اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

يحيي الجمل لمصراوي: الإخوان المسلمين لا يصلحون للحكم.. وجمال مبارك بلا شعبية


مغتربة

Recommended Posts

حوار: أحمد الشمسي

ما بين انتخابات برلمانية توشك أن تبدأ، وانتخابات رئاسية بدأ صراعها مبكرًا بحملات شعبية غير مسبوقة لدعم المرشحين المحتملين، وبين حراك سياسي واجتماعي غير صورة الشارع ، وسلوك المواطن أيضًا.. تغيرت صورة المشهد العام في مصر كثيرًا.

ومن خلفية هذا التغيير يأتي حوارنا مع الدكتور يحيي الجمل، الفقيه الدستوري والوزير الأسبق الذي تحدث عن حالة مصر الآن، وفترة حكم الرئيس مبارك،وقضية تولي جمال مبارك الحكم، وتعديل الدستور والمحاكمات العسكرية ،وجماعة الإخوان ،وغيرها من القضايا الهامة والموضوعات الساخنة التي أبحر معنا فيها الدكتور الجمل أحد الرموز الوطنية خلال السطور المقبلة.

بداية قال الجمل أعتقد أن مصر وصلت إلى حالة غير مسبوقة من تاريخها ، فالذي يلازم المصريين جميعاً هي مشاعر القلق والحيرة ، وتتمثل مشاعر الحيرة في أمر الحاضر ، أما مشاعر القلق فتتمثل في المستقبل فلا أحد يعرف شيئا ، نحن في ظل حكم رئيس موجود في الحكم من 30 عام.

وأضاف الجمل: مصر بها العديد من الانهيارات.. فلو تحدثنا عن انهيار التعليم نجد أنه انهار لأدنى مستوى ، حتى جامعة القاهرة التي كانت منارة العلم يستقى منها كل الطلاب العرب العلم أصبحت الآن لا وجود لها على خريطة الجامعات العالمية.. أما بالنسبة للصحة فهي متردية إلى أبعد حد ، والأمان الوحيد الموجود في مصر؛ هو المحافظة على أمن النظام ، لكن أمانك الشخصي وأمان الشعب وأمان زهرة الخشخاش ، لا أحد يكترث به.

وحول رؤيته لحال الشباب قال الجمل: الشباب في عهد مبارك "ضايع" ، الشباب يقوم بتوفير ماله كي يموت ،الشباب يعيش على أمل أن يجد مركب تبحر به إلى بر الأمل ويموت فيها، وهو يعلم تماماً أنه سيموت ومع ذلك يقبل عليه، لأنه لا يستطيع أن يحصل على فرصة عمل في بلده، لا يوجد تنمية ينمو معها ولا يوجد أمل في المستقبل، حتى خريجي كلية الطب والهندسة أصبحوا عاطلين.

وتحدث الجمل عن رؤيته لشخصية الرئيس مبارك، قال الجمل:" شخصية مبارك بسيطة، أنا كنت أعرفه في المدة الأولى من رئاسته، كان متخوف من المنصب بعد تعيينه نائباً للرئيس السادات، لكن بعد وصوله للمنصب تمسك بالمنصب تمسك لا يتناسب مع حجم المشاكل ولا مع حجم صحته وسنه ، والرئيس مبارك لديه اعتقاد أن مصر لا يوجد فيها أحد غيره ،ومستقر في ذهنه أنه الوحيد في مصر ،وهو حريص على إعطاء البلد كل ما عنده حتى آخر نفس في حياته".

وتابع الجمل : لا أعتقد أن الرئيس مبارك يرغي في توريث الحكم لنجله جمال، لأنه كأب يعرف حجم المشاكل، ولا أظن أنه لا يوجد أب يى الدنيا ،يُحب وضع ابنه يى جهنم، ومن ناحية أخرى هناك بعض الشخصيات التي تؤيد وجود جمال مبارك في السلطة لأنه ببساطة "منهم وعليهم"، فلو جاء أحد غيره فسيقوم ذلك الشخص بفتح ملفات كثيرة في الدولة ومنها ملفات فساد هذه الشخصيات.

وردا على سؤال حول مدى قرب جمال مبارك من كرسي الرئاسة قال الجمل:" بصراحة الموضوع محير ، فحيث يختفي المنطق لا يمكن التوقع، فهناك العديد من الأسئلة التي لابد أن تطرحها ونجيب عليها ومنها لماذا لم يُعين جمال مبارك في أي وزارة من وزارات مصر، في الوقت الذي يصطحبه والده في زيارته لواشنطن".

وفيما يخص توقعاته لسيناريو ما بعد مبارك قال الجمل إذا توفي الرئيس حسنى مبارك دون أن يعين نائباً ودون أن يكون جمال في موقع السلطة ،ستتضاءل فرص جمال نهائيا وذلك لسببين، الأول لأن جمال ليس له أي أرضية شعبية، أما السبب الثاني فيتمثل في أن المؤسسة العسكرية لا ترحب بوجود جمال مبارك في السلطة، فلو اختفى الرئيس مبارك فجأة ستضع المؤسسة العسكرية يدها على السلطة في مصر، فمن الناحية الشكلية سيتم تولى رئيس مجلس الشعب رئاسة الجمهورية، لكن من حيث المضمون سيكون كل شيء مخطط له حسب المؤسسة العسكرية التي ستضع يديها على البلد.

وحول البدائل المطروحة في ظل عدم تمتع جمال مبارك بالشعبية المطلوبة قال الجمل إن البدائل هي الحرية والديمقراطية، لو فتحت أبواب الحرية في مصر سيظهر ألف بديل، وأي شاب يتم إعطاؤه الفرصة سيصل إلى الحكم، والدليل على ذلك الرئيس الأمريكي أوباما رئيس اكبر دولة في العالم وهو ليس فذاً ولكنه أُعطى الفرصة.

وأضاف الجمل : اعتقد أن مصر مقبلة على أحد صورتين إما انفجار مدمر وهذا ما لا أرجوه لمصر وإما نوع من الرشد السياسي يفتح أبواب التحول السلمي ولو بقدر بسيط يسمح بفترة انتقالية ثم بعد ذلك تستقر الأمور في مصر، وأعتقد أن هناك أُناس في النظام الحاكم يفكروا هذا التفكير.

وأكد الجمل أن الديمقراطية يمكن تطبيقها في مصر، فلو فتح الرئيس مبارك أبواب الديمقراطية، ستتكون أحزاب حقيقية وليست أحزاب ديكور، سوف يكون هناك 4 أو 5 أحزاب حقيقية.

وأشار الجمل إلى أن الديمقراطية قادمة لأسباب عديدة، فحجم الغضب يتزايد وحجم السخط يتزايد، وحجم التمرد يتزايد ، ومثل ما يقول الماركسيين "التراكم الكمي يؤدي إلى تراكم كيفي".

وشدد الجمل على أن الرئيس مبارك كان على علم بمشاكل المواطن زمان، لكن الآن يبدوا أنهم يحاولون إخفاء أي مشاكل عنه خوفاً عليه، فأصبحت الصورة الوردية للشعب هي الدائمة في ذهن الرئيس، لدرجة أنه يقال لو أحد من الوزراء سيقابل الرئيس لا يقوم بإعلامه بأي مشاكل تمر بها البلد بالبلدي "محدش يقوله شىء يزعله ويضايقه".

وحول العلاقة المتبادلة بين الشعب والرئيس قال الجمل: الرئيس يريد من الشعب الخضوع الكامل، لكني كمواطن أريد من الرئيس أن يحاول معرفة أين هي إرادة الشعب وذلك عن طريق انتخابات حقيقية.

وعروجًا على أزمة جناحي العدالة قال الجمل، اختل ميزان العدالة اختلالا شديدا، والخلل القضائي يبدأ من كلية الحقوق التي أعطيتها حياتي كلها، الخلل يبدأ من كلية تقبل عشرات الآلاف من الطلاب وليس بها إلا أماكن محدودة ،يدخل الطلاب لا يتعلمون شيء، "يحفظون كلمتين"، ويتم تعيينهم في القضاء حيث لا يجد أحد بتعلم منه، وأنا أتذكر عندما كنت في النيابة، كنا نتعلم من زملاؤنا القدامى والقضاة.

وأضاف الجمل: صورة القضاء أصبحت مخيفة مثل صورة مصر بالضبط ،ومشكلة القضاء في مصر أن الصور الهزيلة تصعد على السطح، والصور الممتازة تختفي، وأؤكد للمرة الثانية أنه ما لم نبدأ بإصلاح كلية الحقوق، سيصبح الحال أسوأ ،فهناك العديد من وكلاء النيابة في مصر لا يستطيعون أن يكتبوا جملة صحيحة.

وشدد الجمل على أن القضاء المصري أفضل من غيره، مضيفا أنه ليس جزيرة منعزلة في المجتمع ،والقضاء جزء مما يحدث في المجتمع وإذا فسد المجتمع فسد القضاء، والمجتمع مثل أنابيب مستطرقة توصل لبعضها كلها ، لكن من الممكن أن يقاوم القضاء عوامل الفساد في المجتمع لكن لفترة قصيرة.

وقال الجمل اقترحت مشروع دستور جديد يقوم علي مبدأ الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها كل المواطنين دون أي استثناء من أي نوع يكون، وهذا الاقتراح ورد في خطاب مفتوح إلى السيد الرئيس وأنا أؤكد أن هذا الاقتراح هو المخرج لأزمات مصر كلها، وفكرته تتلخص في أن الرئيس يعلن عن قيام فترة مؤقتة لمدة سنتين، وفى هذه الفترة يتم انتخاب لجنة تأسيسية تنتخب انتخاب حقيقي، ويتم اختيار 200 شخص ويضيف إليهم فنيين، هذه اللجنة لن تخترع ، ولكنها ستأخذ من دستور عام 54،23 ودستور 71 ، فكل هذه الدساتير تحتوى على أشياء جيدة جداً، وبها أشياء لابد أن يتم حذفها ،لكن المؤكد أنه سيتم استبعاد المواد 76 و 77 وتعديلات 2005 و2007 لأنها شوهت الحياة الدستورية في مصر، واستطرد الجمل، لكن "اقتراحي دُفن ككل اقتراح جيد في مصر".

وتابع الجمل: كل ما أدخل على الدستور من تعديل يُعد عيباً وتشويه للدستور ، وعلى الرغم من ذلك هناك دساتير سارت عليها مصر وكانت جيدة ومنها دستور 71، وعمومًا لا يوجد في مصر شيء اسمه دستور، الدستور الوحيد الموجود يتمثل في إرادة الحاكم وهناك مقوله لفقيه فرنسي "هناك بلاد بها نصوص وهناك بلاد بها حياة دستورية" ومصر من البلاد التي بها النصوص.

وحول رؤيته للانتخابات القادمة الخاصة بمجلس الشعب قال الجمل إن نتيجتها موجودة في الكنترول كأي انتخابات في مصر، وعلي سبيل المثال كانت انتخابات مجلس الشورى الأخيرة مسار سخرية الجميع ، وهنا أود أن اطرح سؤال.. من هو الشخص الذي يعيش في مصر ويحصل من دائرته الانتخابية على 200 ألف صوت أو 150 ألف صوت؟ .. وهل هو سعد زغلول أم مصطفى كامل أم محمد فريد أم مصطفى النحاس؟.. وللعلم الزعماء الأربعة لم يحصلوا على مثل هذا العدد الهائل من الأصوات علي أيامهم رغم كونهم رموز تاريخية.

وفيما يخص موقفه من النقاب قال الجمل: النقاب ليس من الإسلام في شيء، بدليل أن القرآن والرسول لم يأمروا المرأة بارتداء النقاب، ولكن ما كان يحدث أيام الجاهلية أن النساء كانوا يعرون صدورهم لكن الآية القرآنية التي نزلت بخصوص هذا الشأن أمرتهم أن يغطوا صدروهم لكن لم تأمرهم أن يتنقبوا.

أشار الجمل إلى أن الإخوان فريق دقيق التنظيم له قضية لكنى أخشى من الدولة الدينية أكثر من خشيتي من الدولة البوليسية وذلك لأن الدولة الدينية دولة مستبدة ، تعتمد على الله ولا يقبلون الجدال ، أما الدولة البوليسية فتعتمد على وزير الداخلية وتأخذ أوامرها من شخص والإسلام لا يوجد فيه دولة دينية حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام دولة مدنية في المدينة ،وجميع الحكام الذين جاءوا بعد الرسول كانوا حكام مدنيين.

حوار جميل جدا و دسم جدا لشخص اكن كل احترام لعقله و علمه

EjGPv-c584_381280136.jpg

ما اجمل الانوثه عندما تمتطى صهوه الحياه

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا يا مغتربة

انا لا اعتبره حوار رائع بقدر ما اعتبره انه تحليل شامل وملخص لصورة الواقع المصري

ان اجمل ما في هذا التحليل الشامل هو الحيادية التامة والبعد عن الكلمات التى ليس منها اى فائدة

والبعد عن المبالغة الهشة التى تعتبر خدعة بصرية وسمعية كما هى مبالغات ومغالطات بعض الصحف والبرامج المرتزقة

وهذا امر متوقع ان يكون اختيارتك لتناسب شخصيتك المميزة

اغابي

:roseop:

نـحن البلـــــدان الحقيقـيــة فى هــذا العـــالم . . . وليـــــس مــا يرســــم فـــوق الخرائــط

نـحن الرمـــوز الحقيقيــــة فى هــــذا العــالم . . . وليــــــس اسمـــــاء القـــــادة العظمــاء . . . لاننـا نحـن من صنعـناهـم

فرسـان العالـم الحقيقيـون . . هــم شعــوب الارض

رابط هذا التعليق
شارك

اجدنى متفقا مع معظم مقال د/ يحيى الجمل ولكننى وقفت طويلا أمام جملة : لو الرئيس

فتح أبواب الحرية وسمح بتنظيم 3 أو 4 أحزاب حقيقية ....

ومع علمى بأن أدب ومقام يحيى الجمل هو الذى جعله يصرح برأيه بهذا الشكل فأنه من الواجب

علينا القول السليم ألا وهو كيف لمن أغلق أبواب الحرية على شعبه لمدة ثلاثون عاما من الظلم

والقهر وحكم الطوارئ وأفقار غالبية الشعب ووضع ثروات البلاد فى أيدى مجموعة من اللصوص هذا

عدا عن سياسة التبعية لامريكا والغرب والتذلل لعدونا الحقيقى أسرائيل ، كيف لهذا الطاغية

أن يفتح الباب طواعية ويتنازل عن سلطاته ويجعل الشعب شريكا ومحاسبا فى حكم البلاد وثروتها

وكأننا نرجو من الضوارى والوحوش أن تكون رقيقة القلب مع فرائسها وتدعها فى سلام لاتنهش لحمها

ولاتكسر عظامها ولاتمتص دمائها ، لم نرى فى التاريخ مثل هذا الديكتاتور البشع الذى يصحو من

نومه وقد رأى حلما أزعجه فأسرع من فوره وأعلن عن قراره التاريخى بضرورة مشاركة الشعب فى الحكم

أن أبواب الحرية لاتفتح كهبة ومنحة من الحاكم ولكنها تحطم وتنتزع أنتزاعا من أماكنها على يد

المظلومين التواقين لتنسم هواء الحرية .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...