اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أحياء الاسلاموفوبيا عبر وسائل اعلامية


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

الحملة الاعلامية الغربية ضد العرب والمسلمين ليست جديدة ولعل احداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة اوجدت الحافز المباشر الذي ينتظره الكثيرون في الغرب لاعادة احياء هذه الحملة من جديد،

ولكن بجملة التوصيفات الحالية لدعوة واشنطن للوقوف ضد الارهاب والتحديد الدقيق للموقف يجعلنا نتساءل اليس في هذا ضرب لكل مفاهيم الديمقراطية والحرية التي ينادي بها الغرب وهل يمكن لأي انسان ان يدرك ابواب الحرية وهو المهدد اما بالتدمير او بالاصطفاف الى جانب التحالف الامريكي ضد الارهاب دون تحديد واضح لمفهوم الارهاب بل ان من يحدده هذه المرة هو الرئيس الامريكي وادارته، وهنا نطرح السؤال المشروع اليس في هذا حجز للديمقراطية وحصار لحرية الرأي وهي المواقف التي تنادي بها الولايات المتحدة؟!

لمصلحة من؟

ان حملة التشهير التي تقودها وسائل الاعلام الغربية ضد العرب والمسلمين ترتبط بالاساس بمراكز صنع القرار رغم ان الجانب الرسمي الاوروبي والامريكي اكد مراراً عدم الربط بين الارهاب والعرب والمسلمين الا ان مشكلة صراع الحضارات مازالت حاضرة في الذهنية الغربية وتدعمها احياناً مواقف رسمية حكومية تظهر بين الحين والاخر كان اشهرها تأثيراً ما قاله الرئيس الامريكي جورج بوش بأن حربه ضد الارهاب هي حرب صليبية ورغم توضيحات ادارته الا ان الضوء الاخضر قد استشف من مسمى التعبير لاطلاق حملة اعلامية ضد العرب والمسلمين الذين بادروا مسرعين للتعبير عن موقفهم الواضح ضد ما جرى في واشنطن ونيويورك واستعدادهم للوقوف الى جانب الولايات المتحدة ضد الارهاب مع ان ذلك قد يطال دولاً عربية ناهيك عن تنظيمات عربية تدافع عن وطنها واراضيها وحددت من قبل الادارة الامريكية بأنها منظمات ارهابية كحزب الله في لبنان والتنظيمات الفلسطينية كحماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية؟! ولن نناقش هنا مسألة الدفاع عن الوطن ضد الاحتلال لأن هذه المسألة تدركها تمام الادراك الادارة الامريكية ولكن امام مساندتها المطلقة لاسرائيل لابد ان تضع الكفاح المسلح ضد المحتل في قائمة الارهاب وكيف لا يكون ذلك وهي اي واشنطن ارادت تحميل العالم مشكلة ما حدث في اراضيها وخصصت الحمل الاكبر للعرب والمسلمين مما دعا صحافة الغرب لاحياء مفهوم الاسلامووفبيا الذي لم تحاول الحكومات الغربية اقتلاعه من قوانينها كما سعت الى اقتلاع اللاسلامية من مفاهيم شعبها وبشكل ادق اقتلاع العداء للصهيونية من مجتمعاتها الغربية.

واذا كان الغرب اليوم قد عاد لاحياء الاسلاموفوبيا عبر وسائل اعلامية فإنه بذلك قد اوجد حالة منشطة لاعلامه الذي بدأ قبل الحادي عشر من سبتمبر يتكرر نظراً لعدم وجود احداث كبرى تشغله وتشغل الرأي الغربي مما فتح فرصاً جديدة توفرت بعدم وجود الحدث الكبير للانشغال في امور داخلية وصلت الى حد الانتقادات المستمرة من قبل الصحافة لادارة الرئيس بوش في الولايات المتحدة ولبعض الادارات الغربية في اوروبا.

ومع تواجد حدث كبير كحدث الولايات المتحدة وجدت الادارة الامريكية فرصتها لاحياء صراع من نوع جديد وهو صراع الحضارات رغم عدم اعلانها الصريح عنه ولكن كيف يمكن لادارة من الادارات الامريكية ان تبقى دون حدث مهم حتى وان كان هذا الحدث اخلاقياً كما حدث في ووترجيت مثلاً او في فضائح كلنتون الجنسية وهي بالطبع احداث داخلية شخصية تركت بصمتها على تلك الفترة من الزمن ولكن حدثاً مثل الثلاثاء الدامي سيعيد بوش الى الواجهة بعد ان غاب عنها عملياً منذ توليه الرئاسة وشعرت ادارته بأنه قد ينسى وهذا الامر يحصل في الولايات المتحدة فالناس هناك ينسون رئيسهم؟ اذا لم يترك بصمته وهذا ما اكدته بعض الاستطلاعات السابقة في الغرب عموماً.

لذلك فإن عودة مفهوم الاسلاموفوبيا الى واجهة الاعلام الغربي تقدم عملاً جديداً ومختلفاً تقوم به الصحافة الغربية وبالمقابل الاخر فإن الاسلاموفوبيا كمفهوم سيحل محل الخوف من الشيوعية الذي انتهى بانهيار الاتحاد السوفييتي ومنطقياً فايجاد البديل يعتم على القديم.

اما من الواجهة الاخرى فيبدو ان الولايات المتحدة لا تريد معاقبة المتهمين الرئيسيين في العمليات الانتحارية بل هي تسعى واقعياً لخلق ازمات داخلية وعالمية جديدة وتصعيد هذه الازمات وتعقيدها ثم العودة الى حلها وبالمقابل ادارتها عالمياً وداخلياً مما سيجعل الاثر المطلوب يطفو بشقه الداخلي ويسعى خارجياً لعولمة جديدة تحل مكان العولمة الاقتصادية الا وهي العولمة العسكرية بعسكرة الهيمنة بعد تباطؤ العولمة الاقتصادية وفي هذا الجانب فإن الاعلام الغربي اذ يقدم صورته اللا حضارية في صراع الحضارات يرتكب خطأ حضارياً جديداً.

فعلى المستوى الامريكي يؤكد العداء للولايات المتحدة ويزيد ناره من قبل كل ما هو غير امريكي اما في اوروبا فإن الحملة الشرسة على العرب والمسلمين ستعطي الضوء الاخضر للعولمة الامريكية كي تدخل اوروبا من ابوابها المفتوحة بعد ان بقيت المحاولات الاوروبية تعمل بكل جدية لابقائها مغلقة.

اللوبي الصهيوني

صحيح ان العرب والمسلمين يتحملون العبء الاكبر من حملة الولايات المتحدة ضد الارهاب ومن حملة الوسائل الاعلامية الغربية عموماً ضد الاسلام والعرب، ولكن هل الغرب حقاً هو المحرض على هذه الحملة؟ الواقع ان البديهية المباشرة تقول بأن اللوبي الصهيوني كان اكثر تحريضاً من الاعلام الغربي المستقل ومع علمنا ان معظم المؤسسات الاعلامية الغربية الكبيرة تدخل في بنيتها الاقتصادية ايادي اللوبي الصهيوني فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قد نادى مباشرة اللوبي الصهيوني للتحرك الاعلامي وقبل ان تنهار الابنية الامريكية المهاجمة وكان اعلانه يشير صراحة للعرب والمسلمين عامة والفلسطينيين بشكل خاص وهو ما كان بمثابة اعطاء امر التحرك باتجاه مهاجمة العرب اعلامياً حيث وجد فرصته لممارسة ارهاب الدولة بشكل علني تؤيده الولايات المتحدة ولا يعترض عليه الاتحاد الاوروبي.

ولكن وفي ظل كل هذه الهجمات الاعلامية والتي اتخذت منطق الفعل في بعض المناطق الغربية حيث مورست فيها عمليات ارهاب ضد العرب والمسلمين فإن انتهاء الصدمة قد جعل البعض يفكر بشكل عقلاني متسائلاً: الى من يعود المصلحة الكبرى فيما يحصل الان وبالطبع كانت بعض الاستنتاجات الغربية تشير بشكل واضح الى ان ما يجري الان على الساحة الدولية هو لمصلحة اسرائيل التي زادت من نيرانه بصب الزيت على لهيبه وبذلك فإن الارهاب الاسرائيلي الممارس ضد الفلسطينيين سيتستر بغطاء الهم الامريكي الاكبر الذي اصاب عقر الدار الامريكية من داخلها، وسيتستر ايضاً بسعي الولايات المتحدة بالبحث عن عدو مجهول الهوية اتخذ ذريعة لتحالف عالمي هدفه محاربة الارهاب دون تحديد ما هو الارهاب؟!

ولكي نكون منطقيين فسنلخص ما كتبه الصحفي الامريكي «جون جيراسي» في مقالة نشرها على موقع «زدماج» ومما ذكر ان القوات الامريكية قد قتلت خمسة آلاف مواطن في احد احياء بنما بحجة البحث عن (نورييجا) ويذكر بمليوني فيتنامي قتلتهم الحرب الامريكية وبهندسة وزير الدفاع روبرت ماكنمارا، كما يعيد الى الذاكرة اجتياح الدولة الصغيرة جرينادا في الكاريبي وقتل آلاف المواطنين لانهم فكروا في اقامة مطار يدعم سياحتهم واقتصادهم ولأن الادارة الامريكية كانت تعتقد مجرد اعتقاد بأن هذا المطار سيكون خطة روسية لانشاء قواعد عسكرية ويسرد جون جيراسي الكثير من اشكال القتل الامريكي كالمساعدات بالمال والسلاح للحكومة الكمبودية لقتل مليون مواطن والتدخل في نزاعات السلفادور واندونيسيا وحصار الشعب العراقي ولا ينسى الكاتب ان يربط بين ذلك واعمال شارون الارهابية ومنها بالطبع مجزرة صبرا وشاتيلا، وعصابات ارجون وشترن الصهيونية التي ضمت في صفوفها الكثير من زعماء اسرائيل الارهابيين ومنهم بالطبع شارون وبيجن وشامير وهم الذين خططوا وفجروا فندق الملك داوود وقتلوا عشرات الضباط الانجليز مع عائلاتهم.

وفي نقلنا عن وسائل الاعلام الغربية اجزاء مما كتبه جون جيراسي فاننا الان نستطيع ان نؤكد ان ظاهرة الاسلاموفوبيا التي عادت الى الغرب لن تكون الا لمصلحة اشخاص محددين في الغرب واسرائيل وهو ما يقودنا الى النظر في طبيعة المواجهة الاعلامية العربية التي مازالت توجه خطابها الى العرب والمسلمين وكأن العرب والمسلمين يمكن ان ينضموا الى ركب الاعلام الغربي الذي يهاجم دينهم وقوميتهم وحتى وطنيتهم والمشكلة اننا كعرب مازلنا ندور في فراغ لمن نوجه اعلامنا؟! فهل يعقل ان يبقى الاعلام العربي بعيداً عن ايجاد صيغة دفاعية عن مواقف العرب والمسلمين توجه الى الغرب تحديداً وهل يعقل على سبيل المثال ان تصدر مادة اعلامية عربية هائلة من بريطانيا موجهة الى العرب، تتفوق على اية مادة اعلامية تصدر عن اي قطر عربي وبالطبع جميع هذه المواد من بريطانيا او من الوطن العربي هي موجهة الى العرب وباللغة العربية. والا يمكن ان يتغير اسلوب العمل الاعلامي ليصبح اكثر انفتاحاً على الغرب يخاطبهم بلغتهم وبالطريقة العقلانية التي يقتنعون بها وبالطريقة العاطفية التي يتسترون عليها، ان الواجب الاعلامي العربي مطالب اليوم اكثر من اي وقت مضى بايجاد وسيلة تواصل بينه وبين الشارع الغربي ولكن تكون هذه الوسيلة سوى اللغة سواء بنوعها او بكيفيتها، ولن تكون سبل مواجهة الهجمة الغربية ضد العرب والمسلمين الا من داخلنا نحن العرب والمسلمين ولكن مع توفر الارادة التي تصنع المعجزات.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

الحصار الأمريكي‏..‏ وظاهرة الإسلاموفوبيا‏!!‏

بقلم‏:‏ صلاح الدين حافظ

نيويورك‏:‏ يبدأ يوم الجمعة القادم ــ السادس من نوفمبر ــ العرض التجاري للفيلم الأمريكي الجديد الحصار‏,‏ في مئات من دور العرض السينمائي داخل الولايات المتحدة‏,‏ بعد أن مهدت له حملة اعلانات ودعاية هائلة‏,‏ باعتباره أحد أهم أفلام هوليوود‏,‏ التي أنفق عليها كثيرا ويتوقع منه منتجوه دخلا وفيرا‏..‏

لكن فيلم الحصار يمسنا نحن العرب والمسلمين في الصميم‏,‏ وخصوصا المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ بل وفي الغرب عموما‏,‏ لأنه يحمل رسالة كريهة تفوح منها كل روائح العداء والكراهية والحض علي البغض واحتقار العرب والمسلمين‏,‏ لأنهم ببساطة ارهابيون‏,‏ إذ أن شبكة ارهابية عربية اسلامية‏,‏ تخطط لنسف مدينة نيويورك باستخدام أسلحة نووية حديثة وصغيرة‏,‏ الأمر الذي استدعي اعلان حالة الطوارئ واستدعاء خبراء أهم ثلاثة أجهزة‏,‏ هي الجيش والمخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي‏,‏ لاجهاض مخطط الشبكة الارهابية‏.‏

هكذا تقول الفكرة الأساسية للفيلم المثير الذي أنتجه ادوارد زويك ويقوم ببطولته دنزيل واشنطن‏,‏ ووبروس ويليس وأصدرته شركة فوكس‏,‏ ليثير واحدة من أشد العواصف حرارة في المجال الفني والسينمائي‏,‏ وإن كان قد تعدي ذلك إلي المجال السياسي والديني وهذا هو الأهم‏,‏ لأنه بوضوح يثير كراهية الجمهور‏,‏ لكل عربي ومسلم لأنهما ارهابيان بالسليقة‏,‏ ولأنهما مهما عاشا في أمريكا ونعيمها‏,‏ فإن ميلهما الغريزي للعنف والدم والقتل والارهاب‏,‏ يغلب علي سلوكهما ويؤدي بهما إلي ارتكاب الجرائم الفادحة‏,‏ مثل التفجيرات الكبري بأسلحة نووية مهربة‏!!‏

ورغم أن الفيلم لم يعرض كما قلنا تجاريا‏,‏ إلا ابتداء من يوم الجمعة القادم‏,‏ إلا أنه نجح في إثارة ضجة هائلة هنا في الأوساط الأمريكية‏,‏ بعد أن طرحت فكرته للنقاش العام‏,‏ وتناولته معظم الصحف الكبري وشبكات التليفزيون الرئيسية‏,‏ وانقسم الرأي حوله‏,‏ جزء يؤيد الحق في تناول السينما الأمريكية لظواهر العنف والارهاب والتفجير التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة والمنظمات المتشددة‏,‏ بما في ذلك الجماعات الأمريكية ذات الأصول العربية والاسلامية‏,‏ وخصوصا أن الأمريكيين قد أكتووا بنار تفجيراتها العديدة‏,‏ من تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك عام‏1993,‏ إلي تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام عام‏1998.‏

وجزء آخر يري أن فيلم هوليوود الجديد الحصار يأتي في نطاق المؤامرة الجديدة علي العرب والاسلام والمسلمين‏(‏ رأي المجلس الأمريكي الاسلامي‏)‏ وأنه فيلم ماكر وخطير مثير للفتنة وله تأثير سلبي علي ملايين العرب والمسلمين الأمريكيين‏,‏ لأنه يحرض علي الكراهية والتفرقة وارتكاب الجرائم بدافع معاداة كل من ينحدر من أصل عربي واسلامي‏,‏ ويربط بين الشعائر الاسلامية كالصلاة وعمليات الارهاب‏(‏ رأي اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التفرقة‏),‏ مما يجسد إثارة العداء لكل رمز اسلامي أو عربي عند الناس‏.‏

بل إن الناقدة الأمريكية لوري جودستين نشرت في صحيفة نيويورك تايمز قبل عدة أسابيع‏,‏ رأيا مهما حول مخاطر الرسالة السينمائية التي يكرسها هذا الفيلم‏,‏ وقالت إن الأمريكيين العرب والمسلمين يخشون أن يؤدي ذلك إلي تعميق الكراهية وإثارة العداء‏,‏ وكذلك فعلت صحيفة يو إس توداي حين نشرت موضوعا آخر عبرت فيه عن غضب الأمريكيين العرب والمسلمين من حملة الكراهية التي يثيرها الفيلم الجديد‏,‏ وهذه هي النغمة المعارصة‏,‏ التي يمكن أن نتابعها في أكثر من صحيفة ومحطة تليفزيونية أمريكية‏,‏ استقبالا للحصار‏,‏ ولا ندري إلي أي مدي ستتسع أو تخبو بعد بدء عرضه للجمهور‏!‏

ولأنني لست من خبراء النقد الفني والسينمائي‏,‏ فإنني لن أحشر نفسي في الزوايا الضيقة للقصة والسيناريو والأبطال والتصوير والاخراج‏,‏ إلي غير ذلك من الأعمال الفنية المتخصصة‏,‏ ولكن ما يعنيني هنا‏,‏ هو وضع الفيلم بفكرته ورسالته وهدفه‏,‏ في الاطار الذي ينبغي أن يكون فيه‏,‏ من النواحي السياسية والفكرية بل والعرقية والدينية‏,‏ طالما أنه بحكم مضمونه اختار مجموعة ارهابية من ذوي الأصول العربية والاسلامية وحدهم‏,‏ لينسفوا المدينة الكبري نيويورك بأسلحة نووية ــ‏!!‏ ــ ولم يشأ منتجوه ومخرجوه أن يختاروا ارهابا آخر‏,‏ وهو كثير‏,‏ من ايرلندا‏,‏ أو اليابان أو أمريكا اللاتينية أو اسرائيل‏..‏ مثلا‏,‏ مثلا‏!!‏

والمضمون المقصود إيصاله إلي جمهور المشاهدين ــ عشرات أو مئات الملايين الذين سيشاهدونه في العالم كله ــ أن العرب والمسلمين ارهابيون بالطبيعة والثقافة والنشأة‏,‏ وأنهم وأحفادهم لايتخلون عن هذه الثقافة الارهابية ــ ثقافة العنف والقتل والتدمير ــ في أي وقت وأي بيئة يعيشون فيها‏,‏ حتي لو كانوا يعيشون في أمريكا‏,‏ دولة التحضر والتسامح والاستقرار والسلام‏!!‏

وبالمقابل فإن المضمون الآخر الذي يحمله فيلم الحصار‏,‏ أن المجتمع الأمريكي الحر والديموقراطي والمتسامح‏,‏ الذي قبل أن يعيش فيه وينعم بخيراته ملايين العرب والمسلمي‏,‏ وعرقيات وأديان أخري عديدة‏,‏ يستطيع أين يروع كل من يتآمر ضده من أبنائه أو من الوافدين إليه‏,‏ بفضل كفاءة وشجاعة الأبطال الأمريكيين الحقيقيين‏!‏

لكن المضمون الأكثر خطورة في هذا الحصار هو تجسيد الصورة النمطية المقبولة استريو تايب للشخصية العربية والإسلامية‏,‏ صورة الشخص الهمجي المتخلف الحاد المزاج المتقلب الطبيعة الغادر الخائن زير النساء الطماع المسرف المبتذل‏..‏ وأخيرا الوحش الارهابي القاتل المدمر‏...‏

وهي صورة نمطية مشوهة ظلت وسائل الاعلام والدعاية الأمريكية والغربية‏,‏ بتأثير صهيوني أكيد‏,‏ تروجها عبر سنوات وعقود‏,‏ مستغلة الأزمات التي حدثت بين العرب والمسلمين من ناحية وأمريكا وأوروبا من ناحية أخري‏,‏ في الماضي والحاضر امتدادا للمستقبل‏,‏ ولقد برعت سينما هوليوود تحديدا وشركة فوكس منتجة الحصار من أهمها‏,‏ في تقديم عشرات الأفلام خلال السنوات الماضية‏,‏ التي تحمل وتروج لهذه الصورة المشوهة‏,‏ مقابل الشخصية اليهودية الوديعة الخيرة الطيبة المحبة للآخرين‏,‏ ولنتذكر أفلاما من نوع فيلم علاء الدين وفيلم أكاذيب حقيقية‏!!!‏

إن أهم ما يفضي إليه كل ذلك‏,‏ هو تعميق مظاهر الكراهية للعرب بل وللاسلام كدين‏,‏ وليس للمسلمين كبشر فقط‏,‏ مع زيادة حدة الهواجس والمخاوف من الاسلام التي صارت تعرف بالاسلاموفوبيا‏,‏ والتي لم تعد مقصورة علي السينما أو الصحافة والتليفزيون فقط‏,‏ ولكنها صعدت إلي عديد من الفئات الاجتماعية المثقفة وإلي السياسيين والمشرعين‏,‏ بل وإلي رجال دين‏,‏ خصوصا من التيار الانجيلي اليميني المتشدد‏,‏ الذي تحالف مؤخرا مع الصهيونية المتطرفة‏,‏ وظهرت آثار هذا التحالف الديني السياسي الفكري‏,‏ في دوائر سياسية وثقافية وتشريعية واعلامية عديدة‏,‏ وأهمها ما نراه بوضوح في الكونجرس علي سبيل المثال‏!‏

ولايكفي هنا أن نركن إلي التفسير التآمري للأحداث‏,‏ رغم صحة مظاهره ودلائله الكثيرة في هذه الحالة‏,‏ ولكننا وللحق قدمنا اسهامات هائلة في حملة التشويه المتعمد للنموذج العربي والكراهية المثيرة للاسلام والمسلمين‏,‏ عن طريق سلوكنا السيئ وأدائنا المتخلف وواقعنا البليد في معظم الأحيان‏,‏ فإن بكل ذلك مادة خصبة لعبت بها آلة الدعاية‏,‏ وخصوصا الصهيونية والمتعصبة دينيا وسياسيا وعرقيا‏,‏ في مجتمعات غربية كثيرة‏,‏ أبرزها المجتمع الأمريكي‏..‏

ولقد جاء التزامن التاريخي ليضيف هو الاخر بعدا جديدا‏,‏ إلي ظاهرة الاسلاموفوبيا‏,‏ عبر أحداث معينة برزت كأنها صدام حاد وعنيف بين الاسلام وأمريكا‏,‏ خصوصا أحداث الارهاب التي قامت بها جماعات تتغطي بشعارات اسلامية‏,‏ ضد مصالح أمريكية‏,‏ فإذا بالخلط المتعمد بين الاسلام كدين والارهاب كجريمة‏,‏ يتم في وضح النهار‏,‏ وإذا بالقالب النمطي للمسلم أو العربي هو أنه ارهابي بالسليقة‏.‏

وبقدر ما وجدت فكرة العداء والصدام بين الحضارة العربية الاسلامية‏,‏ والحضارة الغربية ــ المسيحية اليهودية ــ ترويجا فكريا وفلسفيا وتنظيريا من مفكرين وكتاب كثيرين ــ مثل برنارد لويس وصامويل هانتنجتون وغيرهما ــ داخل أمريكا وخارجها‏,‏ فقد وجدت نفس الفكرة‏,‏ أنصارا ودعاة في بلادنا يحملون نفس التطرف ويحضون عليه‏,‏ وفيما بين هذا و ذاك ترسبت في العقل الباطن الغربي ــ والأمريكي خصوصا ــ مشاعر الخوف وهواجس الشك والارتياب‏,‏ من العدو العربي الاسلامي الكامن انتظارا للحظة الوثوب علي الحضارة الغربية الحديثة والمتقدمة ليدمرها‏,‏ بعدما حاول وفشل العدو السوفيتي الشيوعي الذي انهار‏,‏ وبالمقابل ترسبت مشاعر مشابهة في الشارع الاسلامي والعربي‏,‏ تكمن العداء وتعاني الهواجس من الامبريالية الغربية والهيمنة الأمريكية الجديدة‏,‏ سواء جاء ذلك في إطار الواقع أو في إطار المبالغة والخوف التاريخي‏!‏

ولقد وجدت ظاهرة الاسلاموفوبيا‏,‏ مددا غذائيا لنموها في العقود الأخيرة‏,‏ عبر تتالي بعض وقائع التزامن التاريخي‏,‏ وخصوصا ما أصبح يعرف بالصحوة الاسلامية‏,‏ وعلي وجه أخص النموذج المتشدد الذي قدمته الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخوميني في ايران مع بداية الثمانينات‏,‏ ومن ثم الصدام المروع بين ايران الثورة وأمريكا الشيطان الأكبر‏,‏ امتدادا للصدام الأمريكي مع العراق بعد غزوه للكويت في عام‏1990,‏ واشتعال الشارع العربي والاسلامي ضد التحالف الأمريكي الذي دمر العراق ولايزال يحاصره‏!‏

ومن اللافت للانتباه حقا‏,‏ أن معظم الصدامات الأمريكية خلال العقدين الأخيرين‏,‏ مع ما صاحبها من عنف‏,‏ قد وقع مع بلاد عربية أو اسلامية‏,‏ فبعد ايران والعراق‏,‏ هناك ليبيا ــ أزمة لوكيربي ــ وهناك السودان‏,‏ ليس فقط بسبب اتهامها ذات يوم بتشجيع الارهاب‏,‏ ولكن أيضا بالمسحة الدينية ــ الاسلام في مواجهة المسيحية ــ التي لونت الصراع في جنوب السودان‏,‏ وهناك أفغانستان‏,‏ التي تقلبت في وحلها السياسية الأمريكية‏,‏ من نصير وداعم للأفغان ضد السوفيت بالأمس‏,‏ إلي خصم وعدو الآن أيضا بسبب الارهاب الاسلامي‏,‏ وهناك الصومال التي تورطت فيها القوات الأمريكية ــ حملة استعادة الأمل ــ التي خرجت منها فاشلة بجسد تدميه الجراح‏,‏ وأخيرا هناك المواجهة الأصعب المتمثلة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي حول فلسطين خصوصا‏,‏ أخذا في الاعتبار الاحساس الأمريكي بأن اسرائيل جزء حقيقي منها‏,‏ وأن العرب والمسلمين يريدون تدميرها لأنهم برابرة وأجلاف وسفاحون‏,‏ وأن واجب الرسالة الإلهية لأمريكا أن تمنع ذلك وتحمي اسرائيل وتقيم هيكلها كما جاء في العهد القديم‏..‏

وبقدر ما نؤمن أن التغلغل اليهودي والنشاط الصهيوني في أمريكا‏,‏ قد ساهم بقوة في تعميق الفجوة بين الحضارة الأمريكية وبين العرب والمسلمين وصولا لانتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا‏,‏ بقدر ما ساهم انفلات التطرف والارهاب الدامي‏,‏ الذي مارسته جماعات تسمي نفسها اسلامية خلال السنوات الأخيرة في العالم‏,‏ وخصوصا داخل أمريكا أو ضد مصالحها في الخارج‏..‏ من تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك‏,‏ والتهديد بنسف مقر الأمم المتحدة‏,‏ إلي تفجير مبني القوات الأمريكية بالخبر‏,‏ إلي تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام‏,‏ وفي لهيب هذه الحرائق الدامية‏,‏ أظهرت وسائل الاعلامي والدعاية‏,‏ الوجه الارهابي للعرب والمسلم‏,‏ عبر صور عمر عبدالرحمن وأسامة بن لادن وغيرهما‏!!‏

وفي هذا المناخ الملبد بغيوم الشك والكراهية المتبادلة‏,‏ المعبأ بعوامل الصدام ومحركات الصراع‏,‏ يجئ فيلم الحصار بكل المضامين المحرضة التي حملها والأفكار الكارهة التي يروج لها‏,‏ فيترك أثرا عميقا في جماهير المشاهدين‏,‏ أعمق ولاشك من كل الكلمات البروتوكولية المدافعة عن السلام‏,‏ التي قالها الرئيس الأمريكي كلينتون ووزيرة خارجيته أولبرايت ومساعدها بيكرينج‏,‏ في الأيام الماضية‏,‏ إحساسا منهم أن الرأي العام قد وقع تحت تأثير معلومات خاطئة أو اتجاهات مضللة هدفها التحريض علي كراهية الاسلام والمسلمين والعرب داخل امريكا وخارجها‏,‏ مستغلة الوقع الأليم لتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا‏!‏

في هذا المناخ المعتم أيضا‏,‏ الذي يجري فيه تخويف المواطن العادي‏,‏ عبر فيلم مثل الحصار وغيره‏,‏ من خطر الاسلام والمسلم الارهابي والعربي المتوحش‏,‏ الذي يريد تدمير أمريكا من الداخل‏,‏ فإن من حقنا أن نتساءل في خوف وجزع‏,‏ كيف يمكن أن يعيش آمنا مستقرا‏,‏ المسلم سواء كان عربيا أو غير عربي‏,‏ والعربي سواء كان مسلما أو مسيحيا‏,‏ في هذا المحيط من التحريض المتعمد علي العداء والكراهية والخوف والاحتقار‏..‏

ربما يتحمل المجتمع الأمريكي المتعدد الأعراق والأديان والسياسات والأفكار‏,‏ مسئولية كبيرة‏,‏ في تأمين فئاته واستقرار طوائفه وأقلياته‏,‏ لكنني أظن أننا نحن نتحمل المسئولية الأكبر في تحسين وجوهنا وتغيير صورنا‏,‏ التي ساهمنا كثيرا في تشويهها والاساءة اليها‏,‏ وإلي حضارتنا وتاريخنا وديننا‏!!‏

خير الكلام‏:‏ يقول أبوتمام‏:‏

تروح علينا كل يوم وتغتدي .............................. خطوب يكاد الدهر منهن يصرع

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار

الحملات يا استاذنا الفاضل لم و لن تتوقف..

الحاصل أنه هناك مراحل و بين كل مرحلة و أخري هناك فترة إعادة ترتيب ودراسة مقارنة للمحقق فعليا مع المخطط له.

لازلنا في إنتظار الأكبر و الخطر...

رابط هذا التعليق
شارك

مفتي مصر يقود قافلة تعريفية بالاسلام في لندن

الدكتور علي جمعة وعدد من رجال الدين المصريين يزورون بريطانيا بغرض اقامة حوار حول مفاهيم الاسلام ورسالته.

ميدل ايست اونلاين

لندن - وصل الى العاصمة البريطانية وفد من رجال الدين المصريين بقيادة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة في زيارة تهدف الى التعريف بالاسلام واقامة حوار حول مفاهيمه ورسالته.

ويضم الوفد الكاتب الدكتور زغلول النجار الذي اصدر العديد من الكتب بالاضافة الى انه استاذ في علوم الجيولوجيا في الجامعات المصرية، والدكتور جعفر عبدالسلام نائب رئيس جامعة الازهر سابقا والدكتور محمد ابوليلة استاذ اللغة الانجليزية بجامعة الازهر.

وتضمن برنامج الوفد في بريطانيا حضور ندوة بجامعة اكسفورد وزيارة الكنيسة الكاثوليكية فى لندن ولقاء مع ممثلي الكنيسة الانجليكانية بالاضافة الى محاضرة في معهد الدراسات الشرقية والافريقية.

كما التقى الوفد بعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية وكذلك بعدد من افراد الجالية المصرية والعربية فى المركز الثقافي المصري في منطقة بارك لين فى لندن.

وشهد لقاء المفتي مع الجالية المصرية والعربية حوارات صريحة وساخنة.

وبدأ اللقاء بكلمة من الدكتور علي الجندي المستشار الثقافى المصري في المملكة المتحدة الذى رحب فيها بالوفد الزائر وقدم اعتذارا عن عدم حضور الدكتور اسامة الباز مستشار رئيس الجمهورية، وكان قد اعلن عن حضوره.

ثم بدا سماحة المفتي فى الحديث فقال "ان الاسلام قد تعرض الى حملة ظالمة استهدفت تشويهه، وبدا واضحا ان الاسلام اصبح متهما حتى تثبت براءته، وليس بريئا حتى تثبت ادانته كما تقر المبادئ القانونية على الاقل، ولذلك فان مهمتنا فى هذه الرحلة هي محاولة ردم الفجوات الكبرى، وان نصحح المفاهيم المغلوطة، ونطرح قضية اساسية في نشر الدعوة الاسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، لذلك فان الهدف هو ازالة الفهم الخاطئ عن الاسلام، ثم اقامة الحوار مع المسلمين والمسيحيين.

واضاف الدكتور جمعة "ان الاسلام يحب الحياة وقد قال الرسول عليه السلام (ان الله جميل يحب الجمال)، وحين سئل عن ابنته فاطمة قال (انها وردة اشمها مالكم ومالها)، فالاسلام دين للحياة وللاخرة."

وتحدث الدكتور زغلول النجارعن مفاهيم الاسلام الداعية للرحمة والتعايش مع الاخرين فى سلام، وان الرسول فى سلوكه كان مثالا لتلك المعاني.

اما الدكتور جعفر عبدالسلام فقد خص الحضور برسالتهم فى غربتهم، وقال انهم بسلوكهم وباتساع افقهم فى الحوار والمناقشة، يمكن ان يكونوا نموذجا حيا لدينهم فالامانة والصدق والسلوك الطيب مظهر من مظاهر الدين، واثره على الانسان في تعامله مع الاخرين.

واستطرد فقال "ان المسلمين في جنوب شرق اسيا هم الذين نشروا الاسلام بالسلوك الحسن والتعامل الطيب مع الناس"، وعدد في ذلك الكثير من الامثلة.

وتحدث الدكتور محمد ابو ليلة فاسترسل فى نفس الزوايا التى طرقها من قبله وهي في مجملها تعكس الامثلة الموثقة على نهج الرسول الكريم وسلوكه في معاملة الاخرين الذي يتسم بالمودة والكلمة الحسنة، ولم يكن ذلك دابه فقط مع الانسان ولكن ايضا مع الحيوان، فالدين الاسلامي هو دين الرحمة.

بدا بعد ذلك الاستهلال فى اللقاء من المتحدثين فتح باب الحوار.

وكان حول امكانية ترتيب لقاء من الوفد الزائر مع جمعية الصحفيين الاجانب، لما يمكن ان يترتب عليه من اتساع دائرة الاعلام عن الاسلام ومفاهيمه، وقد اجاب السيد المفتي بقوله ان هذه القافلة التى حضرت هي القافلة الاولى، وسوف تتعدد القوافل لتغطية الكثير من المواقع فى بريطانيا، وسوف يجري ترتيب لمثل هذه الجمعيات.

س: عن دور الفقه فى الدول الغربية، وهل يتلاءم مع هذه المجتمعات.

ج: هناك في الديانة امور ثابتة لا يمكن الخلاف حولها باختلاف الزمان او المكان، وهي مثل الصوم فى رمضان او الصلاة وعدد الركعات وغير ذلك، ثم هناك دائرة اخرى تتضمن المباح ودائرة اخرى تتضمن المكروه، وهي تختلف باختلاف الزمان والمكان، والاسلام دين عالمي يصلح لكل مكان وزمان، وهو فيما يتعدى حدود الثوابت فهو مرن. والاسلام حين دخل للفرس صلى المسلمون فى سراويلهم (البنطلون) فقد كان ذلك ردائهم.

س: ما هو راي فضيلة المفتي فى (الاسلاموفوبيا) وظاهرة العداء للاسلام؟

ج: حدث ذلك لانه لم تكن هناك عناية بالشرح والتوضيح، فلم يكن هناك سفير يتحدث بصفته مسلما، وتركنا الساحة الى الصهاينة واعداء الاسلام، ولذلك من الواجب على الجميع الدول والمؤسسات والافراد المسلمين ان يوضحوا ويشرحوا وان يكون الافراد نموذجا فى سلوكهم واسلوب حوارهم وان نقاشنا (وجادلهم بالتي هي احسن).

س: لماذا صرح رئيس الحكومة المصرية انه يخشى ان يؤول الحكم للشيعة فى العراق، اليس الشيعة مسلمين؟

ج: انا لا اعرف من اين استقيت هذا الخبر المغلوط تماما، فكلنا يا اخي مسلمون، واهل البيت ياخذون منزلة عالية لدى المصريين، وعندنا في مصر اكثر من اربعين مزارا لاهل البيت والمذهب الجعفري تم اخذه ضمن مذاهب شيعية منذ عام 1958 اثناء فترة المرحوم الشيخ شلتوت شيخا للازهر، واخيرا يا اخي انا اسمي (علي).

س: التأكيد دائما ان الاسلام دين الرحمة والعطف والسلام والمودة، الا يمكن ان يفسر ذلك ان الاسلام لايحض على الحق والكرامة ورد العدوان؟

ج: ان الاسلام دين الحق والكرامة وعزة النفس، والاسلام هو دين القصاص، فنحن لا نعرف في الدين عقوبة الاعدام ولكن ينظر لها على انها القصاص، فالاسلام ليس دين العدوان ولكن دين الحق، ونحن نؤمن بالاخوة بين الانبياء وكذلك بين البشر جميعا، فنحن ننتمي فى النهاية الى اب واحد هو ادم وام واحدة هي حواء

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

دراسة أعدها رئيس مجلس الأئمة في بلجيكا: أسباب تاريخية وثقافية وسياسية وراء انتشار ظاهرة «إسلاموفوبيا» في الغرب

القاهرة: «الشرق الأوسط»

طالب الدكتور عبد الكريم الكياني رئيس مجلس الائمة في بلجيكا المؤسسات والمنظمات والهيئات التربوية والثقافية الدينية في العالم الاسلامي، بأن تأخذ على عاتقها مهمة تصحيح صورة الاسلام في الكتب المدرسية المعتمدة في المدارس والمعاهد في البلدان الاوروبية.

واوضح الدكتور الكياني في بحث له بعنوان «أوضاع المسلمين في المجتمعات الغربية»، القاه امام المؤتمر الاسلامي العالمي السادس عشر، الذي نظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة اخيرا. ان تزايد اعداد المسلمين بشكل مطرد في الغرب بالاضافة لوجود عوامل ثقافية وسياسية واجتماعية لعبت دورا كبيرا في تغذية الحركة العدائية للاسلام والمسلمين في الغرب، جعلت الاسلام والمسلمين في اوروبا يعيشون اليوم في أزمة خانقة بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ، فأصبح الشعورالعام بالخوف من الاسلام هاجسا يسكن المواطن الاوروبي والذي عرف بظاهرة «الاسلاموفوبيا».

وتؤكد الدراسة ان العلاقة بين اوروبا والاسلام في الوقت الراهن تكشف عن وجود ارتياب اوروبي كامن وموروث في الاسلام والمسلمين صنعته عوامل تاريخية متعددة يرجع بعضها الى الفتوحات الاسلامية التي وصلت الى الاندلس وصقلية وغيرها من بلاد اوروبا وكذلك الحروب الصليبية التي استمرت مئات السنين والى وجود شعور في العقلية الاوروبية بأن له رسالة كونية والاسلام يعتبر التحدي الرئيسي، كما ان ثقافة التفوق العرقي والفردية ـ الغربية وتميز الجنس الابيض ساهمت مساهمة كبيرة في صناعة تاريخ اوروبا والغرب الحديثين، مما جعلهم ينظرون الى الاخرين باعتبارهم «البرابرة» أو «الهمج» أو الكائنات الأقل رقيا وتطورا في سلم الحضارة.

وذكرت الدراسة انه بالرغم من تخلي المجتمعات الغربية الحديثة عن كثير من سمات هذه الثقافة بل ونمو ثقافة مناهضة للعنصرية فيها، فان صورا عديدة من ثقافة التفوق والتميز لا تزال تعشش في اعماق الوعي واللاوعي الاوروبي والغربي فتنتج اجيالا من العنصريين المتشبعين بنظرة التفوق والتميز على العالمين، بالاضافة الى وجود بعض التصرفات السيئة لبعض الاجانب وابناء الاقليات العرقية المقيمة في الغرب وتفجر الاحداث السياسية في الشرق الاوسط التي جعلت الاعلام الغربي يدق نواقيس الخطر ويحاول ان يشيع ويذيع في عقول ونفوس ابناء الغرب حقيقة وهمية، وهي ان الخطر الاسلامي اضحى على الابواب بل انه يتوسع ويستشري في قلب العواصم الغربية.

وتؤكد الدراسة انه من اسباب تنامي ظاهرة العداء للاسلام في الغرب ظهور عدد من الافلام السينمائية التي انتجتها هوليود مؤخرا والتي تصور الانسان العربي المسلم في صورة انسان همجي متخلف قاسي القلب ودموي ولص متاجر بالعبيد.

واكدت الدراسة انه امام حالة «الفوبيا» من الاسلام التي سيطرت على الجميع في الغرب اصبح اي مسلم هو بالضرورة ارهابيا. وطالبت الدراسة بقيام المؤسسات الدينية والثقافية في العالم الاسلامي بدراسة هذه الاسباب والعمل على تصميمها.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

الخوف الأميركي و الترويع العربي.

محمد احمد النابلسي / الكفاح العربي في 14 / 1 / 2004

خلال فترة أعياد ميلاد العام 2004 تم إحصاء 32 تحذيرا أميركيا جديا من عمليات إرهابية في الداخل الأميركي. وهذه التحذيرات أصبحت تخيفنا أكثر مما تخيف الجمهور الأميركي. فنحن أصبحنا الشعب المختار، لتسديد فواتير الأضرار الأميركية.

وهو تكريس حصنا عليه من جواب وولفويتز لبوش عقب حوادث 11 أيلول حين سأل بوش عما يمكن عما يمكن فعله بعد تلك الحوادث فأجاب وولفوتنز نضرب العراق اليوم لم يعد هنالك عراق ليضربه وولفوتيز إذا ما حدث عمل ما داخل أميركا فماذا تراه يجيب وكف تسعفه عبقريته بالجواب؟

على أية حال فإننا نحمد الله أن كل هذه التحذيرات الأميركية لم تكن دقيقة ولم يحدث أي حادث منها. ونعتقد أن ذلك كان مدعاة غبطة الجمهور الأميركي وعرفانه بجميل أن يطمئنا إلى تنامي حظوظ بوش الانتخابية.

لكن المسالة تتعلق بأعصابنا التي لم تعد تتحمل الصدمة للترويع، فإذا كان الجمهور الأميركي يكتفي بالنجاة وبنهاية إعلان اللون البرتقالي فإن جمهورنا لا يكتفي بذلك.

فهو يريد أن يعرف حقيقة تلك التحذيرات ليطمئن . فإذا كانت فبركة كانت هذه التحذيرات حقيقية فإن من حقنا السؤال عن الشعب الضحية التالي الذي سيختاره السيد وولفوتيز خصوصا وأن أحد لم يتطوع لسؤاله عن جدوى حروبه الاستباقية إن هي خلفت كل هذه التهديدات وفي غياب المحاسبة فإن بإمكانه متابعة سياسة الثور في متحف الخزف.

نذكر إنه وفي العالم 1998 ورفض الرئيس كلينتون خطة غزو العراق لعدة أسباب ومنها أنها ستوقع عشرة آلاف ضحية من المدنيين الأبرياء وها هي إدارتها بوش تعترف بوقوع هذا العدد فعليا وإن كنا نظن أن العدد أكر من ذلك بكثير.

ونسأل أسئلة حول استعداد الإدارة الأميركية لمواصلة هذه السياسة دون محاسبة ودون روادع؟ والأهم السؤال عن الإصرار على اعتبارنا الشعب المختار،للرد على الضربات الإرهابية ضد المصالح الأميركية

نذكر إنه في العام 1995 ومباشرة بعد انفجار مبنى الأف، بي ، أي ، في أوكلاهما راجت الشائعات عن تورط شرق أو سطيين في الحادثة ولم يكن من الصعب في حينه القبض على بضعة مئات من هؤلاء ممن مروا في مكان الحادث قبل شهر من وقوعه. كما لم يكن صعبا إيجاد كتيب تعليم قيادة السيارات في واحدة من سيارات العرب القريبة من المبنى المنفجر والأهم أن الأجهزة الأمنية الأميركية لمتكن لتواجه العياء في بحثها عن بعض أفراد من العرب المشبوهين أمنيا أو المرتبطين بتنظيمات دينية أو بغيرها.

وبهذا يتضح لنا أن تركيب الديكورات 11 أيلول في قالبها العربي الشرق إسلامي لم يكن عملا إبداعيا فهو كان مكننا ومتاحا منذ العام 1995 مع فارق أن الإدارة الأميركية لم تكن قد وقعت في أيدي الصقور الديكتاتورية التي تكاد أن تفقد أميركا أعز ما تملكه وهو ليبيرالتها والتي لم يبقى منها سوى سمات الجمال الباقية لدى عجوز شمطاء.

إن ما يخيفنا حقا هو أن الفاشيون الجدد لا يكلفوا أنفسهم عناء تقويم الأدلة على صحة اتهاماتهم، فهم يوزعونها على أهوائهم دون أن تحرجوا من ثبات بطلانها. وهذا يزيدنا خوفا لن القوة الأعظم في العام واقعة في أسر أفراد يطلقون التهم وينفذون الأحكام بدون أدلة وفي هذه الحالات فإن البراءة لا تكفي الأبرياء لينجوا بجلدهم.

نخاف على العراق من آثار الحرب على شعبه ومستقبله ونخاف من العراق بؤرة لتفجير الأحقاد التاريخية في المنطقة نخاف من هياج الثورة في متحف الخزف ونخاف من المناديل الحمراء التي تهيجه أيضا نخاف التهم المفبركة وأكثر منها نخاف الفاشية القادمة إلينا في ثياب الديموقراطية وكأننا نسمع حكاية علانية بحثا عن فريسة قادمة يهديه إلينا ثعلب المنطقة الإسرائيلية.

نقف هنا لنسأل عن مصلحة الأميركية ي إرهاب شعور المنطقة وترويعها وإذا كانت من مصلحة فهل هذا التخويف هو السلوك الأفضل لتحقيقها لقد خافت قبلنا شعوب كثيرة من الذئب نفسه. بل إن الخوذ ذوب بعض هذه الشعوب في الثقافة الأميركية.

فهل يريد الصقور تذويب ثقافة المنطقة وشعوبها على غرار بقية الثقافات الذائبة. وهل التدخل الأميركي في مناهجنا التربوية إلا دليل على تلك الرغبة.

ومع ذلك فإن هذه الرغبة والمصلحة في تحقيقها غير كافتين لتبرير كل هذا العداء تجاه المنطقة خاصة وأنها تخدم المصالح الأميركية وتحققها بدون تخويف وبلا تهديد، فالدول النفطية ملتزمة بسقف الأسعار الأميركية .وهي تعطي الأفضلية دوما للشركات الأميركية لتعود فتستثمر مدخراتها في السوق الأميركية. فماذا يريد الأميركيون بعد كل ذلك منها فنحن لا نصدق أنهم يخافون من الإرهاب الشرق الأوسطي

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...