اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الخــدمة العــــامة


أسد

Recommended Posts

أتذكر عند تخرجي من الجامعة منذ حوالي ربع قرن .. كان جميع الشباب من الذكور .. يتم تجنيدهم .. إلا الذين يفشلون في إجتياز الكشف الطبي .. أو من هو وحيد والديه .. أو العائل الوحيد للأسرة .. واستحدثوا في ذلك الوقت الإعفاء لمزدوجي الجنسية

وكان الجميع ممن تجاوزوا الشروط يتم تجنيدهم بالكامل .. ويؤدون الخدمة العسكرية ..

مع قسوتها إلا أنها كان لها فوائد .. وكان الفرد يشعر بالمواطنة والإنتماء على نحو أو آخر .. كل حسب رؤيته للأمر ... وكل حسب خلفيته ..

كان الغالبية يتعايشون مع الأمر بشكل إيجابي .. برغم ما كنا نشعر بأن التجنيد سيعطلنا أو سيؤخر مسيرة البحث عن المستقبل .. لكننا في ذلك الوقت كنا أفضل حالاً بكثير عن الحال الحالي ..

أما من لم يتم تجنيده .. بالإضافة إلى الإناث .. فكانوا يؤدون الخدمة العامة .. وفي ذلك الوقت كان هؤلاء الشباب من خريجي الجامعات .. الذين يؤدون الخدمة العامة .. كانوا يسهمون في مشروعات التعداد السكاني .. أو محو الأمية .. أو العمل في التوعية في الريف وفي بعض القطاعات .. وكلها خدمات عامة مدنية ..

وبالرغم من أن العمل في مشروعات الخدمة العامة .. ككل شئ في مصر .. لم يكن يتم على النحو المطلوب .. ولا بالجودة اللازمة .. أو حتى غير قريب منها ...

إلا أنه كان هناك مشروعاً وتنظيماً يمكن من خلاله الإتصال بكل الشباب من خريجي الجامعات ..

أعتقد أن هذا الجهاز للخدمة العامة المدنية قد تلاشى مع الزمن ..

لا أدري لماذا لا تعاد صياغة تلك الفكرة مرة أخرى .. خاصة مع زيادة عدد الخريجين من الجامعات .. وعدم تجنيد أغلبيتهم في القوات المسلحة .. فلماذا لا يتم استغلال هذا العدد الكبير .. والإستعانة بهم .. وإنشاء جهاز جديد للخدمة العامة المدنية .. للإستفادة من طاقات الشباب المصري ..

دائماً ما ننادي بأن يكون للشباب دور في تحسين الوضع في مصر ..

لكن كيف .. هل سيخرج الشباب من تلقاء نفسه للمساهمة ..

يجب أن يكون النظام المصري لديه الرؤية والرغبة في تحقيق ذلك ..

وبالتالي سيتم إنشاء معسكرات توعية لهؤلاء الشباب .. لتعبئتهم واستعادة همتهم .. واستعادة روحهم الوطنية .. للمساهمة في تحسين أوضاع البلاد والعباد

وبالتالي تشغيلهم بأجور رمزية لا تمثل عبء كبير على الدولة .. بقدر ما ستعود بفائدة عظيمة عليها .. وأيضاً تعميق مفهوم الخدمةالعامة لدى عامة الناس في مصر .. الخدمة العامة هذا المفهوم الذي غاب عن عقول الشعب المصري .. تماماً ..

هذا مشروع ضخم .. يجب أن يقوم عليه خيرة علماء مصر .. ينظرون له ويرسمون له خارطة ومنهج ...

هذا المشروع إن تحقق .. يمكن تشغيل هؤلاء الشباب في كل شئ في مصر .. بمنهج علمي ومنظم ..

وليثبت الشباب المصري أنهم هم فعلاً هم صناع تاريخ مصر الجديدة .. والحديثة ...

قد تكون تلك فكرة .. تسهم في إعادة بناء مصر التي نتمناها .. بأيادي شباب مصر .. وهمتهم ..

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

استاذى الفاضل اعتقد انه اصبح امر صعب الان

بسبب الاعداد الكبيرة وانت تعلم دور الكثافة السكانية

وايضا يعتبر تكلفة على الدولة حتى وان كان يعطى لعسكري التجنيد مبلغ ضئيل جدا جدا

كمرتب او كنوع من المبلغ الرمزى من الدولة لعسكرى التجنيد ولكن ومع ازدياد العدد قد يصبح مبالغ باهظة على عاتق الدولة

ولكن كان نموذج للتدريب على الكثير من الصفات التى يفتقدها الشاب فى بيته فهو معسكر - لا مجال للرفاهية المنزلية الموجودة بين الاهل

بالاضافة الى اعتماده على نفسه فى حل جميع اموره والتصرف بالاضافة الى الكثير من الصفات الراسخة والتى تطوره نفسيا وذهنيا فى حياته

وقد ذكرتني بمشهد طريف ان احدى قريباتى عندما علمت ان ابنها مطلوب للتجنيد

ولا اصف كم زرفت من الدموع بسبب اعتقادها ان ذلك سيؤثر على صحته وهى لا تحب اترى ابنها مهزيل ضعيف او ان الشمس تغير لونه

لقد كان لها هذا الخبر كالصاعقة - كيف يعود ابنها لها وهو متعب وعلى فترات طويلة

ســؤال هل رحـــلات ســفارى الشاقة والمتعبة بالجبال تعتبر تعويضا عن التجنيد ولها بعض الخصائص

مع وجود بعض الاختلافات

نـحن البلـــــدان الحقيقـيــة فى هــذا العـــالم . . . وليـــــس مــا يرســــم فـــوق الخرائــط

نـحن الرمـــوز الحقيقيــــة فى هــــذا العــالم . . . وليــــــس اسمـــــاء القـــــادة العظمــاء . . . لاننـا نحـن من صنعـناهـم

فرسـان العالـم الحقيقيـون . . هــم شعــوب الارض

رابط هذا التعليق
شارك

للاسف بعد تحجيم اعداد المقبولين لاداء الخدمة العسكرية بعد معاهدة كامب ديفيد وتالها تملص

الحكومة من تعيين الخرجين عن طريق القوى العاملة تزامن معه فى نفس الوقت الغاء الخدمة العامة

وقد كانت هذه الاشياء مجتمعة تستوعب اعداد كبيرة من الخرجيين ولم تكن نسبة البطالة بهذا

المعدل الموجود حاليا كانه غرض خفى لتفريغ الشباب وتهميش دوره فى المجتمع سياسيا ومدنيا

فاصبح الخريج المسئول عن نفسه بداية من اختيار وسيلة تعليمه الى بحثه عن فرصة عمل تناسب

مؤهله وزاد من الامر سوءا بعد ان تاجرت الحكومة بحقوق ومستقبل هؤلاء الشباب اثناء الخصخصة

ولم تكلف نفسها بانشاء البديل من المصانع والشركات لحل لو جزء من مشكلة البطالة

ولم يعد امام الخريج الا الشوارع والمقهاى والفراغ لعجزه فى الحصول على فرصة عمل

ونظرا لاختلاف متطلبات سوق العمل عن نوعية الشهادات الحاصلين عليها استطاع البعض ان يطور

من نفسه عن طريق اكتساب مهارات لغوية وحاسب آلى ودورات تنمية بشرية ولكن ذلك ايضا

تشتت وسط بحار الوسطة والمحسوبية فاصبح كثيرون من هؤلاء الشباب طاقة معطلة غير مستغلة

وغير منتجة (فتشوا عن نوابغ البحث العلمى الذين تحطمت احلامهم على يد الحكومة والروتين

ستجد منهم من فضل الهروب باحلامه والهجرة للخارج ومن لم يستطع التحق بوظيفة لاتناسبه

انقاذا لماء الوجه) ولكن لو هناك تغيير حقيقى قادم فمن المؤكد سيجد هؤلاء من يستعين

بهم فى كافة المجالات للاستفادة بكفاءتهم ويصبح من الممكن تشغيلهم وفق اسلوب ومنهج

علمى منظم ومتطور قائم لصالح البلد وليس لصالح افراد

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...