايين الأخرى...حتى أننا مللنا تلك الوجوه التي باسمنا تلوك الكلام المصفوف أمام عدسات التصوير... وحتى لا نبقى نُلدغ من جحرنا ألف مرة ...

منذ "اوسلو" ونحن نسمع ونكتشف حجم البؤس الذي حبست الثورة وشبه الدولة نفسها في مربعاته, لكن من قام بفعل معاكس لهذا البؤس؟ ألم يزداد مشهد خيبتنا خيبات ونحن نمعن في طبطبة وتعمية باسم "الحلم" و"المصلحة الوطنية العليا" التي بات ويا للأسف يُحددها لنا من يرى فينا أُناس غير راشدين ليأخذوا بيدنا حيث يراد لهم أن يأخذونا؟

ويا ليت المسألة تتوقف عند " الباطون" أو الإسمنت.. أو سمسرة التوظيف أو العبور والدراسة والعلاج وأشياء أخرى كثيرة... يا ليتها كانت فقط عند ذلك الحد...

تراني سأتوقف عند هذا الحد بدل أن أسترسل فأتوه فيما أبحث عنه, وإن كان بسيطا جدا:

أتذكر أمي عند كل مناسبة كانت تقوم بعملية في منزلنا المتواضع, الذي كنا نستأجره في المخيم ولا نملكه, عملية يُطلق عليها "تعزيل".. فتقوم برمي الأشياء الغير صالحة للاستعمال أو إعادة استعمالها بطريقة أخرى وتنظيف دقيق لكل شبر من أمتار المنزل الصغير... وعليه فأنا كفلسطيني لا تهمه من ماديات هذه الدنيا الكثير أطلب أن تُقام عندنا "حفلة تعزيل شاملة" وربما عزل بعد التعزيل وتنقية من الشوائب والطحالب التي تنمو على ضفاف هذه القضية وباسمها!

بوركت يا أخ عدلي وبورك قلمك وبوركت وطنيتك الغير مُقيدة في حدود الانتماء التنظيمي!

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...