جمهورية رفح

[ragab2]

جمهورية رفح

بقلم:عبد الله عيسى

..............

قبل أيام اقدم عدد كبير من سكان رفح على إغلاق المعبر الحدودي مع مصر ومنعوا التجول احتجاجا على أوضاعهم المأساوية وعدم الإسراع بتقديم العون للمتضررين الذين هدمت منازلهم وتشردوا .

ورغم أن الرئيس أبو عمار بادر في حينه وامر بتقديم معونات للمتضررين كمكرمة رئاسية عاجلة وكمقدمة لمعونات يفترض أن تقدمها الوزارات المختصة . إلا أن الناس تركوا بعد ذلك مع محافظهم مجيد الاغا ولا حول له ولا قوة يكرر على مسامعهم يوميا وعود الوزير الفلاني والوزير العلاني حتى فاض الكيل.

وتعتبر هذه الحادثة المؤسفة رقم 50 في رفح من حيث الاحتجاج وذات مرة أغلقوا مدخل المدينة ومنعوا المرور إليها دخولا أو خروجا إلا بناء على تأشيرة صالحة يحصل عليها المواطن من سفارة رفح في غزة ولم يبق أمامهم سوى إعلان الاستقلال ونشيد وطني لجمهورية رفح الديموقراطية الشعبية.

هنالك مشكلة اسمها رفح بحاجة إلى حل عاجل والحل ليس موجودا عند أجهزة الأمن وانما عند الوزارات المختصة والحل ليس على شاشة الفضائيات وكل وزير يشبع سكان رفح كلاما فينجلي الغبار ويجد المتضرر نفسه كما هو لابيت ولا مأوى ولا لقمة عيش كريمة.

إن من يصنع هذه المشكلات هو تقصير الوزراء والوزارات وإذا كنا لا نؤيد مطلقا أساليب الاحتجاج المبتكرة في رفح الصمود ولكن وفي الوقت نفسه نحمل المسؤولية كاملة لوزراء الحكومة الذين لايراهم أهل رفح إلا مغادرون إلى مصر أو عائدون منها فتحولت رفح إلى قاعة ترانزيت لا اكثر لاصحاب ال vip مما أوجد عند الناس سخطا كبيرا عليهم .

وإذا كنا عاجزين عن مساعدة أهلنا في رفح فلنصارحهم بالحقيقة وليذهب كل الوزراء المختصين إلى هناك ويتحدثوا مع الناس حوارا مباشرا والاستماع لمشاكلهم وهمومهم واعطاء الوعود الحكومية الممكنة التنفيذ وفق جدول زمني محدد لكل مشكلة.

أما قرارات مجلس الوزراء كذا وكذا واشاد مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي بصمود أهلنا في رفح وثمن مجلس الوزراء وقوف الأشقاء ودعمهم للمتضررين ..هذا كلام لايعني شيء بالنسبة لمواطن بلا مأوى وبلا مصدر رزق .

إلى متى نتجاهل المشاكل ونتركها تتفاقم حتى تصل إلى مرحلة لا نستطيع حلها بمفردنا .وإذا فكرنا بان المشكلة في رفح أمنية وضبط أوضاع هناك وقعنا في المحظور ..إنها مشكلة احتجاجات لاناس من حقهم أن يعيشوا بمنزل محترم وان يجد المواطن بجيبه في الصباح ما يشتري به مؤونة ذلك اليوم.

وقبل أيام هاجم عمال غاضبون مقر ديوان الموظفين في غزة بالحجارة احتجاجا على ظروفهم الصعبة ونكرر رفضنا لأسلوب الاحتجاج بهذا الأسلوب ونؤكد على رفضنا لهذا الأسلوب وننبذ العنف بكافة اشكالة ..ولكن أين الحل ؟.

لدينا حكومة ما شاء الله عنها.. فلماذا لا تنشغل بحل مشاكل الناس ولماذا تترك هذه المشاكل تتفاقم والمواطن لا يتفهم قلة الإمكانات لانه يفهم بان حكومة موجودة عليها إيجاد الحلول ..انهم يطلبون الحد الأدنى والمتضرر في رفح يطلب مأوى ولقمة عيش شريفة ولم يرفعوا في رفح شعارا :"نريد مرسيدس لكل مواطن".

هذه مسؤولية الحكومة حل مشاكل الناس ومبرر وجود حكومة هو قيامها بواجبها فلنشهد زيارات ميدانية من وزراء السلطة إلى رفح بلا انقطاع كل وزير يحمل معه حدا أدنى من الحلول العملية وعندها سنجد أهلنا في رفح كما عهدناهم الأكثر صبرا واحتمالا ولكن الإهمال ووزير يوقفه الناس ليتحدثوا معه وبدلا من أن ينزل من سيارته ويشعرهم بان الدنيا كلها معهم يغادر أو ....بسيارته لانه شاهد أناسا غاضبون !!..

واقول لاهلنا في رفح نحن معكم في كل مطالبكم ولكن إن أعلنتم جمهوريتكم المستقلة سينهار كل شيء في السلطة فعليكم بالحوار ومن حقكم أن يزوركم كل يوم وزير ومعه ما يستطيع من حلول حتى نتجاوز المحنة وعلى مجلس الوزراء أن لا يغلق أذنيه وعينيه ولا يستمع لهذه المشاكل .. إننا بحاجة إلى حل مشاكل المتضررين في رفح والعمال ولو بالقدر الذي يشعرنا بوجود حكومة فلسطينية فعلا في خدمة المواطن وحتى لا تخسروا التعاطف مع قضيتكم ليكن الاحتجاج بالوسائل السلمية المشروعة وكلنا معكم .

http://www.alwatanvoice.com/arabic/modules...rticle&sid=6644

[أسامة الكباريتي]

أقذر مافي الموضوع أن يتاجروا بدماء الشهداء والجرحى وبؤس التشرد وهم شركاء فيه وأسباب أولى له ..