من يخدع الآخر؟

[Simba]

لو ذهبت هذه الأيام لأحد مطاعم ماكدونالدز وطلبت بطاطس مقلية ستقرأ على الغلاف الخارجي هذه الجملة: «البطاطس لدينا حلال 100% وتقلى باستخدام زيت نباتي حلال»..

وهي جملة أضحكتني بالفعل كوني لم أدرك حتى تلك اللحظة بأن هناك «بطاطس حرام» لم تقطع أو تقلى «حسب الطريقة الإسلامية».. لم أفهم فعلا هل هو خطأ في صياغة الجملة، أم أن ماكدونالدز (مثل شركات عالمية كثيرة) بدأت في التخبط بسبب حساسياتنا المفرطة...

فالشركات العالمية (العاملة في بلادنا) تدرك أننا شعب حساس وشكاك ويرى ما لاتراه أعين الآخرين.. وبمرور الوقت تعلمت استغلال ذات الشكوك والمحاذير للترويج لبضاعتها من خلال إظهار وتَصنع مراعاتها لحساسيتنا الدينية وخصوصيتنا الثقافية.. ولهذا السبب أصبحنا نشاهد مثل هذه المفارقات المضحكة ونسمع لأول مرة عن عصير أناناس خال من الكحول (وكأنه يوجد كحول في بقية العصيرات) ومنتجات تتضمن زيوتا نباتية حلالا (وكأن هناك زيوتا نباتية حراما) وبطاطس وأسماك وخضروات مجمدة (ذبحت حسب الطريقة الاسلامية)!!!

على أي حال.. ليس هذا موضوعنا الأساسي.. فما يهمني فعلا وأود أن أسألك عنه في مجلس لايضم غيري وغيرك هو:

...هل نحن فعلا شعب حساس ونرى مالايراه الآخرون!؟...

إن أردت جوابي بصراحة: (نعم)...

فحين كنتُ في جريدة المدينة نشرت الصفحة الاسلامية صورة معكوسة لكلمة كوكا كولا (Coca Cola) ادعت انها تقرأ من اليمن للشمال (لا محمد ولا كعبة) ولم يدرك المحرر حينها اسم الشركة سجل كماركة تجارية قبل 118عاما من اكتشافه لهذه المؤامرة.. وقبل سنوات انتشرت في مساجدنا ملصقات تدعى ان الأحرف الأولى من كلمة بيبسيPepsi تعني ادفع بنسا لتقتل مسلما (وهو استنتاج لم يخطر على بال شارون الذي دخل الأقصى حينها مسببا الانتفاضة الثانية) .. وبعدها بفترة رأيت في نفس المسجد ملصقا عليه صورة مكبرة لكفر سيارة كتب تحته:

أخي المسلم تضم كفرات تويوتا الجديدة اسم الله عمدا وذلك لإهانة الاسلام والمسلمين فعليك بمقاطعة سيارات تويوتا ان استطعت.

وهو تحذير يثبت أن صاحبه يجهل أن تويوتا لا تصنع الكفرات، ولكنه يدرك اننا شعب لايستغني عن الونيت والكامري فانهى نصيحته ب(إن استطعت).. وكما حصل مع كوكاكولا قدمت تويوتا (وليس شركة جوديير الأمريكية) اعتذارها حيال هذا التشابه في محاولة مستعجلة لمجاملة عقولنا الصغيرة!

... بصراحة نحن فعلا شعب شكاك يرى في كل تقاطع صليبا، وفي كل زخرفة نجمة داود، وفي كل انحناءة لفظ الجلالة، الأمر الذي انعكس على تصرفات الشركات العالمية معنا (وتخيل في المقابل كم ستضحك هذه الشركات على فرنسا مثلا لو أصدرت قرارا بتحريم الكروسون أو كتابة حرف الC لأنه يشبه هلال المسلمين وأجبرتها على التنبه لهذا الأمر)..

هاجس المؤامرة لدينا جعلنا نعتقد أنه لا همّ للشركات العملاقة غير تمرير الخدع علينا في حين ان شركات كهذه تدرك جيدا ان ازدهارها التجاري يعتمد على احترام عقلية المجتمع الذي تتعامل معه.. وحين تعتذر كوكاكولا أو مكدونالدز أو ستاربوكس رغم تقيدها بتعليمات وزارتيْ التجارة والصناعة فإنها تفعل ذلك ولسان حالها يقول: «امنحوهم ما يريدون من الاعتذارات ليستمر تعاملنا معهم»!!

... وفي المقابل ...

في حال ثبت فعلا تعمد الإهانة والإساءة (وهذا مالا أتصوره من شركة تربح الملايين من أسواقنا) فينبغي علينا حينها التقيد بقوله تعالى {وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نبْتغِي الْجَاهِلِينَ... فالأصوات المرتفعة وردود الفعل العنيفة هي مايساهم في ترويج الأفعال المسيئة ضدنا ومثال ذلك الرسوم الدنمركية في الماضي وقضية إحراق المصحف في الحاضر!

... وعجبت من تراجع القسيس عن إحراق المصاحف وتسبُّب المظاهرات ضده بإزهاق 35 نفسا في عالمنا الاسلامي !!

http://www.alriyadh.com/2010/09/26/article562515.html

[لماضة مصرية جدا]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

استاذي الفاضل

النهارة كنت بقرأ مقالة جميلة أوي "من وجهة نظري" لعمر طاهر اسمها بالنيابة عن المسلمين الجدد و هو قسمها إلي 3 أقسام...و استحالة و انا بتصفح الثلاث أجزاء الا أجد نفسي في واحدة منها

المقالة اللي قرأتها و الفكرة اللي حضرتك بتعرضها....لا أراها تتحدث بنسبة مئة في المئة عن نظرية المؤامرة...لكن عن حصر الدين...العلاقة السامية النورانيةاللي يفترض فيها انها تسمو بروح الانسان و عقله بشكل يسمح ليه انه يطوع جسده و سلوكياته في كل ما يرضي الله...حصر العلاقة الروحانية الراقية دي في مجموعة مظاهر و كأننا خايفين ان الدين يضيع يعني لو محفظناش عليها.

لو عشنا حياة الرسول صلي الله عليه و سلم و الانبياء عليهم السلام ستجد أن حياتهم كلها سلوك....معاملة.....قصة فيها عبرة يلقطها القلب العارف بالله

و قطعا لن نجد أي من المظاهر اللي احنا غرقانين فيها دلوقتي

اوقات كتير بحس ان احنا مغيبين باسم الدين عشان نفضل نلقي بأنفسنا في معارك وهمية...تبعدنا عن الجهاد بمعناه الحقيقي

استحضر كتاب كنت بدأت في قراءته بالامس و هو "التصوير الفني في القرآن الكريم" لسيد قطب....الكتاب كما يدل عنوانه و قال عنه كاتبه

"إن فاتني جمال الترتيل...فأدعو الله ألا يفوتني جمال التأويل"

و يستطرد الكاتب حين يقول "لقد مررت في حياتي بدراسة قرآنان...قرآن عذب مشوق يرقي بانسانيتي و يفجر في جمالا أعرف به طريقي إلي الله و قرآنا لم أفهم منه شيئا حين درست في المعاهد الدينية....أما الأول فأستطيع أن أقول أني وجدت القرآن"

و لأجيب عن تساؤلك "من منا يخدع الآخر؟؟" نحن قطعا نخدع أنفسنا.....و نستحق ما نلقاه من خديعة....إن ثبت وجودها أصلا....كيف يكون لنا هذا الحصن الحصين و نظل نلهث لهثا في معارك وهمية لا نقاتل فيها سوي أنفسنا في المرايا

أما"الآخر"....الذي نظن دوما أن هناك من يتربص بنا....و يمضي ليله مؤرقا بالتفكير في المعارك التالية فوجهة نظري المتواضعة هو فقط يطبق أبجديات علم التسويق الا و هي "ماذا يريد العميل؟"

العميل الذي يفند و يحلل شخصيات وضعت نفسها بنجاح منقطع النظير في قوالب ثابتة فبات عليه الامر اكثر سهولة أن يدرك يف يحقق الكسب الاكبر منها

و احدث ما ينتجه لنا....الصين....تصدر لنا" المايوة الشرعي"...طب اصلا المسمي مش راكب علي بعضه....لكن يلقي رواجا هائلا في مصر ووصل سعره لاكتر من 300 جنيه

و يعود نفس السؤال.....هو احنا برضه كده بنخدع مين؟؟؟

شكرا استاذي

مساااك تساؤل....اجابته قطعا موجعة

تحياتي

[doha]

ولو اني فاهمه فكرة الموضوع وانه مش عن ( ماكدونالدز ) تحديدا و( خدعتها ) من وجهة نظرك في موضوع الزيت الحلال .. بس اسمح لي بتعقيب بسيط ..

من فترة قرأت ( تحذير ) وصلني بالايميل وعلى مااذكر هو وصلني كذا مرة من اكثر من مصدر في خلال الكام سنة الماضية .. مفاده ان ماكدونالدز بتقلي البطاطس بتاعتها بشحم مستخرج اساسا من دهن الخنزير .. وبكده طبعا هيبقى الزيت ( مش حلال ابدا ) لاننا محرم علينا تناول الخنزير وكل مايخرج منه ..

طبعا الموضوع في الاول والآخر اعتبرته كلام فارغ خاصة وكل المطاعم في مصر ـ ولا اظن ماكدونالدز استثناء ـ بتقلي ببطاطس فارم فريتس يعني تركت موضوع تجهيز البطاطس وتعبئتها لشركه تخصصت في الحكاية دي بس وده مش عشان سواد عيونا كمسلمين مبناكلش بطاطس ( مخنزرة ) وانما لان ده اوفر بكتير بالنسبة لها انها تشتري جاهز بالجملة من انها تجيب عمال مخصوص يفرزوا ويقطعوا ويقلوا ..

اذا فتوضيح ماكدونالدز على البطاطس وانها ( حلال ) هو في محله تماما وامر متوقع في مجابهة ( الحملة ) الي شنت ضد ( البطاطس عندهم) .

ده عن ماكدونالدز .. اما عن كفرات السيارات او كوكاكولا المعكوسه الي هي فعلا اسمها كوكا من يوم ماطلعت بس كتابة الشعار بالشكل الي فهم او فسر بالمشقلب محصلش غير من كام سنة بس ..

بالنسبة لكل دول فانا بفسرهم بقصة ظريفة كنت قريتها زمان للمبدع احمد بهجت اسمها ( عبيط القرية ) يمكن اعيد انزالها في المحاورات في وقت قريب ..

تم تعديل 28 سبتمبر 2010 بواسطة doha

[م تيمور المراغي]

الموضوع جميل والردوود اجمل ,,

حبيت اني اسلم و اعبر عن اعجابي ,,